1. مقاطعات العائلة والأصدقاء

قد تواجه نوعًا من المقاطعات من العائلة والأقارب أو الأصدقاء، خصوصًا إذا كان مفهوم العمل عن بعد من المنزل جديدًا عليهم. إنني أتذكر ذات مرة، عندما أتى إليّ أحد أقاربي وفي يديه مجموعة من الأوراق وطلب مني أن أترجمها له بما أنني أجلس في المنزل ولا أعمل شيئًا، فأخبرته وشرحت له طبيعة العمل الذي أقوم به، فتفهم الأمر ومن بعدها لم يقاطعني مُجددًا إلا بعد أن يستأذن مني.

هذا شخص فهم أنني أعمل من المنزل. ولكن هناك عدد غفير من الناس، لا يفهم حتى الآن مفهوم العمل من المنزل، فتجدهم يقاطعونك باستمرار ولأتفه الأسباب، ويضيعون من وقتك الكثير غير مبالين. فهل ستدعهم يأكلون وقتك، ثم تضغط نفسك أنت في عملك متأخرًا من الليل؟ الحل الصارم لهذه المشكلة أن تقول لهم لا، إنني أعمل الآن. هل إن كنت تعمل في وظيفة حكومية أو في شركة من الشركات الخاصة، فهل من الممكن لأي منهم أن يُقاطعك؟

لحل هذا الوضع الذي سيواجهك خلال رحلتك عند العمل عن بعد من المنزل، ضع وقتًا مخصصًا لعملك، ولتعلم عائلتك أنك في هذا الوقت في دوام العمل، وإن حاول أحد مقاطعتك فارفض المقاطعة، وأطلب منه تأجيل الموضوع لبعد فترة العمل. ومع مرور الوقت، سيبدأ من حولك في التعود على الوضع الجديد، وسيعرفون أنك غير متاح لهم في أي وقت، وسيعرفون بطبيعتهم الأوقات التي يمكنهم مقاطعتك فيها، وبذلك سيكون وقت العمل للعمل.
2. صعوبة عزل البيت عن العمل

بسبب وجودك الدائم في المنزل، خصوصًا إذا كنت متزوجًا، فستجد نفسك أصبحت فجأة مسؤولًا عن غسيل الأطباق. ورويدًا رويدًا، قد تجد نفسك المسؤول عن إعداد الإفطار، وشراء حاجيات المنزل. وبالرغم من أن هذا الخلق نبيل، إلا أنه يُعد مضيعة للوقت إذا ما أُسيء استخدامه كمفهوم؛ فوجودك في المنزل ليس لهذا الغرض ولكن لكي تعمل، ويجب أن تتفهم الأسرة ذلك.

يجب على العائلة المقربة أن تتفهم طبيعة عملك، وتساعدك على تهيئة الظروف المحيطة بك لإنجاح مخطط العمل من المنزل. وإلا ستواجه مشاكل اجتماعية أكبر، وستصبح أضحوكة الجميع الذين يعتبرونك جالسًا بلا عمل في المنزل، وإن هذا الأمر لجلل، ويجب الاهتمام به أشد الاهتمام.

إنّ الحل المناسب لهذه الصعوبة التي ستواجهك عند العمل من المنزل أن يتم تحديد المهام. فكل شخص في الأسرة يعرف دوره الذي يجب أن يؤديه به، ولا بأس أن تكون أنت المسؤول عن إعداد وجبة الإفطار مادام هناك تبادل يتم بينك وبين الزوجة، ومادام هناك تفهم وإدارة جيدة للوقت والمهام التي تقوم بها.
3. عمل لا ينتهي

هذه المعضلة من أكثر المشاكل التي تواجه معظم المستقلين إن لم يكن جميعهم؛ فمع توفر أدوات العمل في المنزل، يعمد المستقل إلى العمل بشكل متواصل ليلًا ونهارًا. وفي المقابل، تضطر الزوجة لقبول هذا الأمر ظنًا منها أنها بذلك تساعد زوجها على النجاح وتوفير دخل إضافي يُمكّنهم من تحقيق أهدافهم.

هذا السيناريو قد يستمر لبضعة أشهر ويأتي بنتائج جيدة من الناحية المالية، ولكن من الناحية الصحية والنفسية والجسدية له أضرارًا بالغة للغاية. منها على سبيل المثال الأضرار الصحية الناتجة عن طول فترة الجلوس أمام الحاسوب، ومنها أيضًا نشوب مشاكل أسرية. ويعد الحل الأمثل لهذه المعضلة أن تعتبر نفسك في سباق ماراثون وليس سباق 100 متر، والجميع يعلم أن سباق المائة متر يحتاج منك إلى عمل دؤوب وسرعة عالية للوصول إلى خط النهاية في أسرع وقت ممكن، ولكن سباق الماراثون يعتمد على النظام وتحقيق نتائج معقولة في زمن معقول مع عدم إجهاد النفس.

معنى هذا أنه يجب عليك أن تنظم وقت عملك جيدًا بحيث تعمل لعدد ساعات محدد من اليوم على أن يكون وقت البدء ووقت النهاية مُحدد، وأن تحصل على يوم إجازة على الأقل أسبوعيًا لا تقرب فيه جهاز الحاسوب بل وتخرج مع العائلة في هذا اليوم تمرحون وتجددون نشاطكم جميعًا. وبذلك، سيكون نجاحك أفضل على جميع الأصعدة والجوانب المادية والنفسية والاجتماعية والصحية أيضًا، وستتمكن في تخطي واحدة من أهم صعوبات العمل عن بعد من المنزل.
4. التوقف عن التطور اليومي

من يظن أنه علم كل شيء فهو أكثر الناس جهلًا، وللأسف يُخطئ معظم المستقلين في ذلك، إذ تجدهم يتعمدون ملء جل أوقاتهم بإتمام المشاريع دون أن يتركوا لأنفسهم وقتًا للتعلم والتطور بشكل ثابت يوميًا. إن كنت بارعًا في مجال الكتابة على سبيل المثال، فستكون أكثر براعة إذا أتقنت مجال تهيئة المواقع والمقالات لمحركات البحث، وستكون أكثر براعة إذا درست أنظمة إدارة المحتوى بشكل جيد، وستكون أكثر براعة إذا تعلمت مهارات أكثر. وبالتالي، نجاحك وتأثيرك في مهنتك يزداد كلما تعلمت مهارات أكثر من ذي قبل.

وهذه إحدى صعوبات العمل عن بعد من المنزل، كونك فقط تعمل. الحل المثالي لهذا أن تعلم أنك بحاجة إلى تعلم يومي كجزء من أولويات عملك، وبالتالي يجب أن تضع في جدولك ساعة على الأقل يوميًا تستخدمها لإتقان مهاراتك الأساسية أو لكي تتعلم مهارة جديدة، ولو اكتفيت بتعلم معلومة جديدة بشكل يومي لكفى ذلك ولكان أفضل من لا شيء.
5. صعوبات ذاتية تواجه المستقل

كمستقل تعمل من المنزل، حتمًا ستواجه العديد من العقبات كالملل من المكان الذي تعمل فيه، أو من العمل الذي تؤديه، وربما تشكو من زيادة الوزن، أو من قلة الاختلاط بالناس، أو من بعض المشاكل الأسرية التي تواجهك نتيجة لعملك المتواصل والذي قد تفقد شهيتك نحوه في يوم من الأيام القريبة نتيجة للرتابة والملل. ومن المهم الترويح عن النفس بين الفنية والأخرى للتغلب على هذا الشعور والتركيز أكثر على العمل وإنجاز المهام، جرب أساليب مختلفة من إدارة الوقت للتوازن بين العمل وحياتك الشخصية.

اترك تعليقاً