يُعَد السر وراء النجاح في مجال العمل المستقل هو المثابرة، أي عبر بناء معرض لأعمالك والتواصل مع العملاء المحتملين مرارًا وتكرارًا إلى حين أن تنهال عليك عروض الأعمال.
في الواقع، تُعَد هذه الاستراتيجية ناجحةً فعلًا، ولكن إذا كنت ترغب في توسيع نطاق عملك في الكتابة المستقلة، فأنت بحاجة إلى استكشاف طرق جديدة لجذب العملاء إليك.
سنعرض في هذا المقال أربع نصائح ستساعدك في العثور على عملاء جدد، دون الحاجة إلى تقديم عروض لهم أو الترويج لنفسك. ضع في الحسبان أنه رغم كل هذه الأساليب التي سأعرضها عليك، لا يزال يتطلب منك الأمر تقديم بعض الجهد والعمل، لكن بطرق مختلفة عما اعتدت عليه.
1. أنشئ مدونة تستهدف المجال الذي تريد الكتابة من أجله
إن إنشاء مدونة أمر سهل من الناحية التقنية، لكن نشر المحتوى باستمرار وتنميته هما أمران مختلفان تمامًا. ومن بين الأمور التي تجعل الشركات والمحترفين يقضون الكثير من الوقت في إنشاء المحتوى، هو في كونه أداةً فعالةً للتسويق عبر الإنترنت.
يستخدم 91% من مسوقي الشركات، المحتوى مثل وسيلة لفتح آفاق لأعمال جديدة. هناك شيء أقوله دائمًا للكتاب المستقلين، وهو أنه عليك التفكير في نفسك مثل شركة لها نشاط تجاري، لذلك يكون من المنطقي استخدام نفس النهج الذي يستخدمه المسوقون.
ومن خلال التدوين عن المجال الذي تعمل فيه، ستستفيد في نواح عدة:
- تنمية خبرتك في المجال.
- تعزز المقالات التي تكتبها معرض أعمالك.
- تساعد العملاء المحتملين في العثور عليك بسهولة أكبر.
باختصار، ما تحتاج إلى فعله هو نشر محتوى يجيب على الأسئلة التي قد يبحث عنها الأشخاص في مجال تخصصك. لنفترض مثلًا أنك متخصص في التدوين عن تطوير مواقع الإنترنت (هناك العشرات منهم). ستكون الخطوة الذكية، في حالتنا هذه، هي إنشاء مدونة تركز على تقديم دروس تعليمية في تطوير مواقع الإنترنت، فكلما زاد المحتوى الذي تطرحه، زادت فرص عثور الأشخاص المناسبين عليه، لذا تأكد من إضافة صفحة (وظفني) في مدونتك.
2. تضمين روابط لمواقع عملاء محتملين في مدونتك
وهي طريقة منخفضة المخاطر وعالية المكاسب في الوقت نفسه، وهو الأسلوب المفضل بالنسبة لي عندما يتعلق الأمر، ليس فقط بالعمل الحر، بل بالعديد من جوانب الحياة، إذ تُعَد الروابط الخلفية أو Backlinks أمرًا قيمًا لدى معظم مواقع الإنترنت، لذا فهي طريقة رائعة لجذب انتباه عميل محتمل، عبر وضع رابط لموقعه في مدونتك. افعل ذلك مرةً أو مرتين وحاول التفاعل معهم على وسائل التواصل الاجتماعي إن أمكن. من المحتمل أن يمنحك ذلك فرصةً لفتح قناة تواصل معهم.
دعني أوضح لك الأمر عبر هذا المثال، لنفترض أنك تريد إيجاد فرصة عمل ككاتب مستقل يكتب مراجعات عن ألعاب الفيديو. إن ما يمكنك أن تفعله في هذه الحالة، هو إنشاء مدونة عن هذا الموضوع تنشر فيها جميع المراجعات التي في جعبتك مع تضمين روابط المواقع التي تريد العمل لصالحها.
يكمن السر هنا في جعل هذه الروابط تبدو وكأنها زيارات عضوية طبيعية. وليس حشو مدونتك براوبط في مكان لا معنى له. في حال كنت تنشر محتوى على نحو دائم ومستمر، فستجد بالتأكيد فرصةً لتضمين الروابط التي تحتاجها بأسلوب طبيعي لا ريب فيه.
بالنسبة لي، لقد استطعت في مرات عديدة ومن خلال تضمين بعض الروابط في مدونتي؛ فتح محادثات مع الشركات التي أهتم بالعمل معها، فبالنسبة للشركات التي تتعقب الزيارات التي تأتيها من روابط واردة inbound links (وهناك الكثير منها في عالم الشبكة العنكبوتية)، يمكن أن يكون تضمين رابط موقعها سببًا كافيًا لفتح قناة تواصل معها. ومن هناك ستكون الكرة في ملعبك.
3. التدوين في مواقع أخرى في نفس تخصصك
ما أقصده هي مقالات الضيوف Guest Post. بالنسبة لي يُعد النشر مثل ضيف واحدًا من أفضل الطرق لزيادة حركة الزيارات في مدونتي الخاصة، وهو في نفس الوقت استراتيجية رائعة لمساعدتك في العثور على المزيد من فرص العمل.
كونك كاتبًا مستقلًا، سيساعدك “التدوين كضيف” في فتح آفاق جديدة لعملك. وفي حال كانت لديك مدونة خاصة بك، فقد تكون أيضًا طريقةً ممتازةً لجذب المزيد من الزيارات إليها. تُعَد هي الصفقة مربحةً لجميع الأطراف، خاصةً إن كنت تكتب لإحدى تلك المدونات التي تدفع مقابل مقالات الضيوف. عندما يتعلق الأمر بالتدوين مثل ضيف، فيجب أن تطمح عاليًا، لذا ابحث عن أكثر المدونات شهرةً في المجال الذي تستهدفه وتواصل معهم.
عليك أن تتواصل مع أصحاب تلك المدونات وإقناعهم بنشر مقالاتك مثل ضيف بأسلوب أو بآخر. وفي حال وافقوا ونشرت في موقعهم، فهناك احتمال أن يشاهد منشورك آلاف الأشخاص، طبعًا هذا في حال اخترت العمل مع مدونة ناجحة. وفي معظم الأحيان، سيسمحون لك بتضمين سيرتك الذاتية كونك كاتب ضيف، والتي يمكنك عن طريقها جذب المزيد من فرص عمل بأسلوب غير مباشر.
نصيحتي لك، في حال وجدت مدونةً شهيرةً في مجال تخصصك ووافقت على نشر مقالاتك مثل ضيف بين الفينة والأخرى، فاترك دائمًا قناةً مفتوحةً للتواصل معهم، إذ يمكن لمقال واحد تنشره كل شهرين أن يكون كافيًا لتعزيز تواجدك وظهورك على الإنترنت. وطالما أنه يساعدك على جذب المزيد من العملاء، فالأمر يستحق التجربة.
4. العمل مع شركات للكتابة المستقلة
أعلم أن الكثير ممن يعملون مستقلين، قد اختاروا هذا المجال على وجه التحديد لأنهم يحبون أن يكونوا مديرين على أنفسهم. أي أنهم لا يريدون أن يضطروا إلى التعامل مع أصحاب العمل، وساعات العمل الطويلة، والجلوس خلف مكاتب صغيرة، وكل ما في بيئة العمل التقليدية من أمور غير محبذة.
إن العمل مع شركات الكتابة المستقلة ليست وظائفًا مكتبيةً تقليدية، لكن العمل في أحدها يعني أنك ستعمل تحت إمرة شخص ما. في الحقيقة حتى لو كنت كاتبًا مستقلًا، فعليك دائمًا العمل تحت إمرة شخص ما.
الفرق هنا، هو أنه في العمل مع شركة كتابة مستقلة، هناك درجة من الفصل بينك وبين العميل النهائي، إذ عادةً ما تتولى الشركة كل شيء من إيجاد عملاء جدد، إلى فهم ومناقشة ما يحتاجون إليه، بالإضافة إلى أنهم يدفعون أتعابك على نحو مباشر ووفقًا لجدول زمني (إذا لم يفعلوا ذلك، اتركهم على الفور).
هناك بالطبع جانب سلبي للعمل معهم، وهو أن أرباحك ستحدد بحسب اتفاقياتك معهم، حيث ستكون صفقةً ممتازةً بالنسبة لك في حال كنت كاتبًا بارعًا ولكنك لست ماهرًا في إيجاد العملاء والتفاوض معهم؛ أما إن كنت بارعًا في التفاوض، فمن الأفضل لك الاعتماد على نفسك.
حاليًا في عالمنا العربي ليست هناك الكثير من الشركات المتخصصة في هذا المجال، لكن وجب ذكرها في هذا المقال كونه أمرًا شائعًا في العديد من الدول الغربية، وكون أن العديد من المستقلين العرب لهم تعاملات مع مواقع أجنبية للعمل الحر.
في الختام
هناك الكثير من المستقلين الجدد الذين يتخلون عن العمل الحر بسبب أنهم لا يستطيعون العثور على عمل كافٍ. في الحقيقة العمل متوفر والفرص كثيرة، لكن الأمر يتطلب الكثير من الجهد لبناء قاعدة عملاء مستقرة. ومعظم هذا العمل ينحصر في الترويج لنفسك أمام العملاء المحتملين، وهو أمر ضروري، لكنه ليس الطريقة الوحيدة للعثور على عمل.
إن تمكنت من إيجاد طرق لجذب عملاء جدد بأسلوب غير مباشر، فإن توسيع نطاق عملك يصبح أسهل بكثير. إليك ملخصًا سريعًا للنصائح الأربع التي استعرضناها في المقال:
- أنشئ مدونةً تستهدف المجال الذي تريد الكتابة من أجله.
- ضع روابطًا لمواقع العملاء الذين تستهدفهم في مدونتك.
- اكتب في مقالات الضيوف في مواقع من نفس مجالك.
- ضع في حسبانك ضرورة الانضمام إلى شركات الكتابة المستقلة.