ما هو تصميم موقع إلكتروني؟
حتى تفهم المقصود بتصميم مواقع الويب، يجب عليك معرفة أن عملية إنشاء المواقع الإلكترونية تمُرّ بعدة مراحل متتالية وصولًا للشكل النهائي الذي يراه المستخدم العادي أمامه على الشاشة، تبدأ بمرحلة تصميم واجهات المستخدم UI وتجربة المستخدم UX ثم بعد ذلك مراحل التطوير والبرمجة وتُختتَم بمرحلتيّ الاختبار والنشر.
ومما سبق نستنتج بأنّ تصميم موقع إلكتروني؛ مرحلة من مراحل عملية بناء الموقع تشمل كل ما له علاقة بمظهر الموقع من ألوان وخطوط وتخطيطات وصور ورسومات وما إلى ذلك، وتخطيط الشقّ الوظيفي لكل جزء من أجزاء الموقع والبحث واختبار فعالية العناصر، واكتشاف مشكلات التصميم وتقديم حلولٍ لها باستمرار بهدف عرض محتويات الموقع بصورةٍ مثالية.
وتكون مخرجات هذه المرحلة في الغالب عبارة عن نماذج لتصميم الموقع قبل بدء مرحلة التكويد وتطوير الواجهات الأمامية Front-end. إنّ تصميم موقع الويب له تأثير كبير على الزوّار، فالتصميم الجيّد يُشجعهم على قضاء وقت أكبر وربما إنفاق مال أكثر على موقعك ويترك لديهم انطباع إيجابي ويُعزّز ولائهم.
ما الفرق بين تصميم الموقع الإلكتروني وتطوير المواقع؟
يخلط كثيرون بين مفهوميّ تصميم المواقع وتطويرها في حين أن كلاهما يختلف كثيرًا عن الآخر، إذ يُركّز تصميم موقع إلكتروني على الجوانب الجمالية للموقع ومظهره وتُعدّ المرحلة الأولى من عملية بناء مواقع الويب.
على الجانب الآخر، تُعنى مرحلة تطوير المواقع الإلكترونية بالإجراءات والعمليات المُتخذة لجعل الموقع ديناميكيًا وترميزه فعليًا باستخدام لغات البرمجة، مثل JavaScript وPHP، حتى تتمكَّن من عرضه على شبكة الويب.
بتشبيهٍ آخر، يُمثّل مطورو الويب دور مهندسو بناء المنزل، ومصممي الويب هم المهندسون المعماريون والمصممون الداخليون له. يأخذ مصممو الويب أفكارك ويحولونها إلى تصاميم مرئية تُوضّح الشكل الذي سيبدو عليه موقعك في المستقبل.
ما أهمية تصميم موقع إلكتروني؟
غالبًا ما يستفسر غير المختصين وأصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة عن فائدة تصميم موقع إلكتروني ويقفون أمام أسئلة على غرار: ألا يمكننا البدء بمرحلة التطوير مباشرةً؟ لماذا يجب علينا المرور بمرحلة تصميم الموقع أولًا؟ فيما يلي إجابات تُوضّح أهمية مرحلة تصميم المواقع:
1. تقليل الأخطاء
تُساهم عملية تصميم موقع إلكتروني في تقليل الأخطاء المُرتكَبة خلال مراحل التطوير، إذ تُتيح مرحلة التصميم اختبار مظهر الموقع وشكله ومن ثم اعتماده من قِبل أصحاب المصلحة الرئيسيين، وبالتالي التزام جميع العاملين فيما بعد بالتصميم المُعتَمد.
2. تقليل التكاليف المهدرة
عندما تقل الأخطاء ويُصبح الجميع على وفاق بشأن التصميم والمخرجات المرحلية وما إلى ذلك، تقل التكاليف بسبب انخفاض الوقت والموارد المُهدرَة في أثناء مراحل بناء موقع الويب.
3. بناء الموقع وفقًا لاحتياجات العملاء الحقيقية
يختبر مصممو تجربة المستخدم في أثناء البحث UXR خلال المراحل الأولى لعملية تصميم موقع إلكتروني احتياجات العملاء، ويُحلّلون الأجزاء التي تعمل معهم وتتناسب مع آلامهم، وبالتالي فأنت تبني منتجًا يحتاجه السوق بالفعل.
ما هي معايير تصميم موقع إلكتروني ناجح؟
توجد مجموعة من العوامل والمعايير التي تُحدّد ما إذا كان تصميم موقع الويب جيدًا أم لا. فيما يلي نذكر أهم تلك المعايير كالآتي:
1. سهولة الاستخدام
يجب الحرص على أن يكون تصميم الموقع الإلكتروني سهل الاستخدام ويتمكَّن جميع الأشخاص، بغض النظر عن أعمارهم، من الوصول إليه واستعماله بكفاءة. يمكنك تحقيق ذلك من خلال اتباع الإرشادات العالمية لـ «قابلية الاستخدام».
فمثلًا، إذا أنشأت تصميم موقع إلكتروني وأهملت النصوص البديلة (alt attribute) في صور الموقع، فقد يجعل هذا الخطأ الصغير موقعك غير مناسب للأشخاص الذين يعانون من إعاقات بصرية، وبالتالي تفقد شريحة كبيرة من العملاء.
إنّ جعل تصميم الموقع قابلًا للاستخدام لفئات متعددة من الناس أمر صعب للغاية، كما أنه في بعض الأحيان لا يكون اختياريًا، فعلاوةً على أنه قد يُفقدك عملاء كُثر، تسنّ بعض البلدان قوانين وتفرض عقوبات على من لا يلتزم بممارسات قابلية استخدام تصميم موقع إلكتروني، مثلما حدث مع شركات عالمية كـ إي-باي (eBay) ونتفليكس (Netflix) وماكدونالدز (McDonald’s).
جدير بالذكر أنّ قابلية الاستخدام لا تتعلق فقط بالمحتوى الذي يمكن للأشخاص الوصول إليه من خلال تصميمك، إنما بمدى سهولة اتخاذ الإجراءات على الموقع، فالهدف النهائي من تصميم الموقع هو جعل المستخدم يتخذ إجراءً محددًا.
2. مراعاة حجم العناصر وتوزيعها في تصميم الموقع الإلكتروني
يتعيَّن عليك مراعاة نسب أحجام العناصر المُوزّعة في شاشات الموقع، ففي حين أنّ تصميم موقع إلكتروني يحوي أزرارًا صغيرة الحجم قد يكون مناسبًا، لكنه على العكس عندما يتعلق الأمر بشاشات الهواتف المحمولة، إذ من الصعب لمس زر صغير باستخدام شاشة صغيرة.
لإصلاح هذه المشكلة وتحسين تجربة المستخدم، ما عليك سوى تغيير حجم الأزرار وجعلها مناسبة مع كل الشاشات. سيُسهّل ذلك الأمر على المستخدمين الذين يتصفّحون موقعك من الهواتف المحمولة.
ويُفضَّل دائمًا تقليل عدد الخيارات المتاحة للمستخدم قدر الإمكان واتّباع نهج «التفقير والبساطة» في تصميم موقع الويب وتقليل العناصر المُشتّتة لانتباه المستخدم. واحرص على تحقيق التوازن بين حجم النصوص والصور في التصميم.
كذلك عليك الاهتمام بتوزيع العناصر وترتيبها في الموقع، فعلى سبيل المثال، لا يمكنك وضع شعار الموقع في مكان بارز في منتصف ترويسة الصفحة الرئيسية عندما تكون معنيًا بترويج المنتجات والخدمات ولا تهتم بنشر الوعي بالعلامة التجارية، والعكس بالعكس.
3. تناسق الألوان وكيفية استخدامها
تُعطي الألون حسًا جماليًا للموقع الإلكتروني، إذ للألوان مفعول السحر في إبهار العملاء وإقناعهم، لكن يجب عليك استخدامها بحذرٍ شديد ومراعاة بعض الممارسات الشائعة، فمثلًا، لا يُنصح باستخدام أكثر من 5 ألوان في تصميم موقع إلكتروني ويُفضَّل أقل. ويتعيّن عليك أيضًا أن تحرص على اختيار ألوان تُعبّر عن النشاط التجاري وتُراعي قواعد الانسجام والتباين.
4. تناسق تصميم الموقع مع هوية العلامة التجارية
لكل مُنشأة هوية تُعبّر عن نشاطها، يجب أن يكون تصميم موقع الويب يتناسق معها بصورة جيدة، وأن يكون مُعبرًا عن العلامة التجارية ويتناسق تمامًا معها، وعناصره مُستوحاة من الهوية التجارية للعمل. فكلما اقترب تصميم الموقع من هوية العلامة؛ زاد ولاء العملاء وفرص النجاح والتميُّز من بين جموع المنافسين عبر الإنترنت.
لا تقتصر أهمية تناسق تصميم موقع الويب مع العلامة التجارية للمؤسسة على زيادة ولاء العملاء، بل تتجاوز للتأثير على معدَّل الإيرادات السنوية، إذ تُشير الإحصائيات إلى احتمالية خسارة نحو 20% من الإيرادات في حال لم تكن عناصر العلامة التجارية متناسقة.
يجب أن تتناسب العناصر المرئية المدرجة في تصميم موقع إلكتروني مع عناصر هوية العلامة التجارية، بما في ذلك:
- الخطوط: احرص على استخدام الخطوط نفسها التي تستخدمها في المواد التسويقية أو اللوجوهات أو بطاقات العمل، بالإضافة إلى استخدام الأحجام نفسها في تصميم موقع إلكتروني.
- نظام الألوان: اعمل بجدّ لتوحيد الألوان المستخدمة في هوية العلامة التجارية، واحرص على استخدام نفس الألوان المُختارة في تصميم موقع الويب، إذ إنّ ألوان العلامة التجارية تُساهم في تعزيز وعي العملاء بها وزيادة نسبة التعرّف عليها بأكثر من 80%.
- رسالة العلامة التجارية: ربما انفصلت مؤخرًا مهام كتابة نصوص تجربة المستخدم إلى مجال مستقل بذاته، لكنها تظل ضمن عملية تصميم موقع إلكتروني، إذ يتعيّن على كل من يعمل في هذه المرحلة الاجتهاد قدر الإمكان لتوحيد رسالة العلامة التجارية عبر جميع القنوات. في المقابل، يتعيّن على مصممي المواقع العمل على إضافة عناصر مرئية تُساهم في توصيل تلك الرسالة.
5. تصميم سريع الاستجابة Responsive
لتصميم موقع إلكتروني جيّد، يتعيَّن عليك بناء تصميم متجاوبٍ، يتغيَّر حجمه وفقًا لشاشة المستخدم، مما يجعل استخدام موقع الويب سهلاً على أي جهاز، سواء كان هاتفًا أو حاسوب لوحي أو جهاز حاسوب مكتبي. هذا وناهيك عن كون التصميم المتجاوب أصبح مهم جدًا لتحسين ظهور الموقع في محركات البحث (SEO).
6. سرعة الموقع
يجب ألّا تزيد سرعة تحميل صفحات موقع الويب عن ثلاث ثوانِ، فهذه هي أقصى مدة زمنية يستطيع الزائر انتظار تحميل الموقع خلالها. يتشارك المطورون والمصممون في حل مشاكل سرعة الموقع، إذ يتعيَّن على مصمم الويب الاستعداد للتخلّي عن بعض العناصر في تصميمه والتي قد تكون سببًا في بطء تحميل الموقع، مثل الفيديوهات والصور عالية الجودة وما شابه ذلك.
ما هي مراحل تصميم الموقع الإلكتروني؟
تمُرّ عملية تصميم موقع إلكتروني بمجموعة من الخطوات اللازمة حتى تصل النسخة النهائية من التصميم والانتقال إلى مرحلة التطوير، نذكر تلك المراحل كالتالي:
1. تحديد الاحتياجات والأهداف وتدوينها
في البداية، يجب عليك تحديد الاحتياجات من تصميم موقع إلكتروني. اسأل نفسك عن السبب الذي يجعلك تُصمّم موقعًا إلكترونيًا، أو حدّد المشكلة التي تُريد حلها من خلال التصميم. حدّد هدفًا واضحًا تريد تحقيقه من تصميم الموقع الإلكتروني. سيساعدك ذلك في تعريف وظائف الموقع والميّزات التي سيحتويها.
فوفقًا للهدف المُحدَّد، يختلف تصميم مواقع الويب. فإنْ كنت تنوي إنشاء موقع تُعرَض فيه إنجازاتك في مجال الفنون أو الطبخ، سيختلف تصميمه عما إذا كان الهدف عرض منتجات تجميل على سبيل المثال، في التصميم الأوّل ستهتم بوضع أكبر عدد ممكن من الصور الجذابة بجودة عالية، في حين ستُركّز في تصميم الموقع الثاني على الموازنة ما بين النصوص والصور وتوفير أزرار الدفع بصورة بارزة.
وقبل أن تبدأ عملية تصميم موقع إلكتروني، عليك أن تسأل نفسك الأسئلة التالية:
- من هم جمهورك المستهدف؟
- ما هي الأهداف الرئيسية التي تريد تحقيقها من خلال موقعك الإلكتروني؟
- ما هي الخدمات التي تريد تقديمها لعملائك؟
- ما الفائدة التي يُقدّمها موقعك الحالي إن وُجِد؟
- كيف يُؤدّي منافسيك؟ ما هي الأنماط المتبعة؟ هل يحافظون على أنماط التصميم التقليدية أم يُواكبون العصر بتصاميم مواقعهم؟
أنشئ موجزًا يتضمن التفاصيل الرئيسية حول تصميم موقع الويب، بما في ذلك الموعد النهائي للتسليم والجمهور المستهدف والأدوات التي ستُستخدم خلال مراحل التصميم والتطوير، فذلك سيساعدك على فهم المدة والقدرات التي تحتاجها للتصميم. وننصح دائمًا بتسجيل مخرجات هذه المرحلة في مستند خاص.
2. تحديد نطاق المشروع
يُعد تحديد نطاق المشروع من أصعب الخطوات في عملية تصميم الموقع بأكملها. إن فهم النطاق والتوقعات والموارد شيء مهم لتجنّب التحديات التي قد تنشأ عن التغيير المستمر في العوامل الثلاث آنفة الذكر في أثناء عملية التصميم، مما قد يؤدي إلى زيادة حجم العمل وبالتالي قد يؤثر على جودة المشروع بأكمله.
يسهل عليك إدارة المشاريع وأنت تعرف نطاقها الكامل، وتُصبح قادرًا على توقُّع المخاطر وإدارتها. فمن خلال تحديد نطاق مشروع تصميم الموقع، مثل الجدول الزمني لمشروعك والعدد الإجمالي لصفحات الويب والميزات التي تريدها في موقعك الإلكتروني وما إلى ذلك، يمكنك تحقيق أهداف تصميم موقعك دون أي متاعب بالوقت المحدد.
3. إنشاء خريطة الموقع Sitemap
بعد معرفة أهداف ونطاق المشروع، يحين الوقت لإنشاء خريطة موقع وهيكلية المعلومات، وهي عبارة عن مخطط بصري للتسلسل الهرمي للموقع يُوضح المكان الذي تتناسب فيه كل صفحة مع هذا التسلسل الهرمي، وتُوفّر هيكلية المعلومات حول محتوى كل صفحة.
وأثناء قيامك ببناء التسلسل الهرمي الخاص بموقعك، من الضروري أن تشير باستمرار إلى أهداف مشروعك، ذلك لأن التسلسل الهرمي للموقع أن يدعم تحقيق هذا الهدف. على سبيل المثال، إذا كنت تبني موقعًا للتجارة الإلكترونية، فسيكون أحد أهدافك بلا شك بيع المنتجات، وبالتالي، يجب أن تضع في خريطة الموقع صفحات المُنتَج في الجزء العلوي من التسلسل الهرمي أو بالقرب منه؛ حتى يتمكن الزوّار على الفور من معرفة المكان الذي يحتاجون إلى الذهاب إليه لتحقيق الهدف المشترك بينك وبينهم والمتمثّل في شراء المنتجات.
جدير بالذكر أنّ خريطة موقع XML التي تُوضَع لتسهيل تعرُّف عناكب محركات البحث على الموقع الإلكتروني وأرشفة صفحاته تختلف اختلافًا كليًا عن خريطة الموقع المرئية في مرحلة التصميم، فالأولى عبارة عن أكواد برمجية لا يراها المستخدم العادي والهدف الوحيد لها هو تسهيل فهرسة صفحات الموقع.
أمّا الثانية فهي مستند مرئي يُصوّر محتوى الموقع؛ بغرض عرضه على مختلف الفرق المُشاركة في عملية بناء الموقع الإلكتروني، مثل مديري المشاريع وفرق المحتوى والتصميم والتطوير والعاملين في المستويات الإدارية العليا. انظر إلى خريطة الموقع البسيطة التالية التي أنشأتها للتو:
4. إنشاء المخططات التصوّرية أو الإطار الشبكي للموقع Wireframes
وهي عبارة عن تصاميم ومخططات تجريدية منخفضة الدقة تتكوَّن من مربعات وخطوط، ولا تحتوي على ألوان كثيرة في الغالب؛ لأن الهدف الرئيس منها تقديم نبذة عن شكل الموقع وهيكله العام ووصف رحلة المستخدم، واختبار سلوك تصميم الموقع وفحص فعاليته الوظيفية دون إعطاء الأجزاء الجمالية أهمية كبيرة.
أنت بالتأكيد لن تبدأ بعملية بناء منزلك من دون خريطة. وبالمثل، لا يجب أن تبدأ في تصميم موقع إلكتروني من دون إطارات عمل الموقع Wireframes، إذ تسمح لك هذه الخطوة تبسيط بقية العملية، فأثر التعديلات على المخططات التصوّرية أقل وأسهل من إجراء تغييرات على نماذج وتصاميم رسمية مُنجزة عبر برامج معقدة.. هذا يوفر الوقت والمال على الجميع.
يُمكن إعداد المخططات الهيكلية لتصميم موقع إلكتروني عن طريق رسمه بورقة وقلم أو استخدام أدوات رقمية، مثل أداة بَلسَمِكْ (Balsamiq).
5. نمذجة التصميم Mockup
بعد اعتماد المخططات الهيكلية لتصميم موقع الويب، تأتي خطوة النمذجة التي نُنشئ خلالها تصاميم حقيقية بالألوان والصور والخطوط الفعلية للموقع. مخرجات هذه المرحلة تكون عبارة عن صور ثابتة (Static Images) لصفحات الموقع لا تحتوي على أي تفاعل، الغرض منها عرض نموذج لما سيبدو عليه الموقع. يُوجد برامج عديدة لنمذجة تصميم موقع إلكتروني، لعلَّ أشهرها برنامجيّ أدوبي إكس.دي (Adobe XD) وفيجما (Figma).
6. النماذج الأولية Prototype
في هذه الخطوة نربط عناصر التصميم وصفحات الموقع ببعضها ببعض، وتُضاف التفاعلات والحركات والتأثيرات وما إلى ذلك، بهدف عرض سلوك التصميم الفعلي وكيف سيعمل الموقع في البيئات الحقيقية. يُمكنك تنفيذ هذه الخطوة عبر الأدوات الرقمية مثل برنامج أدوبي إكس.دي (Adobe XD) وفيجما (Figma) وأكشَر بي.آر (Axure RP).
7. كتابة نصوص تجربة المستخدم
لسنواتٍ طوال، كان يتجاوز معظم مديري المنتج ومديري المشاريع خطوة إنشاء النصوص ولا يُعدّونها ضمن الأولويات، ولكن تغيَّر الوضع في السنوات الأخيرة، إذ أصبح وجود كاتب إعلانات أو ما أصبح يُعرف بكاتب تجربة المستخدم (UX Writer) ضمن فريق تصميم موقع إلكتروني ضرورة قصوى، فلا يمكن لتصميم موقع إلكتروني أن يعمل جيدًا دون الكلمات الواضحة لتُسهّل رحلة المستخدم مهما بلغ تأثير العناصر المرئية الأخرى.
8. اختبار التصميم
في المرحلة الأخيرة من عملية تصميم موقع إلكتروني، تُجرى عدة اختبارات على التصميم، فمن جهة يجب عليك إجراء اختبار قابلية الاستخدام للتحقّق من أنّ جميع الأشخاص يمكنهم الولوج إلى موقعك واستخدامه بسلاسة. يُمكنك اتّباع المعايير العالمية لقابلية استخدام مواقع الإنترنت، مثل: إرشادات إتاحة محتوى الويب WCAG ومعيار الاتحاد العالمي للويب لإمكانية الوصول WAI.
وقد يتعيَّن عليك كذلك إجراء اختبارات أ/ب (A/B Testing) وهو يتمثَّل في عرض تصميم الموقع على مجموعتين متساويتين من الناس مع تغيير بسيط في جزء من الموقع مع كل مجموعة. لا تنسَّ تدوين جميع الملاحظات التي يقولها المستخدمون من كلا المجموعتين، وركّز على الأجزاء التي وجدوا فيها صعوبة في استعمال الموقع أو فهم التصميم.
ويجدر بنا التنويه بأنك غير مُلزم بتاتًا بإجراء مراحل الاختبار في بداية عملية تصميم موقع إلكتروني، على الرغم من أنّ خبراء تجربة المستخدم يُوصون دائمًا بإجراء الاختبارات في البداية والنهاية والمنتصف. يجب عليك دائمًا التطلّع لتطوير تصميم موقعك وتحسينه باستمرار، فلا تكفَّ عن الاختبار والتحسين المستمر، مستعينًا بخدمات تصميم موقع إلكتروني التي يقدمها المستقلون المحترفون على خمسات.
كم تكلفة تصميم موقع إلكتروني؟
بالنظر إلى حقيقة أن 75% من المستخدمين يحكمون على مصداقية الشركة من خلال شكل موقعها الإلكتروني، فإن الاستثمار في تصميم موقع إلكتروني جيّد الشكل يُعدُّ قرارًا ممتازًا يؤتي ثماره دائمًا. تكمن المشكلة في العثور على سعر يناسب ميزانيتك المرصودة لتصميم الموقع. وتعتمد تكلفة تصميم موقع الويب على العوامل التالية:
1. طريقة التصميم
تعتمد تكلفة إنشاء موقع ويب على الطريقة التي تختارها للتنفيذ. أمامك خيارات عديدة، فإمّا تختار العمل مع مستقلين محترفين يُنفّذون لك تصاميم واجهات المستخدم UI وتجربة المستخدم بسعرٍ أقل مع الأخذ بالحسبان أنك قد لا توفق في اختيار الشخص المناسب، فقد تُخاطر بوقت المشروع ولكنك تحصل على مميّزات لا يمكن إغفالها في حجم التكلفة.
ربما تُفضّل اللجوء لخيار وكالات وشركات تصميم المواقع الإلكترونية التي تضمُّ فرقًا عديدة جاهزة لتنفيذ مشروعك تحت إشراف تام من الشركة نفسها دون أي تدخل فعلي منك خلال مراحل العملية كافة. وتمنحك هذه الطريقة مرونة أكبر مع مخاطر أقل لكن لا تنسَّ التكلفة العالية المترتبة على الميزات آنفة الذكر.
إضافةً إلى ما سبق، يوجد أمامك خيار الاستعانة بقوالب تصاميم جاهزة، يوجد العديد منها معروض في متاجر ومواقع مختصة ببيع المنتجات الرقمية الجاهزة، مثل منصة بيكاليكا. وهي عبارة عن تصاميم يصنعها الآخرين بغرض بيعها عدة مرات. يُقلّل هذا الخيار من المرونة ويحصر أمامك الخيارات، وتزيد احتمالية تشابه موقعك مع عشرات المواقع الإلكترونية، لكنه بنفس الوقت يُعطيك حرية أكبر في التكلفة.
2. حجم التصميم وعدد الصفحات
تعتمد كذلك تكلفة تصميم موقع إلكتروني على حجم التصميم وعدد الصفحات ومدى تعقيده أو سهولته، إذ تتحكّم هذه العوامل بعدد ساعات العمل اللازمة لإنجاز التصاميم، فكلما زاد تعقيد الموقع زادت ساعات العمل وبالتالي تزيد التكلفة. فمثلًا، تكلفة تصميم موقع إلكتروني شخصي ستكون أقل بكثير من تكلفة تصميم المواقع الكبيرة كمنصة فيسبوك.
3. الأدوات المستخدمة
تساهم الأدوات المستخدمة لتصميم الموقع الإلكتروني في تحديد التكلفة الإجمالية، فبعض الأدوات تكون مدفوعة وبعضها مجاني، وتشمل أدوات اختبارات التصميم واختبارات قابلية الاستخدام وأدوات النمذجة وأدوات تحليل البيانات، كـ فيجما (Figma) وجيرا (Jira) وإحصاءات Google (جوجل أناليتكس).
يؤدي كذلك استخدام أدوات غير مألوفة لدى مصممين الويب في فريق العمل إلى خسارة كبيرة في الوقت والجهد ويُكبّدك تكاليف باهظة. لذلك احرص على اختيار حزمة الأدوات الأفضل لك.
نصائح ختامية من أجل تصميم موقع إلكتروني أفضل
إنّ تصميم موقع الويب شيء حسّاس للغاية، إذ تعتمد على هذه المرحلة جميع الخطوات الأخرى بنسبة كبيرة، فأي خطأ فيها قد يُؤدي إلى نتائج غير جيدة وزيادة في التكاليف. فيما يلي نُقدّم لك جملة من النصائح لتُساعدك خلال رحلة تصميم موقعك الإلكتروني:
1. لا تستغنِ عن خطوة اختبارات أ/ب (A/B testing) تحت أي ظرفٍ كان، فالوقت الذي تستغرقه في الاختبارات يُوفّر عليك ساعات عمل طويلة وتكاليف كبيرة.
2. نُوصي مديري المنتجات دائمًا بتبنّي نهج مرن خلال عملية تصميم موقع إلكتروني، فلا يضطروا إلى انتظار انتهاء تصاميم جميع صفحات الموقع، إنما تنفيذ ذلك من خلال الانطلاق بكل سبرنت Sprint على حدة، وعندما يُعتمد تصميم صفحة معينة يجب الانتقال للمراحل الأخرى وهكذا دواليك لحين انتهاء عملية بناء الموقع بالكامل.
3. ننصح أصحاب الأعمال والمواقع الإلكترونية بتقديم بعض الأمثلة المختارة بعناية للمواقع التي يريدون أن يصل مواقعهم لمستواها، مع شرح بسيط عن سبب الإعجاب بها. فهذا سيُسهّل عمل المصمّم وسيقرب وجهات النظر، وبالتالي يحظى الجميع بتجربة عمل أفضل.
4. حافظ دائمًا على بساطة تصميم الموقع الإلكتروني ولا تُربك المستخدم بالعناصر الكثيرة. كن مستعدًا للتخلّي على العناصر الجمالية التي استغرقت جهدك لإنجازها في سبيل الهدف الوظيفي للموقع، فالبساطة هي من تجعل تجربة المستخدم أفضل.
5. اعمل وفق منهجية التصميم الموجَّه بالنمو (GDD) لتقليل تكاليف التصميم، إذ يُركّز هذا النهج على تصميم الصفحات اللازمة فقط، ولكنه يُوفّر مساحة كبيرة والأدوات اللازمة للتحسين المستمر، ويساعد هذا النهج أيضًا في توزيع التكاليف على فترات زمنية بدلًا من دفعها مرة واحدة.
6. يُستحسن توظيف مصممي ويب لديهم خبرة سابقة في نفس مجال العمل والصناعة، أو مع النوع المحدد من المواقع التي تبحث عنها. فإذا كنت تريد تصميم متجر، فابحث عن شخص لديه خبرة مع شركات التجارة الإلكترونية.
7. وزِّع العناصر الأكثر أهمية، من منظور النشاط التجاري والمستخدم، في تصميمك وفق نمط القراءة حرف F، إذ يرى الزوّار العناصر الموجودة في المناطق العلوية واليسرى من الشاشة أولًا في حالة اللغات التي تبدأ «من اليسار لليمين» والعكس في حالة اللغات «من اليمن لليسار» كاللغة العربية.
8. استخدم نهج التسلسل الهرمي البصري بكفاءة في تصميم موقع الويب ورتِّب العناصر حسب الأهمية، إما حسب الحجم واللون والصور والتباين والطباعة والمساحة البيضاء، لتوضيح مكان أهم المعلومات للزوّار.
9. لا تتجاوز مرحلة كتابة محتوى الصفحات وإضافة النصوص المؤثرة لتصميم الموقع الإلكتروني، فإذا كانت العناصر المرئية هي من تجذب الزائر، فإنّ النصوص هي تُقنعه بالتفاعل مع الموقع. تذكَّر بأنّ النصوص هي مندوب المبيعات في العالم الرقمي.
ختامًا، وبعد أن تعرَّفت على مراحل تصميم المواقع والخطوات التي يتعيَّن عليك فعلها للحصول على تصميم موقع إلكتروني عصري، يمكنك الآن البدء بأعمال بناء موقعك الإلكتروني مع أخذ النصائح المذكورة في المقال بعين الاعتبار.