تتعرض العديد من المنشآت الصغيرة والمتوسطة للفشل خلال السنين الخمس الأولى من انطلاقها، ويعود ذلك في معظم الأحيان إلى عدم وجود خطة تهدف إلى إدارة المنشأة بنجاح. كما توجد العديد من التحديات التي تواجه هذه المنشآت، وتعيق عملها.

من أمثلة هذه التحديات: التوظيف، تنمية مهارات القوى العاملة، الحفاظ على الاتجاه الموجب للتدفق النقدي الخاص بالقوائم المالية للمنشأة، جذب شرائح جديدة من العملاء، تطوير البيئة الداخلية للمنشأة، تطوير طرق إدارة المخزون والأصول، إضافةً إلى معرفة زمن التحول وآلية التفويض.

لتجنب الفشل والخسارة أو عدم القدرة على التعامل مع هذه التحديات، لا بد من إعداد خطة منظمة لتسيير أعمال المنشأة. تشمل هذه الخطة وصف المنشأة ووصف الخدمات والمنتجات التي تقدمها، دراسة شاملة للسوق والمنافسين، تحديد بنية المؤسسة والهيكل التنظيمي للفريق، إضافةً إلى مخطط سير العمليات، وضع خطة التسويق والمبيعات، انتهاءً بإعداد الخطة المالية للشركة.

توجد بعض الاستراتيجيات التي تسهل عملية إدارة المنشآت. تركز هذه الاستراتيجيات على سلوك الشركة في الفترة المستقبلية، التي غالبًا ما تمتد لمدة خمس سنوات. تتعدد الاستراتيجيات التي تلجأ إليها الشركات في العمل، ومن أهم هذه الاستراتيجيات:

  • الاستراتيجية الهجومية

تقوم المنشآت في هذا النمط من الاستراتيجيات بتعزيز قدراتها وتواجدها في السوق لتحسين التموضع ضمن مصفوفة المنافسين في السوق، وقد تلجأ إلى حملات تسويقية بتكاليف عالية للوصول للموقع المطلوب ضمن السوق.

  • الاستراتيجية الدفاعية

عادةً ما تلجأ المنشآت الرائدة إلى الاستراتيجيات الدفاعية التي تساعد في الحفاظ على مركزها الريادي بين المنافسين، وغالبًا ما تكون هذه الاستراتيجيات ضمن المنشآت الكبرى بعيدًا عن المنشآت الصغيرة والمتوسطة.

  • استراتيجية التوجه المتخصص

يتم تصنيف هذا النوع من الاستراتيجيات ضمن الحدود الوسطى، فهي ليست دفاعية ولا هجومية بشكلٍ كامل. وهي سياسة فعالة عند الرغبة بتوجه نحو شريحة معينة ضمن السوق. عادةً ما تلجأ منشآت الأعمال الصغيرة والمتوسطة إلى استراتيجيات التوجه المخصص، فهي لا تتبنى الاستراتيجية الهجومية ولا الدفاعية.

تعتمد هذه السياسة على تجنب محاربة المنشآت الرائدة في السوق، بسبب أن هذا النوع من المنشآت لا يسبب ضررًا على سوق المنشآت الكبيرة، بل توجد فرص كثيرة للتعاون مع هذه المنشآت. وهذا ما يعد أحد أشكال تنافسية المنشآت الصغيرة والمتوسطة بغرض التواجد ضمن السوق، والاستفادة من هذه الميزة.

تنافسية المنشآت الصغيرة والمتوسطة

تظهر براعة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في خلق تنافس قوي يجعلها تظهر كالمنشآت الكبيرة رغم صغر حجمها. بالتالي تتحول لشركة قادرة على منافسة أغلب المنشآت الصغيرة والمتوسطة المتواجدة في السوق، من أهم العوامل المساهمة في خلق ميزة تنافسية لدى المنشآت الصغيرة والمتوسطة:

1. تقديم عمل بشكل احترافي

لا بد للمنشآت الصغيرة والمتوسطة من تقديم عملها بشكل احترافي ومتقن على الدوام، بطريقة تمكّن المنشأة من أن تكون أفضل الخيارات للعملاء، وخلق الميزة التي تجعل المنشأة الخيار الأفضل من بين المتنافسين.

2. إنشاء موقع ويب

إنشاء موقع ويب يمثل المنشأة على شبكة الإنترنت أمر ضروري في خلق المنافسة؛ كونه يعكس جميع النشاطات التي تقوم بها الشركة في السوق المستهدفة، كما يمكنها استخدامه في إنشاء بريد إلكتروني احترافي للتواصل مع المؤسسات والعملاء.

إذا كنت ترغب في إنشاء موقعًا احترافيًا لشركتك، فيمكنك توظيف مصمم مواقع محترف عبر منصة مستقل أكبر منصة عمل حر في العالم العربي، لتحصل على موقعك بالمواصفات التي تريدها، التي تحقق لك النجاح المطلوب.

3. تعيين عنوان مقر رئيسي للمنشأة

يتوجب على إدارة المنشأة تعيين عنوان مقر رئيسي لها، قد يكون عنوان لحيز مستأجر ضمن حاضنة أو مسرّعة أعمال، أو غيرها من الخيارات كاستئجار مكتب افتراضي يوفر مساحات العمل والأدوات اللازمة لعمل المنشأة. ولا بد من امتلاك رقم هاتف مجاني خاص بالمنشأة.

4. التواجد على منصات التواصل الاجتماعي

يساهم تواجد المنشآت على شبكات التواصل الاجتماعي في تعزيز التواجد ضمن السوق، خاصةً بسبب القدرة على إدارة جميع منصات التواصل الخاصة بالمنشأة من مكان واحد، واهتمام العملاء بالتواجد على هذه المنصات باستمرار.

إذا لم تكن لديك الخبرة الكافية في التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكنك توظيف مسوق رقمي، ليضع لك الاستراتيجية الصحيحة لإدارة صفحاتك على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتولى إنشاء المحتوى الذي يحقق لك الأهداف التسويقية للمنشأة.

دعم مُلّاك المنشآت الصغيرة في المملكة العربية السعودية

اهتمت المملكة العربية السعودية في إطار رؤية 2030، بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة وآلية تأسيسها والعمل عليها، من خلال إعداد برامج تدعم الابتكار والريادة. تتعدد هذه البرامج بين عدة مؤسسات، فمنها التعليمية التي تؤهل الشباب وتنمي مهارات الفكر الريادي مثل مؤسسة مسك الخيرية، ومنها ما يدعم عمل المنشآت الصغيرة والمتوسطة مثل هيئة دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، التي تمت تسميتها “منشآت”.

ما هي هيئة دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة العربية السعودية؟

تعد هيئة دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة المسئول الأول عن تنظيم قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة، إضافةً إلى تطويره وتنميته بهدف دعم الاقتصاد الإجمالي للمملكة من خلال هذه المنشآت.

تطرح الهيئة العديد من الحلول المتعلقة بتمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة مثل خدمة الإقراض غير المباشر، أو في انطلاقة المنشآت كخدمة مجمعات ريادة الأعمال، أو للتمكين كخدمة مكاتب تسهيل الأعمال، أو للفرص مثل خدمة الامتياز التجاري إضافةً للابتكار كمركز ذكاء.

مبادرة الإقراض غير المباشر

تشكّل مبادرة الإقراض غير المباشر أحد أهم الخدمات المطروحة من قِبل هيئة دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة بخصوص تمويل المنشآت الناشئة، وذلك عن طريق حلول لا بنكية بالشراكة مع مؤسسات تمويل ضمن المبادرة. إذ تقدم المبادرة قروضًا منخفضة التكلفة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة.

تقدم المبادرة 7.5 مليون ريال سعودي كحد أعلى للتسهيلات مع العلم أنه لا يوجد حد أدنى للإقراض، إضافةً إلى عدم النظر بعدد سنوات العمل المتعلقة بالمنشأة، وهي من التسهيلات الأساسية التي قدمتها مبادرة الإقراض غير المباشر للمنشآت الصغيرة والمتوسطة.

اترك تعليقاً