تحتاج المنظمات إلى أساليب مضمونة تمكّنها من الوصول إلى فئة أوسع من العملاء لزيادة أرباحها ولتتمكن من تحقيق أهدافها، لذلك يتوجب عليها اللجوء إلى وضع خطط تسويقيّة تمتاز بالكفاءة لتساعد المنظمة في ترسيخ علامتها التجاريّة والمساهمة في نشر الوعي حول ما تقدّمه من منتجات وخدمات بالإضافة إلى تحليل وفهم البيئة التسويقيّة التي تعمل بها المنظمة، ونظرًا لأهمية الخطط التسويقية ودورها الكبير في التأثير على نجاح سير الأعمال فإنَّه لا يمكن اعتبار كل خطة تسويقيّة يتم وضعها على أنَّها ناجحة، حيث يجب وضعها بالكيفية الصحيحة لضمان ذلك، وبناءً على ذلك نناقش في هذا المقال كيفية وضع أو بناء خطة تسويقية سليمة للمنظمات المسؤولة عن المشاريع التجاريّة والصناعية بشكلٍ عام.[١]
كيف أضع خطة تسويقية؟
تساعد الخطط التسويقية الصحيحة الشركات والمنظمات على تحويل أهدافها إلى واقع يمكن قياسه، حيث تقوم هذه الخطط بتوجيه طاقات المنظمة وإنتاجها وعملياتها نحو المسار المطلوب لذلك، وتختلف خطط التسويق من منظمة إلى أخرى بناءً على القطاع المتواجدة به بالإضافة إلى الإمكانيات المتاحة لدى كل منها، ولضمان عملية وضع خطة تسويقيّّة مناسبة يمكنك اتّباع ما يأتي من خطوات أساسيّة وبنود يجب القيام بها:[٢][٣][٤]
أولًا: تحديد نقطة البدء
تشكّل الخطة التسويقية حجر الأساس في المنظمات والتي بدورها تعمل على إكمال الغاية التي وجدت لأجلها العمليات الأخرى الموجودة داخل المنظمات، لذلك يجب أن تبدأ رحلتك في بناء الخطة التسويقية بتحديد نقطة البدء، فيتوجب عليك إدراك الغاية من وضعها بالنسبة لك وما الأهداف التي تريد أن تحققها من خلالها، فمن خلال تحديد الأهداف الكبيرة كمقدار التسويق المطلوب والذي يمكن تحقيقه بالاعتماد على تقسيم الخطة إلى مراحل وقياس نجاح كل مرحلة على حدى، بالإضافة إلى تحديد العوائد التي ترغب أن تقدّمها للعملاء أو المستهلكين من خلال تقديم هذه الخطة، ويعتبر التأكد من صياغة الخطة والمكونات أو الأنشطة التي سيتم العمل بها إحدى الشروط الأساسيّة لنجاح الخطة.
ثانيًا: إعداد البحوث المتعلّقة بالسوق
تعد الأبحاث والبيانات أحد أهم الأساسيات في نجاح الخطط التسويقية، ففي مجال الأعمال لا تجري الأمور بالاعتماد على الحدس فقط، لذلك تقوم المنظمات بإعداد بحوث لجمع البيانات التي تتعلق بكل ما يأتي:
- حجم السوق المستهدف.
- المنافسين الذين يشكلون تحدٍ عالٍ في مجال العمل.
- الفئة المستهدفة من العملاء.
- حاجات الأفراد واهتماماتهم ورغباتهم غير المشبعة.
فمن خلال جمع هذه البيانات يمكنك البدء بتحليلها للوصول إلى الحلول المثلى للمشكلات التي قد تعترض خطتك مستقبلًا عند بدء تطبيقها على الواقع، بالإضافة إلى فهم الصورة العامة لطبيعة سير الأمور في البيئة التي ترغب تنفيذ خطة التسويق فيها؛ لبناء المراحل الأخرى منها بطريقة صائبة تساهم في زيادة فرصتك بتحقيق الأهداف المحددة.
ثالثًا: تحديد قنوات التسويق الخاصة بك
تتوجه المنظمات من خلال إعداد الخطط التسويقية إلى الإتفاق مع قنوات خاصة تستطيع من خلالها إيصال الرسالة إلى أكبر عدد ممكن من الأفراد والجهات المستهدفة، فبعد تحديد العملاء الذين ترغب الوصول إليهم يتوجب عليك تحديد الوسيلة للوصول إليهم، حيث يجب أن تقوم بالتأكد من أنك تمتلك مزيجًا جيدًا من القنوات التي تشمل كافة فئات الأفراد أينما كانوا وفي أي وقت، ومن الأمثلة على هذه القنوات ما يأتي ذكره:
- مواقع التواصل الاجتماعيّ، والتي أصبحت محط أنظار كافّة الجهات المسؤولة عن التسويق، لسهولة استخدامها وإمكانية توفير المال والجهد.
- الوسائل التقليديّة المرئيّة كالتلفاز أو المسموعة كالراديو.
- وسائل الإعلان المطبوعة، كاللوحات المنتشرة في الشوارع أو المنشورات.
- البريد الإلكترونيّ ورسائل الهاتف والإتصال المباشر.
- بائعي التجزئة أو تجّار الجملة.
- التطبيقات المستخدمة في الهواتف الذكيّة.
رابعًا: إعداد الميزانيّة الملائمة
يتضح من خلال الحاجة إلى قنوات التسويق أنَّ الأمر يتطلب دفع الأموال لتتمكن من ترويج البضائع أو الخدمات التي تقدّمها وتمتلكها، بالإضافة إلى الأجور التي يجب دفعها للعاملين على إنشاء هذه الخطط وتطويرها أو تعديلها، والمستلزمات التي تتطلبها الأعمال، لذلك لا بدَّ من تخطيط ميزانيّة تشمل كافّة الجوانب لضمان الالتزام بالقيمة المتاحة والتأكد من تحقيق العوائد أو الإيرادات المطلوبة، هذا ويفضل المستثمرون رؤية وجود الميزانيات في الخطط التسويقية لقياس الإنتاجيّة بشكلٍ أدق.
خامسًا: تشكيل الفريق
يجب أن تتأكد من ضم أفراد مؤهلين إلى فريق الخطة التسويقيّة، فأنت بحاجة إلى موظفين للإجابة على استفسارات العملاء ومتابعة الشكاوى التي يتقدّمون بها، بالإضافة إلى وجود موظفين آخرين يمتلكون القدرة على الإقناع مما يساعدك على تحقيق الأهداف بصورة أسرع وأفضل.
سادسًا: التنسيق في المرحلة الأخيرة
لكي تتمكن من جعل هذه الخطة ترى النور يجب عليك التأكد من إمكانيّة قياس إنجاز الأهداف المحددة بها وتنسيق كافّة المراحل بحيث تكون مترابطةً وصولًا إلى النتائج، ولا يعني ذلك أن تُفرط في وضع المستندات أو الأوراق التي تعتبرها مرجعًا لك ويتم ذلك عادةً من خلال جمع كافّة الأساسيّات في ملخص واحد واضح بالإضافة إلى الاحتفاظ بنسخ احتياطيّة لضمان عدم الحاجة إلى إعادة العمل في حال حدوث مشكلة ما.