إليك عدد من النصائح والممارسات التي من شأنها مساعدتك على تنظيم الوقت في رمضان بشكلٍ أفضل، مما يحقق لك الإنتاجية المرجوة في العمل، والوقت الكافي خارجة لتستغله في الطاعة والاستذكار. يمكنك أن تختار ما يلائمك من النصائح، وتطبيق ما يناسبك منها.
ضع خطة محكمة لإدارة الوقت
لا يمكن الإجابة على سؤال كيف تنظم وقتك في رمضان دون التعرض للتخطيط في يومك. فأن تخطط لليوم مسبقًا، يعني أن تكون قادرًا على إلقاء نظرة عامة على يومك بصورة واضحة، ما سيجعل استعدادك للقيام بمهام اليوم أفضل بكثير، ما يزيد من إنتاجيتك خلال اليوم ويساعدك على إدارة الوقت في رمضان بكفاءة. لذا قبل الخلود إلى النوم، أو بمجرد الاستيقاظ يُنصح بكتابة قائمة لمهام اليوم تفصيلًا بالساعة التي تنوي بها القيام بكل مهمة، مع مراعاة الآتي:
1. حدد وقتًا معينًا لكل مهمة
قبل التفكير في كيفية تنظيم الوقت في رمضان، عليك أولًا التفكير في الأمور التي لا غنى عنها في اليوم وتحديد أوقات معينة لها. على سبيل المثال، تحديد أوقات النوم، أوقات الطعام (الإفطار والسحور)، أوقات العبادة مثل صلاة التراويح وهكذا.
سيساعدك ذلك على تحديد نمط لليوم بشكل أوّلي، وسيُسهّل عليك ترتيب باقي المهام وتخصيص أوقات مناسبة لكل مهمة. تحديد مدة زمنية معينة لكل مهمة من شأنه أن يساعدك في إدارة إنتاجيتك بامتياز، وألّا يجعل مهمة تطغى على أخرى.
لذا من الأفضل أن تُرتب الأولويات اليومية لمهام العمل، ومن ثَم تحدد مدة زمنية ثابتة لكل منها. هناك طريقة فعّالة يمكنك القيام بها فيما يخص تحديد الأولويات، وهي بعد أن تكتب قائمة المهام (كما ذكرنا في النقطة السابقة) حدد أهم ثلاث مهام من القائمة، واجعلها أولوية لا بد أن تنجزها أولًا قبل باقي المهام.
2. ابتعد عن المشتتات
كيف تنظم وقتك في رمضان دون أن تبتعد عن إضاعة الوقت أمام شاشة التلفاز أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي؟ تبدو المعادلة صعبة. فنظرًا لضيق الوقت خلال أيام شهر رمضان، فالبُعد عن المشتتات من شأنه مساعدتك على تعزيز الإنتاجية وتنظيم الوقت تنظيمًا أمثل. فالتقليل أو البعد تمامًا عن مثل هذه الأمور لا بد أنه سيُعطيك فرصة لاستغلال ساعات اليوم في العمل والإنتاج، ووقتًا للتعبد والتقرب إلى الله بالطاعات.
احرص على إدارة مشاريعك بفاعلية
أيًا يكن مجال عملك كمستقل، فالأمر سيان. لا بد من التفكير بشكلٍ مختلف في إدارة مشاريعك خلال شهر رمضان، قبل أي تفكير في كيفية تنظيم وقتك. إليك بعض الاقتراحات التي يمكنك الاستعانة بها من أجل إحداث الموازنة بين العمل والعبادة خلال الشهر الكريم.
3. أنهي أي مشاريع معلقة قبل شهر رمضان
عليك البدء في إعداد العدة لخطتك العملية في رمضان من الآن، والأفضل أن تُنهي جميع مشاريعك المعلقة قبل شهر رمضان، من أجل البدء بذهن صافي. يُفضّل أن تبدأ رمضان بمشروع بسيط لا يتطلب منك جهدًا كبيرًا، حتى تمر الأيام الأولى في رمضان، ويكون جسمك قد تعوّد الصيام وتأقلم عليه.
حينها يمكنك البدء في استئناف المشاريع تباعًا تدريجيًا، حتى لا تشعر بالتعب والضغط في البداية، وفي الوقت نفسه لا يتوقف عملك أو يتأثر بسبب تغيير نمط الحياة. فالتدريج في هذه الحالة هو الأسلوب الأسلم والأفضل، حتى لا تتأثر إنتاجيتك بشكلٍ كبير ولا يتأثر صيامك وعبادتك خلال الشهر الكريم.
4. ابتعد عن تراكم المشاريع
كيف تنظم وقتك في رمضان ولديك جملة من المشاريع المتراكمة؟ لا بد أن تغيّر أهدافك قليلًا لتُلائم الشهر. نعلم أنك ربما تكون قد اعتدت عدد معين من المشاريع تستطيع إدارته في الوقت نفسه كما تعودت دخل معين شهريًا. لكن لا ينصح أبدًا أن تُراكم مشاريعك أو إدارة أكثر من مشروع في الوقت ذاته. بل الأفضل أن تبدأ بمشروع واحد ثم تستقبل المشاريع تدريجيًا، حتى لا تشعر بالضغط والتعب خلال ساعات الصيام.
5. قلل من عدد ساعات عملك المعتادة
تلجأ معظم الشركات والعاملين بنظام الدوام الكامل إلى تقليل ساعات عملهم خلال شهر رمضان حتى يتلاءم مع نمط الشهر الكريم، أنت أيضًا كمستقل يمكنك تقليل عدد ساعات العمل المعتادة في اليوم. فمثلًا إذا اعتدت العمل يوميًا لمدة 7 ساعات يمكنك العمل خلال شهر رمضان لمدة 5 إلى 6 ساعات على الأكثر. هذا أمر طبيعي، وأحيانًا يكون ضروري من أجل الموازنة بين الصيام والعمل خلال الشهر الكريم، وفي الوقت ذاته تقديم أعلى إنتاجية في هذه الساعات.
عزز قدرتك على التركيز
تنظيم الوقت في رمضان مرتبط بالإنتاجية، والإنتاجية مرتبطة بمدى التركيز. لذلك، للإجابة عن كيف تنظم وقتك في رمضان لا بد لنا من الحديث عن بعض النصائح التي من شأنها التعزيز من التركيز، وبالتالي تزيد من إنتاجيتك وسط ترتيب اليوم المختلف وأيام رمضان الحافلة بالأحداث.
6. احصل على قدر كاف من النوم
نعلم جميعًا أن فترات النوم تقل في أثناء شهر رمضان، ولكن قلة النوم الشديد من شأنها أن تُحِد من تركيزك في أثناء أداء مهامك في العمل. لذا يُنصح بالنوم مدة لا تقل عن 6 ساعات يوميًا، من أجل الحفاظ على الطاقة والتركيز في ساعات النهار.
7. استغل ساعات اليوم أمثل استغلال
الساعات التالية لوجبة السحور هي ساعات ذهبية يمكن استغلالها في العمل، وبخاصةٍ وأنها الساعات الأولى من الصباح التي تتركز فيها الإنتاجية عمومًا، ويكون الذهن في أصفى حالاته. بالتالي، يمكن استغلال هذه الساعات كاملةً، أو النوم لساعتين أو ثلاث بعد السحور، ومن ثَم الاستيقاظ وبدء العمل.
الساعات الأخرى التي يمكنك استغلالها أيضًا، هي ساعات ما بعد صلاة التراويح. فبعد تناول وجبة الإفطار تأتي صلاة التراويح لتجعل أجسادنا أكثر خِفة وأرواحنا أكثر صفاءً، حينها يجب استغلال الساعات القليلة قبل صلاة التهجد والسحور. يمكنك الاستعانة ببعض الأطعمة التي تعطي جسدك بعضًا من الطاقة مثل التمور أو الفواكه.
8. أنجز المهام الصعبة أولًا
لا شك أن المهمة الصعبة هي تلك التي تتطلب تركيزًا أعلى، ولذلك فمن النصائح التي ستساعدك على ترتيب مهامك وأولوياتك بشكلٍ سليم هي أن تنجز المهمة الصعبة أولًا. يُفضّل أن تكون في ساعات الصباح الأولى عندما يكون التركيز في أوجّه. أما المهام السهلة أو الروتينية فيمكنك القيام بها في الساعات التالية، إذ إنها لا تتطلب تركيزًا هائلًا.
9. تجنّب تعدد المهام
على الرغم من الثناء على فكرة تعدد المهام، إلّا أنها أثبتت مؤخرًا فشلها في تعزيز الإنتاجية، بل إن التركيز على مهمة واحدة في وقت واحد هي التقنية الأفضل، من أجل تعزيز الإنتاجية والتركيز بشكلٍ أفضل. القاعدة التي تُعرف بـ «One thing at a time» أو إنجاز مهمة واحدة في مدة زمنية واحدة، هذه القاعدة من شأنها مساعدتك على تنظيم الوقت في رمضان بفعالية، وهي إلى ذلك تزيد من إنتاجيتك وتساعدك على إنجاز مهامك سريعًا.
لا تهمل نظامك الغذائي
بالتفكير في تنظيم الوقت في رمضان، عليك التفكير أيضًا في نمط الغذاء الذي تتناوله في أثناء الشهر، وإعادة صياغة الأساليب والعادات الخاطئة التي اعتدناها فيما يخص الطعام في هذا الشهر. إذا كان هدفك هو عدم فقدان الإنتاجية في الشهر الكريم، فلا بد من مراعاة جسدك وكيفية عمله، وقبل التفكير في الطريقة المثالية من أجل تنظيم في الوقت في رمضان، ننصحك بإدارة وجباتك والطعام الذي يدخل إلى جسدك.
10. لا تجعل الطعام الذي تتناوله يفقدك إنتاجيتك
لا شك أن الإسراف في تناول الطعام -خاصةً تلك الوجبات المليئة بالدهون المشبعة والسكريات المكثفة- من شأنها أن تُشعرك بالتخمة، ما سيتسبب لك في الكسل الشديد، وبالتالي سيقضي على إنتاجيتك. لذلك ينصح دائمًا بالاكتفاء بالقدر اليسير من الطعام الذي يجعل جسدك قادرًا على العمل فقط.
11. تناول وجبات متوازنة
تناول الوجبات المتوازنة في عناصرها الغذائية من شأنه إحداث توازن في جسدك، بالتالي سيعمل الجسم بالشكل المطلوب. القاعدة بسيطة؛ طعام متوازن يعني جسدًا سليمًا. لذا يجب الاهتمام بإدراج جميع العناصر الغذائية اللازمة في وجبتي السحور والإفطار، بما في ذلك السكريات الطبيعية من الفواكه، إلى جانب الخضراوات، والكربوهيدرات والألياف، مع الابتعاد عن الأكلات الدسمة، خصوصًا تلك التي تحتوي على الدهون المشبعة.
خلال وجبة السحور خصوصًا، يُنصح بالتركيز على الكربوهيدرات الصحية المعقدة، فهذه المواد تحتاج إلى فترات أطول ليتم هضمها في المعدة، ما يشعرك بالشبع لفترات أطول، بالتالي سيعمل جسدك لفترات أطول دون تعب أو إرهاق، ما يسمح لك بالتركيز لفترات أطول، وبالتالي تزيد إنتاجيتك.
كما ينصح بتناول السكريات الطبيعية في الفواكه، إذ تعطي هذه المواد للجسم الطاقة اللازمة التي يحتاجها من أجل العمل بكفاءة دون إرهاق، لذلك نلاحظ أن الساعات الأولى من الصيام يكون الجسم خلالها أنشط.
12. احرص على الترطيب الكافي وتجنّب الكافييّن
لا بد أنك لاحظت من قبل إصابتك بالصداع أو شعورك بالإرهاق في أثناء الصيام، أحد هذه الأسباب قد يكون نقص الترطيب في جسدك. ولأن الصداع والإرهاق يتسبب لا محالة بقلة الإنتاجية، يُنصح بتناول أكواب كافية من المياه (لتر إلى لترين من المياه) خلال ساعات الفطور، إلى جانب العصائر والمشروبات الدافئة.
تناول المنبهات أو المشروبات التي تحتوي على عنصر الكافيين، من شأنها إعطاء عقلك قفزة من التنبيه والنشاط في أثناء ساعات الفطور في رمضان، ولكن الكافيين أيضًا يعمل على نقص الترطيب في الجسم خلال ساعات الصيام، مما قد يشعرك بالتعب أو الإرهاق، أو ربما يصيبك بالصداع. وهو ما سيؤثر لا محالة على مدى إنتاجيتك في أثناء اليوم.