لنكن صريحين ونتفق على أنك إن كنت تدير مشروعًا تجاريًا في عالم اليوم، فالتميُّز ليس بالأمر السهل؛ بالإضافة إلى أنه عليك تحقيق ذلك التميُّز إن أردتَ لمشروعك التجاري أن يحقق النجاح المرجوّ منه. وبصرف النظر عن حجم مشروعك التجاري، وعن نوع المنتجات والخدمات التي تقدّم فيه، فستحتاج دائمًا إلى أن يتعرّف عليك عملاؤك بسرعة؛ أي أن تكون مميَّزًا من جانبهم.
والأكيدُ أنّ المبتدئين سيخبرونك بأن التمييز الإبداعي لعلامتك التجارية لا يَعدو كونَه تصميم شعار احترافي. ولكنك ما إن تنخرط في هذا الأمر حتى تُدرِكَ أنه أوسع من ذلك بكثير. ولذا، قررنا أن نستخلص لك أهم الجوانب في مفهوم التمييز الإبداعي للعلامة التجارية.
لماذا يعد التمييز الإبداعي للعلامة التجارية حاسما بالنسبة لمشروعك التجاري؟
لنتحدث بصراحة تامة، ولنتفق على أنّ شرح أهمية التمييز الإبداعي للعلامة التجارية ليس بالأمر البسيط. ومتى بدأتَ بدراسةٍ معمقة لهذا الجزء من التطوّر التجاري، فستعثر بالتأكيد على كثير من التعاريف المختصَرة والحلول السريعة؛ ومن هنا تحديدًا، ستعلم بأنها خاطئة، وأنه من غير الممكن اختصار هذا الأمر ولا شرحه بجملة واحدة؛ إذ يعطيك ذلك فكرةً أوّليةً عن أننا نتحدث عن مفهوم مُعقّد.
على كل حال، يمثّل ذلك جزءًا أساسيًا من التطور التجاري. ورغم كل شيء، فذلك سببُ ازدهار الشركات؛ إذ إنّ للتمييز الإبداعي للعلامة التجارية أهميته، وذلك بصرف النظر عن نوع التخصص السوقي الذي نتحدث عنه سواءٌ أكان نقل الأثاث، أو أدوات العمل في الحدائق، أو غير ذلك من تخصصات.
وإذا أردت لشركتك أن تتميز عن غيرها، فعليك تكريس بعض الوقت والموارد لهذا الجانب من التطور التجاري تحديدًا، إذ لا يُعَد بناء علامتك التجارية بالأمر السهل، ولا يمكن إنجازه بسرعة وعلى نحو جيد في آن معًا؛ ولكن بمجرد أن تؤسس علامتك التجارية، فستكون قد مهّدتَ طريقك نحو تحقيق نمو طويل الأمد.
ماذا يعني بناء علامتك التجارية؟
بصرف النظر عن نوع الموضوع الذي تتعمق فيه، فلا بد لك -إذا أردتَ إتقانه- من البدء بأساسياته. وليس التمييز الإبداعي استثناءً من تلك القاعدة. لذلك، وقبل أن تبدأ التفكير بأكثر تكتيكات تمييز علامتك التجارية فعاليةً، اطرح على نفسك سؤالًا واحدًا: ماذا يعني إنشاءُ علامتي التجارية من الصفر فعلًا؟ وقبل كل شي؛ اسأل نفسك: ما معنى أن يكون لديك علامة تجارية أصلًا؟
فإذا لم تكن تتعامل كثيرًا مع هذا الجانب من التسويق لمنتجاتك وخدماتك، فسيسهُل الخلط بين علامتك التجارية brand وشعارك التجاري logo. فالشعار بالتأكيد يجسّد أول اتصال يجريه عملاؤك والمستهلكون مع شركتك؛ فهو مترداف مع شركتك ككل بطرق عديدة، ولكن هوية علامتك التجارية أمر مختلف عن الشعار. فعندما نتحدث عن تمييز علامتك التجارية، نقصد بناء شيء أوسع من صورة شركتك، فهو شيء ملموس أكثر، لكنه أكثر عمقًا أيضًا.
علامتك التجارية تمثل شخصية شركتك
دعنا نخرج قليلًا من عالم الأعمال ونفكّر في عمليات التفاعل والتواصل الإنسانية الأساسية. فعندما تتفاعل مع أحد الأشخاص، سينتابك دائمًا شعور ما تجاهه؛ ويكون هذا الشعور إيجابيًا أو سلبيًا، فنوع المشاعر التي لديك تجاه شخص ما يتأثر أكثر ما يتأثر بشخصيته؛ إذ تخبرك تلك الشخصية بموقفك تجاه صاحبها، وبمدى مَيلِك نحوه.
إذًا، كيف ترتبط هذه الحقيقة الأساسية بالتمييز الإبداعي للعلامة التجارية؟ في الواقع، لا تختلف طريقة تفاعل الأشخاص مع الشركات عن تفاعلهم مع بعضهم بعضًا، إذ ينبثق عن كل شركة نوع من الشخصية يستقبله عملاؤها، سواءٌ أكنت واعيًا لذلك أم لا. وعلاوةً على ما سبق، تؤثر شخصيةُ كل شركة -على نحو دراماتيكي- بالكيفية التي يتصوّرها فيها المستهلكون، وما تقدّمه من منتجات وخدمات.
لذلك، عليك بوصفك صاحب شركة تشكيل شخصية شركتك بتأنٍّ، بحيث تحصل على أكبر عدد ممكن من العملاء. وذلك هو ما يُحققه تمييز العلامة التجارية، ولذلك يُعَد مهمًا.
ابدأ من القاعدة
ستساعدك مواجهةُ حقيقة هذا الأمر بأسرع وقت؛ وهي أن التمييز الإبداعي لعلامتك التجارية ليس أمرًا يمكنك تحقيقه بين ليلة وضحاها، بل يقتضي الأمرُ بذل جهد، والأهم من ذلك أنه يتطلب وقتًا. فإذا كنت تفعل ذلك على نحو متسرع أو بأسلوب سيء، فسيلاحظ المستهلكون ذلك، وينظرون إليك بوصفًا مُخادِعًا. لذا، إن كانت شركتك تعمل في نقل الأثاث مثلًا، فلتبدأ العمل على نطاق ضيق، واحصل على تحليل مجاني متحرك لموقعك الإلكتروني، ثم فكّر في جميع الاستراتيجيات المختلفة التي يمكنك تطبيقها لتوسيع علامتك التجارية.
كما لا يكفي في يومنا هذا أن تكون حاضرًا على الإنترنت فقط، أو على أرض الواقع فحسب. بل عليك أن تحقق الأمرين معًا -أي أن يكون لك حضور على أرض الواقع وعلى الإنترنت في آن معًا- إذا أردت لعلامتك التجارية أن تكون معروفةً جيدًا وعلى نحو مستمر.
الانطباع الأول مهم إلى أبعد حد
لا شك في أنَّ تحليل العلامات التجارية المشهورة بالفعل مهمةٌ سهلة، ولكن من أين تبدأ إن كنت على وشك تحقيق اختراق في السوق التي تنشط فيها شركتُك، خاصةً إذا كانت سوقًا تخصصية؟
رغم أنه يقال: لا تحكم على الكتاب من عنوانه، إلا أن الناس يفعلون ذلك طوال الوقت في الواقع! ولذلك السبب على الشركات التي تحاول تحقيق التمييز الإبداعي لعلاماتها التجارية أن تعلم أنّ الانطباع الأول الذي تتركه في أذهان المستهلكين هو كل شيء.
من هنا نعلم السرَّ وراء الاهتمام الذي باتت تحظى به خدمات تصميم الرسوميات؛ وهو أنك تريد ترك انطباع ممتاز خلال وقت قصير.
كذلك، عليك إدراك حقيقة أخرى مهمة؛ وهي أن العلاقات مع المستهلكين ليست مرتبطةً بتمييز علامتك التجارية فحسب، بل تمثّل تلك العلاقاتُ جزءًا لا يتجزأ من تمييز العلامة التجارية، إذ عليك في هذا الوقت -الذي تسوده المراجعاتُ الآنية للمستهلكين على الإنترنت- أن تقاتل لجذب عميل واحد حتى، والحفاظ عليه؛ وذلك لأنّ مراجعةً واحدةً سلبيةً ينشرها أحد المستهلكين حول شركتك، ستؤثّر أكثر من عشر مراجعات إيجابية. ولكنك إن كرّستَ وقتًا وطاقة كافِيَين لهذا الأمر، فلا شك في أنك ستحقق نجاحًا باهرًا.
من المؤكد أنك ستنجح في تحقيق شهرة لعلامتك التجارية دون معوقات، وذلك بشرط استيفاء شرطَي رضا المستهلك العالي من جهة، وصورة علامتك التجارية القابلة للتعرف عليها فورًا من جهة أخرى.
تصبح شركتك قابلة للتعرف عليها بسهولة
هل لديك أدنى فكرة عن سبب استثمار الشركات من حول العالم كثيرًا في تصميم هوية العلامات التجارية؟ دعنا نساعدك في الإجابة؛ ليس الأمر مجرد نزوة، ولا لأن لدى تلك الشركات أموالًا تريد إهدارها. على العكس تمامًا، تستثمر جميع الشركات التي تعمل بذكاء في تصميم وسم العلامات التجارية لأنه يساعدها في أن يتعرف عليها المستهلكون ضمن سوق تكتظ بسرعة بالعلامات التجارية المنافِسة؛ فالشركات تتنافس مع بعضها بعضًا باستمرار لتحظى كل منها بعلوّ كعبٍ في الصناعة أو المجال ذي الصلة.
وإذا كنت تبحث عن مثال على شركة ذات شعار عظيم، فهل هناك أنسب من شركة آبل Apple؟ فشعار تلك الشركة -على شكل التفاحة المقضوم جزءٌ منها- الذي يمثّل اليوم رمزًا في غاية الشهرة هو أول ما يتبادر إلى الذهن لدى الحديث عن الهواتف المحمولة والحواسيب الشخصية.
هل لخدمات شركة آبل ومنتجاتها عالية الجودة علاقة بشعارها ذاك؟ لا شك في ذلك؛ لكن كن متأكدًا من أن ما حققته شركة آبل لم يكن ممكنًا لو أنها اختارت شعارًا ليس بتلك القوة. ولا نقصد أنّ امتلاك شركتك شعارًا قويًّا سيجعلها تحقق نجاحًا مثل الذي حققته شركةُ آبل، إذ إن عليك بذل الكثير من الجهد وتوظيف مستوى عالٍ من الإبداع لتتمكن من تحقيق ذلك.
وعلى كل حال، سيكون طريقك نحو النجومية أسهل بكثير إذا تركتَ ذكرى طيبةً في الأذهان. احرص فقط على ألا يرتبط اسم علامتك التجارية بذكرى سيئة أو بخطأ ما، إذ يمكن لخطأ واحد في تصميم موقعك الإلكتروني أن يقوِّض نجاح شركتك ويضرّ بسمعتها. ولم يسبق لأحد أن قال إنّ المهمة التي يضطلع بها صاحب شركة أو مشروع تجاري كانت سهلة.
سيتنافس الناس للعمل لديك
لنفترض أنك استثمرت أموالًا باهظة في سبيل تأسيس شركتك الخاصة. فحتى لو استثمرت في فرعٍ لديك اهتمام به؛ فمن المستحيل من الناحية الإنسانية أن تكون الوحيد في الشركة الذي يكسب المال، بل عليك أن توظف أشخاصًا آخرين إذا أردت لشركتك الوصولَ أبعد من النطاق المحلي الضيّق وتجاوُزَ كونَها مملوكة للعائلة.
والآن، دعنا نسأل: لماذا سيعمل لديك شخص محترف وعالي التدريب في وقتٍ يتلقى فيه عروضًا هائلةً من مختلف أنحاء العالم؟ الحقيقة هي أنه لن يفعل ذلك حتى لو قدمت له عرضًا مغريًا إلى أبعد حد، فالأمر الوحيد الذي يمكنك أن تُغريَ به شخصًا ذا خبرة هو الرؤية التي لديك. ونقصد هنا رؤيةَ شركةٍ ناجحة ومزدهرة، وهي ما لا يمكنك الوصول إليه دون عملاء.
ينجذب العملاء نحو الشركات المُميَّزة من المستهلكين، أي القابلة للتعرف عليها من جانبهم. ولا تحقق الشركات ذلك إلا بالتمييز الإبداعي لعلاماتها التجارية.
هل يقودنا ذلك إلى استنتاج أنّه لا يمكنك تحقيق النجاح في شركتك بدون التمييز الإبداعي لعلامتك التجارية؟ نترك الإجابة لك هنا. ورغم ذلك، فهناك أمرٌ مؤكد؛ وهو أن موظفيك سيحبون العمل لدى شركة ذات علامة تجارية مميزة، وهو ما من شأنه زيادة إنتاجيتهم، فهو وضع يرضي الجميع.