أنواع العمل عن بعد
يُقصد بالعمل عن بعد أي مهمة يمكن إنجازها في أي مكان، وعادةً ما يُنجز العمل من المنزل. ويشمل مصطلح العمل عن بعد مفاهيم عديدة وأنواع مختلفة. وإليك أبرز هذه الأنواع:
1. وظيفة بدوام كامل
تتيح الكثير من الشركات نظام العمل عن بعد من أي مكان في العالم لكل أو بعض موظفيها، بحيث يعملون من أي مكان في العالم خلال ساعات العمل الرسمية الخاصة بالشركة، دون الحاجة للذهاب إلى الموقع الفعلي للشركة. وازداد هذا النوع من التوظيف شيوعًا، حينما أدركت الشركات أنه يمكن الوصول إلى مجموعة أوسع من الموظفين الموهوبين من جميع أنحاء العالم، لشغل وظائف الشركة، خاصةً إن لم يكن هناك داعٍ لتواجدهم فعليًا في مقر الشركة، ولا يؤثر ذلك على سير العمل أو الوظيفة التي يشغلونها.
2. الوظيفة المرنة
يوفر هذا النوع من الوظائف بعض المرونة، سواء فيما يتعلق بالجدول الزمني للموظف أو مكان العمل أو كليهما، بحيث يمكنك تقسيم وقت العمل خلال اليوم، بشرط إنهاء المهام اليومية المطلوبة منك، فأنت من تحدد جدولك الزمني بمرونة، فقد تنجز المهام الوظيفية في ساعتين أو عشر ساعات.
فأنت موظف دائم للشركة، ولكن أنت المتحكم في جدولك الزمني ومكان عملك، سواء اخترت أن تعمل من المنزل أو من مقر الشركة. وليس من السهل الحصول على مميزات هذا النوع من الوظائف، حيث يتطلب مهارات عالية وإثبات للكفاءة والثقة لمرؤوسيك؛ ليضمنوا استطاعتك الوفاء بمهامك اليومية وفقًا للجدول الذي تحدده أنت.
3. الوظيفة المستقلة (العمل الحر)
في هذا النوع من العمل، لا يتم توظيفك في الشركة لوقت طويل، حيث تتعاون معك الشركة أو المؤسسة عادةً عبر منصة عمل حر، من أجل إنجاز مشروع أو مهمة معينة. وبمجرد انتهائها، ينتهي عملك مع الشركة، وقد يتجدد المشروع أو تتعاقد معك الشركة على مشاريع أخرى، لكن يقوم هذا النوع من الوظائف على مشروع قصير الأجل عادةً. ويحدد المستقل ساعات العمل الخاصة به وسعره الخاص لإنجاز المشروع، ويتفق مع صاحب المشروع حول المدة الزمنية لإنجازه.
ويُعدّ هذا النوع من الوظائف مناسبًا لمن هو جديد في البحث عن عمل عن بُعد، نظرًا لسهولة الانغماس فيه وارتباطه بوقت زمني قصير، مقارنةً بالدوام الكامل الذي يحتاج لوقت طويل وإجراءات طويلة حتى تحصل عليه. فيمكنك البدء بالعمل الحر؛ حتى تجد فرصة مناسبة بدوام كامل، وقد لا تحتاج للانتقال لوظيفة عن بعد بدوام كامل، إذا أثبت نفسك في العمل الحر وحققت سُمعة طيبة.
ويتميز هذا النوع بالمرونة الشديدة، فيمكنك استقبال المشروع الذي تريده ورفض المشروع الذي لا ترغب فيه، ويمكنك تحديد جدولك الزمني وأوقات العمل ومكانه، فأنت المتحكم في كل شيء. إلا أن التحكم سلاح ذو حدين، فإذا لم تستطع إدارة وقتك بشكل جيد، فلن تستطيع الالتزام بمواعيدك، مما سيؤثر على تقييمك ونتائج المشاريع التي تعمل عليها.
4. أعمال تجارية عبر الإنترنت
يمكنك بناء عملك الخاص عبر الإنترنت دون الحاجة للارتباط بأي شخص أو شركة، ولكن أنت مالك المشروع ومن تعمل فيه، حيث يمكن لأصحاب المشاريع عبر الإنترنت إنشاء أعمالهم بعد تجربة العمل الحر لفترة، أو من خلال تلبية حاجة ضرورية في السوق، بحيث تصبح رائد أعمال عبر الإنترنت، وتقدم للجمهور منتج أو خدمة جديدة.
فإذا كنت مهتمًا في أي وقت ببدء نشاطك التجاري الخاص، فيجب أن تلم بالمهارات التكنولوجية المختلفة، وربما تستعين ببعض المستقلين لمساعدتك في استكمال أركان مشروعك، ومن ثم يمكنك إطلاق مشروعك والبدء في تلقي النتائج. وأبسط هذه الأشكال البيع عبر الإنترنت، سواء التسويق بالعمولة أو بيع منتجات وخدمات عبر الإنترنت للجمهور المستهدف عبر الإعلانات، أو عبر شبكة المعارف على منصات التواصل الاجتماعي.
ونظرًا للمرونة الكبيرة التي تتمتع بها كل هذه الوظائف، قد يكون لديك أكثر من وظيفة واحدة. على سبيل المثال، يمكنك البدء في العمل الحر بالقطعة والمشروع الواحد لساعات عديدة من وقت فراغك، بجانب العمل بدوام كامل. ويُعدّ تنويع المهارات الخاصة بك واكتساب مهارات جديدة وتطويرها طريقة مضمونة لزيادة الدخل وتحقيق النجاح المهني والمالي، خاصة مع هذا الاقتصاد المتغير على مستوى العالم.
مهارات ضرورية للعمل عن بعد
قد تكون المتطلبات المادية للعمل عن بعد بسيطة، فهي تعتمد بشكل أساسي على الحاسوب والاتصال بالإنترنت، أو حتى برامج معينة دون الحاجة للاتصال الدائم بالإنترنت. إلا أنه بالرغم من بساطة هذه المتطلبات، فلا ينجح الجميع في العمل عن بعد، وذلك لعدم امتلاكهم للمهارات الأساسية له. ومن المهارات التي يجب أن تمتلكها للنجاح في العمل عن بعد:
1. مهارات الكتابة
عندما تعمل عن بعد، فإن معظم التواصل الذي تُجريه يكون عن طريق الكتابة بدلًا من التحدث، أي التواصل من خلال رسائل البريد الإلكتروني أو منصات الدردشة أو الرسائل النصية. فيجب أن تكون قادرًا على التواصل بوضوح، وتعبر عن ما تريد قوله بأسلوب كتابة قوي لا يمكن إساءة فهمه أو تأويله.
وعليك التحقق من التدقيق الإملائي والنحوي، وعلامات الترقيم والتدقيق في رسائل البريد الإلكتروني قبل إرسالها، كما تحتاج إلى التأكد من أنك تستخدم المستوى الملائم من العبارات الرسمية أو الودودة والنبرة المناسبة؛ اعتمادًا على الشخص الذي تتواصل معه، حيث يمكنك الكتابة بشكل أقل رسمية عند مراسلة زملائك في العمل، بينما تحتاج للحديث بشكل رسمي مع رئيسك. وتختلف درجة الرسمية وفقًا للمنصة التي تستخدمها؛ حيث تتطلب الرسائل النصية وبرامج الدردشة إجراءات أقل رسمية من رسائل البريد الإلكتروني.
2. مهارات التعاون والعمل في فريق
لا يعني العمل عن بعد أنك تعمل بمفردك، إذ إنك ستظل جزءًا من فريق عمل، مما يعني العمل مع زملائك على إنجاز المشاريع والمهام، ويمكن أن يكون التعاون أكثر صعوبة، بسبب عدم الالتقاء بشكل فعلي على أرض الواقع. وتسير مهارات الاتصال والتعاون جنبًا إلى جنب؛ حيث تلعب مهارات الاتصال دورًا كبيرًا في الوصول إلى التعاون الناجح.
وتعد برامج إدارة المشاريع والمستندات والمجلدات المشتركة بديلًا افتراضًا عن التواصل المباشر، ويقلل من حجم المشكلاء وسوء الفهم الناتج عن عدم الاجتماع في مكان واحد مع زملائك؛ حيث يمكن للأشخاص الدردشة بسهولة مع بعضهم بعضًا والعثور على المعلومات. لذلك يمكنك التدرب على هذه التطبيقات والمستندات المشتركة؛ لتصبح خبيرًا فيها وتتمكن من الاستفادة من جميع مميزاتها وتحقق سهولة التواصل.
3. مهارات التركيز
العمل من المنزل أو أي مكان آخر غير مقر العمل يعني وجود مشتتات من حولك، مثل: الحيوانات الأليفة والأطفال، إلى جانب الضوضاء الصادرة عن أسرتك أو جيرانك، فمن المستحيل تقريبًا أن تعثر على مساحة خالية من مصادر الإلهاء، وتُعدّ قدرتك على التركيز وسط هذا التشتت مهارة لا تقدر بثمن.
ويمكن أن تحافظ على تركيزك عن طريق حجب بعض المشتتات المرئية والمسموعة، وتستخدم سماعات التغلب على الضوضاء، بالإضافة إلى الحفاظ على مكان عملك منظم وخال من الفوضى؛ حتى يتسنى لك التركيز على عملك فقط. وتقبّل المقاطعات التي يمكن أن تتعرض لها في أثناء عملك، ولا تفكر فيها إلا عند حدوثها، ووقتها قرر ما إذا كانت تتطلب اهتمامًا فوريًا أو التعامل معها لاحقًا، ثم عُد بتركيزك سريعًا إلى العمل.
4. مهارات إدارة الوقت
من المهارات الضرورية في العمل الحر القدرة على إدارة وقتك بنجاح، وتعود بالفائدة عليك وعلى صاحب العمل. فمن تحديات العمل عن بعد أنك المسؤول عن إدارة وقتك واستغلاله بالطريقة الأفضل، لذلك لا بد أن تمتلك مهارات إدارة الوقت؛ حتى تستطيع الحفاظ على تركيزك لمواصلة العمل والتأكد من إكمال كل المهام التي عُيّنت لك.
ويمكن أن تستعين بالتطبيقات المصممة لزيادة الإنتاجية وتتبع الوقت لتنظيم وقتك وإدارته بكفاءة، وحدد أوقاتًا معينة من اليوم لتخصيصها كساعات تركيز، بحيث تعمل على مهمة واحدة في كل مرة حتى تنتهي منها تمامًا، ولا تسمح لنفسك بالانحراف عن الهدف وابتعد عن أي مشتتات خلال هذا الوقت. وليس هناك طريقة معينة لإدارة وقتك، ولكن جرّب استراتيجيات مختلفة لإدارة الوقت، واعتمد الطريقة التي تناسبك.
5. القدرة على التكيّف
إذا كنت جديدًا في العمل عن بعد، فستجد الأمر صعبًا قليلًا حتى تتكيف مع طرق العمل الجديدة والتغييرات، والمواقف غير المتوقعة التي تطرأ على طبيعة العمل عن بعد. بالإضافة إلى ساعات العمل التي تقضيها في أثناء النهار أو الليل، فقد تعمل مع فريق عمل في منطقة زمنية مختلفة؛ مما يؤثر على المواعيد النهائية لتسليم المشاريع التي تعمل عليها، إضافةً إلى مواعيد الاجتماعات التي تحتاج لحضورها، وقد تختلف مواعيد العمل وفقًا للفريق الذي تعمل معه على كل مشروع.
وقد تتعرض لتحديات ترتبط بالاتصال بالإنترنت أو مشكلات مفاجئة في حاسوبك أو فقدان بعض البيانات المهمة، لذلك ستحتاج لأخذ نسخ احتياطية بشكل دوري لكل المهام التي تعمل عليها في مراحلها المختلفة. استعد لهذه المواقف وفكر في خطة بديلة لا تعطل سير العمل؛ حتى تتغلب على المشكلة التي تواجهها، وفكر في حلول إبداعية للمشكلات التي تتعرض لها وتكيّف مع المواقف المختلفة، ولا تجعلها تؤثر سلبًا على روحك المعنوية؛ لكي لا تنعكس سلبًا على جودة عملك.
منصات العمل عن بعد
يوجد المئات من المواقع والمنصات الإلكترونية، التي تقدم آلاف فرص العمل عن بعد يوميًا على اختلاف أنواعها، وتنقسم هذه المنصات إلى نوعين أساسيين، وهما:
أولًا: منصات مباشرة للعمل عن بعد
وتُعدّ هذه المنصات الوِجهه الأولى للباحثين عن العمل الحر، والذي يقوم على المشاريع قصيرة الأجل أو عرض المستقل لخدماته، بحيث تُعطي حرية أكبر للمستقل في العمل وإدارة وقته. إليك أفضل المنصات العربية للعمل عن بعد:
1. منصة خمسات
خمسات هي أول وأكبر سوق عربي لبيع وشراء الخدمات المصغرة في المجالات المختلفة، ويطلب الخدمة من يحتاج إليها مع تخصيصها وفقًا لطلبه، حيث يمكنك عرض خدماتك بسعر يبدأ من 5 دولار، ويمكن مضاعفة السعر مع زيادة القيمة التي تضيفها للخدمة، وذلك عن طريق إضافة خدمة. وتتبع المنصة لشركة حسوب، وقد أُطلقت في أغسطس عام 2010، وحصدت المركز الأول في مسابقة عالم التقنية لأفضل مشاريع الويب العربية عام 2011.
ويمكنك المنافسة على الموقع للمرة الأولى عن طريق تتبع طلبات الخدمات غير الموجودة والتقديم عليها، بعد أن تقرأ الطلب بعناية وتكتب تعليق تبرز فيه الأسباب التي تجعل طالب الخدمة يختارك، مع إمداده بنماذج لأعمال سابقة ترتبط بطلبه؛ لتزداد فرصة اختياره لك، مع متابعة الموقع بشكل دوري؛ لكي تستجيب بسرعة مع طالبي الخدمات عندما يرغبون بمراسلتك.
وتقدم المنصة للمستقلين وأصحاب المهارات المختلفة مساحات واسعة لتقديم خدماتهم، بدءًا بالخدمات الأكثر تخصصًا في البرمجة والتطوير مثل: تطوير المتاجر والمواقع وعلاج المشكلات التقنية. مرورًا بمختلف خدمات التسويق الرقمي والسيو، جنبًا إلى جنب مع خدمات الأعمال من استشارات وتقديم خدمات المساعد الافتراضي. إضافةً إلى خدمات التدريب عن بعد من تعلم للغات وغيرها. أخيرًا وليس آخرًا، خدمات الكتابة والترجمة والتصميم والصوتيات.
2. موقع مستقل
يُعدّ مستقل أكبر موقع للعمل الحر في الوطن العربي، وهو تابع لشركة حسوب أيضًا. وتقوم فكرته على الربط بين أصحاب الأعمال والشركات (الذين يحتاجون لإنجاز المشاريع) والمستقلين (الذين يعملون على إنجاز المشاريع)، بحيث يقدم صاحب العمل تفاصيل مشروعه، ويتقدم المستقلون بعروضهم على مشروعه، ثم يختار صاحب المشروع المستقل الأنسب لإنجاز مشروعه، ويضمن لك الموقع حقوقك كمستقل أو كصاحب مشروع حتى تسليم المشروع.
ويوجد بالموقع مشاريع في مجالات مختلفة مثل: الكتابة والترجمة بأنواعها والتصميم والتسويق، والتدريب والبرمجة والهندسة والعمارة وغيرها من المجالات. إذ تستطيع تصفح المشاريع التي تُنشر في المجالات التي ترتبط بمهاراتك ودراستك، بحيث يمكنك التقديم عليها، كما يقدم لك الموقع دليلًا عمليًا لكيفية الحصول على مشروع للعمل عليه، وكيفية إدارة المشروع وإنجازه للحصول على رضا صاحب المشروع، وبالتالي ستحصل على تقييم مرتفع، مما سيزيد من فرص توظيفك على مشاريع أخرى.
3. متجر بيكاليكا
يتميز متجر بيكاليكا بتخصصه في مجالات البرمجة والتصميم، حيث يُعدّ حلقة وصل بين المصممين والمطورين وأصحاب الشركات، ويمكن للمستقلين إضافة خدماتهم وتصاميمهم والقوالب المختلفة لعرضها بسعر معين. ويأتي أصحاب الأعمال لاختيار أحد القوالب أو التصاميم وشراءها لتعزيز نشاطهم التجاري، حيث يشمل قوالب المواقع الإلكترونية وواجهات المستخدم وتصاميم جرافيك ومطبوعات وصور.
ويقدم الموقع خدمة استثنائية، حيث يختصر الوقت على أصحاب الأعمال بعرض القوالب والتصاميم الجاهزة من قِبل المستقلين، كما يمكنهم طلب تصميم أو قالب مخصص، ويمكنك عرض خدماتك على الموقع كمستقل في القوالب والتصاميم المختلفة، بالإضافة لتتبع طلبات أصحاب الأعمال وتقديم عروضك عليها.
ثانيًا: منصات البحث عن عمل عن بعد
وهي مواقع إلكترونية متخصصة في التوظيف، بحيث تعرض لك الوظائف وفرص العمل المتاحة، ومن ضمنها فرص العمل عن بعد، بحيث يمكنك التقديم مباشرة على هذه الفرص، والتواصل مباشرةً مع الشركة التي تطلب موظفين، ثم تعاود الشركة التواصل معك ما أن تمر بمراحل التنقية التي تجريها لاختيار الموظفين.
ومن أفضل المنصات العربية للبحث عن عمل عن بعد، موقع بعيد، فهو يُعدّ الموقع العربي الوحيد المتخصص في التوظيف والبحث عن عمل عن بعد، ويشمل وظائف في مختلف المجالات. ويقدم لك دليلًا حول آلية التقديم على عمل عن بعد، بالإضافة لدليل حول كيفية النجاح في العمل عن بعد.
كيفية البحث عن عمل عن بعد؟
يوفر عليك العمل عن بعد وقتًا كبيرًا في الذهاب إلى مقر العمل والرجوع منه، فلم تعدّ مضطرًا للتعرض إلى زحمة المرور والمواصلات العامة أو استهلاك بنزين سيارتك، أو استهلاك وقت طويل في ارتداء ملابس العمل الرسمية، التي تحتاج لتنظيف وكي بشكل دوري، بالإضافة لطعام وشراب في الخارج، وكل هذا يمكنك توفيره وأنت تعمل عن بعد. وإليك بعض النصائح التي ستساعدك في البحث عن عمل عن بعد:
1. حدد الوظائف التي تناسبك
تزداد الوظائف التي يمكن إتمامها عن بعد يومًا بعد يوم، ولكي تبدأ البحث عن عمل عن بعد تحتاج لتحديد الوظائف التي ترتبط بمؤهلاتك ومهاراتك ويتوافر فيها فرص مختلفة للعمل عن بعد. وغالبًا ما تكون وظائف مرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والهندسة والتصميم المعماري وخدمة العملاء وإدارة المشاريع والتوظيف عن بُعد والتسويق الإلكتروني، وغيرها من المجالات. فعليك أولًا تحديد الوظيفة أو المجال الذي ستبحث فيه.
2. ابحث بكلمات مختلفة
يندرج تحت مصطلح العمل عن بعد مصطلحات عديدة، وتستخدم كل شركة المصطلح الخاص بها للتعبير عن الوظيفة الشاغرة لديها، ولكي تضمن ظهور نتائج كافية للوظائف التي تبحث عنها، تحتاج للبحث بكل المصطلحات الممكنة، فمثلًا: إذا كنت تبحث عن وظيفة في مجال التسويق الإلكتروني، فلا بد أن تبحث بجميع المصطلحات والوظائف التي ترتبط بها وتناسب بحثك، مثل: مختص سوشيال ميديا، ومختص شبكات التواصل الاجتماعي، ومختص إعلانات جوجل، وخبير سيو، وغيرها من المصطلحات المرتبطة بمهاراتك.
ليس هذا وحسب، ولكن تحتاج لإلحاق الوظيفة بمصطلحات العمل عن بعد المختلفة، والتي تعبر عنها الشركات بمصطلحات متباينة، مثل: العمل من المنزل، ووظيفة ريموتلي Remote، ووظيفة افتراضية، وعمل حر، ووظيفة بدوام جزئي، وعمل بالساعة، والعمل بالمشروع، وغيرها من تعبيرات العمل عن بعد المختلفة. وبذلك ستظهر لك كل الفرص المتاحة، وأضعاف النتائج التي قد تظهر لك عند البحث بمصطلح واحد فقط في الوظيفة أو نظام العمل.
3. تخطِ قيود موقعك
تُضيق مواقع البحث عن عمل عن بعد نطاق الموقع الجغرافي ليتضمن المدينة التي تعيش بها عادةً، مما يتسبب في ظهور نتائج قليلة نسبيًا، ولتتغلب على قلة النتائج وتحصل على نتائج أوفر وفرص عمل أفضل، وسّع نطاق الموقع الجغرافي ليشمل الدولة التي تعيش بها أو مجموعة دول أو العالم كله، وبالتالي ستجد فرص عمل أفضل ورواتب أعلى وتنوع أكبر في النتائج.
ففي النهاية، لن تطلب منك الشركة أن تسكن في المدينة التي يقع بها مقرها، فأنت تُقدم على وظيفة عن بعد، ولا أهمية لمكان تأدية الوظيفة إن كان من غرفة نومك أو من مقهى أو من أبعد نقطة عن مقر الشركة، ولكن ستركز الشركة على أداء المهام الموكلة إليك على النحو الأمثل وبالكفاءة المطلوبة، وفقًا للعقد المبرم بينكما.
4. فعّل تنبيهات الفرص الجديدة
تسمح لك معظم مواقع العمل عن بعد بتفعيل تنبيهات الوظائف والفرص الجديدة، والتي تُعلمك بفرص العمل الجديدة بناءً على المسمى الوظيفي أو الراتب أو الموقع الذي تحدده، وتأتي هذه التنبيهات في شكل بريد إلكتروني يومي أو أسبوعي أو إشعارات عبر تطبيق الهاتف، ويمكنك إنشاء تنبيهات لكل المسميات الوظيفية التي يمكنك التقديم عليها.
5. تتبع الشركات التي تطلب موظفين للعمل عن بعد
توظف آلاف الشركات أعداد كبيرة من الموظفين للعمل عن بعد، مثل: شركة أمازون وشركة Dell وشركة IBM وغيرها، كما تلجأ الشركات المحلية الصغيرة والمتوسطة إلى توظيف عدد من موظفيها أو كلهم عن بعد؛ بهدف تقليل النفقات والإنفاق الدوري من إيجار لمقر الشركة، والمصاريف الدورية Running Cost. وتتبّع هذه الشركات بشكل دوري، فقد تجد فرصتك المناسبة لديهم.
يُعرض آلاف الوظائف وفرص العمل عن بعد يوميًا، ولكن المهمة الأصعب تكمن في اختيار الوظائف والفرص التي تناسبك من بينهم، بعد قراءة تفاصيل الوظيفة، بعد التقدم إليها، تأتي خطوة مقابلة العمل الشخصية، التي تكون عن بعد غالبًا. ولكي تحصل على مقابلة ناجحة، عليك الاستعداد بشكل لائق ووقت كافٍ والإعداد للمقابلة.
كيف تستعد لمقابلة العمل عن بعد؟
تُجرى المقابلات الشخصية عن بعد عبر أحد برامج الاجتماعات الرقمية، مثل: برنامج Zoom وبرنامج Duo وبرنامج Google Meet، والتي تقدم مجموعة من المميزات التي تسهّل إجراء المقابلة الشخصية للوظيفة كما لو أنها وجهًا لوجه، فيمكن للأفراد مشاركة الشاشة لتوضيح بعض النقاط المهمة في المقابلة لكل من ممثل الشركة والمتقدم على الوظيفة.
وعادةً ما يركز مسؤول الموارد البشرية أو الموظف الذي يجري لك المقابلة الشخصية عن بعد على تقييمك في عدة نقاط، بعضها مرتبط بتفاصيل الوظيفة، والبعض الآخر مرتبط بالمهارات الشخصية ومهارات التواصل ومهارات استخدام الحاسوب، والبرامج المختلفة التي تُعدّ جزءًا أساسيًا من تأهيلك للعمل عن بعد؛ لضمان جاهزيتك للبدء في العمل عن بعد.
لذا، عليك أن تركز على تطوير المهارات الشخصية، وخاصةً ثلاث مهارات أساسية؛ لتزيد فرصتك في الحصول على الوظيفة أو المشروع، وإليك هذه المهارات:
أولًا: مهارات التواصل
تحتاج لامتلاك مهارات التواصل والتفاعل مع زملائك في فريق العمل أو مع رؤسائك في الوظيفة إذا كنت تعمل منفردًا، وتحتاج تحديدًا لإتقان وسائل التواصل الحديثة، مثل: البريد الإلكتروني ومحادثات الفيديو وبرامج الدردشة، مثل: برنامج Slack وغيره من برامج التواصل الاحترافية المرتبطة بالأعمال. ركز على بناء علاقة طيبة وقوية مع الآخرين في مجتمع العمل، وقدم المساعدة قدر المستطاع وساهم في النقاشات التي تثري العمل وتدعم روح الفريق.
ثانيًا: التحفيز الذاتي
يعتمد العمل عن بعد بشكل أساسي عليك، لذا لا بد أن تكون قادرًا على تحفيز نفسك على التقدم وتحسين الأداء وإنهاء المهام التي أوكلت إليك، ويشمل معها مهارات تنظيم الوقت والتحكم به، فإذا لم يكن لديك دافع قوي وتحفيز ذاتي لإنجاز الأعمال والمهام، سيؤثر ذلك سلبًا على الوظيفة التي تؤديها ودرجة الإتقان التي تؤدي بها العمل.
كما يجب أن تتمتع بروح البحث والاطلاع والتطوير، للاستفادة من الأدوات التقنية التي يمكن أن تسهّل عملك. بالإضافة إلى الرغبة المستمرة في التعلم، بغرض تحسين الأداء بعد تقييمه، والرغبة في التطوير المستمر.
ثالثًا: الوضوح والتعبير
لا يكفي أن تقوم بالعمل على أكمل وجه وبالطريقة الأمثل، ولكن من الضروري أن تُعلِن وتُظهِر لرؤسائك أنك أديت العمل بشكل احترافي ومثالي، بحيث تُعلِن عن ما أنجزته بصراحة للشركة والعمل. فلن يعرف الآخرين ما أنجزته وحققته، ما لم تخبرهم عنه بأسلوب لائق ومناسب ومقنع.
وتُكتسب معظم المهارات الحياتية والشخصية مع الوقت والتجربة والتعلم، ولكن عليك أن تتحلى بالحد الأدنى من هذه المهارات، وتعبر عنها بوضوح أثناء المقابلة الشخصية في السياق والموقف المناسب، لما لها من أهمية كبيرة في التأثير على قرار المُحاور، فيمكن أن تشفع لك مهاراتك الشخصية والحياتية القوية في ضعف إمكانياتك الفنية المرتبطة بتفاصيل الوظيفة أو المشروع، ولكن بقدرتك على الإقناع يمكنك تحويل توجهات ممثل الشركة في المقابلة نحوك.
وننتقل إلى جزئية مهمة للغاية، وهي الأسئلة التي من المتوقع أن تتعرض لها أثناء المقابلة، إلا أنه لا يوجد أسئلة ثابتة في كل المقابلات الشخصية، فلكل وظيفة أسئلتها الأنسب لطبيعتها وظروفها، إلا أن هناك بعض الأسئلة التي تقيس بعض المهارات التي تمتلكها، ولا بد أن يكون تفكيرك وذهنك صافٍ وانتباهك مرتفع؛ حتى تجيب عنها بإجابات مقنعة تعزز من صورتك وقبولك، وإليك بعض هذه الأسئلة:
- ما هي أدوات التواصل بينك وبين زملائك في عملك الحالي أو السابق؟ (لقياس مهارات التعاون والتواصل مع الفريق).
- كيف تحافظ على مستوى الإنتاجية عندما تتعطل وسائل التواصل بينك وبين زملائك؟ (لقياس مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي).
- كيف ترى العملاء؟ وما مدى رغبتك في تقديم المساعدة لهم؟ (قياس مدى الاهتمام بالعملاء ورضاهم وتصدير صورة إيجابية عن الشركة للعملاء، خاصةً إذا كانت الوظيفة مرتبطة بالتعامل المباشر مع العملاء، مثل: وظيفة خدمة العملاء والمبيعات عبر الهاتف).
- ماذا ستفعل إذا طُلب منك عمل إضافي في غير وقت عملك أو تفاصيل إضافية عن المشروع الذي اتفقنا عليه مسبقًا؟ (قياس مدى الوضوح وتقدير الوقت والذات والثقة بالنفس).
تهتم معظم الشركات في مقابلات التوظيف عن بعد بمهارات التواصل والتعاون، ويلزمهم التأكد من قدرتك على التفاعل مع زملائك والتواصل الفعال والقدرة على إدارة المشكلات والخلافات بحكمة، بالإضافة لتحمل المسؤولية وإدارة الوقت بالطريقة الأمثل. فإذا كنت مرنًا في التعامل ويمكنك التكيّف بسهولة مع ظروف العمل، ركز على إظهار هذه المهارات في المقابلة الشخصية، وستضمن النجاح في المقابلة بنسبة كبيرة.
وعليك أن تُقيّم مستوى الشركة ومدى جديتها والتزامها واحترامها لموظفيها ووقتهم من خلال المقابلة أيضًا، فربما لا تناسبك هذه الشركة التي تُجري مقابلة لها أو نظام العمل بها، أو لا تجد راحتك مع فريق العمل بالشركة. فالمقابلة الشخصية فرصة جيدة للإجابة على الكثير من التساؤلات التي قد ترِد إلى ذهنك، وقد تستشف الإجابات والانطباعات المختلفة من خلال الحوار دون الحاجة إلى توجيه سؤال مباشر لمحاوريك، فلا تنس أنك المعني بالمقابلة الشخصية في النهاية.
ولكن لا مانع من الاستفسار عن ما يجول بخاطرك، خاصةً إذا أبدى المسؤول عن المقابلة الرغبة في الرد على استفساراتك، فلا تتردد في طرحها. ولا تنس الاطلاع على ملفات التعريف بالشركة وتخصصها، والنطاق الجغرافي الذي تغطيه وبعض المعلومات الضرورية عنها؛ حتى تكون ملمًا بتفاصيل الشركة التي ترغب في الانضمام لفريقها، كما سيعزز ذلك من صورتك أمام ممثل الشركة الذي يحاورك.