ما هو التدوين الرقمي؟
يُعرّف التدوين الرقمي باختصار، بأنه نوع من أنواع مواقع الويب الذي يركز بشكلٍ أساسي على المحتوى المكتوب أو ما بات يُعرف شائعًا باسم منشورات المدونة، وتتوافر في الإنترنت الآلاف من المدونات الرقمية باختصاصاتٍ متنوعة أو مدونات المشاهير والكُتّاب المبدعين، وعادةً ما يكتب المدونين بدافع ومنظور شخصي حول قضية أو رأي معين ما يسمح لهم بالاتصال المباشر مع قرائهم.
وتتميز غالبية المدونات الرقمية بإضافة قسم للتعليقات أسفل التدوينة مباشرةً، حيث تتيح لجمهورك التواصل معك للرد على استفساراتهم حول نقطة ما في المقال الذي نشرته. إذ يساعد التفاعل المستمر مع زوارك بقسم التعليقات على تعزيز العلاقة بينك وبين القارئ من جهة الثقة والولاء، ما يترتب عليه زيارات متكررة لمدونتك وزيادة فرص ظهورها في أولى صفحات محركات البحث.
ما هي طبيعة عمل المدون
المدون هو شخص يكتب تدوينات لجهة ما تستهدف من خلالها جمهور مهتم بمجال أو اختصاصات معينة، ويعمل بعض المدونين بدوام جزئي، بينما يفضل البعض ممن ليس لديهم ارتباطات وظائف أو أعمال حرة، العمل بداوم كامل.
كما يمكن للمدونين أيضًا العمل في مشاريع مستقلة من خلال كتابة مواضيع محددة للعملاء وإرسالها لهم لغرض المراجعة النهائية، وبعدها يتلقون أجورًا مقابل المواضيع التي كتبوها، كما توجد اختصاصاتٍ أخرى للمدونين المستقلين يستطيعون من خلالها تقديم خدمات إضافية للعملاء مثل:
- البحث عن الكلمات الرئيسية أو المفتاحية.
- كتابة محتوى متوافق مع محركات البحث SEO.
- استشارات تحسين محركات البحث.
- نشر المقالات على مدونة العميل مع التحديث الدوري.
- كتابة دراسات الحالة.
يُساعد هذا التنوع في خدمات المحتوى على تعددية مصادر دخل المدون المستقل وتكوينه لشبكة كبيرة من العملاء للعمل معهم في مشاريع مستقبلية داخل منصات العمل الحر، كما في منصة خمسات أكبر سوق عربي لبيع وشراء الخدمات المصغرة.
ما الفرق بين المدون والكاتب؟
مع أن التشابه كبير في الأدوار بين الاثنين، فإنه قد يتبادر إلى ذهنك عزيزي القارئ سؤالٌ عن الفرق بين المدون والكاتب، لأنهما من الممكن أن يكتبا المحتوى نفسه، فما يميز المدون هو أنه أكثر من مجرد كاتب وذلك لقدرته على إنشاء مدونة خاصة به والترويج لمحتواها على منصات وسائل التواصل الاجتماعي دون الحاجة إلى العملاء، كما يتميز عن الكاتب بقدرته الإبداعية على الكتابة وصياغة الأفكار التي تترك أثرًا ملموسًا في نفوس القرّاء.
ما هي مواصفات المدون الناجح؟
بعد أن تعرفنا إلى التدوين وطبيعة عمل المدون والفرق بينه وبين الكاتب، فلا بد من التطرق إلى أهم مواصفات المدون الناجح، التي تميزه عن بقية المدونين في إنشاء محتوى إبداعي ومميز للقراء.
1. الشغف
يعد الشغف أهم ركيزة في عالم التدوين، لأنه المحرك الرئيسي لاستمرارية حماس المدون حتى في أحلك الظروف، وليس من المستغرب أن يلاحظ القراء عند قراءة مواضيعك أنك تكتب في مجال لا تهواه أو لا تقرأ عنه كثيرًا، ما يحد من تفاعل الجمهور مع مقالاتك، ما يؤثر سلبًا على مردود إنتاجيتك شيئًا فشيئًا، فالكتابة في موضوع تعرفه جيدًا أهون عليك ألف مرة من أن تكتب في مجالٍ غريب عليك.
إذا كنت تسعى لتطوير مستواك الكتابي أو تحسين زيارات مدونتك، فلا بد من أن تحب ما تكتب عنه، وأسهل طريق لهذا الباب هو أن تطرح على نفسك هذا السؤال: ما هو المجال الكتابي الذي لا أمل من الكتابة عنه حتى لو بلغت من العمر عتيًّا؟ فحينها ستوقد شعلة التدوين المستمرة بداخلك.
وللتأكد من اختيار موضوع مثير لتدوينتك، يمكنك إجراء تمرين بسيط من خلال كتابة 10 أفكار لمواضيع عدّة، إذ يساعد هذا النوع من التمارين على ضمان شغفك بالمواضيع التي اخترتها وعدم نفاد الأفكار والمقترحات من جعبتك.
2. الخبرة
الركيزة الثانية التي تعد من أهم مواصفات المدون الناجح هي عامل الخبرة، من الطبيعي أنه إذا كانت لديك خلفية واسعة في مجال تقرأ وتكتب كثيرًا عنه، سيساهم ذلك في إثراء وزيادة جاذبية محتواك لدى القراء.
كما أن استخدام قواعد وأساسيات الكتابة الصحيحة من نحو وصرف مع الوصف الإبداعي والعناوين الجاذبة يؤدي إلى تحريك مشاعر القراء، وانشغالهم بقراءة مقالك بصرف النظر عن طوله أو قصره، فإن كنت مدونًا متمرسًا سيختصر عليك نصف الطريق لإنشاء محتوى متميز.
3. تنظيم الوقت
تنظيم الوقت لا يقل أهمية عن الركيزتين السابقتين، فالمدون الناجح هو الذي يعرف كيف يدير وينظم وقته، بحيث لا تتداخل أوقات تفرغه للكتابة مع أعمالٍ أو مهام أخرى، خصوصًا إن كان يكتب في أكثر من موقع ما يتطلب منه تخطيط جدول خاص للأعمال.
إن مفهوم إدارة الوقت ليس بالأمر السهل تطبيقه في الواقع، لكن إن أصبحت الفوضوية عادة يومية مستمرة معك، فحينها لا بد من أن تكون صارمًا مع الآخرين في أوقات عملك الخاص، فاستهلاك النفس بالمهام اليومية العشوائية تؤثر على جودة المحتوى الذي تكتبه، لأنك ستحاول بقدر الإمكان إنهاء العمل في وقته المحدد.
4. أخلاقيات المهنة العالية
المدونون الناجحون هم من يتمتعون بأخلاقيات مهنية عالية، ما يجعلهم أشخاصًا صادقين مع أنفسهم قبل محرريهم أو مشرفيهم، بدءًا من الالتزام بقواعد وشروط الجهة التي يكتب لصالحها، انتهاءً بتسليم المشاريع في جداولها الزمنية المحددة.
وعادةً ما يكونون مدفوعين بالتحفيز الذاتي، فلا يرون العائد المادي مؤثرًا على جودة أدائهم الكتابي، مما يجعلهم مؤهلين لإنشاء مدونات خاصة بهم، يكتبون بداخلها محتوىً رائعًا للقراء دون أن يتقاضوا أجرًا أو استكتابًا مدفوعًا لأشهرٍ أو بضع سنوات، لأن حصد ثمار النتائج سيأتي على المدى الطويل.
5. شبكة علاقات قوية مع المؤثرين
من بين المواصفات الأساسية هي قدرته على تكوين شبكة علاقات قوية بالمؤثرين في مجال كتابة المحتوى، فحتى لو كان المدون بارعًا في المجال الذي يكتب عنه، فإنه يحتاج إلى ترويج مقالاته لتصل إلى أكبر قدر من القراء المهتمين، ولا سبيل لذلك إلا من خلالهم، لأنهم سيساعدونك على تعزيز المصداقية لك ولمدونتك.
تستطيع التواصل مع هؤلاء المؤثرين عبر البريد الإلكتروني أو صفحاتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، لترويج المحتوى الذي تكتبه عبر شبكاتهم الاجتماعية، كما يمكن لهؤلاء المؤثرين أيضًا أن يُبدو آرائهم وملاحظاتهم في كتاباتك، أو حتى المساهمة في تطوير مدونتك الخاصة.
6. تحسين محركات البحث أو السيو
المدونين الذين لديهم الخبرة الجيدة في تحسين محركات البحث لمقالاتهم بالتأكيد يتميزون عن غيرهم في الاستهداف الفعال للقراء المحتملين معتمدين على قوة الكلمة المفتاحية في المقال، ما يساعد على الوصول لأكبر عدد من القراء في فترة زمنية قصيرة.
فإذا كنت ممن يفضلون الربح من التدوين من خلال تقديم مساحات إعلانية مثل إعلانات جوجل، أو تقديم منتجاتٍ تجارية، فلا بد من إتقانك لمهارة تحسين محركات البحث.
7. التفاعل مع المدونين الآخرين
يُعد مجتمع المدونين من أكثر المجتمعات نشاطًا على منصات التواصل الاجتماعي سواء على فيسبوك أو تويتر أو لينكد إن وغيرها، لغرض البحث عن أفكار ومقترحاتٍ جديدة أو الاطلاع على مقالات الآخرين من الزملاء أو مدونات أخرى.
فإذا كنت تتفاعل مع مواضيعهم بصورة منتظمة مع إبداء رأيك أو ملاحظاتك في تعليق لطيف، فإنه سينعكس على مقالاتك من خلال لفت انتباههم، الأمر الذي يمكّنك من بناء شبكة علاقات واسعة معهم للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم وتفاعلهم المستمر مع المحتوى الذي تنشره. يمكنك الاستفادة من النقاشات الثرية التي تجدها في مجتمع حسوب حول الكتابة وصناعة المحتوى وغيرها من المواضيع الأخرى.
8. مساعدة وتقدير الآخرين
ما يميز المدون الناجح ليس فقط عرض خبراته في مجال كتابة المحتوى الذي تخصص فيه، بل أن يصل صداه إلى أكثر من ذلك، إذ إن مساعدة وتقدير الآخرين يعدّان أيضًا من بين السمات الأساسية للمدون المميز.
فاستقطاع بعضًا من وقتك كل يوم للرد على أسئلة واستفسارات القراء والمتابعين التي تصلك سواء عبر بريدك الإلكتروني أو صفحات التواصل الاجتماعي أو من خلال المدونة ذاتها، كفيل بأن يترك انطباعًا إيجابيًا عنك من قِبل المتابعين والمهتمين بهذا المجال، فالتدوين أكثر من مجرد محاولة لكسب المال والمنفعة الشخصية.
حظوظ المدونين في سوق العمل الحر
يعد عام 2020 والعام الحالي هما عامي العمل عن بُعد بجدارة، إذ فرضت جائحة كورونا على الشركات والمؤسسات حول العالم واقعًا جديدًا لم يألفه الموظفين من قبل. فقد أصبح العمل من المنازل إلزاميًا في الكثير من البلدان خصوصًا في فترة موجة الفيروس العاتية التي ضربت غالبية دول العالم، بل وصل الأمر إلى تسريح الكثير من الموظفين، بسبب خسائر ومديونيات الشركات الصغيرة الناتجة عن توقف أنشطة أعمالها وعدم مرونتها مع الواقع الجديد.
على الجانب الآخر، فإن العمل الحر عبر الإنترنت شهِد إقبالًا كبيرًا في فترة الجائحة للأسباب المذكورة آنفًا. وبالنظر إلى أن الكثيرين يقضون أوقاتهم على الإنترنت بسبب ملل الحجر المنزلي وتوقف الحركة والأنشطة في الأماكن العامة والمحال التجارية، فإن معدلات زيارات المواقع الموجودة على الويب شهدت زيادات كبيرة بمختلف مجالاتها من بينها المدونات الرقمية.
وبحسب موقع statista المتخصص في بيانات السوق والمستهلكين، فقد كان عدد المدونين في الولايات المتحدة عام 2016 نحو 27.4 مليون، بينما وصل عددهم خلال العام الماضي إلى نحو 31 مليون، ما مثّل زيادة بنسبة 14% في ست سنوات فقط.
ومع وجود قرابة 1.88 مليار موقع على الويب وأكثر من 600 مليون مدونة نشطة في عام 2021، فإنه من الطبيعي وصول أعداد المدونين إلى مئات الملايين بجميع بلدان العالم، كما أن التركيز المتزايد على التجارة الرقمية والتسويق الإلكتروني من قِبل العديد من الشركات في كل عام، يتطلب منها إنشاء المدونات لزيادة الوعي بالعلامة التجارية وبناء الروابط مع العملاء.
4 نصائح لتصبح مدونًا مستقلًا محترفًا
بعد أن تعرفنا إلى قيمة التدوين في سوق العمل الحر وأهميته للشركات والمؤسسات التجارية التي تدير أعمالها عبر الإنترنت، والإقبال المتزايد على هذا المجال في كل عام، سنسلط الضوء على أهم النصائح التي يمكن أن تساعدك لتصبح مدونًا مستقلًا:
1. اختيار النيتش المناسب لك
عندما يكون الشخص جديدًا في مجال المدونات، فإن أول خطوة لا بد من القيام بها هو اختيار Niche يبرع فيه بناءً على المعرفة التي يمتلكها حول كتابة محتوى معين، من المهم جدًا أن تختار تخصص واحد فقط من بين هذه التخصصات، لأنها تساعدك في التفرّد وتجعلك متخصصًا بارعًا مقارنةً بالآخرين غير المتخصصين، وقد أفردنا بعض الخطوات العملية بالأسفل لتساعدك في كيفية اختيار التخصص المناسب سواء لمدونتك أو المنصة التي تعمل لديها.
2. إنشاء مدونة
يلجأ الكثيرون من كُتّاب المحتوى الجدد إلى إنشاء مدوناتهم الخاصة عندما لا يجدون فرصة للعمل في إحدى مواقع المحتوى، بالتالي ستكون الفرصة مواتية مستقبلًا لتكوين شبكة كبيرة من القراء المحتملين لمدوناتهم إن كانوا مهتمين بالكتابة الإبداعية، أو جذب الكثير من العملاء المحتملين للعمل في مشاريع خاصة معهم -خاصةً إن كانوا يقدمون خدمات الكتابة والترجمة- ما يوفر طريقة سهلة للاتصال بهم.
وبفضل تطور مجال تصميم المواقع، أصبحت العديد من المنصات على الإنترنت تقدم قوالب بلوجر جاهزة لكافة المجالات أو الاختصاصات التي يكتب عنها المدونين، إذ لا تحتاج منك سوى تصميم موقع على ووردبريس ومن بعدها اختيار القالب الملائم لاختصاص مدونتك، والبدء في الكتابة فورًا. وتتوفر داخل منصة خمسات، أكبر سوق عربي لبيع وشراء الخدمات المصغرة، قسمًا كاملًا لخدمات برمجة وتطوير المواقع.
3. بناء ملف خاص لأعمالك
بناء ملف خاص لنماذج أعمالك في المحتوى الذي تكتب عنه يُساهم في تعزيز فرصك للعمل في المدونات الرقمية الشهيرة، أو العمل في قسم الكتابة والترجمة بإحدى منصات العمل الحر.
وتشمل نماذج الأعمال روابط لمقالات نشرتها سابقًا على وسائل التواصل الاجتماعي أو رابط مدون مساهم في أحد مواقع كتابة المحتوى، أو ملف عمل مدفوع الأجر، وغيرها من النماذج التي تُعطي فكرة عامة عن أسلوب كتاباتك.
وحتى إذا لم تتوافر نماذج لعينات حالية من مقالاتك، يمكنك استخدام مدونتك الخاصة للغرض نفسه، فهي تُعدّ سيرة ذاتية لك.
4. الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي
مع تعقيدات الأحداث والسبق الإعلامي في تداول الأخبار وكتابة المواضيع، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ولينكد إن بالنسبة للمدون لا غِنى عنه أبدًا، فهي تساعدك على:
- مواكبة الأخبار والمواضيع الجديدة المرتبطة بمجال تخصصك الكتابي في شتى منصات المحتوى حول العالم.
- نشر مقالاتك لجمهورك المستهدف.
- مقابلة أناس جدد في عالم التدوين والتفاعل مع مواضيعهم.
- التعلم واكتساب الخبرة من المدونين المخضرمين في مجالك.
نلفت الانتباه أيضًا، إلى وجود منصات أخرى تساعدك على تنظيم المواقع المفضلة لديك في مكانٍ واحد، ومواكبة آخر الأخبار عنها لحظة بلحظة مثل خدمة جوجل نيوز وتطبيق فيدلي سواء على الهاتف أو الحاسوب.