تعريف ريادة الأعمال المجتمعية
يقصد بريادة الأعمال الاجتماعية (بالإنجليزية :Social Entrepreneurship): العملية التي يقوم من خلالها الأفراد والشركات الناشئة وروّاد الأعمال بتطوير وتمويل الحلول التي تعالج القضايا الاجتماعية بشكل مباشر.
لذلك فإن رائد الأعمال الاجتماعي (بالإنجليزية :A social entrepreneur) هو الشخص الذي يقوم باستكشاف واقتناص فرص العمل التي لها تأثير إيجابي على مجتمعه المحلي أو العالم.[١]
وبالرغم من أن تركيز ريادة الأعمال المجتمعية يكون متوجهاً نحو نفع البيئة والمجتمع بشكل عام، إلا أن هدفها في نهاية المطاف هو هدف ربحي، وهو ما يفرق بين ريادة الأعمال المجتمعية والمنظمات غير الربحية.[١]
الاهتمام بريادة الأعمال المجتمعية
هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى انتشار وشيوع مفهوم ريادة الأعمال الجتمعية مؤخراً، ولعل أهمها هو الانجذاب إلى قصص النجاح والرغبة بمعرفة تفاصيل هذه القصص؛ فعلى سبيل المثال ينجذب الناس إلى روّاد الأعمال الاجتماعيين أمثال “محمد يونس” الحائز على جائزة نوبل للسلام، في عام 2006م.[٢]
هذه الأسباب نفسها التي تجعلهم يجدون روّاد الأعمال مثل ستيف جوبز مقنعين للغاية، فهؤلاء الأشخاص غير العاديين يأتون بأفكار رائعة، وعلى الرغم من كل الصعاب ينجحون في إنشاء منتجات جديدة وخدمات تحسن حياة الناس بشكل كبير.[٢]
ولكن الاهتمام بريادة الأعمال الاجتماعية يتجاوز ظاهرة الشعبية والافتتان بالناس، تهدف ريادة الأعمال الاجتماعية إلى ضرورة دفع التغيير الاجتماعي، وهذه المكاسب المحتملة، مع فوائدها التحويلية الدائمة للمجتمع، هي التي تميزهذه النوع من الريادة والرياديين.[٢]
الفرق بين ريادة الأعمال التجارية وريادة الأعمال المجتمعية
تتمحور ريادة الأعمال الاجتماعية حول التعرف على المشكلات الاجتماعية، وتحقيق تغيير اجتماعي من خلال توظيف مبادئ وعمليات ريادة الأعمال، يبدأ الأمر بإجراء بحث لتعريف وتحديد مشكلة اجتماعية معينة، ثم تنظيم وإنشاء وإدارة مشروع اجتماعي لتحقيق التغيير المنشود، قد يشمل هذا التغيير القضاء التام على مشكلة اجتماعية أو لا يشمله، وقد تكون عملية تستمر مدى الحياة تركز على تحسين الظروف الحالية.[٣]
في حين أن ريادة الأعمال التجارية، تتركز أنشتها إما على التوسع في نشاطاتها الحالية، أو على فتح مؤسسات ناشئة جديدة، تقوم ريادة الأعمال المجتمعية على التركيز على إنشاء رأس مال اجتماعي، دون قياس الأداء من الربح، أو العائدات من الناحية النقدية.[٣]
يرتبط روّاد الأعمال الاجتماعيين بقطاعات ومنظمات غير ربحية، ولكن هذا لا يعني إلغاء الحاجة إلى جني الأرباح؛ فبداية ونهاية يحتاج هؤلاء الروّاد إلى رأس المال، لمواصلة العمل وإحداث تغيير إيجابي في المجتمع.[٣]
كما تركّز ريادة الأعمال المجتمعية أيضًا على المشكلات البيئية، فمؤسسات حقوق الطفل، ومؤسسات تمكين المرأة، ومصانع معالجة النفايات، ما هي إلا أمثلة قليلة على المشاريع الاجتماعية، يمكن أن يكون رواد الأعمال الاجتماعيون أفرادًا مرتبطين بالمنظمات غير الربحية وغير الحكومية التي تجمع الأموال من خلال الأحداث والأنشطة المجتمعية.[٣]
نماذج على ريادة الأعمال المجتمعية
في العالم الحديث هناك العديد من روّاد الأعمال الاجتماعيين المعروفين، الذين ساهموا كثيرا في التغيير الإيجابي في المجتمع، ومن هؤلاء الروّاد:[٣]
- مؤسس ومدير بنك جرامين (محمد يونس) وهو رجل أعمال اجتماعي معاصر، حصل على جائزة نوبل للسلام عن مشروعه في عام 2006م، كان المشروع ينمو باستمرار ويستفيد منه قطاع كبير من المجتمع.
- “رانج دي” هي مثالًا رائعًا آخر لمؤسسة اجتماعية غير ربحية، تأسست في عام 2008م من قبل “رامكريشنا” و “سميتا رام”، وهي عبارة عن منصة على الإنترنت؛ حيث يمكن للفقراء في المناطق الريفية والحضرية في الهند، الوصول إلى الائتمانات الصغيرة بمعدل فائدة منخفض يصل إلى 2 % سنويًا، يمكن للمُقرضين من جميع أنحاء الهند إقراض الأموال مباشرة للمُقترضين، وتتبع الاستثمارات وتلقي المدفوعات المنتظمة عبر الإنترنت.