أصبح العمل عن بعد هو سمة سوق العمل المميزة في السنوات الأخيرة، حيث إن ايجابيات العمل عن بعد لا يمكن أن تعوضها طرق العمل التقليدية. وأهم ما يميز العمل عن بعد أيضًا هو الطرق المختلفة التي يمكن إنجاز العمل بها، كما يمكن العمل عند بعد بدوام كامل أو جزئي. في الأساس يمتلك الأشخاص خيار تنظيم وقتهم بالطريقة التي توزان بين حياتهم الشخصية والمهنية. وهذا ما سنتعرف عليه خلال هذا الموضوع.
ما هو مفهوم العمل عن بعد
يعد العمل عند بعد هو نتاج التطور التكنولوجي ووسائل الاتصال الحديثة، فهو بكل بساطة العمل الذي يسمح للموظفين بالعمل خارج بيئة المكاتب التقليدية. فبدلًا من الانتقال إلى مقر الشركة في مواعيد محددة يتمتع الموظف بعدة امتيازات منها العمل في المكان المناسب له، وكذلك الوقت الذي تزيد في إنتاجيته. بهذا يستطيع إنجاز مهاهم، والاستمتاع بحياته الشخصية. وكما تعدد ايجابيات العمل عن بعد يوجد عدة سلبيات، سنوضحها جميعًا خلال موضوعنا حتى تستطيع أن تجنى ثمارًا أكثر من خلال العمل من بيتك.
نبذة عن تاريخ العمل عند بعد
وسعت شهرة العمل عن بعد في العقد الأخير، إلا أن تاريخه يرجع للربع الأخير من القرن الماضي. حيث ظهر المفهوم في عام 1973 على يد عالم ناسا للفيزياء جاك نيلز، ثم بعد ظهور الكمبيوتر الشخصي في 1975، والإنترنت في عام 1983 بدأت العديد من الشركات إتاحة الفرصة للموظفين للعمل من منازلهم. وفي عام 2018 أوضحت الإحصائيات أن أكثر من 70% من سكان العالم يعملون عن بعد على الأقل مرة واحدة أسبوعيًا.
أبرز ايجابيات العمل عن بعد
هناك الكثير من ايجابيات العمل عن بعد سواء للموظفين أو لأصحاب العمل، وفي النقاط القادمة سنوضح أهمها، وكيف تعود عليك بالفائدة، وهي كالتالي
أوقات عمل مرنة
لعل أكبر الأسباب وراء سعى الجميع لتوفير فرصة عمل عن بعد هي توفير المرونة الكافية للعمل في أي وقت خلال اليوم. فاختيار الوقت المناسب لأداء العمل وإنجازه على أكمل وجه يعد ضرورة مهمة للموظف وصاحب العمل. بجانب قضاء كافة احتياجاتك اليومية الضرورية.
زيادة معدلات الإنتاج
ما يميز العمل الحر هو الابتعاد عن الضوابط والقواعد الصارمة، ليس معنى ذلك أن العمل عن بعد لا يلتزم بقواعد، بالعكس، يتطلب مهارة عالية في إدارة الوقت واختيار المكان المناسب. هذا يساعد الأفراد على خلق نظام جيد يزيد من الإنتاجية بكل حرص، ما يقلل من عوامل التشتيت التي قد تسرق تركيزهم.
حياة صحية أفضل
المرونة في العمل من أهم العوامل التي تحسن من صحة الموظف، وتساهم بشكل كبير في أن يكون أكثر سعادة. على نقيض الوظائف التقليدية التي تجبر الموظفين على الحضور في أقات محددة، وتناول الوجبات في غير أوقاتها. فإن توفير وقت للتمارين والمشاركة بشكل فعال في حياة الأسرة الاجتماعية من أبرز ايجابيات العمل عن بعد التي يسعى إليها الكثيرون.
توفير الأموال
العمل من المنزل يقلل بكل تأكيد تكاليف الذهاب لمقر الشركة أو مكان العمل، وغيرها من النفقات الأخرى. هذا ما يسمح بتطوير ثقافة مالية وإنفاق المال على أشياء ضرورية أكثر مثل تطوير مكان العمل الخاص بك. كذلك يساعد ذلك الشركات في توفير تكاليف الإيجار وشراء أثاث المكاتب، وغيرها من المصاريف التشغيلية والإدارية.
سلبيات العمل عند بعد
بعدما ذكرنا عددًا من أبرز ايجابيات العمل عن بعد كان من المهم أيضًا ذكر بعض السلبيات التي يمكن فهم مخاطرها. ثم العمل على تجنبها بالشكل الذي يضيف أكثر لمرونة العمل. وهي كالتالي:
تعاون وتواصل أقل
لا يخلو أي عمل من الأعباء حتى العمل عن بعد، فلن تعمل جنبًا إلى جنب مع زملاء في العمل. في بعض الأحيان، يكون لزملاء العمل تأثير كبير على زيادة الإنتاجية، وكذلك همّ فرصة رائعة لمقابلة أشخاص جدد، وتكوين صداقات.
أداء أقل وكسل أكثر
يوفر العمل من المنزل مساحة أكثر للراحة، قد تأتي بمردود عكسي بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يميلون للكسل. ما يؤدي ذلك لتراجع الأداء، وغياب الحافز، بالتالي تقل الإنتاجية، وتعد تلك مشكلة خطيرة تؤثر على الاستقرار الوظيفي.
الشعور بالوحدة والملل
العمل عن بعد ليس للجميع، حيث لا يناسب بعض الشخصيات الاجتماعية. فبعض الموظفين يناسبهم بيئة عمل المكتب أكثر، إذ تخلصهم من وحدة العمل من المنزل والشعور بالملل.
في نهاية الأمر، ايجابيات العمل عن بعد لا تحصى، كما يمكن تعلم الكثير من السلبيات. لذا، فالقرار يعود إليك في النهاية، اختر البيئة المناسبة لك، وأعمل على مهاراتك لتقدم أفضل أداء ممكن.