تختلف وجهات النظر، وتختلف أيضاً مصداقية الإجابة، فبعض الأمثلة يُمكن أن يُقال عنها أنها ناجحة بكل المقاييس واستطاعت من خلال العمل الحر فقط أن تُكمل هذه الخطوة وتُؤسس حياة مُستقرة، وفي المقابل هناك بعض الحالات التي لم تنجح أو حتى لم تستطع تحقيق هذه المهمة.

مفهوم العمل الحر في مُجتمعنا موجود منذ فترة ليست بالقصيرة، لكن مع تطور الاتصالات انتشر أكثر وأصبح وكأننا نتواجد كمُستقلين في مكان واحد، نتبادل الخبرات ونتبادل القصص، يشد بعضنا بعضا، لذا من المُهم أن نفهم مجتمعنا والطريقة المُثلى للتعايش مع كل تلك الإحباطات والظروف المعاصرة لكي نتجاوز جميع العقبات.

في النهاية، يقع على عاتقنا كمُستقلين عرب وضع الأساسات بشكل صحيح لاستكشاف المكان الذي نصل إليه بعد فترة، لأن المسؤوليات كبيرة على عكس العادات والتقاليد السائدة في بقية المُجتمعات، ومن المهم جداً أن نُحلل معاً التجارب والآليات التي استخدمها كل شخص ونستخلص أفضل السبل لتُسهّل الطريق على أي مُستقل عربي، وتفتح أمامه الباب للاستفادة القصوى من مواقع مثل خمسات أو مُستقل.

 

لا يوجد اختلاف على ازدهار العمل الحر بشكل كبير في الدول الغربية وهذا يعود للكثير من العوامل أهمها التخلّص من نمط العيش الذي يعتمد على نظرة المُجتمع، مع وجود إيمان دائم أن أي شخص له أهمية أيًا كان نوع العمل الذي يقوم به أو الشهادات التي حصل عليها، فالتقييم قائم على العمل وليس على العلوم النظرية التي حققها هذا الشخص.

الدورة الحياتية

خطة حياة الشخص في الغرب تختلف عن خطة حياتنا في العالم العربي، فدورة حياتنا تبدأ بالذهاب إلى المدرسة كل يوم للوصول إلى الجامعة وتحصيل شهادة علمية للعمل في شركة والبدء في ادخار النقود لتأسيس بيت والارتباط فيما بعد وتكوين عائلة، نجاح أي شخص وفشله مُرتبط كل الارتباط بنجاح هذه الخطة، بعيدًا عن الإنجازات التي قام بها هذا الشخص والمُساهمات الفعالة بمجتمعه.

وصولك إلى بر الأمان وتأسيس عائلة هو الضرورة أو عامل التقييم الأساسي هنا، وما يأتي غيره من مهارات أو إنجازات فهي مُجرد إضافة بسيطة لا شأن لها، وهذه النقطة التي يجب أن نُركّز عليها.

 

حياة المُستقل الغربي لا تعتمد على ضرورة الاستقرار والزواج وتكوين عائلة، فمن المُمكن أن يرتبط المُستقل دون زواج ويعيش لفترة طويله على هذه الحالة فهي ليست أولوية بالنسبة له، لهذا السبب قد يكون مفهوم العمل الحر ناجحًا في الغرب، لأن حجم المسؤوليات أقل.

في مُجتمعنا العربي الوضع مُختلف، فالمجتمع يرى أنه من الضروري أن يُفكر أي شخص بالسبل التي تقوده إلى الزواج والاستقرار، فببساطة يرفض المجتمع المستقلين ومن يعمل بشكل حر لأنه لا يرى ضمانًا ولا استقرارًا بهذا النمط من العمل، وربما لسان حاله في كثير من الأوقات هل العمل الحر يكفي فعلًا للاستقرار وبناء أسرة وحياة ناجحة؟

اترك تعليقاً