يتضمن المنهج الاستقرائي نوعين من الأساليب، لها في الأصل نفس جوهر الأسلوب، وهي على النحو التالي:

المنهج الاستقرائي الكامل

  • يطلق عليه أيضًا المنهج اليقيني، ويعتمد على الملاحظة كعماد الأسلوب المباشر.
  • يهتم الباحث بالمنهج اليقيني بجمع وتفحيص كافة المعلومات حول جزئية البحث، قبل إصدار قرار عام بشأنها.
  • يعد منهجًا بطيئًا من حيث التطبيق، ذلك لحاجة الباحث لوقت طويل لملاحظة كافة مكونات المنهج الاستقرائي، مع ذلك يساهم في تقديم نتائج صحيحة ودقيقة.

المنهج الاستقرائي الناقص

  • يطلق عليه الاستقراء غير اليقيني، يعتمد على دراسة الملاحظات المرتبطة بالموضوع العام.
  • تتميز هذه الملاحظات بسهولة الحصول عليها، وتحديد طبيعتها كالتعريفات والمفاهيم.
  • يعد من أنواع الاستقراء التي تضم معلومات كاملة، فقد يهمل الباحث معلومة تضر سلبًا بمنهجية الاستقراء.
  • رغم ذلك، يعد من المناهج الأكثر شيوعًا في العديد من الدراسات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية.

خطوات المنهج الاستقرائي

يعتمد منهج التفكير الاستقرائي على ثلاث خطوات هامة ورئيسية، للحصول على أفضل النتائج، هي كالتالي:

الملاحظات

وهي المعلومات والبيانات التي يعتمد عليها الباحث الاستقرائي في التحليلات والتلخيص، وتساهم في تطبيق المنهج الاستقرائي، وهي نوعان:

  • الملاحظات المقصودة: هي البيانات التي يرى الباحث أهميته في توفير معلومات واستنتاجات دقيقة، تساعد فيما بعد في وضع وصف متكامل للمنهج.
  • الملاحظات البسيطة: تعتبر نوعًا من الاكتشاف، فهي الملاحظات التي تستنتج دون تفكير أثناء البحث، أو قراءة موضوع جزئي يرتبط بالدراسة الكلية.

الفرضيات

هي مجموعة الأفكار التي يتوقعها الباحث، بهدف المساهمة في الوصول لتفسيرات منهجية استقرائية. قد تطبق هذه الفرضيات بشكل عملي، أو يتم رفضها بشكل تام. ودائمًا ما يحرص الباحث على وضع عدة فرضيات للمقارنة بينها واختيار الأنسب للمنهج الاستقرائي.

التجارب

هي الاختبارات التي يقوم بها الباحث لمعرفة مدي نجاح تطبيق الأسلوب الاستقرائي في نطاق الدراسة المحددة. تختلف هذه الدراسة حسب نوع الموضوع، فقد تكون رياضية تعتمد على المعادلات، أو علمية ترتبط بالتفاعلات الكيميائية، أو حتى مكتوبة تهدف إلى التحقق من مدى نحاج النص في إيصال الأفكار.

أهمية المنهج الاستقرائي

يمتلك منهج التفكير الاستقرائي أهمية كبيرة، حيث يلعب دورًا مهمًا في تعزيز قدرة الملاحظة. على سبيل المثال، يمكن المنهج المعلم من تقديم المعلومات بشكل غير مباشر، ما يفتح المساحة أمام المتعلم للبحث والملاحظة للتفكير والفهم. بالتالي تنمية مهارة تحليل البيانات ومعالجتها لاكتشاف معلومات جديدة. كذلك يعطي التفكير الاستقرائي الفرصة للطلاب للتفاعل بشكل أعمق، ما يحسن من مهاراتهم الاجتماعية، فهو طريقة تجعل التعليم أكثر متعة وفائدة.

عيوب الأسلوب الاستقرائي

بعدما تحدثنا عن منهجية الاستقراء، وأهمية المنهج الاستقرائي، لا يمكننا إنكار وجود بعض العيوب التي ترتبط بالمنهج، وهي كالتالي:

  • يجد البعض استخدام المنهج الاستقرائي مضيعة للوقت، نظرًا للوقت الطويل الذي تستغرقه عملية جميع البيانات وتحليلها.
  • لا يمكن استخدام هذا النوع من التفكير في كافة مجالات العلوم.
  • قد يصبح التعليم عملية عقلية ميكانيكية مع تكرار استخدام المنهج.
  • لا يعتبر طريقة مناسبة للجميع، حيث تختلف مهارات التعلم الشخصية من فرد لآخر.

الفرق بين المنهج الاستقرائي والاستنتاجي

التفكير الاستنتاجي باختصار يعرّف على أنه عملية ربط المقترحات بالنتائج، وهو أسلوب يعتمد على الاستدلال. ويخلط البعض بينه وبين التفكير الاستقرائي، لذا هنا سنوضح عدة فروقات بين الأسلوبين، وهي كالتالي:

  • يعتمد الاستدلال الاستقرائي على النهج التصاعدي، بينما يبدأ الاستنتاجي من أعلى إلى أسفل.
  • يعتمد الأسلوب الاستقرائي على الملاحظة والفرضيات، بينما يعتمد المنطق الاستنتاجي على القواعد والحقائق.
  • ينتقل الاستدلال الاستقرائي من محدد إلى عام، على عكس الاستنتاجي الذي ينتقل من عام إلى خاص.
  • في المنطق الاستقرائي قد تكون الفرضية الداعمة للنتيجة قوية، على عكس المنطق الاستنتاجي، فيمكن أثبات صحة الحجة من عدمها.

بعد كل تلك المعلومات، يجب أن نذكركم أن هناك العديد من المناهج الفكرية، بجانب التفكير الاستقرائي. حيث يفضل البعض التفكير النقدي، والبعض يعتمد على الأسلوب الإبداعي لحل المشكلات والوصول لقرارات سديدة.

اترك تعليقاً