تُخصص العديد من المواقع الإلكترونية موارد لإنتاج المحتوى عبر مقاطع الفيديو، سواء بهدف التسويق للعلامة التجارية أو نشر الوعي حول موضوعات محددة. وتعد استضافة مقاطع الفيديو على الموقع الإلكتروني أحد العوامل التي تلعب دورًا في نجاته أو تعرضه للخطر.
وعلى الرغم من أهمية مقاطع الفيديو في جذب الحواس المتعددة لها كوسيلة تسويقية بصرية رائعة، فلا يُفضل استضافتها على موقعك الإلكتروني لعدة أسباب متعلقة بالسرعة والكفاءة والتكاليف نوضحها تفصيلًا في التالي.
ما هي الاستضافة الذاتية والاستضافة المضمّنة لمقاطع الفيديو؟
الاستضافة الذاتية لمقاطع الفيديو هي أن تستخدم استضافة موقعك في إدارة مقاطع الفيديو الخاصة بك، سواء بهدف التحكم الكامل بها. أو رغبة في الاحتفاظ بقاعدة محتوى دون أن يمسها مضيف آخر بسياسات ومعايير خاصة به.
تطلب الاستضافة الذاتية لمقاطع الفيديو معايير مرتفعة مثل الخطط المتقدمة لاستضافات المواقع، إضافة إلى مهارات برمجية لتعديل تنسيق ملفات الفيديو، بجانب الوقت والتكاليف وجهود حماية الفيديوهات والحفاظ على حقوق ملكيتها.
على الجانب الآخر، تعني الاستضافة المضمنة بالاعتماد على موقع آخر مرفوع إليه مقطع الفيديو وتضمين الرابط الخاص به على موقعك الالكتروني. ينطبق ذلك على رفع الفيديوهات على يوتيوب وعرضها على موقعك بإدراج رابطها ضمن صفحة أو تدوينة، وفي هذه الحالة تستهلك الفيديوهات موارد الموقع المضيف، وفي هذه الحالة يكون يوتيوب.
لماذا لا ينبغي لك استضافة مقاطع الفيديو على موقعك؟
وفقًا للعديد من الدراسات، تدفع مقاطع الفيديو حوالي 85% من المستهلكين إلى شراء المنتج بعد مشاهدة فيديو توضيحي له، وهو ما يجعلها أداة تسويقية فعالة بالنسبة لمواقع تقديم الخدمات والمنتجات. ما عليك الاهتمام به في هذه الحالة، هو إضافتها بشكل صحيح إلى موقعك الإلكتروني دون إحداث خلل به، إذ تسبب استضافة مقاطع الفيديو على الموقع مباشرة ما يلي:
1. زيادة معدل نقل البيانات (الباندويث)
يعرف الباندويث بمعدل نقل البيانات من الخادم (السيرفر) إلى زائر الموقع الإلكتروني، وتتمثل هذه البيانات في محتوى صفحات الموقع ووسائط الصور والفيديوهات وملفات الصوت عليه. وكلما زاد حجم هذه البيانات، زادت مدة تحميل صفحات الموقع بالنسبة للزوار.
ما تفعله ملفات الفيديو بالنسبة للباندويث في هذه الحالة أنها تجعل الموقع بطيء للغاية حال قرر عدد من الأشخاص النقر على مقاطع الفيديو في ذات الوقت، لأن خادم الموقع سيحتاج تمرير كم ضخم من البيانات إلى أكثر من زائر في نفس الوقت.
وفي وجود عدد محدود من موارد الباندويث التي تقدمها خدمات الاستضافة، لن تكون النتيجة سوى إحداث فوضى في قدرة الخادم، واحتمال انهيار الموقع أو حدوث عطل لفترة من الوقت، ما ينفر الزوار في النهاية من الموقع، ويجعل تجربة الاستخدام سيئة.
2. استهلاك ضخم لمساحة التخزين والتحميل
يقدم مزودي استضافات المواقع الإلكترونية مساحة تخزين محدودة للموقع، وفي حالة استضافة مقاطع الفيديو عليه، سوف تستهلك معظم هذه الكمية بسرعة نظرًا لضخامة مساحة مقاطع الفيديو مقارنةً بالصور والمحتوى. على الجانب الآخر، يتيح مزودي الاستضافات أيضًا قيود على حجم الملفات الممكن تحميلها إلى الموقع لكل ملف، وفي الغالب ما تبدأ من 32 ميجا تبعًا لكل خطة استضافة.
في هذه الحالة قد تواجه بعض المشاكل في تحميل مقاطع الفيديو إلى الموقع إن كانت خطة الاستضافة بدائية أو متوسطة لأن حجم الفيديوهات غالبًا ما يتعدى 100 ميجا لكل مقطع. إضافةً لما سبق، فإن استهلاك مساحة كبيرة من تخزين الموقع، سوف يؤدي إلى بطء الآداء في النهاية وبالأخص أثناء عملية النسخ الإحتياطي الدوري له.
3. مزيد من التعقيد والبرمجة
استضافة مقاطع الفيديو على موقعك تتطلب تثبيت مشغلات فيديو على خوادمه لإتاحة تشغيل مقاطع الفيديو عليه. تقوم هذه البرمجيات تلقائيًا بتحديد الجهاز الذي يطلب تشغيل مقطع الفيديو وتحقيق اتصال معه وإرسال الصيغة المناسبة له.
ولكي تعمل برمجيات تشغيل الفيديو بشكل صحيح، يجب تضمين أكواد برمجية بالموقع كي تصنع تنسيق بين المشغل والخادم وهو وقت وجهد إضافي. تذكر أن الاهتمام الكبير بالتفاصيل سوف يكلف الكثير، فمن الواضح أن الأمر يتطلب استخدام أكثر من تطبيق برمجي. وحتى لو بدا الفيديو رائع على أحد المتصفحات في النهاية، قد يكون سيء الجودة على متصفح آخر.
4. الحاجة إلى تحويل تنسيق مقاطع الفيديو
كما ذكرنا في النقطة السابقة، يعتمد تشغيل مقاطع الفيديو على برمجيات تحدد صيغ مختلفة لإرسالها طبقًا لنوع جهاز الزائر. ونظرًا لتدفق الزوار إلى الموقع الإلكتروني من وسائل مختلفة، مثل أكثر من متصفح أو أحجام شاشات وأجهزة متنوعة، سوف تحتاج إلى تحويل تنسيق مقاطع الفيديو كي تتناسب مع كل هذه التغيرات.
لن تكون هذه العملية صعبة ومملة فحسب، لكنها سوف تكون مكلفة، إضافة لإمكانية التعرض لتقليل جودة ملفات الفيديو أو تعريضها للتلف عندما تنتقل من برنامج إلى آخر.
5. صعوبة زيادة الزيارات إلى الموقع
نظرًا لتأثير استضافة مقاطع الفيديو بالسلب على موقعك من خلال تقليل سرعة تحميل صفحاته، سوف يؤثر ذلك على ترتيبه في محركات البحث ومن ثم على معدل الزيارات. يواجه الكثير من أصحاب المواقع الإلكترونية الذين يستضيفون فيديوهات على مواقعهم بطء في تحميل الصفحات. مما يؤدي إلى هروب الزوار وخسارة الجماهير ومراكز الظهور بمحركات البحث.
سوف يستغرق الفيديو بعض الوقت للتشغيل إن كان الخادم بخطة متوسطة، حتى يتمكن جهاز الزائر من تنزيل ملفاته بسرعة معدل نقل البيانات (الباندويث) المحدودة. قد يؤدي ذلك إلى توقف مفاجئ للصفحة عندما يفقد الخادم اتصاله بسبب طول مدة التحميل، وهو ما يضع تجربة المستخدمين في مشكلة ويتسبب في هروبهم.
6. استنزاف موارد موقعك
إن لم تكن مقاطع الفيديو المستضافة على الموقع محمية من النسخ، يمكن بسهولة أن يستغل موقع آخر هذه الفرصة ويضع روابطها في صفحاته وتدويناته. في هذه الحالة سوف يتم التحميل على موارد الاستضافة الخاصة بك عندما يقوم زوار الموقع الآخر بمشاهدة هذه الفيديوهات.
لتوضيح الأمر، إن قررت وضع رابط لأحد الفيديوهات على موقعك، فإنك بتلك الطريقة تعرض فيديو موجود ضمن خادم يوتيوب. إذًا يكون استهلاك الباندويث والمساحة وكل تلك التفاصيل مرتبطة بيوتيوب وليس موقعك، نظرًا لأنها مرفوعة إلى سيرفرات يوتيوب.
يعمل الأمر بنفس الطريقة إن قمت بتحميل الفيديوهات إلى الخادم الخاص بك وقام أحدهم بنشرها في موقعه، وهو ما يعرض استضافة موقعك الدخول إلى حالة من الفوضى دون معرفة السبب الحقيقي.
7. ارتفاع التكاليف
في حالة الاستضافة الذاتية لمقاطع الفيديو، سوف تحتاج إلى الكثير من الجهود والتكاليف المتمثلة في الإعلانات والتسويق بهدف زيادة زوار الموقع، ناهيك عن الإمكانيات الهائلة المطلوبة في سيرفر الموقع لإتاحة استضافة الفيديوهات عليه مع الحفاظ على السرعة وكفاءة الآداء.
ولا ننسى البرمجيات المدفوعة الخاصة بتشغيل الفيديو، بجانب توظيف المبرمجين لتضمين أكواد التنسيق بين الخادم والمشغل. كل ذلك وأكثر سوف يكلفك مبالغ طائلة قد لا تتحملها الشركات الصغيرة والمتوسطة، وقد لا تؤتي ثمارها حال زادت التكاليف عن الأرباح المرجوة من هذه الخطوة.