من المهم من البداية أن تخطط للتنوّع بين رسائل البريد الإلكتروني التي تُرسلها إلى مشتركي قائمتك البريدية، وهناك ثلاثة تصنيفات رئيسية لرسائل البريد الإلكتروني المتعلقة بالتجارة الإلكترونية، وهم كالآتي:

  • عربة التسوّق المهجورة
  • العروض والرسائل الترويجية
  • المدونة والمحتوى المعلوماتي

1. عربة التسوّق المهجورة

تُشير التقارير إلى أن ما يقرب من 70% من سلال مشتريات المتاجر الإلكترونية يتخلى عنها المشترون ولا يتمون عملية الشراء، وهناك العديد من الأسباب التي تجعل المشتري يهجر عربة التسوّق بعدما اختار المنتجات وعزم على الشراء، وربما السبب الأكبر وراء ذلك هو الأسعار التنافسية في متاجر أخرى، أو قلة الثقة في متجرك، أو عدم التأكد حول ما إذا كان يحتاج لهذه المنتجات فعلًا.

تُرسل هذه النوعية من الرسائل بغرض المتابعة لهؤلاء الأشخاص الذين هجروا عربات التسوّق الخاص بهم بعدما وصلوا إلى الخطوة النهائية. وتهدف هذه الرسائل لتذكيرهم بهذه العربات المهجورة وتوجيههم إليها مرةً أخرى، بالإضافة إلى تحفيزهم لإتمام عملية الشراء. لذا تأكّد من إرفاق صور المنتجات المهجورة في تلك العربات، جنبًا إلى جنب مع الروابط التي تسهّل على العملاء التوجّه إلى عربة التسوّق الخاصّة بهم بنقرة واحدة.

2. العروض والرسائل الترويجية

تُرسل هذه النوعية من رسائل البريد الإلكتروني إلى جميع مشتركي قائمتك البريدية، أو لشريحة معينة ضمن قائمتك البريدية في بعض الأحيان. ويمكن أن تحتوي تلك الرسائل على معلومات عن منتجات جديدة، مثل: أكواد خصومات وعروض تُطبّق إذا توجّهوا مباشرةً من تلك الرسائل للشراء، عروض موسمية أو تحديثات وأخبار تخص المنتجات.

يجب أن تفكّر في إرسال الرسائل الترويجية حينما يكون لديك شيء أو خبر مهم تريد إخبار عملائك به، لذا فكّر جيدًا في أهدافك من وراء هذه الرسائل، واختر الشريحة المناسبة لتلقي الرسالة، واحسب هامش الربح الخاص بالمتجر جيدًا قبل إرسال الخصومات والعروض حتى تتأكّد من قدرتك على تحمل هذه الخصومات دون الخسارة.

لتحقيق أفضل نتائج من الرسائل الترويجية حاول أن تخصص الرسائل بقدر الإمكان لما يتناسب مع نوعية المنتجات التي تقدمها، ويتناسب مع شريحة العملاء الذين ترسل لهم هذه الرسائل. وكذلك بما يتناسب مع أهدافك التي تسعى لتحقيقها من حملتك التسويقية.

3. المدوّنة والمحتوى المفيد

إذا كنت تستخدم استراتيجيات التسويق بالمحتوى وتسعى لنشر محتوى معلوماتي في مدونتك من أجل تثقيف وإثراء الزوّار والعملاء بالمحتوى المفيد، وتسعى كذلك للظهور في النتائج الأولى لصفحات نتائج البحث في محركات البحث المختلفة، فإنك بالفعل تجذب من يبحثون عن هذا المحتوى المعلوماتي، لذلك يجب عليك وضع هذا الأمر في حسبانك عند اختيار محتوى رسائل البريد الإلكتروني التي سوف ترسلها إلى مشتركي قائمتك البريدية.

محتوى المدونة يساعد المتجر الإلكتروني على كسب ثقة العملاء، سواء كنت ترسل مقالات من المدونة، أو نشرات إخبارية، أو حتى ترسل محتوى قابل للتنزيل مثل الكُتيبات وغير ذلك، فإن هذا المحتوى يذكّر عملائك أنّك لست هنا لتبيع لهم المنتجات فحسب، ولكنك تساعدهم في عملية الشراء بشكلٍ عام وترسل لهم محتوى مفيد سواء قرروا الشراء من متجرك أم لا.

لتكسب ثقة المشتركين الجدد في قائمتك البريدية، يمكنك إرسال رسالة ترحيبية شخصية مخصصة لكل واحدٍ منهم على حدة، وتستخدم الرسائل الترحيبية عادةً لتقديم نبذة تعريفية سريعة حول متجرك وحول ما تقدمه لهؤلاء الذين قرروا الاشتراك في قائمتك البريدية.

عوامل التسويق عبر البريد الإلكتروني

عملاء اليوم محاطون بالمعلومات وبالرسائل الترويجية من كل صوبٍ وحدب، وما يبحث عنه المسوقون عبر البريد الإلكتروني هو أن يحظوا باهتمام المشتركين بالقائمة ليقرأوا ما كتب في الرسائل، ويمكن زيادة نسبة فتح الرسائل بعدة أساليب مُتبعة، ومنها:

التخصيص والتشخيص

إذا كان متجرك يعرض مجموعة مختلفة من المنتجات فأنت في حاجة إلى تخصيص القائمة البريدية لديك، ويعني التخصيص عمل أكثر من قائمة بريدية بناءً على اهتمامات كل فئة من العملاء. فلو كنت تبيع الملابس ربما سيكون من المفضل أن تصنع قائمة للرجال وأخرى للنساء والأطفال، ولو كنت تبيع الكتب فمن المفضل أن تعرض على المشترك بيانًا تستشف منه المواضيع التي يهتم بها، وتضعه في قائمة بريدية خاصة باهتماماته (الروايات، التطوير الذاتي، المبيعات،… إلخ).

ومع كل قائمة ستقوم بإرسال سلسلة مختلفة من الرسائل البريدية، تجتذب فيها العميل لاتخاذ قرار الشراء بشكل سلس وذكي. فالتخصيص سيوفر عليك الكثير من الجهد والمال في التسويق عبر البريد الإلكتروني. كذلك، لا تنس أن تبدأ الرسالة باسمه الأول لتعطيه المزيد من التخصيص في النداء.

الرسائل ذات المحتوى الشخصي تزداد نسبة فتحها وقرائتها بنسبة 26% أكثر من الرسائل المكررة العامة ووجد المسوّقون أن العائد من الرسائل ذات الطابع الشخصي أكثر بنسبة 760% من ذي قبل. فمثلًا بإمكانك أن تبدأ رسالتك ب: “عزيزي أحمد” بدلًا من: “عزيزي القارئ” وبهذا تحظى باهتمام أكثر من القارئ.

التنسيق

حافظ على تصميم رسالتك بسيطًا وغير مبالغ فيه، من الأفضل أن تكون النصوص أكثر من الصور (80% نصوص و20% صور)، إطلع بالأسفل على مثال للتصميم الأفضل للرسائل، لاحظ كيف تنسّق الرسالة بحيث تكون بسيطة وواضحة الرؤية.

 

  • اختيار العنوان المناسب

ينبغي عليك اختيار العنوان المناسب الذي يجذب المستخدم لفتح رسالتك واختيارها من بين عشرات الرسائل الترويجية التي تصله يوميًا، ولكن لا تبالغ وتختار عناوين غير واقعية أو غير حقيقية حتى لا تفقد مصداقيتك ويتجنب العميل رسائلك فيما بعد.

  • الاختصار والتركيز

لا تعلم هل يملك المستخدم المستهدف الوقت الكافي لقراءة رسالتك أم لا، ولهذا ينبغي عليك أن تختصر وتركّز في رسالتك على ما تريد إيصاله تحديدًا ولا تتملّق وتتجاوز في إطالة الرسائل.

  • اختيار موقع الرابط

ولأنك لا تضمن هل سيستكمل المستخدم قراءة الرسالة أم لا، فعليك وضع الرابط في منتصف الرسالة تجنبًا لعدم رؤيته من قبل العميل. ويمكنك أيضًا استخدام أزرار Call To Action لزيادة معدل CTR أو معدل النقرات الخاص برسائل البريد الإلكتروني الخاصة بحملتك التسويقية.

التجارب السابقة ولغة العواطف

الدراسات التي قام بها مارتن لندستروم وعرضها في كتابه Buy-ology أثبتت أن الإنسان لا يشتري بعقله الواعي، ولا يشتري بشكل منطقي أساسًا، وإنما تحركه العواطف والمشاعر. العام مليء بالكثير من المناسبات التي يمكنك ربط العميل بها وصناعة نوع من الترابط العاطفي معه حتى تستثير حنينه ويشتري منتجك.

فإذا كنت تبيع منتجات للأطفال، يمكنك بث مشاعر الاهتمام والرعاية للأبوين حتى تقنعهما بمنتجك، وإذا كنت تبيع هاتفًا محمولًا بُثّ إحساس السعادة التي سيشعر بها مستخدم الهاتف حينما يقتنيه. أما إذا كنت تبيع كتابًا فتحدث عن أراء العملاء في هذا الكتاب وما هي القيمة التي أضافها لهم. وإذا كنت تبيع منتجات منزلية فلا تنس التحدث عن إحساس الراحة وتوفير الجهد الذي يعطيه استخدام مثل هذه الأجهزة، فلغة العواطف تنجح دائمًا.

يقول دومينيك جيتنز Dominic Gettins في كتابه الرائع How To Write Great Copy أن من أبلغ الوسائل في الخطاب البيعي هي استثارة حسده في امتلاك ما يمتلكه الآخرون. لهذا، جرب إرسال رسائل بريدية تتحدث عن تجربة عملاء سابقين وأغدق في وصف المشاعر والأحاسيس.

اترك تعليقاً