نما الاحتياج إلى التسويق الإلكتروني في السنوات الماضية، ومعها زادت الحاجة إلى توظيف مسوقين لديهم القدرة على إنجاز المهام المطلوبة في التسويق الإلكتروني بكفاءة عالية. لذا، لا بد من تطوير مهارات التسويق الإلكتروني لدى الأشخاص الذين يرغبون في العمل بهذا المجال. إذًا ما هي مهارات المسوق الإلكتروني الأكثر أهمية للمسوقين؟
10 من أهم مهارات المسوق الإلكتروني
تتسع قائمة مهارات التسويق بصورة مستمرة، وذلك بسبب التطور الدائم في المجال
لكن توجد مجموعة من المهارات الأساسية التي لا غنى عنها، ووجودها لدى المسوق الإلكتروني يزيد من فرصه في العمل.
هذه قائمة بأهم مهارات المسوق الإلكتروني التي تحتاج إلى إتقانها:
أولًا: فهم أساسيات واستراتيجيات التسويق الرقمي
لا يعمل المسوق الإلكتروني في جميع استراتيجيات التسويق الرقمي، لكن في الوقت ذاته
فهو يحتاج إلى فهم أساسيات التسويق جيدًا، وكذلك مختلف تقنيات التسويق الإلكتروني المستخدمة
وذلك حتى يمكنه توظيف هذا الفهم في العمل بكفاءة لاحقًا. لذا، من أهم مهارات المسوق الإلكتروني أن يكون لديه الفهم الكامل لأساسيات واستراتيجيات التسويق الرقمي.
1. أساسيات التسويق الرقمي
تشمل أساسيات التسويق الرقمي مجموعة من المبادئ التي تظهر في التسويق الرقمي دائمًا، وتتكرر كأحد أهم عوامل العمل في هذا المجال. من أهم هذه الأساسيات:
- الاستهداف التفصيلي: تقسيم العملاء إلى شرائح، وتجهيز شخصية العميل (Persona) المعبرة عن كل شريح.
- رحلة العميل: فهم المراحل المختلفة التي يمر بها العميل من لحظة وعيه بالعلامة التجارية، مرورًا بمرحلة الشراء، وحتى ما بعد البيع.
لذا، فهم هذه الأساسيات يحسّن من مهارات المسوق الإلكتروني، ويجعله أكثر قدرة على توجيه مجهوداته بما يتوافق مع العملاء، فيستطيع في النهاية تحسين العائد على الاستثمار في مجهودات التسويق الرقمي.
2. استراتيجيات التسويق الرقمي
بناءً على أساسيات التسويق الرقمي، ستحتاج كمسوق إلى استخدام الاستراتيجيات التي تساعدك على تحقيق أهدافك التسويقية، وتوظيف الجهود في الاستراتيجيات الصحيحة، التي تتوافق مع عملائك. من أهم الأمثلة على استراتيجيات التسويق الرقمي:
- التسويق بالمحتوى: استثمار المحتوى في التأثير على العملاء، وذلك من خلال التسويق بأنواع المحتوى المختلفة مثل المدونات ودراسات الحالة.
- التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي: التسويق من خلال منصات التواصل الاجتماعي المختلفة كالفيسبوك وتويتر وانستغرام وغيرها.
- السيو: العمل على تحسين ترتيب صفحات موقعك في نتائج البحث، من خلال اختيار الكلمات المفتاحية المناسبة، وبالتالي زيادة معدل الزيارات لموقعك.
بالطبع توجد العديد من الاستراتيجيات الأخرى، وليس دورك هو العمل على كل هذه الاستراتيجيات معًا، لكن من مهارات المسوق الإلكتروني أن يكون لديه القدرة على فهم هذه الاستراتيجيات، حتى تختار أنسبها للعملاء وتطبقه، حتى إذا كنت ستوظف آخرين للعمل معك على التنفيذ، أو ستفعل ذلك بنفسك، في الحالتين ستحتاج إلى الفهم لمتابعة العمل.
ثانيًا: تحليل البيانات واتخاذ القرارات
يتميز التسويق الإلكتروني بوجود العديد من البيانات باستمرار. لذا، من مهارات التسويق الرقمي المهمة هي القدرة على تحليل البيانات، وبناءً على ذلك اتّخاذ القرارات. فكما يقول عالم الرياضيات ورجل الأعمال البريطاني “كلايف همبي”
وهذا الأمر صحيح في العالم الرقمي. لذا، من خلال جمع البيانات وتحليلها، سيكون بالإمكان اتّخاذ العديد من القرارات مثل:
- تقسيم شرائح العملاء: من خلال البيانات، تزداد قدرتك على تصنيف العملاء إلى مجموعات، وبالتالي تقسيمهم إلى شرائح، لتحتوي كل شريحة على العملاء المتشابهين حقًا.
- اكتشاف طرق تطوير المنتجات والخدمات: بناءً على ملاحظات العملاء حول منتجاتك، ستقدر على اكتشاف المزيد من الطرق التي تساعدك على تطوير منتجاتك وخدماتك المقدمة في المشروع.
- تحديد فرص النمو والتوسع: لا يقتصر الأمر على تطوير المنتجات، ولكن أيضًا معرفة فرص النمو والتوسع المتاحة للمشروع.
- تحسين تجربة المستخدم: تعد تجربة المستخدم جزءًا مهمًا في العالم الرقمي، لذا من خلال البيانات عن العملاء وملاحظاتهم، ستقدر على تحسين تجربة المستخدم وتطويرها بالشكل المطلوب.
لا تقتصر أهمية تحليل البيانات على هذه العوامل، بل يمكن الاستفادة منها بالعديد من الطرق، حتى أنّ الأمر قد يصل إلى إمكانية الاستفادة من التحليل لبيع البيانات.
لذا، من أهم مهارات المسوق الناجح هي قدرته على تحليل البيانات بطريقة صحيحة، واتّخاذ جميع القرارات وفقًا لنتائج هذه التحليلات، بعيدًا عن الآراء الشخصية.
ثالثًا: الرشاقة والتكيف مع المتغيرات (Agility)
تعد منهجية Agility من المنهجيات المستخدمة بصفة دائمة في البرمجيات، ولكن في السنوات الماضية أصبح استخدامها في عالم الأعمال والتسويق أمرًا شائعًا.
تركز المنهجية على مبادئ مهمة مثل التجربة وعدم الاعتماد على الافتراضات أبدًا في العمل.
لذا، واحدة من مهارات المسوق الإلكتروني هي امتلاكه للرشاقة التي تتوفر في هذه المنهجية.
ببساطة يؤدي الاعتماد على هذه المنهجية إلى امتلاك القدرة على التجربة، التي تمثل واحدة من أهم مبادئ التسويق الإلكتروني، إذ يجب الاعتماد على التجربة لأخذ القرارات.
مثلًا عند تنفيذ حملة تسويقية، فلا بد من التجربة المستمرة وإجراء الاختبارات الموافقة لذلك
من أجل تحسين النتائج، كالاعتماد على اختبار A/B الذي يركز على تغيير أحد العوامل وتقييم النتائج.
لا تقتصر مهارات التسويق الإلكتروني على التجربة فقط، ولكن أيضًا على قدرة التكيف سريعًا مع المتغيرات والاستجابة لها دون أي مشكلة.
على سبيل المثال: إذا حدثت مشكلة في الحملة التسويقية، فيجب ألّا يستغرق المسوق الإلكتروني وقتًا للتدخل والإصلاح وفقًا للوضع الحادث.
من خلال التكيف، سيقدر المسوق على اتّخاذ الإجراءات المناسبة للموقف سريعًا دون السماح لعمله بالتأثر سلبًا بما حدث.
رابعًا: التخطيط والتنظيم الجيد
لا شك أنّ التخطيط والتنظيم من أهم مهارات التسويق الإلكتروني، وذلك لحاجة المسوق الإلكتروني للتخطيط المستمر لمجهوداته، حتى يضمن الحصول على النتائج التي يريدها.
من أهم جوانب التخطيط التي لا بد من وجودها كجزء من مهارات المسوق الإلكتروني:
- اختيار الاستراتيجيات التسويقية: لا يستخدم المسوق الإلكتروني جميع الاستراتيجيات في وقت واحد، لذلك فهو يحتاج إلى القدرة على اختيار أنسب الاستراتيجيات للمشروع في كل مرحلة.
- كتابة الخطة التسويقية: يتولى المسوق الإلكتروني إعداد الخطة التسويقية، التي توضح جدول العمل خلال فترة معينة، وما هي الأهداف المطلوب تحقيقها.
- تخطيط الموارد وتنظيمها: لا بد للمسوق الإلكتروني من القدرة على الاستفادة من الموارد التي يملكها، من خلال التخطيط الجيد لطريقة استخدامها وتنظيمها بما يحقق أعلى كفاءة ممكنة.
- تحديد مؤشرات قياس الأداء: يحتاج المسوق الإلكتروني إلى العمل وفقًا لمؤشرات قياس أداء محددة (KPIs)، ولذلك فجزء من مهارات المسوق الإلكتروني أن يقدر على وضع هذه المؤشرات.
- توقع العائد على الاستثمار: من أهم جوانب التخطيط لدى المسوق الإلكتروني، هي قدرته على توقع العائد على الاستثمار من الأنشطة التي يقوم بها، مع التفكير في كيفية تحسين هذا المعدل.
خامسًا: صناعة المحتوى
بالتأكيد صناعة المحتوى من أهم المهارات المطلوبة للتسويق الإلكتروني، إذ يدخل المحتوى في كل شيء تقريبًا. لذا، لا بد للمسوق الإلكتروني من امتلاك المعرفة بأساسيات صناعة المحتوى، فحتى إذا لم يكتب المحتوى بنفسه
سيحتاج إلى الإشراف والمتابعة على الأشخاص الذين ينتجون المحتوى، للتأكد من كتابته بما يتوافق مع المطلوب تحقيقه بالفعل.
تشمل صناعة المحتوى جميع المهام التي يُستخدم فيها المحتوى، سواءً كان ذلك فيما يتعلق باستراتيجية التسويق بالمحتوى أو حتى كتابة الإعلانات.
إذ تركز الأولى على بناء وعي الجمهور ونقله من مرحلة لأخرى في قمع المبيعات باختلاف نوع المحتوى المستخدم، بينما الثانية هدفها كتابة محتوى بيعي موجّه إلى الجمهور، بهدف التأثير على قراراتهم وإقناعهم بالشراء.
سادسًا: استخدام أدوات التسويق الرقمي
في الوقت الحالي توجد العديد من الأدوات التي تُستخدم في التسويق الرقمي، وتسّهل القيام بمختلف المهام التي يقوم بها المسوق الإلكتروني.
بالتالي، أصبحت من أهم مهارات المسوق الإلكتروني هي قدرته على استخدام هذه الأدوات بالكفاءة المطلوبة. من أهم أنواع أدوات التسويق الرقمي:
1. أدوات الأتمتة
تسهّل أدوات الأتمتة على المسوق الإلكتروني تنفيذ بعض المهام في العمل، إذ يقدر من خلالها على توفير الجهد والوقت.
على سبيل المثال: تستخدم أدوات الأتمتة في جدولة ونشر المحتوى، أو في التسويق عبر البريد الإلكتروني لإرسال النشرات البريدية.
2. أدوات التحليل
هذه المجموعة من الأدوات لا تقل أهمية عن أدوات الأتمتة، فهي تساعد على تسهيل عملية تحليل البيانات، وتضمن اتّخاذ القرارات وفقًا لمدخلات صادقة وحقيقية من الواقع.
من أشهر أمثلة أدوات التحليل هي أدوات جوجل المختلفة ومنها مثلًا تحليلات جوجل (Google Analytics).
يعد التمكن من هذه الأدوات من مهارات المسوق المحترف، فكلّما زادت قدرته على استخدام مجموعة أكبر من الأدوات، زادت فرصه في النجاح كمسوق إلكتروني، ويقدر على تحسين نتائج المشروعات التي يعمل عليها من خلال استثمار جهده بالطريقة الصحيحة.
سابعًا: المبيعات
ترتبط مهارات التسويق والمبيعات، على الرغم من اختلاف المهام بينهما، إذ يحتاج المسوق الإلكتروني إلى امتلاك بعض من أهم مهارات المبيعات
وذلك حتى يقدر على تحقيق أهداف المشروع. في النهاية يستخدم التسويق الإلكتروني لإتمام عمليات البيع. لذا، تعد مهارات المبيعات من أهم مهارات المسوق الإلكتروني ومن بينها:
- التواصل: القدرة على التواصل مع العملاء جيدًا، وفهم احتياجاتهم ومتطلباتهم لتحويلهم من مرحلة لأخرى داخل قمع المبيعات.
- الإقناع: يتولى المسوق الإلكتروني مهمة إقناع العملاء والتأثير على قراراتهم بالشراء، من خلال فهمه لمبادئ سلوك المستهلك والعوامل التي تحفزهم للاستجابة لمحاولات البيع.
ثامنًا: إدارة علاقات العملاء
لا تقتصر مهارات المسوق الإلكتروني على إتمام عمليات البيع، ولكنها تشمل مهام أكثر من ذلك، فهو يعمل مع العملاء عن قرب في جميع المراحل، ليس فقط عند الرغبة في الشراء. لذا، تعد إدارة علاقات العملاء من أهم مهارات التسويق الإلكتروني التي يحتاج إليها المسوقون ويستخدمونها بكثرة في العمل.
تشمل إدارة علاقات العملاء كيفية التعامل مع العملاء، وتقديم المساعدة والدعم لهم باستمرار في مختلف المراحل التي يمرون بها. مثلًا: الإجابة على أسئلتهم المتعلقة بالمنتج، وتقديم العروض المحفزة لهم للشراء، وكذلك الاستماع الجيد إلى احتياجاتهم والعمل على تنفيذها، وتقديم الحلول الفعّالة للمشكلات التي تواجههم.
ليس ضروريًا تنفيذ هذا الأمر من خلال المجهود البشري، ولكن توجد أنظمة متخصصة في إدارة علاقات العملاء، يكون هدفها تحليل أنشطتهم. لذا، يحتاج المسوق الإلكتروني إلى معرفة كيفية استخدام هذه الأنظمة، لاستثمارها مع الجهد البشري لتحسين العلاقات مع العملاء ومنحهم التجربة المثالية، ولذلك فهي واحدة من أهم المهارات المطلوبة في التسويق.
تاسعًا: التفكير الإبداعي
من أهم مهارات التسويق الإلكتروني في الوقت الحالي هي التفكير الإبداعي، وذلك بهدف القدرة على تطوير أفكار إبداعية ومتميزة، يمكنها التأثير على الجمهور لفت انتباههم إلى المشروع، سواءً في المحتوى الذي ينشر باستمرار، أو في الحملات التسويقية.
تأتي أهمية التفكير الإبداعي من وجود العديد من الأنشطة التسويقية للمشروعات المختلفة، وهو ما يمنح العميل فرصة المقارنة، وتجاهل أنشطة التسويق التي لا تجذب انتباهه. لذا، يظهر دور التفكير الإبداعي في اختيار الفكرة الأكثر ملاءمة لطبيعة الجمهور المستهدف، وتوجيه المحتوى إليه لإقناعه بالفكرة.
عاشرًا: التعلم المستمر ومتابعة التحديثات
يتطور عالم التسويق الرقمي كل يوم، وتظهر تحديثات وأدوات جديدة، قد تتسبب في تغيير طريقة العمل بالكامل. لا يقتصر الأمر على التحديثات البسيطة
بل أحيانًا يتمثل الأمر في ظهور منصات تسويقية جديدة، فمثلًا زادت أهمية التسويق عبر التيك توك مؤخرًا، وأصبح من الاستراتيجيات التسويقية المهمة.
لذا، واحدة من أهم مهارات المسوق الإلكتروني هي قدرته على متابعة التحديثات باستمرار، والانتباه إلى تأثيرها على اتجاهات التسويق الرقمي، مع تعلم كيفية التعامل معها بطريقة صحيحة.
لذا، لا بد من حرص المسوق على التعلم السريع لكل جديد، إلى جانب جعل التعلم المستمر جزءًا من منهجيته في العمل، وذلك حتى يقدر على تحسين المهارات التسويقية التي يملكها باستمرار.