التحديات التي تواجهك في العمل

تُشكل تقلبات السوق واحدًا من التحديات الكبيرة التي تواجه رواد الأعمال، بحيث تصبح القدرة على التنبؤ باتجاهات العملاء، واتجاهات السوق، والمنافسين.. وما إلى ذلك أمرًا حيويًا لتطوير وتنمية أعمال الشركات، ويصبح من الضروري عندها مواكبة التغيرات الشائعة في مجال العمل.

من المحتمل أنك قد أجريت أبحاث السوق في بداية تأسيسك للشركة ولكن السوق يتغير باستمرار، وسيتعين عليك إجراء أبحاث السوق باستمرار، وإلا فإنك تخاطر باتخاذ قرارات العمل استنادًا إلى معلومات قديمة، مما قد يؤدي إلى الإضرار بأعمالك، يمكنك بالمقابل أيضًا الاستفادة من تقارير السوق التي ينشرها الخبراء وأصحاب النفوذ في مجال عملك، إضافةً إلى استخدام أدوات مختلفة وأنظمة التحليلات لتحديد اتجاهات السوق وتغيراته الهامة، دون أن تتجاهل أيضًا أهمية الاستماع إلى العملاء، ومراقبة المنافسين.

2. قوة المنافسة

التحدي الأكبر الذي يقلق رواد الأعمال هو المنافسة المتزايدة في سوق يعج بالمنافسين الذي يسعون بشراسة لنيل رضا العملاء الذين يمكنهم التخلي عنك بسهولة لمصلحة شركة أخرى تقدم إغراءات أكبر، ولكي تنجح في بيئة تنافسية وتتغلب على منافسيك من الضروري أن تقدم منتجات أو خدمات عالية الجودة بميزات أفضل، ما لم تترك الخدمات أو المنتجات التي تقدمها انطباعًا جيدًا لدى المستهلكين، فلن تتمكن من إقناعهم بتكرار تجربة الشراء.

وبدل محاولة جذب قطاع واسع من العملاء، يمكنك استهداف فئات محددة من المستهلكين الذين يسعون إلى حل مشكلة محددة للغاية، احرص على بناء علامة تجارية قوية تمنحك الاختلاف والتميّز عن منافسيك، قدم خدمة عملاء ممتازة، واكتشف كيف يعامل كبار منافسيك عملاءهم ومدى استثمارهم في نيل رضاهم، لحسن الحظ تُمكّن شبكات التواصل الاجتماعي أصحاب الأعمال من متابعة منافسيهم من كثب ومعرفة كيف يتفاعلون مع عملائهم.

3. التطور التكنولوجي

رواد الأعمال خصوصًا أولئك الذين لا يمتلكون خلفية تقنية يواجهون تحديًا كبيرًا في هذا المجال ليس فقط بسبب افتقارهم للمعرفة حول أحدث الاتجاهات في الأدوات والمنصات، بل نظرًا للتغير المستمر والسريع للتقنيات، في وقت تكون فيه الشركات الناشئة بحاجة كبيرة لدمج التقنيات الجديدة لتحسين أداءها، خصوصًا مع تطور الأجهزة الذكية، والأدوات والتطبيقات، والحوسبة السحابية.. وغيرها.

كرائد أعمال لا يمتلك الكثير من الوقت قد لا تكون قادرًا على مجاراة منافسيك في الصناعة في التكنولوجيا، وقد تكتفي بما تعرفه من تكنولوجيات قديمة، في حين أن الآخرين يسعون فعلًا لتعلم كل جديد في التقنية يخص مجال أعمالهم.

يمكن أن تتخطى ذلك من خلال التعلم المستمر وحضور دورات تدريبية والبقاء على الاطلاع بأحدث المستجدات والاتجاهات في عالم التقنية، والتكيف السريع وتبنّي التكنولوجيات الجديدة واختيار التقنية المناسبة لشركتك الناشئة، التي ستعالج متطلباتك التجارية على المدى القصير والطويل، تلك التي سيكون لها تأثير إيجابي على أهداف عملك.

المعرفة ليست التحدي الوحيد الذي قد يواجه رواد الأعمال في مجال التقنية، فقد تمثل التكلفة المرتفعة المرتبطة بشراء أدوات جديدة وصيانتها معضلة كبيرة أيضًا، خصوصًا عندما تبدأ أعمالك في التوسع، يمكن أن يساعدك التخطيط لميزانية الشراء واستخدام النسخ المجانية أو التجريبية في إيجاد حل لهذا النوع من التحديات في العمل.

4. خدمة العملاء

أظهر مسح لـ AmEx عام 2011 أن 78% من المستهلكين لم يُكملوا عملية الشراء بالرغم من اهتمامهم الشديد، بسبب ضعف الدعم والخدمة، وتفيد شركة Bain & Co أن العملاء قد يكونون أكثر احتمالًا بمقدار أربع مرات للشراء من منافسٍ إذا كانت المشكلة متعلقة بالخدمة، بدلًا من السعر أو المنتج ذي الصلة.

خدمة العملاء جزء أساسي من عمل الشركة، من تحديات العمل الكبرى التي يواجهها أصحاب الشركات الناشئة، إضافةً إلى تقديم منتجات أو خدمات بجودة عالية هي تقديم أفضل خدمة عملاء ممكنة في عصر يتميز بالإشباع الفوري، والتغير المذهل لذوق العملاء الذين يتوقعون خدمة فورية، ويمكنهم ببساطة أن يشاركوا استيائهم عن أقل من خدمة مرضية بسرعة كبيرة على شبكة الإنترنت، يمكن أن تواجه غضب العملاء بسبب تأخر في الرد، ومن المحتمل أن يطرح العملاء أسئلة لا تعرف الإجابة عنها، وقد يجانب ما تقدمه توقعات العميل.. إلى غير ذلك.

من التحديات والمشاكل التي تحتاج لتخطيها لكي تُبقي عملاك على مستوى عالٍ من الرضا، من الضروري أن تُدرب موظفي الدعم الفني على تقديم إجابات مرنة وفقًا لمتطلبات الموقف، ينبغي عمل أبحاث موسعة لمعرفة كل الأسئلة المحتملة التي قد يطرحها العملاء والإجابات عليها، إضافةً إلى تواصل الفوري والمثمر مع العميل الغاضب وتقديم تعويض له.

لتتمكن من إيجاد طرق لتحسين خدمة العملاء اقرأ المقال التالي: ترقية خدمة العملاء في 4 خطوات

5. توظيف المهارات

إن العثور على الأشخاص المناسبين للعمل يُعدّ مشكلة بالنسبة لـ 20% من الشركات الصغيرة و21% من الشركات متوسطة الحجم، إضافةً إلى ذلك، يُعدّ الاحتفاظ بأولئك الأشخاص بمجرد توظفيهم تحديًا بالنسبة لـ 15% من الشركات الصغيرة و21% من الشركات متوسطة الحجم.

العثور على الأشخاص المناسبين والفريق الذي يمتاز بالكفاءة هو المفتاح للنجاح مستدام، في عالم يتنافس أيضًا في استقطاب أفضل المهارات. تواجه الشركات الناجحة تحديًا كبيرًا في العثور على الفرق المناسبة وموظفين مؤهلين لديهم مهارات تكنولوجيا المعلومات، وقدرات على حل المشكلات، ومهارات التفكير والاتصال.. وغيرها، مع ضمان أنهم يتشاركون مع المؤسس رؤية الشركة.

تستغرق عملية التوظيف عدّة أيام وقد تستغرق أحيانًا عدّة شهور، ولكن العثور على الكفاءات ليس المعضلة الوحيدة بل الإبقاء عليها أيضًا تحديًا لأصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة، يعتقد الخبراء أن أفضل طريقة لاستبقاء أصحاب المهارات هو من خلال إدارة الاحتياجات النفسية الأساسية للموظفين، من الضروري أن يشعروا أنهم أعضاء في الفريق، وأن يظهر لهم المدراء التقدير اللازم، وأن يتم منحهم فرصًا للتقدم والتدريب والتطوير.

في بعض الأحيان وبسبب الميزانيات المحدودة للشركات الناشئة يلجأ بعض رواد الأعمال إلى الاستعانة بمصادر خارجية لإنجاز المهام، أو إلى شراء خدمات مصغرة بجودة عالية وتكاليف أقل.