مفهوم التسويق الشبكي
يُعرّف التسويق الشبكي (بالإنجليزية: Network Marketing) بأنّه استراتيجية تتبعها بعض شركات التسويق، والتي تعتمد على توظيف أشخاص مستقلين لبيع منتجاتها أو تقديم خدماتها وغالبًا ما يعملون من المنزل، وقد يتطلب بناء شبكة من شركاء الأعمال أو مندوبي المبيعات للمساعدة في إنشاء قوائم العملاء المحتملين وتحقيق المبيعات.[١]
يُوجد العديد من عمليات التسويق الشبكي ذات السمعة الطيبة، ولكن بعضها تمّ استنكاره باعتباره يُركز على المبيعات للمستهلكين بدرجة أقل من التركيز على توظيف مندوبي المبيعات الذين قد يُطلب منهم دفع مبلغ مُقدمًا قبل البدء بالعمل.[١]
تُشجّع أيضًا الشركة الموظفين على تجنيد موزعين جُدد، ويمثّلون شبكة تابعة للموظف المسؤول عنهم ويأخذ عمولة مقابل عمليات البيع الخاصة بهم؛ لذلك فإنّه يقوم بتشجيعهم على البيع، أي أنّها تعمل بنظام عمولة هرمي أو ثنائي، وقد تكون هذه الشركات قانونية، أو غير قانونية عند اتباع هذا الأسلوب الهرمي في التسويق.[٢]
نصائح قبل العمل في التسويق الشبكي
تُوجد العديد من النصائح والإرشادات التي يحتاج الشخص إلى الانتباه لها قبل البدء بفرصة عمل في التسويق الشبكي أو الاستثمار في خطة تسويق شبكية، ومنها ما يأتي:[٣]
- التواصل مع مستثمرين سابقين في العمل ومناقشة تجربتهم.
- الحصول على عقد مكتوب بكافة الوعود الشفهية، بالإضافة إلى التأكد من أنّه سيكون هناك سوق عمل جيد لمنتجات الشركة.
- التعرّف على الطريقة التي يتم فيها تحصيل الدخل.
- التعرّف على التكاليف المُراد دفعها قبل البدء في العمل، سواءً كانت رسوم بدء التشغيل مقابل التدريب، أو الحصول على نماذج مطبوعة، أو منتجات.
- التعرّف على أسلوب الشركة في حال قرر المستثمر ترك العمل وآلية استرجاع المستحقات.
- استشارة محامٍ مختص للتحقق من عقد العمل، وكذلك استشارة محاسب فيما يتعلق بالأمور المالية.
إعلانات التسويق الشبكي غير القانوني
يعتمد المروجين في نظام التسويق الشبكي على استخدام بعض الكلمات لجذب موزعين جُدد باعتبارها فرصة مميزة، وطريقة جديدة يَنتج عنها عائد مالي كبير، وذلك من عملية بيع منتجات مثل مواد للعناية الشخصية، أو منتجات الغسيل، أو عمليات البيع بالتجزئة، أو المشاريع العقارية، أو خدمات الهواتف وغيرها الكثير.[٣]
تُعرَض هذه الإعلانات غالبًا باستخدام الإعلانات المبوبة ورسائل البريد الإلكتروني لجذب المستثمرين والموزعين، ومن مواصفاتها ما يأتي:[٣]
- إعلان لا يحتوي على اسم الشركة.
- إعلان لا يحتوي على عنوان أو عنوان غير واضح.
- وعود بالحصول على عائد مالي كبير بصورةٍ مبالغ فيها.
- اتباع أسلوب الغموض لخلق الفضول عند الناس عن طبيعة العمل.
إيجابيات التسويق الشبكي
يُمكن أن يكون للتسويق الشبكي بعض الفوائد والمزايا منها ما يأتي:[٤]
- لا توجد قيود على حجم نظام التسويق للشبكة؛ ذلك لأنّ الشركات سوف تترابط لتكوّن مجموعة من الموزعين مع عددٍ لا يحصى من المستهلكين.
- لا تحتاج الشركات إلى الاعتماد على الإعلانات بشكلٍ كبير لبيع منتجاتها؛ وذلك لامتلاكها شبكة توزيع مستقلة وفعّالة تصل مباشرة إلى المستهلكين.
- لا تضطر الشركات إلى إنفاق الكثير من المال على تخزين المنتجات وتوزيعها؛ لأنّ هذه المهام يتم تغطيتها من قِبل تجار التجزئة أنفسهم.
- يُمكّن الموزعين من كسب دخل مالي بقدرٍ غير محدود، تبعًا لنظام العمولات المنخفضة، والمكافآت التي يتم الحصول عليها عند تحقيق نسبة معينة من المبيعات.
عيوب التسويق الشبكي
يُوجد مجموعة من العيوب في التسويق الشبكي منها ما يأتي:[٤]
- تعتمد الشركات المصنعّة على الموزعين لتقييم طلب المستهلك، فقد يكون من الصعب التنبؤ بتوقعات الإنتاج، ويُمكن أن ينتهي بهم الأمر ببيع السلع أقل أو أكثر مما هو مخطط له.
- يُروج الموزعون لتسليم البضائع إلى المستهلكين النهائيين، وبالتالي يكون دور المُصنعين محدود، ونتيجًة لذلك قد تجد إدارة التوزيع والمبيعات صعوبة في إدارة العمل.
- تختار بعض الشركات الهيكل الهرمي لأعمالها بدلاً من التسويق الشبكي، لذلك من الضروري هنا فهم الفرق بين كليهما.
العمل في التسويق الشبكي من وجهة نظر الإسلام
حرم العديد من الفقهاء والهيئات الإسلامية العمل في التسويق الشبكي، وذلك لمبدأ علمه الذي يقوم على الربا، والمقامرة، والخداع، إذ أنّ المشترك يدفع مبلغًا من المال مقابل الحصول على مبالغ كبيرة فيما بعد، وفي الحقيقة المبلغ المالي قد يزيد أو ينقص عن المبلغ الذي دفعه في البداية، وفي حال فشل في العمل يُمكن أن يخسر المستثمر ماله كاملًا.[٥]
يدخل أيضًا هذا النوع من العمل في شُبهة الميسر والغرر، بالإضافة إلى أنّ عملية بيع المنتجات مجرد صورة شكلية والهدف الرئيسي من ذلك هو الحصول على العمولة فقط، إذ إنّ المشترك عادةً يعتمد على إحضار موزعين جُدد للحصول على العمولة والمكافآت.[٥]