نصائح حول التسويق بالعمولة
التسويق بالعمولة من الطرق الرائعة لكسب المال، ولكن قد أصبح الكثير من الأشخاص وأصحاب المواقع يروجون له بوصفه طريق الثراء السريع، ما يجعل منه عمل غير مستقبلي، وإنما يركز فقط على بيع المنتجات الآن دون الوضع في الحسبان تكوين المجتمع أو الجمهور المهتم بالمنتجات والمحتوى الذي يُقدم. فكيف تبدأ بداية صحيحة في هذا المجال؟
1. أنشئ محتوى قيم
وهذه مقولة تقريبًا سمعت بها من قبل، وإذا ما كان لديك مدونة سيكون المحتوى هو المقالات التي تتناول الموضوعات حول المنتجات والخدمات، وبالنسبة لقنوات اليوتيوب يتمثل في الفيديوهات. ويجب أن يتخلل المحتوى بعض المواد الترفيهية، وأيضًا من الممكن أن يدور حول إنشاء مقابلة مع شخص لديه علاقة بالمنتج أو تقديم تقييمات المشترين.
2. كون جمهورك
لا بد من أن تكوّن الجمهور الخاص بك، وبعد ذلك تبدأ في تكوين المجتمع المهتم بالمحتوى والمنتجات والخدمات التي تسوقها. فهنالك العديد من المسوقين يعتمدون على التسويق من خلال صفحات الهبوط، ولكن هذه الطريقة ليست مناسبة لتكوين جمهور. ذاك أن صفحة الهبوط لا يمكن جذب حركة مرور عليها إلا من خلال الإعلانات المدفوعة، وأيضًا لا تقدم أيّ قيمة للمستخدمين، ولن يكون هناك احتفاظ بالعملاء، فإذا اشترى هذه المرة في المرة القادمة لن يجد صفحة الهبوط.
3. الاشتراك في برنامج التسويق بالعمولة المناسب
ليست كل الشركات أو المواقع ذات مصداقية. فمنها ما لايقدم عمولات حتى بعد بيع المنتج، كما قد يغير صاحب المنتج السياسات الخاصة في أيّ وقت. لذا، من المهم اختيار الشركة التي تقدم استقرار معقول في سياساتها والتعرف بشكل كامل على الشروط الخاصة بها، فهناك بعض الشركات تحدد طرق معينة للتسويق لمنتجاتها. كما يجب دراسة أسعار المنتجات والعمولة الممنوحة، والتأكد من توافر الشحن ووسائل الدفع المتاحة في البلد التي تسوق لها.
4. إنشاء عرض احتياطي
حملة التسويق بالعمولة من الممكن أن تفشل في أيّ وقت، فقد يزيد التاجر من أسعار المنتج أو يغير من لوائحه أو قد تحصل شائعات تندد بالمنتج التي تسوق له، أو أن تكون المنافسة عالية والمنتجات المعروضة كثيرة، في هذه الحالات لا سبيل غير أن يكون لديك عرض احتياطي للمواقف المماثلة. مثلًا، إذا كان كنت تسوق لهاتف آيفون 12 ووجدت أن المنافسة شديدة أو أن المنتج ليس مرغوبن يجب أن يكون لديك عرض احتياطي آخر يسوق لهاتف آيفون 11، وبهذا سوف تضمن استمرار حملتك التسويقية وزيادة معدل التحويل.
5. أنشئ الإعلانات الخاصة بك
العديد من الشركات تزود المسوقين بإعلانات جاهزة، ليضيفوها إلى المواقع أو قنوات اليوتيوب أو صفحات التواصل الاجتماعي أو صفحات الهبوط الخاصة بهم، سواء كانت إعلانات نصية أو صور أو فيديوهات أو بنرات إعلانية أو حتى إعلانات html. وحتى تميّز نفسك عن المنافسين عليك إنشاء الإعلانات الخاصة بك لتمنح الموقع أو الصفحة نوع من المصداقية وتبعد عن فخ التكرار، مع أهمية التعرف على الإعلانات التي تناسب عملائك.
تحديات التسويق بالعمولة
في الأسطر السابقة أشرت لفوائد التسويق بالعمولة، وتعرفنا على الفائدة التي يتيحها للشركات والمسوقين والمشتريّن، لكن لا يوجد شيء يخلو من العيوب. في هذه الجزئية سأتناول مجموعة من تحديات التسويق بالعمولة التي تواجه المسوقين خصوصًا، حتى تتمكن من الحصول على نظرة أكثر واقعية لهذه الصناعة:
1. لا يمكن التحكم في الربح أو العمولة
عمولة بيع المنتجات تكون محددة بنسبة من مبلغ المنتج أو مقابل مبلغ معين. وأنت كمسوق بالعمولة لن تستطيع التحكم في هذه العمولة، ما يعني أن ربحك سوف يكون محدودًا إلا من خلال زيادة المبيعات، ولن يكون لديك فرصة للتفاوض مع الشركات لزيادة هذه العمولة. كما أن دخلك لن يكون مستقرًا ويتقلب من وقتٍ لآخر، مرة بالزيادة ومرة بالنقصان. ما يمثل تحدي للمسوقين الجدد.
2. لا يمكن التحكم في المنتج
لا يتيح التسويق بالعمولة التحكم في المنتج سواء بتقليل أو زيادة سعره، أو محاولة التغيير في تصميمه أو حجمه أو وزنه، وهذا الأمر يعد مهمًا جدًا للتفوق على المنافسين، فإذا كان لديك القدرة على التحكم في المنتج، فبإمكانك زيادة سعر المنتج في حالة زيادة الطلب، وتخفيضه عند زيادة العرض واشتداد المنافسة. وكذلك التعديل على التصميم الخاص به حسب آراء واقتراحات وما يناسب العملاء المستهدفين.
3. المنافسة العالية
كل مجال مربح في التجارة الإلكترونية، ستجد أن هناك الكثير من الأشخاص يحاولون العمل فيه. وهذا الأمر ينطبق على التسويق بالعمولة، فنجد الآلاف من المسوقين يسوقون للمنتجات نفسها في الأوقات نفسها من خلال الاستراتيجيات والمنصات نفسها. لذا، نجد منافسة شديدة تصعّب من مهمة المسوقين في جني المبيعات.
4. المسوق ما هو إلا طرف ثالث
دور المسوق في التسويق بالعمولة، يتمحور فقط في بيع المنتجات والحصول على العمولة، لكن لا تُنشئ أيّ علاقة بينه وبين المشتريّن، إلا من خلال المحتوى الذي يقدمه، ما يعني أنه يمكن للشخص الذي اشترى هذه المرة أن يشتري من المتجر أو الشركة صاحبة المنتج مباشرةً في المرة القادمة، وبهذا نجد أن المسوق بالعمولة يعمل على زيادة قاعدة عملاء أصحاب المنتجات وهو يبدأ في البحث عن عملاء جُدد، ببساطة يبني في علامة تجارية لشخص آخر.
ختامًا، التسويق بالعمولة مجال مربح بلا شك، فقط يجب أن تبدأ بداية صحيحة مع خطة تسويقية محكمة واستمرار في العمل. وأتمنى أن تكون قد استفدت من هذا الدليل الإرشادي، وأن تبدأ في تسويق منتجاتك الخاصة للابتعاد عن عيوب التسويق بالعمولة وتكوين شبكة التسويق بالعمولة الخاصة بك.