من السهل القول أن الكتابة المستقلة مجال سهل، ولكن من السهل أيضًا القول أنه مجال صعب. في الواقع هناك أرضية وسطية يمكن من خلالها الدخول إلى عالم التدوين المستقل والنجاح فيه. وبالنسبة لي، لم تكن عملية تعلم كيف أصبح كاتبًا مستقلًا سهلة، كما أنها لم تكن بتلك الصعوبة أيضًا. أي أنك إذا فهمت المبادئ الأساسية للكتابة المستقلة الناجحة وبدأت في تطبيقها عبر الالتزام والمثابرة، فسيكون النجاح حليفك.
في هذا المقال جمعنا لك أهم المبادئ اللازمة من أجل النجاح في مجال الكتابة المستقلة أو التدوين. والتي ستزيد في حال طبقتها من فرص نجاحك في المجال.
المرحلة الأولى: كن مستعدا
قبل أن تبدأ فعليًا في البحث عن العمل كاتبًا مستقلًا، يجب أن تتأكد من أنك جاهز للنجاح، سواءً كان ذلك بالمعنى النفسي أو التقني. أي ببساطة شديدة، عليك أن تكون كاتبًا ماهرًا وأن تعلم ذلك يقينًا.
ثق بنفسك
السؤال الأول الذي يجب أن تسأله لنفسك عندما تبدأ بتعلم كيف تصبح كاتبًا مستقلًا بسيط جدًا، ولكنه مهم في الوقت نفسه: “هل أثق بقدراتي؟” بمعنى آخر، فهل تعتقد أنك قادر على أن تصبح مدونًا مستقلًا ناجحًا؟
إذا كانت الإجابة نعم، فأنت جاهز؛ أما إذا كانت إجابتك غير ذلك، فأنت بحاجة إلى التفكير في السبب الذي يدفعك إلى النظر إلى نفسك بهذه الطريقة، لأنه بدون الثقة والإيمان بقدراتك، ستقل احتمالية نجاحك في هذا المجال.
دعني أقولها لك بصراحة: إذا كنت تريد أن تنجح في مجال التدوين المستقل، فأنت بحاجة إلى أن تثق بنفسك بدلًا من استصغار قدراتك. إن عدم الإيمان بقدراتك سيبدو واضحًا جدًا أمام العملاء المحتملين وسيشعرون بضعفك؛ أما إن كنت واثق الخطى، فسيزيد هذا الأمر من إدراكهم لقدراتك.
دعني أُعِدْ صياغة الموضوع بأسلوب آخر: أفضّل أن أكون كاتبًا عاديًا مع إيمان راسخ بحتمية نجاحي، على أن أكون كاتبًا عظيمًا ممزقًا بالشك الذاتي بقدراتي. صدّق وآمن أنه يمكنك النجاح وستزيد من فرص نجاحك أكثر فأكثر.
تعلم الكتابة
إذا كنت تريد أن تكون كاتبًا مستقلًا ناجحًا، فيجب أن تكون كاتبًا ماهرًا أساسًا. يجب أن يكون هذا الأمر واضحًا للغاية، لكن رغم ذلك قد يكون هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يقدرون تمامًا أهمية صقل مهاراتهم في الكتابة.
إن تحسين مهاراتك في الكتابة هو أمر لا يقل أهميةً عن تعلم كيفية العثور على عملاء جدد أو التفاوض على الأسعار بمهارة عالية، كما قد يكون العامل الأكثر تأثيرًا في مجال عملك في الكتابة المستقلة. بمعنى انه سيصبح كل شيء أكثر بساطةً إن كنت كاتبًا ماهرًا.
سيخبرك الكثير من الناس أنه لكي تصبح كاتبًا مخضرمًا، عليك أن “تكتب فقط”. اسمح لي أن أقول أن هذا الكلام مجرد كلام فارغ لا صحة له. إنه مثل إخبار شخص لا يعرف أصلا كيفية رمي كرة السلة على نحو صحيح أن يستمر في الرمي بنفس الأسلوب، وما سيحدث هنا، هو أنه سيستمر بممارسة أخطائه مرةً بعد مرة. لذلك أنصحك بأن تبدأ بدراسة وتعلم مبادئ الكتابة الصحيحة. ولأكون أكثر تحديدًا، الكتابة على الإنترنت.
لحسن الحظ أن الكتابة الفعّالة في عالم الإنترنت تتألف من عدة قواعد مباشرة تقوم جميعها على مبدأ واحد فقط، هو البساطة والابتعاد عن التكلف. لذا في حال لم ترد أن تستثمر المزيد من وقتك في تعلم كيف تصبح كاتبًا مستقلًا، فتذكر هذه النصيحة على الأقل؛ أما في حال كنت مصممًا على التعلم وتطوير مهاراتك الكتابية، فيستحسن البدء بالبحث عن مقالات الكتابة المستقلة، والتي تتحدث عن كل ما يتعلق بكتابة المحتوى على الإنترنت.
معرفة خبراتك
إن أكبر المشكلات التي تواجه المدونين المستقلين هي مجال “خبرتهم”، فقد حدثني من قبل العديد من الأشخاص عن معاناتهم مع هذه المشكلة، فهم يريدون بشدة أن يصبحوا كتابًا مستقلين، ولكنهم يشعرون بأنهم لا يعرفون ما يكفي عن موضوع معين لتقديم قيمة.
أول شيء أود قوله هو أن كل شخص منا يعرف شيئًا أكثر من غيره عن مجال ما، أي أنني إذا جلست في غرفة مع جميع أصدقائي، فيمكنني أن أحدد شيئًا واحدًا على الأقل يعرفون عنه أكثر مني. على سبيل المثال، يعرف صديقي علاء الكثير عن السيارات، ولدى مهند الكثير من المعلومات الطبية، أما رامي فيعرف الكثير عن التدريس وأساليبه، وبالنسبة لصديقي سامر فهو أعلمنا في القانون. يمكنني الحديث عن خبرات ومعلومات كل واحد من أصدقائي حتى ينتهي هذا المقال، لكني متأكد من أن الرسالة قد وصلتك.
ما أعنيه هو أنه لديك قيمةً لتقديمها في العديد من الموضوعات، خاصةً إن جلست مع نفسك للتفكير في جميع خبراتك. وسيزداد الأمر وضوحًا عندما تفكر في أن الغالبية العظمى من الناس المهتمين بموضوع معين مبتدئون تمامًا فيه، لذا ما عليك سوى أن يكون لديك فهم متوسط في مجال ما لتكون في وضع يسمح لك بتعليم غالبية السوق.
لقد واجهت هذه المشكلة شخصيًا عندما حصلت على وظيفتي الأولى في مدونة متخصصة في مجال ووردبريس والتدوين. في ذلك الوقت كانت خبرتي لا تتعدى الخمسة الأشهر، ولكنني تعلمت ما يكفي لتقديم قيمة للعديد من القراء. كنت خبيرًا بما فيه الكفاية، وأنا متأكد من أنك أنت أيضًا خبير بما يكفي في الكثير من المجالات لتقدم قيمةً للقراء.
كن ذا عقلية منفتحة
إكمالًا لنقطتي السابقة، أنصحك بأن تتبنى دائمًا علقيةً منفتحةً فيما يتعلق بالموضوعات التي تستطيع الكتابة عنها، خاصةً عندما تكون مبتدئًا في المجال، إذ يُنصح باقتناص أي فرصة تجدها تدفع لك سعرًا مناسبًا، أو من شأنها أن تزيد من شهرتك أو ذات مزايا مشابهة.
ستكتشف مع مرور الوقت أنك ستتعلم بسرعة كمًّا كبيرًا من المعلومات عن مجال ما عندما تكتب عنه. يجب أن تدرك ذلك على نحو واضح، لأن الكثيرين لا يقدرون هذا الأمر. وإن تمكنت من وضع قدمك في السوق وبدأت في بناء سمعة طيبة، فستجد قريبًا أن قيمتك المتصورة تنمو أكثر يومًا بعد يوم ليصبح بإمكانك الانتقال إلى فرص أكبر. وهذا هو بالضبط ما فعلته في سوق ووردبريس، على الرغم من عدم امتلاكي لأي خبرة سابقة.
هل تظن أنني رأيت في نفسي كاتبًا في مجال ووردبريس عندما بدأت رحلتي في التدوين المستقل؟ بالطبع لا، لكن هل أعُد نفسي الآن كاتبًا في مجال الووردبريس وقادرًا على تقديم قيمة مضافة لغالبية المجتمع؟ بالتأكيد نعم.
المرحلة الثانية: البحث عن عمل
عندما تتعلم كيف تصبح كاتبًا مستقلًا، فإن فكرة الترويج لنفسك لعملاء محتملين يمكن أن تكون مرعبةً بعض الشيء. لازلت أتذكر عندما كنت في بداية الطريق، عندما كنت أقدم عروضًا لعملاء محتملين، وكيف كنت أشعر بالخوف أثناء فعل ذلك. لقد كنت مجرد مدون مبتدئ غير ذي خبرة وبالكاد نجحت في امتحاناتي الأدبية عندما كنت طالبًا في المدرسة، لأنتقل إلى تقديم عروض لوظائف الكتابة المستقلة!
إن أحد أكبر الخطوات التي يمكنك اتخاذها من أجل النجاح في مجال الكتابة المستقلة، هي التغلب على هذه العقبة النفسية. فبمجرد أن تكتسب الثقة اللازمة لتقديم عروض على نحو مستمر لعملاء محتملين، يمكنك التركيز على مسألة جذب المزيد من العمل والتأسيس لمسيرتك المهنية.
البحث عن فرص
إن إحدى المشكلات الشائعة بين أوساط الكتاب المستقلين، هي أنهم ببساطة لا يبحثون عن عمل، بل يتوقعون أن تجدهم الفرص بطريقة ما، أو تراهم يقدمون بضعة عروض ويستسلمون فورًا عندما لا يتلقون ردًا؛ لذا اسمح لي أن أوضح لك هذه النقطة، إن كنت تريد أن تصبح كاتبًا مستقلًا ناجحًا، فيجب ألا تستكين أبدًا، أي عندما تبدأ مسيرتك المهنية، لا يمكنك أن تتوقع من الناس أن يأتوا إليك وأنت لا تملك خبرةً ولا سمعة. عليك أن تخرج إلى العالم وتوضح للناس لماذا تستحق وقتهم ومالهم.
ولأشرح لك ما أقصده عندما أتحدث عن البحث عن فرص، إليك مفهوم “عشرة قبل العاشرة”. يشير هذا المفهوم إلى أن تحرص كل يوم على التواصل مع عشرة عملاء محتملين قبل الساعة العاشرة صباحًا. أي كل يوم تقدم لنفسك عشرة احتمالات جديدة لتجد عملًا أو فرصةً مناسبة، مما يجعل نجاحك حتميًا.
هناك العديد من الطرق التي يمكنك من خلالها العثور على عمل في عالم العمل الحر، كما أنك لن تجد الكثير من الصعوبة عندما تبحث عن عمل يضعك في بداية الطريق، خاصةً إذا كنت تبحث بأسلوب صحيح.
كتابة عروض رائعة
بمجرد تحديد عميل محتمل، فإن احتمالية حصولك على الوظيفة ستعتمد على أمرين فقط، أحدهما هو جودة عرضك المقدم.
يلعب العرض دورًا كبيرًا في تحديد ما إذا كنت ستحصل على المشروع أم لا. أي ليس من الضروري أن يحصل أفضل كاتب على الوظيفة، بل من يقدم أفضل عرض، وببساطة أن تكون أنت صاحب هذا العرض، فبالرغم من كل شيء، لا يبحث العملاء عن مهارات الكتابة فقط، بل عن شخص يظهر الكفاءة والحماس نحو العمل. إنهم يبحثون عن شخص يترك انطباعًا جيدًا، شخص يميز نفسه عن الآخرين، وهذا ما يمكن أن يفعله تقديم عرض جيد.
جهز معرض أعمالك
يعاني الكثير من الكتاب المستقلين المبتدئين من عدم وجود الكثير من الأعمال السابقة في معرض أعمالهم، وهذا ما يجعلهم يشعرون بالنقص. لكن رغم ذلك هم لا يدركون أنه من الممكن بناء معرض أعمال دون أن تكون موظفًا في عمل مدفوع الأجر.
أول ما يجب أن تعرفه عن معرض الأعمال، هو أنه لا يجب إرفاقها مثل ملفات في عروضك، فعندما يتعلق الأمر بالكتابة على الإنترنت، يفضل العملاء المحتملون الإطلاع على أعمالك المنشورة، لذا في حال أرسلت لهم مقالات على هيئة مستندات نصية مثلًا، فسوف يتساءلون لماذا لم ينشرها أحد لك.
إليك هذه الحلول الثلاثة المحتملة التي يمكنك إتباعها:
- النشر على مدونتك الخاصة.
- أن تكتب ضيفًا في مدونات أو مواقع أخرى.
- التطوع أو البحث عن فرص غير مدفوعة.
يُعَد الحل الأول هو الأسهل والأقل فاعليةً من بين الحلول (فأي شخص يمكنه نشر المحتوى على مدونته الخاصة)، لكن بالنسبة لي كان سببًا كافيًا للحصول على مشروعي الأول، لذا أنصحك إن كنت مصممًا قعلًا على النجاح، أن تتبنى الحلول الثلاث كلها. بالنسبة للحل الثالث أجده أكثر الحلول فعاليةً، حيث أنه من المحتمل أن يراه العميل الجديد يحاكي الدور الذي يبحث عنه.
إنشاء موقع على الإنترنت عالي الجودة
حتى إن اخترت عدم إنشاء مدونتك الخاصة لمساعدتك في بناء معرض لأعمالك، فأنا أعُد أن امتلاك موقع على شبكة الإنترنت أمر إلزامي تمامًا. أي إذا كنت تروج لنفسك مدونًا مستقلًا، فأنت بحاجة إلى إظهار ولو مقدار بسيط على الأقل من القدرات التقنية.
يجب أن يكون موقع الكاتب على شبكة الإنترنت المركز الذي يتوجه إليه جميع العملاء المحتملين للتواصل معه، كما يجب أن يُربط مع توقيعه في رسائل البريد الإلكتروني التي يرسلها حتى يتمكنوا من زيارته ومعرفة أنه ليس مجرد شخص تحول بين عشية وضحاها إلى كاتب مستقل. يجب أن يكون الموقع مصممًا على نحو جيد (أوصي بأحد ثيمات ووردبريس الافتراضية مثل Twenty Eleven أو Twenty Twelve)، ويفضل عدم المبالغة في تصميم الموقع، إلا إن كنت تعرف ما تفعله.
يجب أن يعبر الموقع عن مهنية عالية ليقنع العميل المحتمل بأنك مرشح يستحق اهتمامه.
الحصول على شهادات من عملاء سابقين
بصرف النظر عن وضع سيرة ذاتية مختصرة ومعلومات الاتصال وأمثلة للأعمال التي نشرتها، يجب أن يعرض موقعك عدة شهادات إيجابية من عملاء سابقين يقرون بقدراتك الكتابية والمهنية. وفي حال كنت في بداية الطريق، فقد تشعر أن الحصول على شهادات أمر مستحيل في هذه المرحلة، لكن الأمر ليس بتلك الصعوبة.
للحصول على شهادات تدعم موقعك، فإن أسهل طريقة لفعل ذلك، هي بالطلب من أصدقائك أو زملائك، حيث أنه ليس من الضروري أن تكون شهاداتهم مرتبطةً على نحو مباشر بقدراتك الكتابية، بل يمكن أن تشير إلى مهنيتك ومهاراتك التنظيمية وأنك أهل للثقة. بهذه الطريقة تكون قد عبرت عن نفسك عبر شهادات الآخرين، دون أن يعلم العملاء المحتملين أن من كتبها لديهم صلة شخصية بك.
هناك طريقة أخرى سهلة نسبيًا للحصول على شهادات، وهي عبر المدونين الذين نشرت عندهم مقالات الضيوف أو الذين تطوعت للتدوين لهم بدون أجر، إذ سيسر معظمهم بكتابة شهادات لك تكون مرتبطةً بالفعل بقدراتك ومهاراتك الكتابية.
أنشئ مدونة
بالنسبة لي، كان لمدونتي تأثير كبير في تحديد نجاحي مدونًا مستقلًا، فإلى جانب حصولي على مشروعي الأول عن طريقها، فقد كانت بمثابة آلة لجذب العملاء، و هو السبب الذي جعلني لا أضطر إلى البحث عن عمل لحوالي ثمانية عشر شهرًا. لهذا أشجع دائمًا أي مدون مستقل مبتدئ على إنشاء مدونته الخاصة.
إن الموضوع (الموضوعات) الذي تختاره لمدونتك ليس مهمًا إلى ذلك الحد الذي تظنه، فنادرًا ما يرتبط الموضوع الذي أغطيه بمدونتي بالمواضيع التي يطلبها العملاء، لذا لن يكون اختيار موضوع للمدونة أمرًا ذو مشكلة، فهو متروك لك، ولكن الفائدة الحقيقية تكمن في إظهار قدرتك على الكتابة الفنية، بالإضافة قدرتك التقنية على إنشاء مدونة ناجحة.
إذا كان بإمكانك أن تُظهر للعميل أنك ماهر بما فيه الكفاية لبناء قاعدة شعبية لمدونتك من الألف إلى الياء، فهذا يُعَد دلالةً قويةً على قدرتك في تقديم قيمة مضافة له.
المرحلة الثالثة: بناء عملك
يُعَد البحث الدائم عن عملاء محتملين أمرًا في غاية الأهمية في بداية مسيرتك المهنية، فبدونه لن تجد فرصةً مناسبةً لتبدأ منها. لكن يجب أن تضع في حسبانك مراقبة تطورك المهني أيضًا، فكلما صقلت مهاراتك، ازداد نموك المهني.
تعلم كيف تتفاوض
عندما تقدم الكثير من العروض الجيدة، فمن المحتمل أن يُقبل أحدها وتُعرض عليك وظيفة. وما سيحدث بعد ذلك، هو أنه سيُطلب منك تحديد سعر لأتعابك. وهذا كاف لشل حركة أي كاتب مبتدئ متحمس للعمل.
إن تحديد الأسعار والتفاوض عليها لا يجب أن يكون أمرًا مخيفًا، فتطبيق بعض المفاهيم البسيطة في مجال التفاوض من شأنه أن يمنحك الثقة لتكون قادرًا على حساب أتعابك بطريقة منطقية وعقلانية.
تعلم الكتابة بسرعة
في حال طُلب مني تحديد شيء واحد فقط كان له التأثير الأكبر على كسبي 100 دولار في الساعة الواحدة، فسيكون قدرتي على إنشاء المحتوى بسرعة.
أنا لا أتحدث فقط عن سرعتي في الكتابة (على الرغم من هذا الأمر مهم أيضًا)، بل أنا أتحدث عن عملية صياغة مقال من اللحظة التي تتولد فيها فكرته في ذهنك إلى لحظة نقرك على زر “إرسال” لترسله إلى المدونة لينظر في أمره.
دعني أوضح لك الأمر أكثر: إن قدرتك على العمل بسرعة لها تأثير مباشر على قدرتك على كسب المزيد من المال. أي أن المقالات التي تبلغ قيمتها 100 دولار في الساعة، ستكسبك 100 دولار في حال انتهيت منها خلال ساعة واحدة. وستكسبك 50 دولار في الساعة إن إنتهيت منها في ساعتين، وهذه معادلة بسيطة.
اكتب وفقا لمعايير العميل وليس وفقا لمعاييرك
إن الخطأ الذي يرتكبه العديد من الكتاب المستقلين هو الكتابة وفقًا لمعاييرهم الخاصة بدلًا من معايير عملائهم. بالطبع سيكون هذا الأمر مكلفًا أكثر عند العمل في مشاريع ذات العوائد المتواضعة، فليس هناك أمر أسوأ من قضاء ساعات طوال في وظيفة تدر أجرًا ضئيلًا.
النقطة التي يجب مراعاتها هنا، هي أنه إذا كنت تتلقى أجرًا قليلًا، فمن المحتمل أن يتوقع العميل عملًا بقيمة تعادل هذا الأجر، لذا لا تعطهم أفضل ما عندك إن كانوا يدفعون لك سعرًا منخفضًا، ولكنك قد تضطر للكتابة بجودة مرتفعة مقابل سعر زهيد في بداياتك مثل كاتب مستقل حتى تحصل على الخبرة والسمعة وتثري معرض أعمالك أكثر فأكثر.
تجدر الذكر هنا الإشارة إلى أني لا أقول أنه يجب عليك تقديم عمل رديء. لكني أقول إنه يجب عليك العمل وفقًا لمعيار يعكس قيمة أتعابك دون أن تقدم أي شيئ إضافي آخر، إذ سيؤدي ذلك إلى إسعاد العميل وسيتطلب منك وقتًا أقل بكثير. والأهم من ذلك، هو أنه سيقلل على نحو كبير من فرصة شعورك بالتعب بسبب مجهودك المفرط والاستسلام.
كن الحل لا المشكلة
أحد الأمور الأساسية التي يجب أن تفهمها حول العلاقة المهنية التي تربطك بعملائك هو أنك موجود هناك لتكون الحل وليس المشكلة، فأنت مطلوب لتوفير الوقت لهم ولتقديم حل جيد بأقل قدر من المتاعب، لذا فإن كنت غير مستعد لذلك، فأنت تجعل من نفسك مشكلةً وعقبةً.
إن قدرتك على الكتابة هي اعتبار واحد فقط، إذ سيطلب منك العميل أن تقدم منتجًا عالي الجودة مثلما وعدته، وفي الوقت المناسب وباستمرار. أي أنك إذا أنتجت عملًا رائعًا ولكنك تتأخر دائمًا في تسليمه أو يصعب عليك التواصل مع العميل، فسيكون للعميل رأي متضارب حول قيمتك بالنسبة له.
لذلك عندما تعمل مع عميل ما، تذكر أنه يجب أن تكون دائمًا الحل وليس المشكلة. أذهلهم بجودة منتجك أو الخدمة التي تقدمها وسيزدهر عملك.
كن أكثر من مجرد كاتب
لقد لاحظت توجهًا متزايدًا بين العملاء المحتملين، حيث يريدون أكثر من مجرد كتاب، فهناك عدد قليل جدًا من الأشخاص الذين عملت معهم أرادوا مني كتابة المقالات وإرسالها فحسب، أي غالبًا ما يبحث العملاء عن حل أكبر من ذلك، فهم يريدون كتابة المقالات ونشرها والترويج لها؛ كما يريدون التأكد من أن استراتيجيتهم التسويقية عبر الإنترنت سليمة ومناسبة. ويريدون أيضًا أن يُبدو موقعهم بمظهر حسن ويجذب المزيد من المستخدمين.
إذا كان بإمكانك التأسيس لعملك على أساس تقديم خدمة شاملة تتضمن أكثر من مجرد الكتابة، فستجد أن مجالات التطوير أمامك ضخمةً جدًا. وهو أمر لايجب أن تقلق بشأنه كثيرًا في بداياتك، ولكنه بالتأكيد شيء يجب أخذه في الحسبان للمستقبل. وعلى الرغم من أن وقتك محدود (وهو ما يحد بدوره من إمكانية تحقيق أرباح أكثر)، إلا أن التسويق للمحتوى الذي يلبي جميع احتياجات العميل ويكون قابلًا للتطوير، يمكن أن يرفع من مستوى نشاطك المهني كثيرًا.
في الوقت الحالي، ركز فقط على تطوير مهاراتك حول قدرتك على الكتابة. وهو سبب آخر يجعل من إنشاء مدونتك الخاصة أمرًا ذا قيمة كبيرة، فهو يمنحك تجربةً شاملةً لما ستكون عليه المدونة الناجحة، حيث سترتفع قيمتك المحتملة أمام العميل إن كان بإمكانك إثبات أن لديك كفاءة حقيقية في التدوين وكل ما يتعلق به، من وسائل التواصل الاجتماعي وتحسين محركات البحث، وما إلى ذلك من أمور تهمه.