1. فهم الفرق بين المشاريع والشركات الناشئة

 

في بدايات أعمالهم، يكون رواد الأعمال في سباق مع الزمن لتحويل شركتهم الناشئة إلى مشروع أو شركة مستقرة في أسرع وقت ممكن. فلا يمكن للمشروع أن يبقى في مرحلة “النشوء” (startup) إلى الأبد، إذ أنه على الشركة أن تصل إلى فهم واضح للمنتجات التي ستقدمها، وقاعدة عملائها، وكيفية جني الأموال من أجل النمو والاستمرار.

في المراحل المبكرة، غالبًا ما يخلط رواد الأعمال بين تلك الأشياء، وقد يجربون العديد من الأساليب، أو المنتجات المختلفة. وهذا أمر طبيعي، لكن في النهاية ينبغي على رواد الأعمال الذين يرغبون في توسيع مشاريعهم وتنميتها أن يرسموا خطة ثابتة تنبني على رؤية واضحة واستراتيجية فعالة.

2. آمن بنفسك يؤمن بك من حولك

ريادة المشاريع تنطوي على مخاطرة كبيرة، لا يمكنك إقناع الناس -أو حتى نفسك- باقتحام تلك المخاطر ما لم تكن تؤمن بنفسك، وفكرتك، وقدرتك على تحويل تلك الفكرة إلى حلول أو منتجات ناجحة.

يحلم عدد كبير من الناس بأن يصبحوا رواد أعمال، لكنهم لا يفعلون ذلك أبدًا. ولو سألتهم، فغالبًا سيعطونك ألف مبرر، مثل غياب التمويل، وقلة الوقت، والمسؤوليات العائلية وغير ذلك. لكن الحقيقة المرة، هي أن أكثر الناس لا يؤمنون بأنفسهم وقدراتهم، ويستسلمون للخوف من الفشل.

لنكن صريحين، أن تكون رئيس نفسك في العمل هو أمر مخيف. ففي معظم الحالات، يخاطر رواد الأعمال الجدد بالكثير من الأشياء، وهذا أمر طبيعي، ولا ينبغي أن يكون مانعًا من المحاولة والبدء.

الأعذار والمبررات ستبطِئك، وتعُوقك عن الوصول إلى أهدافك. إذا كنت تريد حقًا بدء مشروعك الخاص، فعليك أن تحلل الأسباب التي تظن أنها تمنعك من بدء المشروع. تحقق مما إذا كانت عوائق حقيقية، فإن كانت كذلك، فابحث عن حلول لتجاوزها، بدلاً من تركها تعوقك، وتئد حلمك.

3. تحدث عن فكرتك ودافع عنها

إذا كنت قلقًا بشأن آراء الناس بشأن فكرتك أو مشروعك، فعليك أن تتجاوز ذلك. لأنك إن لم تتمكن من إقناع المستهلكين بأن يشتروا منك، ويدعموا شركتك الناشئة، فمن الصعب أن تكسب المال. إذا كنت تريد تطوير مهارات رائد الأعمال بداخلك والنجاح حقًا، فعليك أن تكون جريئًا، وتتخلص من الشك والخجل.

في البداية، قد يكون عليك أن تلقي خطابات عامة، أو تشارك في اجتماعات عمل مع أشخاص لا تعرفهم، وقد يخيفك هذا، أريدك أن تتذكر ألا أحد يولد متعلمًا، هذه المهارات ستتعلمها رويدًا رويدًا.

تحدث بثقة عن عملك. وباعتبارك رائد أعمال، ستحتاج إلى التسويق لفكرتك ومشروعك باستمرار، وسيكون عليك بناء شبكة علاقات واسعة، وقاعدة من العملاء الموالين.

4. أعد خطة مفصلة

 

التخطيط له دور حاسم في نجاح أي رؤية. خطة العمل هي أول شيء ينبغي أن تفكر فيه، حدد مهاراتك، ونقاط ضعفك، وما الذي تريد تقديمه، وبما يتميز عن ما هو موجود.

حاول أن تُعدّ نفسك من الناحية الذهنية والعملية لأي مشكلة يمكن أن تظهر في ثنيات الطريق، وكيف عليك أن تتعامل معها. على سبيل المثال، ماذا سيحدث لو تأخر أحد العملاء عن الدفع لك لشهر؟ ماذا لو حدثت كارثة مناخية؟ أو أفلس أحد الموردين الأساسيين الذين تعتمد عليهم؟

أجد المثل الأمريكي “تمنى الأفضل، واستعد للأسوء” مفيدًا هنا.

5. انتبه وابحث عن ردود الفعل

 

ردود الفعل مهمة في كل الصناعات والقطاعات التجارية. يجب على كل رائد أعمال أن يبحث باستمرار عن ردود الفعل على أفكاره منذ البداية، ولا ينبغي أن يخش من النقد، فأحيانًا، يقدم لك أولئك الذين ينتقدون عملك وأفكارك أفضل النصائح والتوجيهات حول كيفية تحسين عملك، وإصلاح أخطائك.

6. كن مستعدًا للتحديات المالية

 

أحد أكبر المشاكل التي يواجهها كل رائد أعمال في بداية مسيرته هي الاستقرار المالي. في مرحلة تصميم خطة العمل، حاول تقدير التكاليف مسبقًا، سوف تحتاج إلى حساب كل التكاليف اللازمة لإطلاق المشروع وتشغيله مثل مقر العمل، والإيجار، والمستلزمات، والتسويق وغير ذلك.

ينبغي أن يكون تقدير التكاليف مدروسًا بعناية، وأن تأخذ كل شيء بعين الاعتبار. بعد ذلك، خذ المبلغ المُقدَّر، واضربه في أربعة، أنا جاد في هذا! ستظهر لك مع مرور الوقت تكاليف لم تتوقعها، في كافة مجالات إدارة المشروع. ومن الأفضل أن تكون مستعدًّا لذلك منذ البداية.

أثناء تقدير تكاليف بدء العمل، لا تنس احتياجاتك ومصاريفك الشخصية. خذ بالحسبان المبلغ الذي تحتاجه، بما في ذلك الإيجار، والغذاء، والغاز، والعلاج، وما إلى ذلك.

بمجرد انتهائك من تقدير التكاليف، ابدأ في تحديد ميزانية المشروع. في البداية، قد تحتاج إلى الحصول على رأس مال من جهة خارجية لتغطية النفقات، مثل قرض صغير، أو الدخول في شراكات.

إطلاق فكرة عمل غير ناجحة هو أمر شائع للأسف، وهو واقع عاشه الكثير من رواد الأعمال. فأكثر من نصف الشركات الناشئة تفشل خلال السنوات الخمس الأولى من عمرها1.

من الجيد أن تضع خطة “لأسوأ الاحتمالات”. مثل نفاذ مدخراتك، أو اقتراب الشركة أو المشروع من الإفلاس. قد تحتاج إلى الحصول على وظيفة، وقد تضطر إلى التقشف، والتخلي عن نمط حياتك العادي.

خذ كل الاحتمالات بالحسبان، واستعد لها ذهنيًا وماديًا. باعتبارك رائد أعمال، ستحتاج بعض الوقت قبل أن تتمكن من تحقيق دخل ثابت، إن كانت لك وظيفة أو مصدر دخل، ففكر ألف مرة قبل التخلي عنه.

7. كن مقتصدًا

 

قاوم إغراء شراء مكاتب فاخرة، ومعدات باهظة الثمن، وحملات التسويق المكلفة. فنجاح شركتك في مراحل البداية يعتمد على قدراتك المالية. اقتصد ولا تسرف، وحاول إيجاد طرق لتخفيض النفقات العامة، وإدارة رأس المال على نحو فعال.

8. سوّق لمشروعك بذكاء

 

إنّ التسويق لنشاطك التجاري الجديد أمر في غاية الأهمية، ومن أهم متطلبات تطوير مهارات رائد الأعمال التي تسعى لتمكينها في شخصيتك، ولكن هذا لا يعني أن تنفق أموالًا طائلة عليه. شبكات التواصل الاجتماعي هي حليفك في المراحل الأولى من المشروع.

عليك إنشاء حسابات لمشروعك على فيسبوك وتويتر وغيرها من الشبكات الاجتماعية، هذه الشبكات أداة فعالة  للتسويق والتوعية بمشروعك والتعريف به. يمكنك معرفة المزيد عن هذا الموضوع من مقالة: كيف تستفيد من اتجاهات التسويق الحديثة لتحسين خططك التسويقية؟

9. ابن فريقًا متنوعًا

المصدر: www.freepik.com

مع نمو مشروعك، قد تحتاج إلى تعيين موظفين جدد. أولًا، خذ الوقت الكافي لمقابلة الأشخاص والتعرف عليهم للتأكد من أنهم يتلاءمون مع ثقافتك، ويشاركونك قيمك. ثانياً، قد يكون هذا صعبًا في البداية، ولكن عليك أن تفوّض الكثير من المهام للموظفين الجدد. أخيرًا، لا تتوقع أن يكون الموظفون مشابهين لك في كل شيء، ولا تتوقع أن يوافقوك في كل توجهاتك. كن منفتحًا على الآراء والمقترحات الجديدة، وشجعهم على التعبير عن أفكارهم، ولا تقمعهم.

إحدى أفضل الطرق التي يمكن أن توسّع مداركك باعتبارك رائد أعمال، هي بناء فريق متنوع، وذي خلفيات علمية ومهنية وشخصية مختلفة. العمل مع مجموعة كبيرة ومتنوعة من حيث وجهات نظرها وآرائها لا يقدر بثمن في عالم ريادة الأعمال.

10. استعن بالتوظيف عن بعد

 

لقد غيرت ثورة الإنترنت الكثير من الأشياء، وأثرت في الكثير من القطاعات بشكل عميق، وسوق العمل لم يكن استثناء. الكثير من الناس صاروا يعملون من بيوتهم، فيما يسمى بالعمل الحر.

الاستعانة بالمستقلين يمكن أن تكون استراتيجية ذكية لتخفيض تكاليف بدء المشروع، فالمستقلون عمومًا يتقاضون أجورًا أقل من الموظفين الدائمين، كما أن كلفة تشغيلهم أقل بكثير، فلن تحتاج لأن تهيئ لهم بيئة العمل، ولا حاجة لاقتناء المكاتب ومعدات العمل، أو تدريبهم. أمامك عدة خيارات، إما التعاقد مع مستقل على مشروع معين، أو شراء خدمة جاهزة، أو يمكنك البحث عن أشخاص توظفهم عن بعد.

11. لا تتوقف عن التعلم

 

ريادة الأعمال هي عملية تعلم ونمو مستمرة، من المهم أن تُثري نفسك بالمهارات العملية والعاطفية، هناك الكثير من المصادر الممتازة لتعلم أي مهارة تحتاجها، ستجد في أكاديمية حسوب قناطير من المحتويات والمقالات التعليمية الممتازة، يمكنك أيضًا البحث في شبكة الإنترنت عن موارد التعليم الإلكتروني المجانية أو منخفضة التكلفة.

اشحذ مهاراتك في إدارة المشاريع والوقت، تعلم أشياء جديدة، خصوصًا في المجال الذي تريد أن تعمل فيه، فإن كنت تريد إنشاء شركة برمجية، فمن الطبيعي إذًا أن تحاول تعلم أساسيات البرمجة، كذلك علم نفسك أبجديات التسويق، وفن الإقناع.

قال “جيف بيزوس”، مؤسس أمازون وأغنى رجل في العالم:

كن عنيدًا في رؤيتك وأهدافك، ولكن كن مرنًا في التفاصيل والوسائل.

استمع إلى ما يقول الناس، استمع إلى الأصدقاء والعائلة والخبراء، وحتى إلى نفسك. كن كالإسفنجة، تشرَّب كل الخبرات والمعلومات التي ترى أنها يمكن أن تنفع مشروعك، اكتب الأفكار التي تطرأ عليك وأنت تمشي في الصباح، اسأل الخبراء، وإن احترت في شيء، فتأكد من أنك ستجده في الإنترنت.

عندما تخبر الناس بفكرتك أو مشروعك، اقرأ لغة أجسادهم. هل يحبون الفكرة؟ أم أنهم يجاملونك ويُسمعونك ما تريد أن تسمع، لكنهم في قرارة أنفسهم يرون أنك تسير في الاتجاه الخطأ؟ شجعهم على أن يكونوا صادقين معك. يمكن أن يعطيك الرأي الجماعي الذي تحصل عليه منهم فكرة عن رد فعل المستهلكين.

12. تعلم من أخطائك

 

الأخطاء أمر حتمي، مهما كنت حريصًا، ومهما حاولت أن تخطط لكل شيء، فسترتكب أنت أو العاملون معك بعض الأخطاء، وهذا ليس عيبًا، بل قد تكون تلك الأخطاء أحيانًا فرصة لتعلم أشياء جديدة.

هناك مقولة تتردد كثيرًا في وادي السيليكون، وهي:

اخطئ بسرعة، واخطئ كثيرًا.

يقصدون بالخطأ هنا الخطأ الذي يوسع مداركك، ويعلمك أشياء جديدة. خذ وقتك لتحليل أسباب حدوث الخطأ، وكيفية تجنبه مستقبلًا. وطبق خبرتك الجديدة بذلك تضمن تطوير مهارات رائد الأعمال بداخلك سريعًا.

13. تعلم رصد المشاكل

 

رواد الأعمال الناجحون يعالجون مشكلة أو فجوة موجودة في السوق أو المجتمع، ويقدمون إما حلًا أصليًا، أو يقدمون حلولًا أفضل من منافسيهم.

رصد المشاكل والثغرات لا يقل أهمية عن إيجاد الحلول لتلك المشاكل، فكثير من المشكلات لا يُنظر إليها على أنها مشاكل أصلًا، لأن الناس لا يدركون أن هناك بدائل أفضل ممكنة.

لن يدفع الناس لك مقابل الحل الذي تقدمه إن لم يروا المشكلة من الأصل، لذلك من المهم أن تتعلم كيفية التعبير عن المشكلة وعرضها بشكل يفهمه العملاء المحتملون.

بدلًا من أن تبني فكرتك على ما ستبيعه من منتجات أو خدمات، فكّر في المشكلة التي ستحلها. سيكون من الأسهل بناء قاعدة عملاء موالية عندما يقدم عملك حلا لمشكلة، إذ أنّ مشروعك ينبغي أن يملأ فجوة في سوق أو مجال معين.

14. تعلم عن المتطلبات القانونية لبدء مشروعك

 

بدء مشروعك الخاص هو أمر مثير وحماسي، وأكره أن أقول لك هذا، ولكن عليك أن تتعلم أكبر قدر ممكن من القواعد واللوائح والقوانين التي تخص عملية فتح مشروع. ذلك أنك إن لم تتبع اللوائح الحكومية، فقد تواجه عقوبات شديدة.

من تشكيل هيكل قانوني، إلى إنشاء نظام محاسبة، يجب عليك اتباع القوانين، قد تحتاج إلى تسجيل مشروعك لدى الجهات المختصة في بلدك، يجب عليك أيضًا دراسة الالتزامات الضريبية. وعندما توظف العمال، يجب عليك اتباع قوانين العمل.

تختلف اللوائح والقوانين من بلد إلى آخر، وبحسب المجال الذي تعمل فيه، تعلمها، أو وظف مستشارًا قانونيًا، سواء بشكل شخصي، أو عبر الإنترنت. يمكنك الحصول على استشارات قانونية من المتخصصين في المجال عبر خمسات، وفي الحالة الثانية، احرص على أن يكون المستقل الذي تتعامل معه من البلد الذي تعمل فيه، وأن تكون له معرفة بالقانون.

اترك تعليقاً