لا يمكن أن تكون عملية تجزئة السوق اعتباطية وعشوائية، بل يجب أن تخضع لتنظيم محكم بقصد تحقيق أفضل النتائج. من هذا المنطلق يجب على كل مسوق احترام متطلبات التجزئة، التي تتجلى في:

  • دراسة السوق بما يفيد في معرفة تطلعات وحاجيات المستهلك

إذ يكون من العبث توجيه حملات إعلانية تستهدف سوقًا استهلاكية لا حاجة لها في المنتجات والخدمات المقدمة. على سبيل المثال، لا يعقل أن نسوق لملابس صوفية في منطقة تسود فيها الحرارة المرتفعة طيلة السنة.

  • تحديد السوق المستهدف اعتمادًا على إحدى المعايير والأسس السالفة الذكر

يفيد تحديد السوق في تركيز الجهود على قطاع سوقي محدد وواضح. ففي المثال سالف الذكر، يمكن لشركة الملابس تحديد الشريحة المستهدفة بناءً على المعيار الديمغرافي مثلًا، فتجعل تركيزها على فئة الشباب من الجنسين، مما يستوجب توفير منتجات تناسب هذه الفئة تحديدًا.

  • بناء التوقعات عبر استحضار احتمالات النجاح و الفشل

فكلما قلت المنافسة كانت إمكانيات النجاح أكبر. وعلى العموم، لا ينبغي التعامل مع السوق بتفاؤل مطلق بل يجب التفكير في كل الاحتمالات الممكنة. إذ ينبغي على شركة الملابس إدراك حجم المنافسة الذي ستواجهه مما يفرض عليها التعرف على حجم وطبيعة المنافسة التي يمكن أن تواجهها.

  • اختيار استراتيجية التسويق المناسبة

ففي مجال التجارة الإلكترونية مثلًا، تصبح الإعلانات الممولة والمتاجر الإلكترونية أفضل وسائل استهداف العملاء لكنها ليست الوحيدة بالطبع .

مثال عن تجزئة السوق

يعد قطاع الاتصالات من أقوى القطاعات الاقتصادية في الوقت الراهن، وكان من المستحيل نجاح شركات الاتصال لولا اعتمادها على تجزئة السوق. فبفضل هذه الإستراتيجية أوجدت هذه الشركات عروضًا متنوعة لمختلف الفئات، كل عرض منها يلبي قطاعًا سوقيًا محددًا، فما يبحث عنه الشباب مثلًا هو باقة أو عرض يسمح بالحصول على صبيب من الإنترنت، على عكس شخص أميّ قد يميل أكثر إلى العروض التي تقدم مكالمات هاتفية لمدة أطول.

حتى ندرك تجزئة السوق بشكل أفضل، يمكن أن نعتمد على مثال المطاعم، فهي توفر وجبات مختلفة تناسب كل الفئات العمرية على اختلاف مستواها المعيشي والثقافي مما يحقق لها أكبر درجات الاستهداف وفي المحصلة تعاملات أكبر ومداخيل أعلى.

اترك تعليقاً