ما الهدف من معرفة عادات الناجحين اليومية؟
تكمن الفكرة في البحث عن العادات التي يواظب عليها الناجحون في جوهر العادات ذاتها، حيث تبدأ العادات بسيطة وصغيرة وبالاستمرار عليها تبدأ في السيطرة على نمط حياتك لتُحدد ذلك النمط وتؤثر على أنشطتك اليومية والمهنية المختلفة. يقول الملياردير وارن بافيت:
تشتد العادات وتَثقل حتى تُشكِّل قيودًا لا يستطيع الإنسان كسرها
وهذا هو المطلوب تمامًا، الالتصاق بالعادات التي أثبتت نجاحها مع الكثيرين من الناجحين ورواد الأعمال، لعلها تقودك إلى طريق النجاح مثلهم، لتتمكن من بناء عادات يومية ناجحة.
ما هي أبرز عادات الناجحين اليومية؟
نستعرض فيما يلي أشهر العادات التي يواظب عليها الناجحون لتستلهم منها ما يجاري نمط حياتك وأعمالك:
العادة الأولى: التخطيط قبل النوم
إذا كنت تستيقظ صباحًا ولا تعرف المهام التي يجب عليها أن تفعلها اليوم فمن الأفضل أن تعد للنوم مجددًا، لأن كل يوم جديد بمنزلة سهم يحاول إصابة الهدف، ولا يمكن أبدًا أن تُطلِق السهم قبل رسم وتحديد الهدف أولًا. لذا، فمن أبرز عادات الناجحين اليومية أنهم يخططون ليومهم ليلًا قبل النوم، فيستيقظون للبدء في تنفيذ الخُطَّة والمهام التي أعدوها ليلًا، ما يوفر الكثير من الوقت الذي لا يمكن تعويضه بأي حال.
أهم النصائح المُستلهَمة من عادات النجاح في التخطيط
- ابدأ التخطيط لمهام يومك بالصعب أولًا، لأنك في بداية يومك تكون أكثر قدرة على الإنجاز والإنتاجية.
- اجعل خطتك ديناميكية نوعًا ما، بحيث يكون هناك بدائل تواكب بها أي متغيّر يطرأ على يومك.
- كن واقعيًا في أثناء تخطيطك لليوم، فلا تجعل جدولك مُكتظًا بالكثير من المهام التي لا يُتوقَّع أن يتسع لها وقتك.
- تجنب الأخطاء الشائعة في إدارة الوقت التي قد تهدر وقتك دون أن تشعر، وتحول بينك وبين تنفيذ مهامك التي خططت لها.
- استخدم أدوات تنظيم العمل لتنظيم وإنجاز أعمالك في أقل وقت وبأقل جهد ممكن.
- استعن بمساعد افتراضي احترافي لأداء بعض المهام الروتينية، لتتفرغ لأعمالك الأكثر أهمية، يمكنك الاستفادة من خدمات المستقلين على منصة خمسات، أكبر سوق عربي لبيع وشراء الخدمات المصغرة.
العادة الثانية: الاستيقاظ مبكرًا
من أشهر عادات الناجحين اليومية، إذ يستيقظ “جاك دورسي” المؤسس المشارك لشركة Twitter في الخامسة والنصف صباحًا، أما المدير العام التنفيذي لشركة Apple “تيم كوك” فيستيقظ في الرابعة والنصف صباحًا، ويقول أغنى رجل في العالم “جيف بيزوس” مؤسس شركة أمازون:
أحب الاستيقاظ مبكرًا صباح كل يوم
فما الذي يدفع هؤلاء وغيرهم إلى الالتزام بالاستيقاظ مبكرًا؟ في دراسة قادتها الباحثة “سيلي فيتر” من جامعة كولورادو بولدر، توصلت إلى أنه:
يتوافق الأشخاص الذين يستيقظون مبكرًا مع جداول أعمالهم بسهولة لحصولهم على الراحة النموذجية، بعكس الذين يستيقظون متأخرين الذين يجدون صعوبةً في ذلك
كما تشير الدراسة نفسها إلى أن الاستيقاظ مبكرًا يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 23%، وهو ما يعزز قدرتك على الانطلاق نحو أعمالك والصمود في وجه العقبات التي حتمًا ستواجهك دون أن يتسلل إليك الإحباط أو الاكتئاب.
أهم النصائح المُستلهَمة من عادات الناجحين اليومية للاستيقاظ مبكرًا
- بديهيّ أن النصيحة الأولى ستكون عن النوم مبكرًا لتضمن قدرتك على الاستيقاظ وحصولك على القسط الكافي من الراحة.
- ابتعد عن المشروبات المُنبِّهة في آخر يومك حتى تتمكن من النوم باكرًا.
- ضع المنبه في زاوية الغرفة حتى لا تضغط على الغفوة سريعًا وتضطر إلى النهوض.
- ابدأ بممارسة بعض التمارين التي تساعدك على أن تبدأ يومك بنشاط.
- إذا لم تعتد من قبل الاستيقاظ باكرًا، فلن يكون الأمر سهلًا ولن تستطيع أن تفعل ذلك بين عشية وضحاها، ولكن عليك المثابرة واعلم أن تضحيات اليوم هي مكافآت الغد.
العادة الثالثة: العادات الصحية
ممارسة الرياضة والالتزام بالأنظمة الغذائية الصحية هما من أهم وأشهر عادات الناجحين اليومية، لأن تلك العادات الصحية ترفع من أداء وظائف الجسم واللياقة البدنية وصفاء الذهن، ما ينعكس إيجابيًا على أداء المهام الوظيفية بشكلٍ أكثر فعالية.
وفي دراسة أُجريت عام 2008 على أكثر من مائتي موظف في بريطانيا، اكتشف الباحثون أن الموظفين الذين مارسوا الرياضة في الصالات الرياضية التابعة لشركاتهم زاد معدل إنجازهم، وكانوا أكثر ارتياحًا تجاه العمل.
أهم النصائح المُستلهَمة من عادات النجاح الصحية
- خصص للرياضة وقتًا داخل جدول مهامك اليومية وإن كان عشر دقائق.
- دقائق من الرياضة تفصل بها ما بين رتابة عملك ستساعدك على المواصلة بنشاط وحماس أكثر.
- ابتعد عن الأطعمة السريعة، واستبدالها بالخيارات الصحية.
- لا تبالغ في شرب القهوة والمنبهات.
العادة الرابعة: ديمومة التعلم
يرتبط نجاح رواد الأعمال بمواكبتهم كافة متغيرات الحياة العلمية والعملية، وإدراكهم للمتطلبات المتغيرة للسوق المستهدف، وهو أمر ليس بالسهل، لكنه يحتاج لدراسة مستمرة وتطور لا ينقطع. لذا، فالاعتقاد بأنك قد وصلت لمبلغ العلم لا يعنى إلا أنك قد وصلت إلى بداية النهاية لنجاحك، فالعلم والتعلم لا ينتهيان ما دامت الحياة دائرة، يقول وارن بافيت:
المهم هو أن تعرف مقدار ما تعرفه، وأن تحرص على أن تعرف ما لا تعرفه
أهم النصائح المُستلهمة من عادات الناجحين في التعلم
- لا تتوقف عن القراءة لأنها أهم طريقة لتراكم المعرفة وتطوير الذات، ولهذا يقرأ “وارن بافيت” يوميًا قرابة 500 صفحة، ويقرأ “بيل جيتس” قرابة 50 كتابًا كل عام.
- ادرس تجارِب الآخرين، سواء من المنافسين أو من الناجحين والعظماء.
- اصقل مهاراتك المهنية والقيادية واعطِ أولوية لتطوير ذاتك، ولا تتردد في الاستعانة بالخبراء من مقدمي خدمات التدريب عن بعد الذين يزودنك بالدورات التدريبية المكثفة اللازمة في مختلف المجالات.
العادة الخامسة: لا يتهافتون على العلامات التجارية
قد تعتقد أن غالبية الناجحين يهتمون باقتناء منتجات باهظة الثمن ويلهثون وراء أغلى العلامات التجارية، لكن الواقع عكس ذلك تمامًا، يقول مؤسس فيسبوك “مارك زوكربيرغ” وأحد أغنياء العالم:
لا أحب أن أنفق طاقتي أو أموالي على شراء الأشياء السخيفة أو التافهة مما قد يُشتت انتباهي، بل أُكرّس كل طاقتي للتركيز على الوصول لأهدافي
وما زال “وران بافيت” يعيش في منزله الذي اشتراه بقيمة 31.500 دولار سنة 1958 حتى الآن، أما ساعة بيل جيتس فهي من النوع Casio Sports MDV106-1A وهي ساعة لا تتعد تكلفتها 48 دولار، أما “جيف بيزوس” مؤسس أمازون فقد شوهد في أثناء قيادة سيارة من النوع Honda.
كل هؤلاء هم من أثرى أثرياء العالم، وكلهم عصاميون بنوا ثروتهم بأنفسهم، إلا أن اقتناء أغلى الماركات في كل شيء ليس من عاداتهم المتعارف عليها، فلا تنساق وراء هوس الماركات الذي يصيب محبي الظهور، لكن ركز على هدفك وأنفق أموالك فيما يستحق. وهذا من أشهر عادات الناجحين اليومية، أنهم يتحكمون في إنفاق ثرواتهم على النحو الصحيح، ويسيطرون على أوضاعهم المالية.
العادة السادسة: التركيز والاهتمام بالتفاصيل
ينظر الناجحون كل يوم إلى كل شيء من حولهم من منظور مختلف، فهم يركزون، يحللون، يهتمون بالتفاصيل، ليبحثوا عن الفرصة المناسبة لأهدافهم، أو الفكرة الريادية لمشاريعهم، يقول وارن بافيت:
في كل فترة معينة تمتلئ أجواء الاقتصاد بالسُّحب الداكنة، وتمطر الذهب لفترات وجيزة، فلا تضيع الفرصة
يعتقد الناجحون والأثرياء أن لكل مشكلة مخرج، وخلف كل مخرج بابًا من الفرص، لكن الوصول إلى هذا المخرج يحتاج إلى مستويات عالية من التركيز، ونمط معين من التفكير الذي يرتكز على عقلية ثابتة تعدّ كل مشكلة تحديًا جديدًا يدفعها للوصول إلى الحل.
أهم النصائح المُستلهَمة من عادات الناجحين اليومية في التركيز
- يرى “بافيت” أن أفضل حل للتركيز والتفكير في الاستثمارات هو أن تجلس منفردًا في غرفة وعليك فقط أن تبدأ في التفكير.
- من أهم عوامل التركيز هو أن تبدأ بالتركيز على نفسك أولًا، لُمْ نفسك على التقصير أو الخلل قبل الآخرين، وتعلّم أن تبحث دائمًا عن الحلول قبل أن تبحث عن المخطئين وتهدر وقتك في لومهم.
- التخلص من المشتتات وأولها الهاتف، فعليك أن توقف تفعيل الإشعارات التي لا تحتاج إليها، تلك التي من شأنها أن تُشتت انتباهك وتفقدك التركيز.
- كن هادئًا أو تدرّب على أن تكن كذلك، فالعصبية والاندفاعية هما أول عدو للتركيز والتفكير الإيجابي، وهما إلى ذلك يفوّتان عليك الفرص ويحجبان عنك كثيرًا من التفاصيل.
- لا يمكن التركيز بأي حال وأنت محاط بالضغوط من كل مكان أو جدول أعمالك يكتظ بالمهام التي لم تُنجز بعد. لذا، عليك تعلُّم مهارات إدارة الوقت لترتيب يومك.
العادة السابعة: تعدد مصادر الدخل
وفق المبدأ الذي يقول (لا تضع كل البيض في سلة واحدة) اعتاد كثير من الناجحين ورواد الأعمال على استثمار أموالهم في أكثر من مشروع واحد، وهي استراتيجية مفيدة للغاية في حال مواجهة الأزمات الاقتصادية، كما تؤدي لزيادة الأرباح.
في كتابه (عادات الأغنياء) درس المؤلف “توم كورلي” عادات الناجحين اليومية فيما يتعلق بتنوع مصادر الدخل، واكتشف أن 65% من رواد الأعمال وأثرياء العالم يمتلكون ثلاث مصادر مختلفة للدخل، وهناك من يمتلك أكثر من ذلك أيضًا.
أهم النصائح المُستلهَمة من عادات الناجحين اليومية لتنويع مصادر الدخل
- إذا كانت تعمل بدوام وظيفي منتظم، فيمكنك الدخول إلى عالم العمل الحر، وتقديم مهاراتك وخدمات عبر منصاته المتعددة مثل: خمسات، ومستقل.
- يمكنك أيضًا أن تبدأ مشروعك التجاري الخاص بجانب دوامك.
- اعتمد على مصادر الدخل السلبي لتحقق أرباحًا مستمرة بمجهود بسيط وغير دائم.
العادة الثامنة: استهداف المغامرة والتحدي وإشباع الشغف
من أهم عادات الناجحين اليومية في أعمالهم واستثماراتهم أنهم لا يستهدفون المال بشكل أساسي، لكنهم يستهدفون الأفكار الريادية المميزة التي بدورها تجني المال إذا تم توظيفها بشكلٍ فعال، هم ينطلقون نحو شغفهم بروح من التحدي ولا يتجنبون المغامرة في سبيل ذلك، فيدفعهم شغفهم إلى التفكير خارج الصندوق، فيغزون السوق بأفكارهم الريادية التي تحقق المبيعات والأرباح.
يقول الملياردير ورجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون:
لم أكن أستهدف أن أكون غنيًا، كل ما أردته هو المتعة وتجربة التحدي في الحياة
نصائح مُستلهمة من عادات النجاح فيما يتعلق بالمغامرة والتحدي والشغف
- إذا كنت تنوي الانطلاق نحو شغفك، فلا تنتظر ما يسمى بالوقت المناسب، الوقت المناسب للانطلاق هو “الآن”، فلا مجال للتسويف.
- لا تتجنب دائمًا المغامرات الكبيرة، لأنها قد تخفي وراءها أرباحًا كبيرة.
- تحدّ نفسك أولًا بتدريبها على عادات الناجحين اليومية، وإثقالها بالمهارات.
- لا ترتبك خلال الأزمات والضغوط، بل اتخذها تحديًا، وازدهر بها بالحصول على حلول خلّاقة.