كم عدد المرات التي خلطتَ فيها ما بين مدير المنتج ومدير المشروع؟ في الواقع، جميعنا وقعنا في هذا الخطأ ولو لمرة واحدة، إذ أن هذا الخطأ شائع الحدوث وباستمرار، لدرجة أنه حتى الشركات قد تضحي بأحدهما على حساب الثاني نتيجة سوء فهم دور كلٍّ منهما. يقول معهد إدارة المشاريع The Project Management Institute أن حوالي 58 بالمئة فقط من الشركات تفهم جيدًا قيمة إدارة المشروع كما يجب، أما الباقي فلا يميزون ذلك، وبالتالي قد ينعكس سوء الفهم هذا على عدم وجود فصل واضح للشركات ما بين أدوار كل من مدير المشروع ومدير المنتج.
لإزالة سوء الفهم وتوضيح الفروقات اللازمة كما يجب، سنجيب على أكثر الأسئلة المطروحة في هذا المجال، والمتمثلة فيما يلي:
ما هي حدود المسؤوليات لدى كل من مدير المنتج ومدير المشروع؟
لماذا يُعَدُّ الجمع بين أدوار كل من مدير المشروع ومدير المنتج في شخص واحد ممارسةً سيئة؟
هل يستوجب عليك عدم استبدال أحدهما بالثاني مطلقًا؟
مقارنة بين أدوار مدير المنتج وأدوار مدير المشروع
قبل كل شيء، علينا توضيح الفرق بين المنتج والمشروع.
المشروع: هو عملية يتم من خلالها إنشاء منتج أو خدمة
المنتج: هو نظام موجه لحل بعض مشاكل العملاء، وتلبية متطلبات السوق
بعد توضيحنا للفرق بين مصطلحي المشروع والمنتج، بات الآن من السهل توضيح الفرق بين المسؤولَيْن عن كل منهما، وهو ما سنذكره تاليًا.
مدير المشروع: يعمل مدير المشروع على إدارة عملية تطوير المنتج على مدار مرحلة التطوير كاملةً، مع التأكد من ضمان تماشي هذه المرحلة مع الميزانية والفترة الزمنية المحددتين. يتمثل الدور الأساسي لمدير المشروع في تتبع تقدم العمل، إلى جانب تنظيم سير العمل لضمان إتمام المشروع في الوقت المحدد.
مدير المنتج : يُعَد مدير المنتج مسؤولًا عن نجاح المنتج في السوق؛ وللوصول إلى هذا الهدف، يعمل مديرو المنتجات على تطوير استراتيجيات مناسبة لمنتجاتهم، مع المشاركة في تجهيز وتطوير المنتج من أول مرحلة له (مرحلة الصفر)، إلى غاية انسحابه التام من السوق؛ مع تقديم الدعم اللازم خلال دورة حياة المنتج. وبما أن مدير المنتج مسؤول عن تطوير الاستراتيجية الخاصة بالمنتج، فعليه التواصل مع الأقسام الأخرى للشركة، والتي تدخل بشكل أو بآخر في عمل المنتج وتجهيزه، مثل قسم التسويق وقسم المبيعات، وهذا من أجل نقل الرؤية الكاملة للمنتج إليهم وبناء خارطة طريق المنتج.
تجدر الإشارة هنا إلى أن مدير المنتج على عكس مدير المشروع لا يُعَد رئيسًا على أي شخص من الأقسام الأخرى، بالتالي ليس من مسؤولياته تحديد مهام غيره أو إلقاء الأوامر.
يوضح الجدول الآتي الفرق بين كل من مفهوم مدير المنتج ومدير المشروع.
مدير المشروع مدير المنتج
تطوير المنتج تطوير استراتيجية المنتج
وضع خطة المنتج وضع رؤية المنتج
توجيه الفريق توجيه العمل
معرفة تقنية معرفة عملية
الميزانية الأسعار
إنجاز المنتج نمو المنتج
الفرق بين مسؤوليات مدراء المنتجات ومدراء المشاريع
يتفاعل مدير المنتج ومدير المشروع مع نفس المنتج، غير أن طريقة تأثير كل منهما على المنتج مختلفة، وهو ما يترتب عنه وجود اختلاف في المسؤوليات. سنوضح في الصورة الآتية العلاقة بين الأدوار المختلفة لكل منهما في المنتج:
مدير المنتج ومدير المشروع باتصالات أطراف الصلة بالمنتج
كيفية تواصل الأطراف المختلفة لتطوير المنتج
مسؤوليات مدير المشروع
سنستعرض في هذه الجزئية أبرز مسؤوليات مدير المشروع، والمتمثلة فيما يلي:
تحديد ميثاق وطريقة العمل على المشروع: مع التزايد المستمر لاتباع الشركات للمنهجية الرشيقة “أجايل Agile” في المشاريع، فمن المرجح أن تُعتمد فكرة تقسيم المشاريع المتوسطة إلى أجزاء صغيرة قد تكون مدة الانتهاء من كل منها ما بين 1 إلى 4 أسابيع، والتي يحددها مدير المشروع بدقة من أجل تسهيل تتبع سير العمل وتقدم عملية التطوير.
تحديد مدة وميزانية المشروع: من بين مسؤوليات مدير المشروع أنه يعمل على تقدير المدة الزمنية التي يحتاجها المشروع، إلى جانب تقدير التكاليف والمخاطر التي قد تترتب عنه. ويتم هذا في المرحلة الموالية لما بعد تحديد معالم المشروع مباشرةً. وهنا من المفترض أن يقيّم مدير المشروع المخاطر بغض النظر عن مدى تعقيد كل جزء صغير من المشروع ومدته. يعتمد هذا التقييم في العادة على المعرفة بعمليات ومهام كل فريق، إلى جانب التقنيات المتاحة.
إعداد توثيقات للعملية: حتى يكون ما خُطِّط له منظمًا، يعمل مديرو المشاريع على إعداد توثيقات تخص العمل على المشروع، والتي تتمثل في معايير العمل والتقارير والمقاييس والجداول الزمنية الواجب التقيد بها خلال التطوير.
تخصيص الأدوار: بعد تحديد المعالم ومدة وميزانية المشروع، عادةً ما ينتقل مدير المشروع إلى تقسيم الأدوار وتوزيعها على فريق العمل، مع توصيف هذه الأدوار ضمن وثيقة تعرف بـ “ميثاق المشروع”. وتتمثل الفائدة الأساسية من هذه العملية في تحديد تسلسل الإجراءات بوضوح، مما يسهل على فريق العمل تنفيذ المهام بأداء أفضل يساهم في منحهم الثقة اللازمة للنجاح في الخطوات الموالية.
تتبع التقدم المحرز لضمان التسليم في الوقت المحدد: على الرغم من وضوح هذا الجانب، إلا أنه أمر لا بد من الإشارة إليه، إذ يجب على المدير في كل الأحوال تتبع العمل للتأكد من مدى نجاحه وسيره ضمن المخطط له. وفي هذا الصدد، يلتزم بعض مديري المشاريع باستخدام إطار كانبان Kanban، في حين يلتزم البعض الآخر بإطار سكرام scrum. وعلى الرغم من وجود اختلاف واضح بين الأسلوبين، إلا أن كلًا منهما يحوي مجموعةً من الأدوات والتطبيقات التي تسهّل على المدير التعامل معها.
التحكم في أنشطة ضمان الجودة QA: مع أخذ معايير القبول وقصص المستخدمين في الحسبان، يتفاعل مدير المشروع مباشرةً مع قسم ضمان الجودة للتأكد من تحقيق المطلوب، حيث يضمن المدير هنا انتقال البيانات الناتجة عن معالجة تعليقات مهندسي ضمان الجودة الاختبارات المجراة على المنتج التي على رأسها اختبار أ/ب “A/B”، إلى فرق التطوير لضمان تحسين المنتج بالجودة اللازمة.
مسؤوليات مدير المنتجات
فيما يلي أبرز المسؤوليات التي على مديري المنتجات القيام بها:
تطوير الرؤية: الرؤية هي الهدف من إنشاء المنتج، حيث تعتمد عليها كل الأنشطة المتعلقة بالمنتج والترويج له. تجدر الإشارة هنا أيضًا إلى أن الرؤية تصف العملاء المحتملين للمنتج، وكذا المشكلة التي يحلها. تحدَّد الرؤية عادةً في جلسات عصف ذهني مع فريق إدارة المنتج ومدير فريق تسويق المنتجات.
إدارة قصص المستخدمين user stories ومعايير القبول acceptance criteria والتوثيقات الأخرى: تتمثل المسؤوليات الأساسية لمدير المنتج هنا في نقل كل متطلبات أصحاب المصلحة إلى المطورين، وأن يتحكم في إنشاء قصص المستخدمين، وأوصاف ميزات المنتج التي تعكس تجربة المستخدم النهائي، ومعايير القبول؛ وهي مجموعات من الشروط التي يجب أن تتطابق معها الرؤية للنظر في قصة مستخدم مكتملة. وعلى الرغم من أن قصص المستخدمين تُعَد جهدًا تعاونيًا بين كل من المديرين والمطورين والمساهمين من أصحاب المصالح وحتى المستخدمين في بعض الأحيان، إلا أن مدير المنتج هو من يراجع المسودة النهائية لوثيقة متطلبات المنتج، وهو من يتأكد من رضا جميع الأطراف عن النتيجة.
إنشاء استراتيجية المنتج (خارطة طريق المنتج): الاستراتيجية هي خطة تنفيذية تصف ما يجب على الشركة القيام به لتحقيق رؤيتها، والتي توثَّق عادةً في ما يُعرف بخارطة طريق المنتج roadmap، والتي تحتاج إلى الكثير من التخطيط المعقد، وفريق متنوع من الخبراء، إلى جانب أدوات رسم الخرائط اللازمة للعملية. تجدر الإشارة هنا إلى أنه على الرغم من مشاركة العديد من الأطراف في إعداد خارطة الطريق الاستراتيجية، إلا أن مدير المنتج هو من يكون مسؤولًا عن توجيهها في العادة.
إجراء أبحاث السوق وتحديد استراتيجية الترويج المناسبة للمنتج: إلى جانب التتبع المتواصل لعملية التطوير، يعمل مدير المنتج مع مدير تسويق المنتجات على بناء استراتيجية التسويق المناسبة للمنتج، حيث يعملان معًا على التأكد من مدى توافق المنتج مع السوق المستهدف، وتحديد المخاطر وتقييمها، إلى جانب تحديدهما لمهام وكيفية اختبار المستخدم، بما في ذلك مقابلات المستخدمين.
وفيما يلي صورة توضيحية للمهام المشتركة ما بين إدارة المنتجات وإدارة تسويق المنتجات.
المهام المشتركة بين إدارة المنتجات وإدارة تسويق المنتجات
المسؤوليات المشتركة لمديري المنتجات ومديري تسويق المنتجات
يشترك مدير المنتج مع مدير المشروع في عدة نقاط نذكر منها ما يلي:
قيادة تطوير النماذج الأولية للمنتجات: إذ يمكن لمدير المنتج تقديم النصح اللازم بخصوص كيفية طرح المنتج بالسوق، أي هل سيتم إطلاقه كاملًا دفعةً واحدة؟ أو عبر إصدارات مبكرة مثل طريقة الحد الأدنى للمنتج Minimum Viable Product واختصارها MVP أو غيرها.
تطوير آلية التحكم: على الرغم من عدم وجود تدخل مباشر لمدير المنتج في عملية التطوير، إلا أنه يعمل على تتبع العملية وحتى تنظيمها إن اقتضت الضرورة. إذ يضمن مدير المنتج لأصحاب المصلحة سلامة المتطلبات الوظيفية واستلامها في الوقت وبالشكل المطلوبين. ولضمان إتمام هذا الأمر كما يجب، يعمل مدير المنتج على التعاون الوثيق مع مدير المشروع.
تنظيم إطلاق المنتج: يعمل مدير المنتج مع مدير تسويق المنتجات على الأمور المتعلقة بالسوق والمستخدمين، ويكون هو المسؤول عن إطلاق المنتج، وذلك اعتمادًا على بيانات الأبحاث الأولية للسوق. التي توفر توصيات تتعلق بالسوق والوقت المناسبين لإطلاق المنتج، وكذا الطريقة المثلى للإطلاقه.
مؤشرات التقييم الأساسية KPI لمدير المشروع ومدير المنتج
تختلف طريقة تقييم أداء مدير المشروع ومدير المنتج عن بعضها البعض، حيث يعتمد تقييم أداء مدير المنتج على بيانات كمية لمقاييس نجاح المنتج خلال دورة حياته كاملةً. في حين يُنظر إلى أداء مدير المشروع على أنه أداء الفريق بأكمله.
مؤشرات التقييم الأساسية KPI لمدير المشروع
تقدّم شركة جارتنر Gartner، وهي شركة أبحاث واستشارات عالمية، العديد من المفاهيم حول كيفية تقدير أداء مدير المشروع من ناحية التميز العملي والفاعلية وقابلية العمل مع الموارد البشرية. تتضمن العديد من القوائم مجموعةً من المقاييس، مثل نِسب المشاريع المنجزة في الوقت المحدد والميزانية وإعادة العمل ونِسب تغييرات نطاق المشروع والمعايير المتفق عليها وغيرها.
مع ذلك، قد يكون هذا الأسلوب مناسبًا عند تقييم مؤشرات الأداء الأساسية لمدير المشروع وحده، أي بعيدًا عن عمل باقي فريقه. وفي هذه الحالة، تعكس المقاييس الشائعة في تطويرات أسلوب أجايل Agile الوضع بوضوح أكبر للعميل. وسنعرضها فيما يلي:
السرعة: تُعَد السرعة واحدةً من المؤشرات الرئيسية في سكرام Scrum، فهي تعكس مقدار العمل الذي قام به فريق تطوير واحد لعملية واحدة. وهنا، عند الحديث عن أداء مدير المشروع حسب هذا المقياس، يمكن القول أن سرعته تقاس بمدى قدرته على تخصيص الأدوار والمهام بكفاءة.
مدة الدورة: يُعَد هذا المؤشر فعالًا في حساب الوقت اللازم لإكمال مهمة واحدة، سواءً من ناحية التنفيذ، أو إعادة العمل. يعكس هذا المقياس الأداء العام، مما يسمح بإمكانية تقدير مدة إتمام المهام المحتملة. الأمر نفسه لدى مدير المشروع، إذ يسمح هذا المؤشر بالكشف عن مهارات التقدير الخاصة بهم ودرجة جودتها.
التدفق التراكمي: يوضح هذا المقياس عدد أنواع المهام المختلفة الموجودة في كل مرحلة من مراحل المشروع، حيث يشرح كيفية توزيع المهام عبر مراحل التطوير المختلفة.
كفاءة التدفق: نظرًا لكونه مقياسًا قيمًا جدًا في تطويرالمنتجات التي تستعمل إطار عمل Kanban، يكشف هذا المؤشر عن المدة الفعلية للعمل والفجوات الزمنية، مما يوضح مدة العمل مقابل فترة الانتظار. وفيما يخص مدير المشروع، يساهم هذا المؤشر في تقدير كفاءة تقدُّم سير العمل في عملية تطوير المنتج.
مؤشرات التقييم الأساسية KPI لمدير المنتج
يعتمد تقييم أداء مدير المنتج على عدة مؤشرات أساسية تتمثل في الآتي:
مقاييس «القرصان»: تلخص هذه المقاييس أثر مدير المنتج على نجاح المنتج، معتمدةً في ذلك الإيرادات الشهرية المتكررة، ودرجة رضا العملاء، والمستخدمين النشطين شهريًا، ومعدل الارتداد. من بين أشهر مقاييس القرصان، نجد كلًا من:
مقياس AAARRR
مقياس الوعي
مقياس الاستحواذ
مقياس التفعيل
مقياس الإيرادات
مقياس الاحتفاظ
مقياس الإحالة
صافي نقاط الترويج: يكشف هذا المؤشر عن النسبة المئوية للمستخدمين الراضين والمستخدمين الذين لديهم ولاء للمنتج، لدرجة أنه من المرجح أن يروجوا للمنتج؛ كما يكشف أيضًُا عن المنتقدين، والمستخدمين الذين يُحتمل رفضهم للمنتج؛ أي أنه يقدّر نجاح المنتج ومدير المنتج.
حركة المرور: يوضّح هذا المقياس العدد الإجمالي للمستخدمين الذين اكتشفوا واستخدموا المنتج. تساعد الأرقام الناتجة عن هذا المؤشر على فهم استراتيجية تسويق المنتج.
مقارنة مهارات مديري المنتجات ومهارات مديري المشاريع
لدى كل من مديري المنتجات أو مديري المشاريع مجموعة من السمات الشخصية والمهارات المهنية التي تساعدهم على الإدارة بأكثر الطرق كفاءة.
المهارات المشتركة
سنعرض فيما يلي أهم المهارات المشتركة بين مديري المنتجات ومديري المشاريع.
مهارات التواصل: المدير الناجح هو قبل كل شيء محاور فعال، وذلك سواءٌ كان يدير عملية تطوير المنتج فقط، أو المنتج بأكمله. تجدر الإشارة هنا إلى أن كلًا من مدير المنتج ومدير المشروع يُعَدان متحدثيْن باسم الأطراف المعنية الأخرى، ويعبّران عن رأي القسم الذي يعملان به ويديرانه. وبطبيعة الحال، تلعب مهارات التواصل القوية هنا دورًا مهمًا جدًا في تحقيق الأهداف المرجوة في كل مراحل الإنتاج.
التفاوض: على الرغم من تجذر كفاءة التفاوض في مهارات التواصل، إلا أنها مهارة تتطلب النقاش والاتفاق على شروط مفيدة لطرفي التفاوض. لذا فالقدرة على نقل الرسالة إلى الطرف الآخر وإيجاد حل وسط، من شأنها تعزيز التعاون المثمر، مع ما يترتب على ذلك من تسريع نجاح المنتج، وهو هدف كل من مدير المنتج ومدير المشروع على حد سواء.
حل المشكلات: غالبًا ما تنشأ بعض المشاكل المتعلقة بالمنتج في أي مرحلة من العمل عليه، رغم وجود جهود مبذولة لمنعها، وهو أمر مفروغ منه. وبطبيعة الحال، يجب على المدير هنا أن يكون قادرًا على أخذ زمام المبادرة ومعالجة المشكلة بسرعة وكفاءة عالية. تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه المهارة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمهارة بتقييم المخاطر، لذا كلما كان تعامل المدير مع المشكلة أسرع، قلت التأثيرات السلبية على عملية تطوير المنتج.
مهارات مدير المشروع
سنوضح فيما يلي أبرز المهارات التي يتميز بها مدير المشروع عن غيره:
معرفة أساليب تطوير البرمجيات: لقد ازداد تحول منظمات تطوير البرمجيات إلى العمل بالأسلوب الرشيق أجايل Agile في الآونة الأخيرة، لذا فوعي مدير المشروع بجميع الأساليب المتاحة لإدارة المشاريع بات أمرًا ضروريًا جدًا، سواءً كانت أسلوب تدفق المياه waterfall أو الأسلوب ثنائي النمط Bimodal، أو حتى الأسلوب اللين Lean . بعد ذلك تظهر خبرة مدير المشروع من خلاله خلفيته حول المشكلة.
الشهادات: على الرغم من أن أفضل دليل على مهارة مدير المشروع هي خبرته، إلا أن الشهادات المناسبة للوظيفة تبقى أساسية. وتُعَد متطلبات الشهادات أمثال PRINCE2، أو إدارة المشاريع الاحترافية Project Management Professional، أو شهادة المشارك المعتمدة في إدارة المشاريع Certified Associate in Project Management، أو شهادة + CompTIA Project، أو ScrumMaster المعتمدة مناسبةً لهذه الوظيفة.
إعداد الميزانية وموازنتها: يعمل مدير المشروع الذي يتمتع بمهارة عالية في وضع الميزانية على تحديد وتوفير التمويل اللازم للمشروع، مع عدم السماح للتكاليف بتخطي الأساس المحدد لها. حيث يتحمل مدير المشروع هنا مسؤولية التحقق من سير المشروع وفق الخطة المالية المحددة له، مع اتخاذ التصحيحات المناسبة عند الحاجة لذلك.
الجدولة: نظرًا لاحتواء المشاريع على عدة مهام ديناميكية، فهذا يتطلب جهدًا واضحًا لإدارتها كاملةً مع التأكد من توافر الفريق واحترام تواريخ الاستلام، لذا يعمل مدير المشروع هنا على التحقق من لوحة معلومات المشروع بحثًا عن المواعيد النهائية والمقاييس والموارد لضبط الجدول الزمني والتقدير الدقيق لذلك.
المعرفة التقنية: من أجل وضع المعالم التقنية الصحيحة وتخصيص الموارد التقنية اللازمة، لا بد أن تكون لدى مدير المشروع خلفية قوية في بنية تكنولوجيا المعلومات وتدخلًا مباشرًا أيضًا، وهو سبب كثرة انتقال مديري المشاريع إلى هذا المنصب بعد أن كانوا في مناصب هندسية ولديهم خبرة في العمل على العديد من المشاريع.
إدارة العلاقات: يتعامل مدير المشروع مع فريقٍ هندسي من داخل الفريق وخارجه، بحيث تعزز الإدارة الجيدة للعلاقات التفاهم المشترك طوال عملية التطوير مع تحقيق نتائج أسرع في الأداء.
القيادة: مدير المنتج ليس وسيطًا فقط بين فريق المهندسين وأصحاب المصلحة، فهو امتداد لرأي المطور، وهو المتحدث الرسمي عند التواصل مع العميل، كما يعزز مصلحة الفريق ويدافع عنها، آخذًا في الحسبان مخاوف العميل أيضًا. ومن خلال تحقيق التوازن بين هذين الطرفين، يقود مدير المشروع فريقه إلى تسليم المنتج بنجاح في الوقت المحدد.
مهارات مدير المنتج
تتمثل مهارات مدير المنتج في الآتي:
النهج الاستراتيجي والرؤية: على مدير المنتج أن يكون قادرًا على رؤية الصورة الكاملة للمنتج المستقبلي. وعندما يكون أصحاب المصلحة في مرحلة التخمين في أفكار جديدة إضافية، يبدأ مدير المنتج في مطابقة اتساق الخطوات الحالية لتطوير المنتج والترويج له، وذلك عبر تسلسل متقن من الإجراءات التي إذا أُجريت كما يجب، ستقود المنتج إلى النجاح.
التحليل: تُعَد المهارات العالية في التحليل واحدةً من أهم المهارات التي يجب أن تتوفر في مدير المنتج، فمن أجل تحقيق تسلسل صحيح ومناسب للإجراءات، لابد من أن يكون مديرو المنتجات قادرين على تفسير جميع البيانات للوصول إلى معالجات سليمة. تُعَد القدرة على التحليل مهارةً حاسمةً وأساسيةً جدًا لفهم علاقة المسببات بالنتيجة لتحسين الأداء في المستقبل.
معرفة مجال التسويق: من أجل إنشاء منتج ناجح لا بد من إجراء أبحاث السوق، لكن الحقائق والأرقام ليست العلاجات الفعلية الوحيدة هنا، فالغرض الأساسي هنا هو تحويلها جميعا إلى منتج ملموس يلبي احتياجات المستخدم، ويتبع اتجاهات السوق ذات الصلة، ويظل قابلًا للتطبيق في السوق لأطول فترة ممكنة.
القدرة على تقييم نجاح المنتج: غالبًا ما يرتبط قبول المستخدم للمنتج ارتباطًا وثيقًا بمستوى توقعاته، لذا تكون القدرة على القياس كما يجب ذات تأثير ملحوظ على استمرار تواجد المنتج في السوق، حيث أن الحصول على الخلفية اللازمة من المستخدمين الأوائل واستخدام مؤشرات الأداء الرئيسية المختارة يعزز من نجاح المنتج، إذ كلما كانت المؤشرات أكثر وضوحًا، كان المنتج أكثر ملاءمةً للسوق.
الخاتمة
كما نرى، على الرغم من تداخل أدوار مديري المنتجات مع مديري المشاريع في بعض الأحيان، إلا أنهما مسؤولان عن جوانب مختلفة من تطوير المنتجات، ومن الواضح أن الشركات الكبرى تميز جيدًا بينهما كما يجب، إلا أن العديد من المشاريع الصغيرة يديرها خبير واحد وليس بنجاح دومًا.
يُعَد استبدال أحد الأدوار بغيره ممارسةً سيئةً عندما يكون لدى مؤسستك تسلسل هرمي واضح من الأعلى إلى الأسفل، حيث يُفترض أن يكون لدى كل مدير أعلى مجال مسؤولياته الخاص. وهنا عند المزج بين الدورين، يمكن أن يعاني مدير المنتج من الروتين اليومي لمدير المشروع والقضايا العاجلة؛ لكن من ناحية أخرى، يمكنك الجمع بين هذين الدورين في شخص واحد إذا كانت شركتك أو منتجك المحتمل صغيرًا، أو إذا كنت تدير شركةً ناشئةُ وكانت مجالات المسؤوليات محدودةً إلى حد ما.
عدا ذلك، يمكنك اتباع بعض النصائح التي اقترحتها مديرة المنتج والمشروع الناجحة ماري لويز أنتونيسن Marie-Louise Anthonissen حول الدمج الفعال لكلا الدورين:
تحديد مخرجات كل مرحلة من مراحل عملية التطوير.
توضيح مخرجات كل دور
ضمان توفير تنظيم جيد لمخطط المشروع
إنشاء قائمة أولويات يومية لكلا الدورين
المضي قدمًا من خلال استراتيجية هيكلة الخطة والتحقق منها والمتابعة
على العموم، عليك تجنب توزيع جهودك على الكثير من المهام، وإلا لن تكتمل أي منها بنجاح، وكن أكثر استهدافًا ودقةً في الخطوات المتخذة لتحقيق المشروع.