الكثير لا يحب أن يخاطر بترك وظيفته أو حتى بتخصيص بعض الوقت ليعمل كمستقل، إما خوفًا من المجهول كعدم وجود المقابل المادي الجيد الذي يكفيه، أو الخوف من خوض مجال قد يفشل به، فيبقى ذاك الشخص بمكانه لا يريد أن يترك منطقة راحته. ولكن استثمار وقتك وجهدك بالعمل كمستقل سيصنع منك شخصًا أفضل، وإن كنت ممن يعمل بشكل مستقل منذ فترة، أو حتى كانت تراودك بعض الأفكار للبدء، فما هي الفوائد التي قد تحققها عند الاتجاه لنمط العمل الحر والمنافسة فيه؟
1. احترامك لذاتك
سواءً كنت طالبًا أو دخلت مجال العمل الحر لتزيد من دخلك، فلا شك أنك بمرور الوقت اكتسبت احترامك لذاتك. لأنك وجدت المعلومة والطريق وحدك، فمن فوائد العمل الحر عبر الإنترنت أنه سيعطيك هذه المِيزة عن الآخرين، بالطبع تستطيع طلب المساعدة من صديق لكن أغلب الوقت سيتطلب منك العمل جهد إضافي للتعلم وإنجاز المهام على أكمل وجه.
احترامك لذاتك سينبع كذلك من قدرتك على إدارتك لنفسك وجهودك واستغلالها فيما يفيدك، وكيف أنك خلقت فرصة جيدة تستفيد بها من وقتك وجهدك وتوفير مصدر دخل جيد بالرغم من الظروف القاسية التي يشهدها العالم العربي، كذلك عند مرورك في الشوارع لتشاهد الشباب بالمقاهي ستحمد الله أنك وجدت الطريق وتتمنى أن تدلهم على سوق “الإنترنت”، في لحظات مثل هذه ستشعر بالفعل باحترامك لذاتك.
2. إدارة الوقت
من أكبر السمات التي ستكتسبها هي قدرتك على إدارة الوقت وإنجاز المهام، يجب عليك أن تلتزم بمواعيد أنت ستضعها، وفى أحيان كثيرة ستغيرها حتى تصنع بالنهاية نظامًا يناسبك، ستعرف أن وقتك هو رأس مالك حرفيًا فلن تضيعه، ستشعر في كل لحظة تأخذك فيه التسلية أو النشاطات التي لا تفيد أنك فعلًا تضيع وقتك، وأنه لو استثمرت هذا الوقت في تعلم مهارة أو إنجاز مهمة من مهام مشروع فستستطيع أن تحقق المزيد من الفرص والنتائج الرائعة.
بعض الأيام ربما ستتكاثر عليك المهام وضغوط العمل، نعم فحتى في العمل الحر توجد مثل هذه المواقف، الفرق أنك مع الوقت خلال العمل الحر ستكون اكتسبت تلك المرونة التي تستطيع فيها معالجة أوقات الضغوطات وازدحام العمل ويعد هذا من فوائد العمل الحر المعتبرة.
3. خبرة عالية
في كل يوم تتعامل فيه مع عميل جديد أو مهمة تُكلف بها أو مشروع تبدأ به ستتعلم الجديد، من بعض المهارات التي ستتعلمها وحدك هي فن التواصل والتعامل مع أصحاب المشاريع، لغتك الإنجليزية ستتطور تلقائيًا عند تعلم دورة تعليمية لتطور من عملك، مهارات التسويق، التعامل مع التقنية الحديثة، وكيفية التكيّف مع كل ما هو جديد ومواكبة التقنية أول بأول.
تستطيع أن تتخيل كيف سيكون حالك إذا اشتغلت بعمل روتيني، كل ما عليك فعله هو الإمضاء على بضع ورقات كل يوم، مقارنة بالعمل فيما تحب وحتى لو كانت بعض المشاريع شاقة، وكيف أنك كل يوم تشعر بأن قيمتك تزداد بكل مشروع تنجزه وكل مهارة جديدة تتعلمها.
4. صداقات جيدة
لا يمكن بحال من الأحوال أن تتعرف على أشخاص بهذا الكم من التنوع واختلاف ثقافاتهم مثلما يحدث في مجال العمل الحر عبر الإنترنت، نعم ربما يتيح لك العمل النظامي هذه الفائدة لكن العمل الحر والتعامل مع أشخاص بغض النظر عن بلدانهم أو ثقافاتهم هو ما يصنع الفارق، من خلال العمل كمستقل ستتعرف على أشخاص محترفين وأشخاص مميزين يعملون بجد بمجالاتهم المختلفة وستتعلم منهم الكثير، وستكتسب صداقات جيدة من كل مكان.
5. التحكم في سير العمل
في العمل الحر لا وجود لمدراء يتحكمون في ساعات ومكان عملك أو بطبيعة العمل، فالمستقلون لديهم الحرية في اختيار أولًا العملاء والمشاريع التي سيرغبون بالعمل فيها، وهم إلى ذلك يستطيعون العمل على عدة مشاريع في وقت واحد. بالإضافة إلى الحرية في تحديد مقدار العمل اليومي والمهام المطلوبة والعمل بشكل مستمر دون مقاطعات اجتماعات أو التقيد بسياسات المكتب وغيرها من معوقات استمرار الإنتاجية.
6. فرص زيادة الدخل المستمرة
خبراتك التي تتزايد مع كل مشروع وكل يوم تفتح لك أبواب واسعة من الرزق، يعد معرض الأعمال بالنسبة للمستقلين من الأصول “Assets” التي يستثمر بها في كل مشروع يعملون به، وفي كل مساهماتهم في عالم الويب التي تبني لهم سمعتهم في مجال تخصصاتهم. كما أن العمل الحر سوق كبير وواسع يُمكّنك من الوصول لشتى العملاء من بقاع ولغات مختلفة، ما يوسع لك مصادر دخلك في المستقبل.