ما هي الوظائف عن بعد؟

هي الوظائف التي بإمكان المحترفين أدائها خارج بيئة المكتب التقليدية، يعمل الموظف عن بعد في المنزل أو خارجه أو في أثناء السفر أو في أي مكان يختاره، من أجل إنجاز مشاريعه وتنفيذ المهام المطلوبة منه.

ظهر هذا النوع من الوظائف نتيجة لتحول ثقافي حدث في نموذج العمل التقليدي، إذ تغيرت مواصفات المكان المناسب لممارسة العمل في اتجاه أكثر مرونة وحرية، استفادت الوظائف عن بعد من هذا التحول وأتاحت للموظفين عن بعد الفرصة للموازنة بين حياتهم المهنية والشخصية.

يوجد شكلان رئيسيان للعمل في وظائف عن بعد من المنزل يختلفان في الوقت المخصص ودرجة المرونة والحرية، هما:

  • وظائف عن بعد براتب ثابت (توظيف دائم)

يماثل هذا الشكل التوظيف التقليدي في نواح كثيرة، مثل التقدم على الوظيفة والعمل بشكل مستمر والأجر الشهري الثابت ومواعيد العمل المحددة التي يتم الاتفاق عليها مع صاحب العمل، بمعنى آخر يستيقظ الموظف كل يوم ويبدأ عمله النظامي من المنزل بدلًا من الذهاب إلى المكتب.

  • العمل الحر

العمل الحر هو الشكل الأكثر مرونة، إذ يكون العمل على أساس المشروع، يتفق العامل الحر (المستقل) مع صاحب المشروع على تفاصيل المشروع وينتهي العمل بينهما بمجرد تنفيذه، قد يعمل الموظف مع عميل واحد أو أكثر معًا في الوقت نفسه، وقد يتجدد العمل مع العميل لأكثر من مشروع. يقبل المستقل العمل الحر في الأوقات التي يرغب فيها ويتولى بمفرده تحديد أيام العمل وعدد الساعات.

لماذا يعمل الناس في وظائف عن بعد؟

يتساءل البعض ما الذي يجعل الموظف أو صاحب العمل يلجأن إلى أسلوب العمل عن بعد بدلًا من العمل في المكتب، وما هي الفوائد التي يجنيها كلًا منهما؟ دعنا نفصل الحديث عن بعض هذه المزايا:

1. أسلوب حياة مرن

هي الميزة الكبرى التي تجعل الموظفين يقبلون على هذا النوع من العمل، فالموظف ليس ملتزمًا بالحضور من 9 لـ 5 كل يوم، ما يفسح له الفرصة للقيام بمهام أخرى خارج نطاق العمل. على سبيل المثال، بإمكان الوالدين العمل مبكرًا والتفرغ عند عودة الأطفال من المدرسة، بالنسبة للأمهات تمثل هذا النوع من الوظائف للنساء حلًا ناجعا للموازنة بين العمل ورعاية الأسرة.

مثال آخر: الموظف الذي يرغب في زيادة دخله أو إكمال دراسته أو تطوير مهاراته، سيتمكن من تنظيم وقته بين عمله الأساسي والعمل الإضافي أو المحاضرات والمشاريع الشخصية بالتوازي معًا. يدرس صباحًا ويعمل مساءً أو يعمل صباحًا وينجز مشاريعه الشخصية في العمل أو الدراسة في المساء.

2. إجهاد أقل

تنخفض معنويات الإنسان كلما واجه مستوى أعلى من الإجهاد ويزداد شعوره بالتوتر، في ظل استنزف الانتقال من وإلى مكان العمل مجهودًا لا بأس به، يشعر الموظفون عن بعد بتوتر أقل وراحة أكبر مقارنةً بنظرائهم الذين يعملون من المكتب، وينعكس ذلك على معنوياتهم فيشعرون بسعادة أكبر.

3. حب العمل نفسه

بإمكان الموظف عن بعد تهيئة أجواء مواتية للعمل عندما يجيد السيطرة على البيئة المحيطة واختيار الأوقات والأماكن الأقل تشتيتًا، فيصبح بذلك أكثر إبداعًا ويرى عمله امتيازًا أو مكافأة فيزداد تقديرًا وحبًا له، ويزداد تمسكه بنمط الحياة المرن الذي أصبح يعيشه.

4. إنتاجية أعلى

يستطيع الموظف عن بعد إنجاز كم أكبر من الأعمال بسبب أجواء العمل المريحة وغياب مشتتات المكتب، سواء الدردشة مع الزملاء أو الضوضاء المحيطة، يمكن القول أن عدد ساعات عمله تكون صافية للعمل فقط.

5. تكاليف أقل

يوفر توظيف فريق عمل يعمل عن بعد بالكامل نفقات الإيجار وتأثيث المكتب وفواتير الكهرباء… إلخ التي تتكبدها الشركات في التوظيف التقليدي، كما أن اللجوء إلى العامل الحر (المستقل) يغني عن دفع أجور ثابتة لموظف بدوام كامل، إذ سيتقاضى المستقل أجرًا عن المشروع الذي أنجزه فقط.

كيف تبدأ العمل في وظيفة عن بعد؟

يحتاج نمط الحياة الجذاب الذي توفره الوظائف عن بعد، حيث التوائم مع عاداتك وتفضيلاتك وظروفك الخاصة إلى القليل من التفكير والإعداد المسبق للتأكد من أنك مستعد لتكون منتجًا. فيما يلي بعض الخطوات لتبدأ بداية ناجحة في وظيفة عن بعد:

أولًا: اصقل مهاراتك

وظائف العمل عن بعد هي وظائف جادة تحتاج إلى احترافية كاملة، وتزداد المنافسة مع زخم سوق التوظيف عن بعد المستمر في النمو، ما يجعل من الضروري الاستعداد بمستوى جيد من المهارة. تأكد من أنك تمتلك المهارات الضرورية لوظيفتك سواء عبر الممارسة أو التعلم الذاتي أو الدورات التدريبية.

ثانيًا: احصل على الأدوات الملائمة

توفر جهاز حاسوب واتصال بالإنترنت أحد الشروط التي لا غنى عنها للعمل في وظائف عن بعد، الحاسوب المحمول هو الخيار الأكثر ملائمة، والاتصال المستقر بالإنترنت سيقي من حدوث تأخر في تسليم العمل أو التواصل مع الفريق، لذا احرص على توفير هذه الأدوات ما أمكنك ذلك.

الأدوات الأخرى المطلوبة هي تطبيقات التواصل عبر الإنترنت، مثل واتساب وزووم جوجل دو، قد لا تحتاج لها جميعًا بل إلى بعضها فقط حسب تفضيلات صاحب العمل، إلا أن ما يميزها أنها جميعًا مجانية وسهلة الاستخدام للمبتدئين.

ثالثًا: عالج مشتتات البيئة المحيطة

لا يعني العمل من المنزل العمل بجوار صوت التلفاز أو في غمار صخب الأطفال، بل تحتاج الوظائف عن بعد التي هي جميعًا وظائف ذهنية بالأساس إلى أجواء هادئة تساعد على التركيز، لذلك فكر في مساحة العمل الخاصة التي ستعمل منها بحيث تكون في مكان هادئ أو خلال وقت هادئ. على سبيل المثال، اختر مساحة بعيدة عن التلفاز، وفي حال وجود أطفال يمكن العمل في أوقات المساء بعد خلودهم إلى النوم.

رابعًا: ابنِ علامة تجارية شخصية قوية

جهز سيرتك الذاتية الاحترافية التي ستباري بها الموظفين الآخرين على الوظائف عن بعد، ادعمها بإنجازاتك مع العملاء الذين عملت معهم من قبل وشهاداتهم، وأشر بها إلى مؤهلات العمل عن بعد، مثل إجادة استخدام تطبيقات العمل عن بعد والقدرة على الإنتاج في ظروف عمل مرنة.

بما أن الإنترنت هو ساحة العمل عن بعد، من المهم أن تجهز أصول علامتك التجارية الشخصية، مثل معرض أعمال احترافي ومحدّث والمساهمة في التجمعات الخاصة بمهنتك سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو منتديات النقاش مثل حسوب I/O. سيساعدك المقال التالي في معرفة المزيد عن كيفية بناء العلامة التجارية الشخصية الخاصة بك.

خامسًا: غذِّ حياتك الاجتماعية

يؤثر المكوث في المنزل طوال أيام العمل لشهور ولسنوات دون لقاء بالعائلة والأصدقاء والخروج من المنزل سلبًا على حياتك الاجتماعية ما لم تنتبه له، لا تدع الانغماس في العمل يفوت عليك تغذية حياتك الاجتماعية، واحرص على الانخراط في لقاءات مع العائلة والأصدقاء باستمرار، وإن اتخذت شكل المكالمات الهاتفية ولقاءات فيديو، بالإضافة إلى الخروج من المنزل للتنزه أو ممارسة الرياضة.

 

اترك تعليقاً