لكي تحقق المنظمة أهدافها وتستمر وتبقى على قيد الحياة لابد من قيامها بإنتاج سلعة أو خدمة (القيام بوظيفة الإنتاج)، ثم تنجح في تصريف السلعة أو الخدمة (القيام بوظيفة التسويق)، ولكن لكي يمكنها ممارسة وظائف الإنتاج والتسويق فإن الأمر يحتاج إلي تدبير المال اللازمة لاستثماره في المصنع (ارض – مباني – معدات – آلات – أثاث – سيارات – وسائل نقل داخلي – وسائل نقل خارجي)، وأيضا المال اللازم لتمويل عمليات التشغيل (شراء الخامات – سداد الأجور – تكلفة الزيوت ، الوقود …. الخ) وكذلك المال اللازم لإنجاز العمليات التسويقية (دراسة وأبحاث السوق، تكلفة الإعلانات، سداد أجور رجال البيع، مصاريف نقل المبيعات، … الخ)

بدون المال المطلوب لتمويل عمليات الإنتاج والتسويق لا يمكن بل يستحيل ممارسة وظائف الإنتاج والتسويق وبالتالي استحالة إنشاء وتكوين المنظمة واستمرارها وبقائها ونموها .

تظهر وظيفة التمويل جلياً في أي منظمة مهما اختلف طبيعتها ولكن قد يطلق عليها تسميات مختلفة في المصنع تسمى الإدارة المالية، في المستشفى تسمى إدارة الحسابات أو التمويل، في كلية الأعمال فى الجامعة تسمى الشئون المالية وهكذا ..

تعريف الإدارة المالية

تعرف الإدارة المالية بأنها:«ذلك النشاط الذي يختص بالتخطيط والتنظيم والمتابعة لحركتي دخول وخروج أموال المنظمة بموجب المواءمة بين اعتباري عائد الاستثمار وتكلفة تدبير الأموال لتحقيق مستوى ربحية يتناسب ورغبات الملاك».

أهداف وظيفة التمويل

يساعد المديرون الماليون شركاتهم بعدة طرق، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر:

1. تعظيم الأرباح

تقدم رؤى حول، على سبيل المثال ، ارتفاع تكاليف المواد الخام التي قد تؤدي إلى زيادة تكلفة البضائع المباعة.

2. تتبع السيولة والتدفق النقدي

التأكد من أن الشركة لديها ما يكفي من المال في متناول اليد للوفاء بالتزاماتها.

3. ضمان الامتثال

مواكبة اللوائح والقوانين الحكومية الخاصة بالصناعة التي تعمل فيها الشركة.

4. تطوير السيناريوهات المالية

يستد هذا الهدف إلى الحالة الحالية للشركة والتوقعات التي تفترض مجموعة واسعة من النتائج بناءً على ظروف السوق المحتملة.

5. إدارة العلاقات

التعامل بفاعلية مع المستثمرين ومجالس الإدارة .

مهام وظيفة التمويل

وفيما يلي الإطار الخاص بوظيفة التمويل في المشروع الصناعي :-

1. تقدير الأموال اللازمة للمنظمة

تقدير الأموال اللازمة للمنظمة وهي نوعان من الأموال:-

– أموال مطلوبة للاستثمار في الأرض، المباني، المعدات، الآلات، الأثاث، وسائل النقل الداخلي، وسائل النقل الخارجي وهي تسمى أصولاً ثابتة assets fixed تخدم المنظمة لفترات طولية من الزمن فمثلاً الأرض تخدم المنظمة طوال فترة حياتها، المباني لفترات تصل إلي عشرات السنين، الآلات حسب العمر الإنتاجي للآلة وهكذا.

– أموال مطلوبة للاستثمار في الخامات، الوقود، الزيوت، قطع الغيار، مستلزمات الإنتاج، الأجور ، أي الأموال اللازمة للتشغيل وهي تسمى الأصول المتداولة أو الجارية assets Current ويتوقف تقدير الأموال المطلوبة على حجم المصنع، طريقة الإنتاج، الطاقة الإنتاجية، احتمالات التوسعات المستقبلية وهكذا.

2. تدبير الأموال اللازمة لتمويل الأصول الثابتة والأصول المتداولة

 الاعتماد في تمويل الأصول الثابتة على مصادر تمويل دائمة طويلة الأجل (رأس مال مملوك – قروض طويلة الأجل ).
 الاعتماد في تمويل الأصول المتداولة على مصادر تمويل قصيرة الأجل (رأس مال عامل) مثل الحصول على تسهيلات من الموردين أو دفعات مقدمة من العملاء وكذلك القروض قصيرة الأجل من البنوك التجارية .

3. وضع الخطط المالية

للتوفيق بين الإيرادات والمصروفات وتوقع الاختناقات والعمل على تغطيتها وكذلك توقع الفائض المالي ووضع سياسات لاستثماره بحيث لا يكون هناك رأس مال عاطل.

4. التوفيق بين السيولة والربحية

لتحقيق السيولة يقتضي الأمر الاحتفاظ بجزء كبير من أموال المشروع في شكل نقدية سائلة في الخزينة أو الحساب الجاري لدى البنك. ولتحقيق الربحية يقتضي الأمر استثمار جميع الأموال المتاحة. وقد يبدو أن تحقيق السيولة يكون على حساب الربحية والعكس أيضاً،

ولكن في حقيقة الأمر لا يوجد تعارض. أن تحقيق الربحية يؤدي إلي توفير أرباحاً في الشركة تعضد موقف السيولة وكذلك توافر السيولة يجعل المنشأة قادرة على الدخول في عمليات تجارية تحقق لها أرباح وكذلك تجعل المركز الائتماني للمنشأة قوياً مما يمكنها من الحصول على قروض تقوم باستثمارها بمعدل استثمار يزيد عن معدل فائدة القرض وبالتالي تزداد ربحية المنظمة.

5. الرقابة المالية وذلك للتأكد من أن الخطط المالية التي تم رسمها قد نفذت

ولتحقيق الرقابة المالية يقتضي الأمر إعداد مجموعة من المؤشرات المالية في شكل عائد على الاستثمار ، فترة السداد، فترة التحصيل وكذلك بيان تدفق الأموال الذي يفيد في معرفة ما إذا كانت الأموال التي تم الحصول عليها من مصادر دائمة قد تم استثمارها في استثمارات طويلة الأجل ، وكذلك الأموال التي تم الحصول عليها من مصادر قصيرة الأجل قد تم استثمارها في أصول متداولة. وبعد استعراض الوظائف الأساسية للمنظمة ضرورية لكي تنشأ وتنمو وتبقى وتستمر وتنجح فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن إلي أي حد تعتبر هذه الوظائف متكاملة أم أنها وظائف مستقلة.

اترك تعليقاً