عالم التجارة الإلكترونية مليء بالفرص، وباعتبارك أحد رواد الأعمال الباحثين عن سبل لتطوير مشروعك، ووضعه على خريطة الأسواق الإقليمية والعالمية. لا شك أنك بحاجة إلى دخول عالم التجارة الإلكترونية. بغض النظر عن نوع نشاطك التجاري التقليدي، ثمة بعض الخطوات التي ستسمح لك بتحوّيله إلى نشاط تجاري إلكتروني على الإنترنت. ستحتاج في البداية إلى وضع خطة عمل مدروسة، من شأنها أن تُراعي قدرات نشاطك التجاري وإمكانياته. لكننا هنا لمساعدتك في وضع الخطوط العريضة لهذه الخطة، من خلال مجموعة من الخطوات العملية التي وضعها المتخصصون في هذا المجال كالآتي:
1. حدِّد الخدمات الإلكترونية التي يمكنك تقديمها
بحسب نوعية نشاطك التجاري، يمكنك نقله إلى الإنترنت سواء بشكل جزئي أو كلي. ولذا، يتعين عليك أن تُحدد أولاً ماهي الخدمات التي تستطيع تقديمها إلكترونيًا لعملائك. على سبيل المثال، إذا كنت صاحب متجر على أرض الواقع لبيع الورود، فيمكنك نقل خدماتك إلكترونيًا، كأن تتيح شراء الورود والدفع عبر متجرك الإلكتروني.
مع إمكانية إضافة بعض الخدمات لمتجرك مثل: تخصيص الطلبات، بحيث يمكن للعميل تصميم باقته الخاصه مثل باقات الزفاف، وباقات عيد الحب وغيرها. سيُساعدك هذا الأمر، على التخطيط الجيد لخطوة التحوّل الإلكتروني، ويُمكّنك من استغلال الأدوات التسويقية الإلكترونية الاستغلال الأمثل.
2. أنشئ بريد إلكتروني لنشاطك التجاري
عند دخولك لعالم التجارة الإلكترونية، لا بد أن توفر قنوات اتصال إلكترونية تربط بين نشاطك التجاري وبين عملائك، وأول هذه القنوات هو البريد الإلكتروني. ستتمكن من خلال البريد الإلكتروني من التواصل مع الشركات الأخرى، ومن إرسال النشرات الدعائية والإخبارية عن شركتك إلى العملاء. يُعد البريد الإلكتروني أحد أهم الوسائل التسويقية ومن أكثرها فعالية، فقد أثبتت الدراسات أن عوائد الاستثمار للشركات التي استخدمت البريد الإلكتروني كأداة تسويقية، زادت بنسبة كبيرة ووصلت إلى 80%.
بفضل تكاليفه المنخفضة وفاعليته الكبيرة في الوصول إلى أعداد كبيرة من العملاء في زمن قياسي، سوف يساعدك البريد الإلكتروني على استهداف شرائح مُحددة من العملاء بحسب اهتماماتهم وعلى أساس نسبة احتياجهم إلى الخدمة أو السلعة التي يُقدمها نشاطك التجاري.
3. الوجود الرقمي هو جوهر نجاح نشاطك التجاري
لن تتمكن من خوض غمار المنافسة على الساحة الإلكترونية إلا عند إنشاء موقع ويب لنشاطك التجاري. يمكنك استخدام الموقع في عرض المنتجات والخدمات التي تُقدِّمها، وعرض الملف التعريفي للشركة وتقديمها إلى الجمهور. ما يساعد على استقطاب العملاء، وحثهم على طلب خدماتك أو منتجاتك. حاول قدر الإمكان أن تملأ الموقع الإلكتروني الخاص بنشاطك التجاري بمحتوى متكامل، بحيث إذا تبادر إلى ذهن العميل أي سؤال، فيمكنه أن يعثر على الإجابة داخل موقعك. على سبيل المثال:
- اعرض معلومات كافية حول خدماتك ومنتجاتك، وأعلن عن العروض والخصومات.
- حدد طرق الدفع المتاحة، واذكر طرق التواصل المتاحة بينك وبين عملائك.
- حدد الوقت المستغرق بين عملية الطلب وعملية الاستلام.
- أضف فيديوهات تعليمية تشرح طريقة طلب الخدمة أو السلعة وطريقة الدفع وما إلى ذلك.
إن لم تمتلك خبرة فى إنشاء موقعًا إلكترونيًا لمشروعك التجاري، يمكنك طلب خدمات التجارة الإلكترونية وإنشاء موقع إلكتروني عبر موقع خمسات، فقط حدد متطلباتك والأهداف المراد تحقيقها، وسيعمل المتخصصون على تطويع محتوى الموقع ليخدم الهدف المرغوب تحقيقه.
ما هو تطبيق تيلجرام و كيفية استخدامه؟
4. وفر خدمات الدفع الإلكتروني لنشاطك التجاري
من أهم مقومات التجارة الإلكترونية، إمكانية إجراء المعاملات المالية بصورة إلكترونية. لذا، عليك توفير إمكانية تسديد المبالغ المالية إلكترونيًا لعملائك. سيُحقق هذا الأمر زيادة في تفاعل الجمهور مع الخدمات التي تقدمها. بإمكانك تنفيذ هذه الخطوة من خلال التعامل مع البنوك الإلكترونية، أو حتى البنوك الفعلية التي توفر خدمات إلكترونية.
على سبيل المثال: يمكنك توفير خدمة الدفع عبر البطاقات مسبقة الدفع، وهي طريقة شائعة وآمنة للدفع، كما أنها مُفضَّلة لدى الكثيرين من العملاء وتستخدمها أغلبية أنشطة التجارة الإلكترونية. كما يمكنك تفعيل الدفع عن طريق الحوالات المصرفية الإلكترونية التي توفرها بعض البنوك.
ثمة بعض البنوك الإلكترونية التي ذاع صيتها، وزاد الطلب على استخدامها مع انتشار التجارة الإلكترونية، مثل PayPal وغيرها. من الجيد أن تُتيح لعملائك أكثر من خيار للدفع، من أجل أن تمنحهم تجربة سلسلة للشراء، تدفعهم لاختيار خدماتك وتفضيلها على المنافسين.
5. التواجد الإلكتروني لن ينجح بدون تسويق جيد
شأنه شأن أي نشاط تجاري، تعتمد التجارة الإلكترونية بنسبة كبيرة على مدى قوة القدرة التسويقية. ولا شك أنك كصاحب نشاط تجاري تقليدي تعي تمامًا أهمية التسويق الجيد والفعّال في نجاح أي نشاط تجاري. لذلك عند نقل نشاطك التجاري إلى العالم الإلكتروني، ستحتاج إلى خدمات التسويق الإلكتروني من المختصين لكي يتم الأمر على النحو الصحيح، ما يمكنك من استقطاب المزيد من العملاء وتحقيق أرباح تفوق المتوقع.
وجود نشاطك التجاري على المنصات الرقمية التي يتواجد عليها عملاءك مثل منصات التواصل الاجتماعي وغيرها، سيُساهم بشكلٍ كبيرٍ في زيادة الوعي بنشاطك التجاري وبالتبعية زيادة قاعدة عملائك. ناهيك عن أن التواصل مع العملاء والتفاعل معهم عبر المنصات الاجتماعية، سيمكنك من التعرف على طبيعة احتياجاتهم، لأخذها بعين الاعتبار عند توفير الخدمات أو المنتجات.
6. حوِّل المنشورات الدعائية التقليدية إلى إلكترونية
إن كنت تستخدم المنشورات الدعائية المطبوعة والكتالوجات والملفات التعريفية الورقية للإعلان عن خدماتك للجمهور. فسوف تحتاج إلى كل هذه المنشورات في عالم التجارة الإلكترونية، لكن في صورتها الرقمية. صمِّم قوائم الأصناف والمنتجات الخاصة بمشروعك بما يتناسب مع إمكانية عرضها على الإنترنت. واتبع الطريقة ذاتها مع نماذج طلبيات الشراء والكتالوجات وغيرها. يمكنك طلّب خدمات التصميم الجرافيكي المختلفة من المحترفين بأسعار تبدأ بـ 5 دولار أمريكي.
الآن، أنت تعرف جيدًا أهم الخطوات التي يتعين عليك اتخاذها لتحويل نشاطك التجاري التقليدي إلى عالم التجارة الإلكترونية. لكن قبل كل شيء، لكل نشاط تجاري ميزانيته الخاصة، ولكل عملية تطوير تحدياتها. فمن الأفضل أن تبدأ أولاً في حساب تكلفة هذا التحول، وعمل دراسة جدوى للفكرة ككل. ثم تُحدِّد الجهات الخارجية التي ستحتاج إلى التعاون معها، لتنفيذ خطتك، على أساس ما يتناسب مع إمكانيات مشروعك.
وفيما يتعلق بالتحديات، فأي خطوة جديدة لأي مشروع تجاري لابد أن تواجهها بعض التحديات. وأغلبية أنشطة التجارة الإلكترونية تواجه تحديات اقتصادية، نظرًا لتزايد أعداد المنافسين، وزيادة وتيرة التطور التكنولوجي. ولكن الأمر الأكيد هو أنك ستواجه تحديات أكبر، إذا تأخرت في اتخاذ خطوة التحوّل الإلكتروني.