سننتقل الآن إلى خطة العمل التي يجب أن تسلكها لكي تبدأ بانطلاقة قويّة في تجارتك الإلكترونية. عليك أن تضع في حسبانك أنك بحاجة إلى التخطيط لاستراتيجية نشاطك التجاري على الإنترنت بشكل جيّد قبل إطلاق متجرك الإلكتروني لتلافي أي أخطاء قد تضر بسمعتك، لا سيّما إن كنت تدير مشروعًا تجاريًّا تقليديًّا سابقًا ولديك سمعة جيدة وعملاء قدماء.
فيما يلي سنسرد 3 محطّات رئيسية يجب أن تقف عندها في أثناء رحلة تبنّي التجارة الإلكترونية في مشروعك.
1. ابدأ باستراتيجية عمل واضحة
هذه الخطو عامّة ولا تحمل إطارًا محددًا لكي تسير وفقه، فلكل مشروع تجاري خصوصيّته وآليّات انتقال معيّنة لكي تسير وفقها خلال التحول للتجارة الإلكترونية. لكن عمومًا هناك بعض الخطوط العريضة التي يجب أن تأخذها بالحسبان في أثناء وضع أسس عملية الانتقال، وهي:
- احرص على إخبار المساهمين في مشروعك، سواءً كانوا موظفين أم مستثمرين أم أصحاب أسهم، أطلعهم على فكرة الانتقال بالنشاط التجاري إلى عالم الإنترنت واحصل على آرائهم.
- إن كنت تخطط للانسحاب الكامل من التجارة التقليدية والاحتفاظ بالمنتجات التي لديك لعرضها لاحقًا في متجرك الإلكتروني، فعليك أن تبحث عن مستودع مناسب لتخزين وحفظ تلك المنتجات.
- إن كنت تنوي عرض المنتجات ذاتها في متجرك الإلكتروني فعليك أن تجمع جميع التفاصيل المتعلقة بها، مثل سلسلة التوريد (المورّدين) وسعر التكلفة وهامش الربح السابق والعروض وغيرها، وعلى الرغم من أن طريقة عرض وتسعير المنتجات قد تختلف قليلًا في متجرك الإلكتروني إلا البيانات الأساسية للمنتجات تكون متشابهة.
2. أمّن سلسلة توريد مناسبة
بإمكانك إن أردت تبنّي المنتجات نفسها في متجرك الإلكتروني أن تحافظ على سلسلة التوريد القديمة التي كنت تعتمد عليها، مع بعض الحسابات الإضافية، كأن تزيل من قائمة حساباتك تكاليف تشغيل المتجر التقليدي التي كنت تضيفها، مثل الكهرباء وأجور العاملين وغيرها وأن تضيف تكاليف الاستضافة وأجور القائمين بالمتجر الإلكتروني إن وظفت أشخاصًا لذلك، بالإضافة إلى أجور الشحن والنقل وغيرها.
أما إن أردت بدء رحلة جديدة في عالم التجارة الإلكترونية بأصناف منتجات مختلفة عمّا كنت تبيعه في متجرك أو شركتك فأمامك هنا مهمة جوهرية وهي تأمين سلسلة توريد مناسبة لمنتجاتك. أما كيف تختار المورد المناسب، فالأمر شبيه باختيار المورد في التجارة التقليدية، الذي يجب أن تتوفر في النِّقَاط التالية:
- الاستمرارية: بمعنى أن يكون المورد قادرًا على تأمين المنتجات باستمرار.
- السرعة في التجاوب: وهي صفة أساسية في أي مورد جيّد، وتتمثل في سرعة تأمين الشحنة والاتفاق عليها وإرسالها إليك لضمان عدم التأخر في تأمين طلبات العملاء.
- الالتزام: ونقصد هنا الالتزام بالوقت والمبلغ أو العرض المتفق عليه، ويتمثل الالتزام بالوقت في إرسال الطلبات في الوقت المتفق عليه.
- القدرة على التفاوض: بمعنى أن يكون المورد مرنًا في تحديد أسعار المنتجات وتقديم عروض مغرية، لا سيّما في حال كنت تطلب كميّات كبيرة من المنتجات من المورّد.
- الثقة: وهو معيارٌ ذهبي، فعليك البحث عن مورد موثوق وله تعاملات كثير من عملاء آخرين، لا ننصحك أبدًا بأن تجرب حظّك مع مورّد جديد في سوق العمل، إلا إن كان من مصدرٍ موثوق أو ذو خلفيّة موثوقة.
3. ابدأ بتأسيس متجرك الإلكتروني
وهي النقطة الأولى والأكثر أهمية في رحلتك. هنا أمامك ثلاث خيارات أو توجّهات عليك الاختيار من بينها، وهي:
- تأسيس موقع إلكتروني مستقل من الصفر، وهنا أنت بحاجة إلى خبرة ومعرفة جيّدة في مجال برمجة وتصميم مواقع الويب.
- إنشاء متجر إلكتروني عبر منصات إدارة المحتوى مثل ووردبريس عبر استخدام إضافة ووكومرس WooCommerce . في هذا الحال لن تحتاج إلى خبرة كبيرة في تصميم المواقع فالقوالب والإعدادات تكون جاهزة وكل ما عليك هو الاختيار من بينها وإضافة منتجاتك، مع ذلك هناك بعض التفاصيل التي تتيح لك تأسيس متجر احترافيًّ تحتاج لها لمتخصص في هذا المجال.
- افتتاح متجر إلكتروني خاص بك عبر منصات التجارة الإلكترونية المشهورة، مثل أمازون Amazon وإيباي eBay، يتميز هذا الخيار عن سابقيه بقاعدة العملاء الضخمة ولكن بمنافسة شديدة من قِبل أصحاب المتاجر الأخرى.
يعد الخيار الثاني هو الخيار الأنسب لا شك للانتقال بالنشاط التجاري إلى عالم الإنترنت، فبناء متجر من الصفر يحتاج إلى تكاليف كبيرة إلى جانب الوقت والجهد. في حين أن الاعتماد على متاجر التجارة الإلكترونية الشهيرة هو شيء لا تمتلكه ولا يمكنك التحكم به مثل المتجر الإلكتروني الخاص بك.
لذلك يعد إنشاء متجر إلكتروني عبر ووكومرس هو الخِيار الأمثل، فهي عملية بسيطة لن تتطلب التكلفة أو الجهد ذاته الذي يتطلبه بناء متجر من الصفر، وفي الوقت ذاته ستكون متحكمًا في كل شيء يخص تجارتك. إن لم تكن تمتلك الخبرة الكافية، يمكنك توظيف مطور ووردبريس متخصص بالمتاجر الإلكترونية عبر موقع مستقل، أكبر منصة عمل حر عربية، ليقوم بالأمر بدلًا منك.
ملاحظة: بإمكانك تبنّي أكثر من توجّه واحد، لكن من الأفضل أن تركز مواردك وجهودك في إحدى الطرق، وعندما تصل إلى شهرة مرضية وتحصد قاعدة عملاء واسعة، بإمكانك عندها تطوير مشروعك ودخول منصات تجارة جديدة والمنافسة فيها.