الخطوة صفر: الوصول إلى فكرة التطبيق

يشيع خطأ فادح بين المقبلين على تدشين تطبيقات للجوالات، يتمثل في الظن إنه طالما حازت الفكرة إعجاب صاحبها أو المحيطين به فإنها ستلقى قبولًا بين المستخدمين وتحظى بالانتشار. لكن الأمر ليس بهذه السهولة فيجب التأكد أن لتلك الفكرة الوليدة احتياج حقيقي بين الناس. وأول الخطوات الصحيحة تحديد الغرض من التطبيق بدقة ومعرفة مدى فعاليته، وسيكون من الجيد تحديد مساحة واضحة قدر الإمكان ومتفردة عن بقية التطبيقات الموجودة على متجر الهواتف الذكية.

لنأخذ مثالًا على شخص لديه فكرة تطبيق إعداد طبخات في المطلق دون الالتزام بمطبخ معين. من المتوقع أن هذا التطبيق سيجد منافسة شديدة مع التطبيقات المماثلة بعمله على مساحة مفتوحة بها العديد من التفرعات. لكن، في حال إذا كان التطبيق يقدم وصفات للأكل الصحي على سبيل المثال، ففي الغالب أن فرصته في الانتشار والتسويق ستكون أفضل.

أهمية تقييم الفكرة

وتعد أهم المحطات بعد الوصول إلى فكرة معينة إجراء أبحاث السوق عليها بشكل احترافي. وبناءً على نتائجها يمكن تطوير الفكرة وتحسينها، واستهداف عملاء محتملين لديهم مشكلات يعالجها التطبيق، أو يساعدهم على العيش بشكل أفضل.

هناك جانب مؤثر آخر يتمثل في أنه ليس معنى أنك تمتلك موقع إلكتروني أو نشاط تجاري فلا بد أن يكون لديك تطبيق. على سبيل المثال، هناك الكثير من الأنشطة التجارية سيكون الأجدى بالنسبة لها إنشاء متجر إلكتروني وليس تطبيق. وهذا سيوفر الكثير من الأموال ويركز على الهدف الأساسي لها وهو زيادة المبيعات وتسهيل عملية الشراء على العملاء.

خطة تسويق تطبيقات الجوال في خطوات

يُعد تحديد المستخدم المستهدف لتطبيق الجوال الخطوة الأساسية لتسويقه. ولا يعني تحديده أن يكون معروفًا بشكل سطحي، لكن لا بد من معرفة جميع الجوانب المتعلقة به مثل: فئته العمرية ونمط حياته وخلفيته التعليمية والاقتصادية والاجتماعية، وتفضيلات استخدامه للجوال واهتماماته.

تنعكس هذه المعرفة المتعمقة على تصميم تجربة مستخدم احترافية تتناسب معه، وبشكل عام يجب أن يكون كل شيء في التطبيق من وظائف ومميزات تجد صدى لدى المستخدم المستهدف، فما سبق سيوفر عليك إنفاق أموال في التسويق بشكل خاطئ.

تأتي بعد ذلك خطوة اختيار اسم التطبيق الذي يرتبط بما يقدمه، فإذا كان عبارة عن أداة مساعدة للجوال يجب أن يكون اسمه وصف وظيفي لدوره، أما إذا كان عبارة عن تطبيق اجتماعي أو لعبة أو أي نوع آخر فحينها يمكن اللجوء إلى الأسماء التي تعلق في الأذهان. ومن النقاط المهمة عند تحديد الاسم أن يكون قصيرًا قدر الإمكان ويمكن اللجوء لوضع اختصارات للكلمات إذا كان قصر الاسم غير قادرًا على التعبير عن هدف التطبيق.

تصميم شعار التطبيق

من أهم أجزاء خطة تسويق تطبيق الجوال تصميم شعار التطبيق، الذي يعد البوابة البصرية لإقناع المستخدم بالتعرف عليه وتنزيله. فالبشر مخلوقات بصرية ينجذبون إلى التشكيلات اللونية المُصممة بلمسات جمالية، لذلك اهتم قدر الإمكان بشكل الشعار وحجمه ولونه.

الإعلان عن التطبيق

يحتار الكثيرون من أصحاب التطبيقات في الوسيلة التي يعلنون بها عن أنفسهم قبل إتاحة التطبيق، وتوجد بعض الوسائل في مقدمتها تدشين موقع ويب وبدء حملات تسويقية تشويقية من خلاله، ومن ثم يمكن استخدام محتوى الحملة ونشره على منصات التواصل الاجتماعي.

وإلى جانب دور موقع الويب في التواجد على منصات التواصل الاجتماعي فإنه يساعد من خلال استخدام أدوات تحسين محركات البحث “SEO” على الوجود إلكترونيًا بشكل واسع المدى. ولا تنس أن تجمع من خلال الموقع عناوين البريد الإلكتروني الخاصة بالمهتمين بتطبيقك حتى تخبرهم عند إطلاقه.

كما توجد أداة مهمة في خطة تسويق تطبيقات الجوال وأغلبية الخطط التسويقية بشكل عام، وهي عمل مدونة قبل أشهر من الإطلاق، والتحدث من خلالها عن الدور المرتقب للتطبيق ومميزاته، وجذب إليها الأشخاص المهتمين بفكرة التطبيق حتى يكون هناك جمهور يترقب الإعلان عن إطلاق التطبيق. ومن ناحية أخرى فالمدونة ستساعدك على ترسيخ علامتك التجارية مبكرًا وبناء ثقة مع مستخدميك المستهدفين.

ولا تنس قبل إطلاق التطبيق أن تختبره قبل تشغيله عدة مرات والتأكد من جاهزيته لتلبية احتياجات الجمهور المستهدف، وضمان أن يلقى إعجابهم من التجربة الأولى، ويساعدك على ذلك عدة أدوات أهمها لتطبيقات أندرويد أداة تُدعى “Google Play Beta Test“.

إصدار التطبيق

أخيرًا نأتي إلى تحديد تاريخ إصدار التطبيق الذي ينبغي أن تخطط له بشكل مسبق وتضع وقتًا يستوعب الحالات الطارئة التي قد تحدث، فعلى سبيل المثال تخضع التطبيقات على آب ستور لعملية مراجعة دقيقة قد تأخر إطلاقها على عكس جوجل بلاي، ولا تغفل مراجعة الأحداث الجارية في المساحة الزمنية التي حددتها للإطلاق؛ فقد تكون هناك أحداث أخرى تغطي على حدث إطلاق تطبيقك.

التسويق مبكرًا في المجمل يعد حل فعال لضمان بداية قوية، وبحسب الدراسات التي أجرتها شركة جوجل فهناك 40% فقط من مستخدمي الهواتف الذكية يبحثون عن التطبيقات من خلال المتجر، أما البقية فيصلون إليها من خلال مشاهدة مقاطع فيديو على اليوتيوب وقراءة موضوعات على المدونات ومتابعة منصات التواصل الاجتماعي.

ما بعد الإطلاق: وزيادة مستخدمي التطبيق

 

حتى تكون توقعاتك منطقية فأعلم أنه بعد إتاحة تطبيقك الجديد ففي الغالب لن يحظى بأعداد كبيرة من التنزيلات. لذا، يعد هذا هو التوقيت المثالي لاستخدام الحملات الإعلانية لتثبيت التطبيق، والانفاق فيها يكون بمثابة الاستثمار الجيد، وفي الغالب ستكون الحملات على منصات التواصل الاجتماعي الاختيار الأمثل.

بمرور الوقت، ومع انتشار حملات التثبيت ستجد أن أعداد التنزيلات أخذت في الازدياد شيئًا فشيئًا، وإذا نجحت في الحصول على الكثير من التنزيلات في الأسبوع الأول لإتاحة التطبيق، يمكنك حينها استغلال هذا الجانب تسويقيًا لإبراز تميز تطبيقك في إقبال المستخدمين عليه.

وظف أكثر من وسيلة إعلانية

وإذا ما وظفت أكثر من وسيلة إعلانية فيجب عليك تتبع نتائج كل وسيلة؛ حتى تركز على الوسيلة الأكثر فعالية، وتنفق عليها أكثر واحرص أن تتضمن إعلاناتك الترويجية مواد إبداعية متنوعة، مثل: الرسومات الثابتة والمتحركة ومقاطع الفيديو.

ويمكن تحسين تسويق تطبيقات الهواتف الذكية في بداياتها باستخدام طرق عديدة، مثل: تشجيع الجمهور على طرح أسئلتهم التي يستفسرون فيها عن التطبيق، والبحث عن المستخدمين الجدد الذين يواجهون مشكلات والعمل على حلها، ومدهم بالنصائح والمعلومات اللازمة لتسهيل عليهم استخدام التطبيق.

خاطب كل مستخدم على حدة

اهتم بكل مستخدم على حدة فعندما تقدم خدمة مرضية لأحد مستخدمي التطبيق فإنه غالبًا ما سيرشح التطبيق لمستخدم آخر، وهو ما سيجعل هناك انتشار متزايد بشكل ذاتي من خلال الاهتمام بالمستخدمين. فبحسب الإحصاءات التسويقية هناك ما يقرب من 2.4 مليار محادثة متعلقة بالعلامات التجارية يوميًا في أمريكا، وهو ما ينتج عنه أن 77% من الأشخاص يشترون منتجًا عندما يعلمون عنه من أصدقائهم وعائلاتهم.

وإذا كان تطبيقك مدفوعًا فجرب أن تقدم اشتراكات تجريبية؛ للتواصل مع المستخدمين المحتملين ومعرفة آرائهم في التطبيق، بعمل قائمة للمشتركين الذين سترسل إليهم مستقبلًا تحديثات التطبيق وتستفسر منهم عن مدى تلبية التطبيق لاحتياجاتهم.

وشجعهم دومًا على ترك تقييمهم للتطبيق في متجر التطبيقات سواءً باستخدام رسائل البريد الإلكتروني أو الإشعارات التي تظهر داخل التطبيق. وإلى جانب مراجعات المستخدمين يمكنك الاستعانة أيضًا بالمدونات وقنوات اليوتيوب المتصلة بمجال التطبيق، من خلال التعاون معها لعمل مراجعات تشرح كيفية استخدام التطبيق لزيادة عدد مستخدميه. وهذه عدد من النصائح لتتابع عملية تسويق التطبيق بحرفية أكبر:

  • التحسين المستمر

بالتوازي مع عملية تسويق التطبيق لابد أن تقوم بعملية تحسينه لمتاجر تطبيقات الجوال، فهناك 40% يقومون بتنزيل تطبيقات الجوال بالبحث في المتجر، لذا من الضروري أن تكون الكلمات المفتاحية المستخدمة معبرة بأفضل صورة عما يبحث عنه المستخدمين ويقدمه لهم التطبيق، وأيضًا يفضل استخدام إعلانات البحث لزيادة عدد التنزيلات.

  • شرح كيفية الاستخدام

لا تغفل أهمية تصميم مقطع فيديو قصير تضمنه في حملاتك الترويجية يشرح كيفية استخدام التطبيق بالتفصيل، فالمستخدمين ليسوا على مستوى واحد من حيث مرونة التعامل مع التكنولوجيا.

  • التصميم الجذاب

واحرص على تصميم صفحة التطبيق في المتجر بشكل جذاب اهتم فيه بأدق التفاصيل، فالعنوان لابد أن يكون مركزًا ومتميزًا، والوصف يوضح مشكلات المستخدمين التي يساهم التطبيق في حلها بشكل مباشر، أما لقطات الشاشة فينبغي أن تعرض المميزات الأساسية للتطبيق وأهم وظائفه.

  • الترويج التبادلي

ومن الوسائل التسويقية المهمة كذلك الترويج التبادلي الذي تسمح لتطبيق آخر بالإعلان داخل تطبيقك مقابل أن يُنشر لك إعلان لتطبيقك عنده، وهي طريقة فعالة لاكتساب المزيد من المستخدمين بالأخص إذا كانت المنتجات التي تقدمونها مكملة، مثلما فعلت سلسلة مطاعم ماكدونالدز بتعاونها مع خدمة أوبر إيتس لتوصيل الطلبات إلى المنازل.

  • التفاعل مع المؤثرين

وحتى يحظى تطبيقك بالانتشار فعليك إعداد قائمة بأسماء الجهات الإعلامية والمؤثرين الذين يهتمون بمجال تطبيقك، والتفاعل على حساباتهم في منصات التواصل الاجتماعي، وإرسال إليهم رسائل دورية تطلعهم فيها على آخر التطورات وتقدم لهم امتيازات وهدايا جذابة تجعلهم يرشحونه لجمهورهم.

  • التعامل مع التعليقات السلبية بفعالية

جانب آخر مؤثر في الحفاظ على مكانة التطبيق وتدعيمها هو التعامل مع التقييمات السلبية بشكل فعال، لأن عدم فعل ذلك يعني اتجاه المستخدمين الذين لم تحل مشكلاتهم إلى مسح التطبيق وانصراف المستخدمين الجدد عن ثبيته عند رؤيتهم لهذه التقييمات، وقد استنتجت إحدى الدراسات أن اكتساب عميل جديد يتكلف 7 أضعاف تكلفة الاحتفاظ بعميل حالي.

تسويق تطبيق الجوال على المدى البعيد

لا تتوقف عملية تسويق تطبيقات الجوال عند حد معين إنما هي متجددة باستمرار. ويمكن معرفة مدى جدوى استراتيجيتك التسويقية من خلال تحديد أهداف معينة لفترة زمنية محددة، بالتوازي مع متابعة حجم التنزيلات والتقييمات التي يكتبها المستخدمون في المتجر، ونسبة ترشيح التطبيق من جانب المستخدمين لأصدقائهم.

وهناك مقاييس رئيسية يمكنك توظيفها في عملية قياس مدى نجاح استراتيجية تسويق التطبيق، مثل: عدد المستخدمين النشطين يوميًا، ومدة الجلسة لكل مستخدم منهم، والفاصل الزمني بين الجلسات، وتكلفة اكتساب المستخدم. ومن خلال مراقبة هذه المقاييس تستطيع توظيف نقودك ومجهوداتك في الجانب الدعائي بصورة أفضل.

وسائل للحفاظ على المستخدمين النشطين

وتوجد عدة أساليب للاحتفاظ بالمستخدمين النشطين، مثل: إرسال الخصومات أو قسائم الشراء إليهم، وحبذا إذا كانت لمنتجات يهتمون بها، وتقديم محتوى حصري لهم في مجالات اهتماماتهم. ومتابعتهم بالرسائل التي تخبرهم عن جديد التطبيق. كما تعد المسابقات إحدى الوسائل الفعالة لتسويق التطبيق على المدى البعيد، فغالبًا ما تنشط صلتك بالمستخدمين الحاليين، وتوصل تطبيقك إلى مستخدمين جدد أيضًا بالأخص إذا كانت هذه المسابقات قائمة على عملية التصويت من خلال منصات التواصل الاجتماعي.

اترك تعليقاً