وتدرج أهمية التغذية الراجعة في تحسين الأداء وتوجيه النمو البناء.
من أجل نمو ونجاح أي مؤسسة في السوق، من الضروري تماماً للإدارة وقسم الموارد البشرية اتباع قواعد وأخلاقيات معينة في العمل. وأحدها هو إدراك وتنفيذ نظام التغذية الراجعة، حيث يأتي مع الكثير من الفوائد والمزايا التي تساعد الشركة على قطع شوط طويل في التغلب على المنافسة والاحتفاظ بالموظفين المخلصين والخبراء في المهام الموكلة إليهم .
وتتمثل المهمة والمسؤولية الرئيسية للإدارة العليا وقسم الموارد البشرية في دمج جانب التغذية الراجعة في ثقافة العمل بشكل عام.
وباستخدام نظام التغذية الراجعة لتحسين الأداء، يقوم مديرو الموارد البشرية بتقديم التغذية الراجعة (التغذية المرتدة Feedback) وتلقيها لاتخاذ قرارات أكثر استنارة وتوفير بيئة عمل بناءة. دعونا الآن نتعمق في بعض الأسباب الرئيسية التي تجعل التغذية الراجعة جزءاً حيوياً من مراجعة الأداء performance review ونمو المنظمة.
1. تحفيز الموظفين
عندما تدرك الإدارة العليا وإدارة الموارد البشرية في الشركة أهمية التغذية الراجعة، يكون الموظفون متحمسين للغاية ومرنين بما يكفي للقيام بمهامهم ومسؤولياتهم بطريقة تتسم بالكفاءة والفعالية. ويتلقى الموظفون تقييما جيدا بشأن مزاياهم وعيوبهم في العمل وجميع العيوب التي يتعين عليهم العمل عليها.
النقطة التي يجب ملاحظتها هي أن التغذية الراجعة يجب أن تقدم بطريقة إيجابية وصحية ومثمرة لجعل الموظفين يشعرون بالإثارة والتحفيز بدلاً من خفض معنوياتهم. يسعى الموظفون للحصول على تغذية راجعة للتعرف على أدائهم، ويساعدهم النقد البناء على زيادة الحافز على العمل. أيضاً، يعد استخدام النقد السلبي بطريقة بناءة جزءاً لا يتجزأ من الاستماع الفعال. والنقد السلبي (الانتقاد ) يعني وضع الإصبع على الخطأ والإشارة إليه بكل جرأة والبحث في أسبابه وإلقاء اللوم على المسبب.
يجب أن تكون هناك جلسات التغذية الراجعة المنتظمة للموظفين مع رؤسائهم المباشرين على أساس رسمي وغير رسمي مع الحفاظ على ثقافة العمل والبيئة العامة صحية ومثمرة.
2. التغذية الراجعة تزيد من مستويات الإنتاجية
استمراراً للنقطة المذكورة أعلاه، إذا تم تحفيز موظفي الشركة، تزداد مستويات إنتاجيتهم. الشركة قادرة على الاستخدام الأمثل للموارد البشرية وغيرها من الموارد من خلال التغذية الراجعة المناسبة والدورات التدريبية.
حتى إذا كان الموظفون يخطئون في شيء ما أو يواجهون أي مشكلة مع القسم الخاص بهم أو الأقسام المشتركة بينهم، فهم قادرون بسهولة على التواصل مع مديريهم أو قسم الموارد البشرية للتعبير عن شكواهم وقضاياهم لأنهم يعلمون أنه سيتم الاستماع إليهم وإعطائهم التغذية الراجعة (التغذية المرتدة Feedback) المناسبة.
بهذه الطريقة، عندما يكون لدى المنظمة نظام متعاون لتوصيل التغذية الراجعة (تلقي التغذية المرتدة وقبول التغذية المرتدة)، فإنها ستصوغ قرارات العمل وتضع استراتيجيات لتعزيز القوة العاملة بشكل إيجابي.
3. التغذية الراجعة البناءة تضمن بيئة إيجابية في مكان العمل
عندما تدرك الإدارة وقسم الموارد البشرية في الشركة أهمية التغذية الراجعة البناءة في مكان العمل، تكون هناك بيئة إيجابية وصحية في مكان العمل.
نظراً لحقيقة أنه عندما يعمل شخصان معاً في مؤسسة لتحقيق مستويات متشابهة من الأهداف والغايات، فلا بد من ظهور المشكلات، ومن مهام قسم الموارد البشرية والإدارة العليا التخفيف من المشكلات والعواطف المكبوتة من خلال اتباع سياسة التغذية الراجعة المناسبة.
4. التغذية الراجعة المستمرة تحتفظ بالموظفين المخلصين
يبقى الموظفون مع شركة تتمتع بثقافة عمل إيجابية وبيئة تتميز بأجواء صحية ومربحة للغاية لنموهم العام ونجاح مسارهم المهني. والتغذية الراجعة هي واحدة من الجوانب الحاسمة في بقاء الموظفين.
فإذا كانت الشركة ترغب في الاحتفاظ بالموظفين المخلصين والخبراء والبارعين في الطبيعة والنهج (الأسلوب)؛ يجب أن تفهم وتتبع ثقافة التغذية الراجعة لتقييم التدريب وتقييم الأداء .
5. تضمن التغذية الراجعة التعلم للموظفين
عندما يتم إعطاء الموظفين ملاحظات (تغذية راجعة Feedback) منتظمة بطريقة رسمية وغير رسمية من قبل رؤسائهم المباشرين، يصبح ذلك منحنى تعليمي لهم لمساعدتهم على رفع مستوى حياتهم المهنية والنجاح في مسارهم المهني.
وهذا بدوره يساعد الشركة أيضاً على صقل مهارات وخبرات الموظفين التي تساعد الإدارة على إطلاق خط جديد ومبتكر من المنتجات والخدمات في السوق المليء بالمنافسة.
6. تساعد على تجنب الأخطاء وتتيح تحسين المنتجات والخدمات
وعندما تفهم إدارة الشركة وتتبع ثقافة تلقي التغذية الراجعة (التغذية المرتدة Feedback)وإعطائها، يقوم كل فريق أو قسم بإجراء جلسات تغذية راجعة منتظمة تساعد على تجنب الأخطاء.
كما أن التغذية الراجعة تساعد في تسوية العيوب وحل العوائق التي تشكل عقبة ليس فقط في نجاح الشركة ولكن أيضاً تساعد أعضاء الفريق على اعتبار أخطائهم كمنحنى تعليمي وفرصة لتسلق سلم النجاح.
7. علاقات عمل أفضل في المنظمة
عندما يتم تقديم التغذية الراجعة بطريقة إيجابية وسليمة دون أي تحيز شخصي أو دوافع خفية، فإنها تبني علاقات أفضل وقوية ومثمرة بين أعضاء الفريق في نفس القسم وكذلك الإدارات المختلفة.
بالإضافة إلى أن التغذية الراجعة تخلق أيضاً علاقة جيدة مع الإدارة العليا أيضاً. يحتل بناء وتعزيز العلاقات الإيجابية والجيدة بين الموظفين دوراً مهماً للغاية لأن العمل الجماعي دائماً يساعد المنظمة على النمو والازدهار في السوق والصناعة ككل.
8. تحدد الأدوار والمسؤوليات وتبرز نقاط الضعف
في كثير من الأحيان في المنظمة، يكون الموظفين مرتبكون تماماً ومزعجين من أدوارهم ومسؤولياتهم الفعلية. يمكن أن يرجع ذلك إلى أسباب مختلفة مثل التدريب والتوجيه غير الصحيحين، وانعدام الأمن بين زملاء العمل، ونقص الكفاءة في العمل، وغيرها من الأمور أخرى.
ولكن عندما تتبع الشركة جلسات التغذية الراجعة المناسبة لإبلاغ الموظفين بنقاط القوة والضعف لديهم بالإضافة إلى المجالات التي تحتاج إلى العمل وفقاً للأدوار والمسؤوليات الموكلة إليهم؛ يشعر الموظفون بالتقدير والحماس الشديد.
9. قرارات أفضل ومزايا مالية أفضل
أخيراً وليس آخرا، يساعد فهم وإدماج نظام التغذية الراجعة عبر المنظمة بأكملها الشركة على تحقيق ذروة النمو والنجاح من خلال تحقيق أهدافها وغاياتها المالية.
كما ذكرنا سابقاً، فإن العمل الجماعي هو الذي يساعد أي منظمة على نحت مكانة لنفسها في السوق عن طريق التغلب على المنافسة، وممارسة الأعمال التجارية (البيزنس) بثقة مع وجود هوامش عالية الربح وقيمة علامة تجارية قوية.