يُعرّف التسويق الدوليّ أو International Marketing بأنَّه تطبيق لمبادئ التسويق الأساسيّة لتلبية الاحتياجات والرغبات المتنوعة للمستهلكين المختلفين الذين يقيمون خارج الحدود الوطنية التي توجد فيها المؤسسة، حيث يُعد التسويق الدوليَّ إجراءً للأنشطة التجاريّة للتحكم في تدفق السلع والخدمات للمستهلكين في أكثر من دولة حول العالم من أجل تحقيق مبيعات وأرباح بصورة أكبر، ويكمن الفرق بين التسويق المحليّ والدوليّ في نطاق بيئة التسويق الخاصة بكل منهما، ويُعتبر الهدف الرئيس لكلاهما تحقيق الربح من خلال بيع المنتجات أو تقديم الخدمات في المكان الذي يتواجد به المستهلكون، ويطلق أيضًا على هذا النوع من التسويق ما يُعرف بالتسويق العالميّ، ولكل شركة أو مؤسسة القدرة على تحديد ما إذا كانت ستذهب إلى العالميّة أم لا، بالاعتماد على حجم حصتها السوقيّة في السوق المحليّ، فبعض الشركات التي تمتلك قيمة أو حصية سوقيّة كبيرة في السوق المحليّ تفضّل البقاء واختيار الجانب الآمن على أن تقوم بالتوسّع والمخاطرة بكل ما قامت به على حساب الأرباح التي يمكن تحقيقها في حال العكس.[١][٢]
عوامل بيئة التسويق الدولي
تقوم الشركات الناجحة برؤية المتغيّرات التي تحدث حولها على أنَّها فرصة لاتخاذ خطوة أخرى نحو الأمام حيث يصعب عليها البقاء في مسار واحد دون التكيّف مع هذه المتغيرات التي تؤثر على فرصة نمو أعمالها وبقائها في السوق دون خسارة فرصتها، كما تضع الشركات التي ترغب بالنمو بالحسبان قدرتها على الوصول إلى العملاء عبر الحدود والدول المجاورة أو حتى على نطاق العالمية حيث تتأثر أنشطتها بالعديد من العوامل الأساسيّة بين الدول، ويمكن توضيح هذه العوامل من خلال ما يأتي:[٣][٤]
العوامل الجغرافية
تعتمد العوامل الجغرافية على تحليل الوحدات الجغرافية الأساسيّة كالأحياء والمدن والمناطق والدول وغيرها، ويمكن للشركات أن تدير أعمالها في دولة واحدة أو عدة دول مختلفة، لكن عليها تقسيم السوق الذي تسعى لخدمته إلى وحدات مستهدفة مختلفة على أساس الخصائص الجغرافيّة، حيث تساعد البيئة السائدة في مكان ما المسوّق على تحديد المزيج التسويقيّ في الأعمال التجاريّة الدوليّة، فقد يختلف السلوك الشرائيّ للأفراد من دولة إلى أخرى بالاعتماد على العوامل البيئيّة لكل منها مما يؤثر في النهاية على القرارات التسويقيّة، ولذلك يجب دراسة العوامل الجغرافيّة للمكان المراد الاستثمار أو العمل فيه وفهمها قبل تحديد استراتيجيّة التسويق، فالدول التي تمتاز بمناخ أو طبيعة أرض صحراويّة لن تحتاج إلى شراء ملابس الشتاء الثقيلة وما إلى ذلك.
العوامل الديموغرافية
تشير العوامل الديموغرافية في بلدٍ ما إلى نمط السكان، والتغييرات الأخرى في السكان والمدن والمناطق، ويعتمد تأثير هذه العوامل في التسويق الدوليّ على الآتي:
- التصنيف العمريّ لسكان الدول المستهدفة.
- التصنيف الجنسي.
- المستوى التعليمي.
- الحالة الاجتماعية.
- أنماط الأسرة.
- التصنيف الديني.
- التصنيف العرقي.
هذا وتعد العوامل الديموغرافيّة مهمةً لتقسيم السوق واتخاذ القرارات الصائبة وصياغة استراتيجيات التسويق التي تلائم البيئة التي يُرغب بالوصول إليها.
العوامل الاقتصادية
تقسم العوامل الاقتصاديّة إلى عوامل اقتصاد كليّة وجزئيّة، وتتناول العوامل الاقتصاديّة احتياجات المستهلك في الدول الأخرى بالإضافة إلى السياسات الاقتصاديّة التي يتم العمل بها، حيث تحدد هذه العوامل:
- التوقعات الاقتصادية للشركات التجاريّة.
- قدرة الشركات على المنافسة والتأثير على الفرص المتاحة في الأعمال الأجنبيّة التي ستقوم بها الشركات في هذه الدول.
- دراسة الناتج القومي الإجماليّ وناتج الدخل المحليّ ودخل الفرد لتلك الدول ممّا يساهم في تحديد أفضل الصناعات التي يتوجب الاستثمار بها أو التعامل معها.
العوامل الاجتماعيّة والثقافيّة
تشير العوامل الاجتماعيّة والثقافيّة إلى مجموعة القيم والعادات التقليديّة التي يتم التعامل على أساسها في المجتمعات المختلفة، حيث تنتقل هذه الثقافات من جيل إلى آخر مما يجعلها مؤثرةً بشكلٍ ما على استراتيجيات التسويق في بعض الدول أو المناطق، فقد تختلف القيم والعادات أو المعايير التي نشأت عليها الدولة التي تستهدفها الشركات عما نشأ عليه المسوقون أو القائمون على تحديد استراتيجيات التسويق مما قد يؤدّي إلى مخالفة هذه المعايير في مكانٍ ما والذي سيؤثر بدوره على قدرة هذه الشركات على الاستمراريّة في المكان نفسه، لذلك تقوم الشركات التي تستخدم التسويق الدوليّ بتحليل العوامل الاجتماعيّة والثقافيّة بصورة دقيقة تجنبًا لأيّ خطأ قد يُعيق عملها.
العوامل السياسية
تعد العوامل السياسيّة إحدى أهم المؤثرات في بيئة التسويق الدوليّ؛ حيث لا يمكن السيطرة على العوامل السياسيّة المتغيرة بطبيعتها، لذلك فمن الضروريّ أن تقوم الشركات بفهم المخاطر السياسيّة التي قد تترتب على الأعمال التجاريّة من خلال التسويق الدوليّ، هذا وقد تؤثر العوامل السياسيّة المختلفة في الدول على المنتج وسعره والمكان والأشكال الترويجيّة التي من الممكن القيام بها.