لا شكّ أنّ عمليّة التسويق والإعلان عن المُنتج تُعتبر واحدة من الركائز الأساسيّة للانطلاق في أيّ مشروعٍ تجاري، ولا جدل ابداً على أن السوق بمختلف قطاعاته أصبح يضُجُّ بالمنافسين، الأمر الذي يجعل من تصدّر مُنتجك للساحة أمرًا صعبًا وشاقًّا. وهنا ستلعب الشركات العديد من الأوراق المختلفة سعياً منها لإظهار منتجها بين جَمهرة المُنتجات الأخرى.
ويعتبرالتسويق الالكتروني من أكثر أنواع التسويق رواجاً بين أوساط الدعاية والإعلان. إلّا أنّ الإعلانات الورقيّة التقليديّة في الصُحف والمجلّات وعروض التلفاز ما زالت تحتلّ مكانة جيّدة في عالم الدعاية والتسويق، على الرغم من أنّها بدأت تتراجع مؤخّرًا بسبب ظهور العديد من التقنيات الجديدة مثل التسويق والإعلان على شبكات التواصل الإجتماعي والشبكة العنكبوتية، فالمستخدمون بشكل طبيعي سئموا من الطرق التقليدية في الإعلانات وباتوا يرغبون بشيء جديدٍ ومُميّز.
ومع ظهور الأجهزة الذكية وتطبيقاتها المختلفة، بدأ عالم التسويق الإعلانات مرحلة جديدة بإحتلاله لهذه التطبيقات، وجعلها منصة جديدة بأرقام مميزة للشركات الراغبة بالإعلان عن نفسها أو عن منتجها الجديد. ومع ذلك، تجد أن هذه الطريقة أيضًا من الممكن أن لا تحقق النتيجة المرجو منها، فكما قلنا سابقًا، المنافسون كثر، والمميز منهم من يجد طريقة فريدة من نوعها للإعلان عن نفسه.الى هنا بدأت الأمور تتغير، وخصوصًا عند ظهور تقنية الواقع المعزز، ودمجها مع تطبيقات الهواتف الذكيّة.
الواقع المعزز هو نوع من الواقع الافتراضي الذي يهدف إلى تكرار البيئة الحقيقية في الحاسوب و تعزيزها بمعطيات افتراضية لم تكن جزءا منها.و بعبارة أخرى، فنظام الواقع المعزز يولد عرضا مركبا للمستخدم يمزج بين المشهد الحقيقي الذي ينظر إليه المستخدم والمشهد الظاهري التي تم إنشاؤه بواسطة الحاسوب و الذي يعزز المشهد الحقيقي بمعلومات إضافية. ومع دخول تقنية الواقع المعزز الى عالم التطبيقات المخصصة للهواتف الذكية، أصبحت هذه التطبيقات أكثر متعة و تشويقا و إثارة، فقد وجدت تقنية الواقع المعزز طريقها بسهولة إليها، لتساهم بدورها في جعلها ذا غاية و معنى.
سمحت تقنية الواقع المعزّز للمروّجين وروّاد الأعمال وأصحاب الشركات بتقليص الهوّة بينهم وبين عملائهم من خلال إضفاء طابع الثقة بالمُنتج، فعندما تُتاح الفُرصة للعميل بأن يُعاين المُنتج افتراضيًّا ويقوم باختباره ومشاهدته، فهذا بدوره سيساعد على بناء جسر الثقة بين العميل وأصحاب المُنتج. بالعادة؛ يخصّص أصحاب المشاريع والشركات الكبيرة مبالغ طائلة لحملات التسويق الخاصة بهم أو بمنتجهم، منها ما يكون مفيدًا وذا نتائج إيجابيّة على الشركة نفسها أو انتشار منتجها، والكثير منها يكون مضيعةً للمال والوقت والجُهد، لا سيّما أن تكلفة وضع الإعلانات على واجهة الصّحف أو الإذاعات والقنوات التلفزيونية المشهورة يتطلّب مبالغ هائلة تصل إلى 500 ألف دولار وربما أكثر.
وهنا يلعب الواقع المعزّز ورقته الرابحة في تقليل التكاليف وتحقيق نتائج أكثر إيجابيّةً، حيث أنّ تكلفة تصميم تطبيقٍ لواقع مُعزّز ترويجي للمُنتج بتفاصيله كاملةً تصل إلى 5 آلاف دولار في المتوسط، وهذا المبلغ يُعتبر ضئيلًا إذا ما قُورن بحملات الإعلان في الصحف مثلاً، بالإضافة إلى أنّ توظيف الواقع المُعزّز سيكون قيمةً ثابتة تستفيد
منها الشركة على المدى الطويل، على خلاف الإعلانات التقليدية المرحليّة المؤقتّة، كما أنّه سيترك انطباعًا إيجابيًّا وصِبغةً فريدةً للشركة المصنّعة في نفوس عُملائها. تقول السيدة ظبية عبيني، المدير التنفيذي لشركةA.R.E.A، العالمية والمتخصصة ببناء وتطوير تطبيقات الهواتف الخلوية الذكية أن الإعلانات عن طريق التطبيقات التي تعتمد تقنية الواقع المعزز التفاعلي باتت وسيلة جديدة لكبرى الشركات حول العالم لإظهر نفسها أو الترويج لمنتجها، حيث قالت:” تشير الأبحاث العالمية الى نمو عائدات إعلانات الواقع المعزز العالمية من 1.41 مليار دولار في عام 2020إلى 8 مليارات دولار في عام 2024، كماأن الدراسات تظهر أن المعلنين الذين يستثمرون في إعلانات الواقع المعزز يربحون بالفعل ويحققون نتائج مميزة تظاهي النتائج التي تحققت وفق الحملات الإعلانية التقليدية، لذلك ومن الآن فصاعدًا؛ يمكننا اعتبار أن الإعلان عن طريق هذه التقنية يعتبر طريقة جديدة للباحثين عن التميز بكافة المجالات”. تميل اهتمامات العملاء في وقتنا الحاضر إلى كلِّ ما هو جديد وفريد، وللواقع المعزز جولةٌ رابحة في ذلك، فالبيئة التفاعليّة التي يُضفيها للعملاء تعطيهم تجربةً فريدة للمُنتج، فرؤيتهم له وتفاعلهم معه سيولّد صيتًا سريعًا وواسعًا في الأوساط الاجتماعيّة المحليّة وحتى العالميّة ويسمح للمنتج أن يسوّق نفسه بنفسه. من الممكن أن تتفاجأ عند الحديث عن تكنولوچيا الواقع المعزز بأن هناك العديد والعديد من التطبيقات التي تعتمد هذه التقنية، وستتفاجأ أكثر إذا علمت أن هناك تطبيقًا عربيًا يعتمد هذه التقنية، فتطبيق WININ الذي يعتبر أول تطبيق عربي يعتمد تقنية الواقع المعزز أتاح الفرصة للعديد من الشركات العالمية والموجودة في عالمنا العربي للوصول إلى مستوى أعلى من الفعالية والتطور وخلق حلول مخصصة فعالة ساهمت في تحقيق الأهداف المرغوبة في أنشطة التسويق الإلكتروني والتدريب وزيادة قاعدة العملاء وحجم الأرباح. في النهاية، يمكن للشركات الراغبة في تسويق نفسها أو منتجها اتّباع العديد من الوسائل وفقًا للتكلفة التي تم وضعها لحملة التسويق، ولكن؛ من المهم جدًا ايصال هذه التقنيات العالمية الجديدة اليها، التي ستساهم بتحقيق النتائج المرجوة وبتكلفة أقل بكثير من الطرق التقليدية.