بالرغم من اختلاف هيكل السيرة الذاتية باختلاف المجال والتفضيلات الشخصية، فإن هناك معلومات أساسية وهيكل رئيسي تتضمّنه جميع أشكال السير الذاتية. لذا إذا أردتَّ كتابة سيرة ذاتية مثالية، فهذه عناصرها الثمانية مع توضيح كيفية كتابة كل منها على حِدة:

أولًا: معلومات الاتصال الخاصة بك

إنه العنصر الأول في أثناء كتابة أي سيرة ذاتية، إذا يُكتَب في الجزء العلوي من السيرة الذاتية، حتى يتمكّن مسؤول التوظيف من التواصل معك بسهولة إذا أراد ذلك. ويجب أن تتضمّن معلومات الاتصال كلًّا من:

  • الاسم الشخصي واسم الكنية في أول سطر وأعلى جزء من الصفحة.
  • رقم الهاتف، مع تضمين رموز الدولة في حال كنت تقدم لوظائف عن بعد أو دولة مختلفة.
  • عنوان بريد إلكتروني احترافي، أي أنه قصير ويحمل اسمك دون رموز عشوائية.
  • عنوانك الشخصي، ويشمل اسم المدينة التي تعيش بها ورمزها البريدي، فقد يُفضّل بعض مسؤولي التوظيف تعيين موظَّف يعيش في مكان قريب.
  • رابط لموقعك الإلكتروني -إن وُجِد- أو حسابك على منصة لينكد إن.

تجنب كتابة أي معلومات لها علاقة بمكان عملك السابق، فلا يصح استخدام عنوان البريد الإلكتروني الخاص بالعمل، ولا تُدرِج حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي إذا كانت شخصية، فلن تعزز من فرصك في الحصول على الوظيفة.

ثانيًا: النبذة الشخصية

وهو بيان موجز في بداية السيرة الذاتية أسفل معلومات الاتصال مباشرةً، يتكوّن من فقرة واحدة قصيرة، تُعطي بها لمسؤول التوظيف نظرة عامة عنك وعن مهاراتك وإنجازاتك. لذا يجب أن تكون مُركَّزة وقيّمة، تعبّر بها عن أهم نقاط قوّتك التي تتميّز بها عن الآخرين في هذا المجال. ولكي تكون النبذة الشخصية احترافية، اذكر بها:

  • من أنت؟ وهو تعريف بسيط عن نفسك وصفاتك في تاريخك المهني في سطرٍ واحد.
  • ما هي أفضل مهاراتك وإنجازاتك؟
  • ما هي أهدافك المهنية؟

كل ذلك في فقرة قصيرة لا تتعدى المائة كلمة، ولا تكتب بها لماذا تتقدّم لتلك الوظيف أو لماذا تركت وظيفتك السابقة أو معلومات عن الرواتب، فقط اجعلها معبّرة عنك وجذّابة، تناسب الوظيفة التي تُقدِّم عليها.

ثالثًا: الخبرات المهنية

الخبرات المهنية هي العنصر الرئيسي والأهم في أثناء كتابة سيرة ذاتية، فإن أهم ما يريد مسؤول التوظيف رؤيته هو مسار حياتك المهنية. لذا عند كتابة سيرة ذاتية احترافية، اسرد وظائفك السابقة بترتيب زمني عكسي كما وضحنا في كتابة السيرة التسلسلية، وهكذا حتى تغطى 15 عام من الخبرة بحد أقصى، إذا كانت لديك خبرة كبيرة في هذا المجال.

عند سرد كل وظيفة، يجب كتابة كلًّا من:

  • المسمى الوظيفي.
  • اسم الشركة.
  • تاريخ التوظيف في الشركة وتاريخ الرحيل عنها.
  • قائمة تضم مسؤولياتك الرئيسية وإنجازاتك التي حققتها، يُفضل ألا تكون طويلة ولا تتجاوز الخمس نقاط كحد أقصى.

تجنّب كتابة عناوين الشركات أو أسماء المديرين والموظفين السابقين، ولا داعي لذكر الوظائف قصيرة المدى أو الوظائف التي لا علاقة لها بمجال التوظيف هذا. وإذا استطعت تعزيز كلامك عن الإنجازات بأرقام حقيقية فعّالة، فإن ذلك سيبرز تأثيرك ويعطيك ميزة قوية، فبدلًا من كتابة “زيادة مبيعات الشركة” اجعلها “زيادة مبيعات الشركة بنسبة 23% خلال 12 شهر”، فهكذا تبدو احترافية أكثر.

رابعًا: التعليم والمؤهلات

اكتب قائمة بدرجاتك العلمية من الأحدث إلى الأقدم كما فعلتَ في خبراتك المهنية ودرجاتك العلمية وتشمل: مؤهلاتك العلمية بعد الثانوية، والرسائل العلمية، والدورات الدراسية، والمؤهلات الوظيفية. في هذه الخطوة يجب أن تُبرزَ جميع الإنجازات الأكاديمية، التي تؤهّلك إلى الحصول على هذه الوظيفة.

وعند ذِكر كل مؤهّل تعليمي، احرص على كتابة كل من:

  • اسم المؤهّل بطريقة علمية أكاديمية، مثل: “بكالوريوس في علم الاجتماع”.
  • المدرسة أو الكلية التي درستَ بها.
  • تاريخ الالتحاق وتاريخ التخرّج.

في حال كنت حديث التخرّج أو في بداية حياتك المهنية، فيمكنك كتابة عنصر التعليم مباشرةً بعد النبذة الشخصية، دون الحاجة إلى ذكر خبراتك المهنية. وإذا لم تكمل تعليمك الأكاديمي بعد، فاكتب آخر مستوى تعليمي توصّلت إليه كشهادة الثانوية مثلًا.

خامسًا: المهارات

تنقسم المهارات التي يجب أن تدرجها أثناء كتابة سيرة ذاتية خاصة بك إلى نوعين:

  • المهارات الشخصية: وهي التي يمكن اكتسابها من الحياة أو الخبرة العملية أو دورات خاصة، مثل مهارات التواصل ومهارات التفاوض والعمل الجماعي وحل المشكلات وغيرها. اكتب بعضها في قائمة المهارات مع تحديد مستوى إجادتك بها، سواء كان متوسّط أو جيّد أو متقدِّم.
  • المهارات الفنية: وهي الحد الأدنى من المهارات المهنية التي تحتاجها الوظيفة، مثل اللغات الأجنبية والبرامج التي تستخدمها وغيرها، اكتب بعضها في السيرة الذاتية في صورة قائمة، يعبّر كل عنصر بها عن مهارة معيّنة وبشكل مُخصَّص، فبدلاً من كتابة “إتقان مهارات الحاسوب”، اذكر البرامج ولغات البرمجة التي تتقنها بالتحديد.

والأهم، ألَّا تبالغ في قدراتك ومهاراتك. فعند كتابة سيرة ذاتية صحيحة، يكفي كتابة قائمة من ثمان نقاط تضم مهاراتك الشخصية والتقنية. وإذا كان لديك أكثر من ذلك، اختر المهارات التي لها علاقة بالوظيفة التي تقدّم عليها فقط، ويمكنك التعرّف عليها بالتحديد من خلال الوصف الوظيفي للوظيفة التي تقدّم عليها، اقرأها بعناية فقط، واستخلص منها المهارات الهامة لكي تدرجها في قائمتك دون غيرها.

سادسًا: الاهتمامات

ولا نعني هنا اهتماماتك الخاصة بالقراءة أو السينما، هذه الاهتمامات جيّدة لكنها لن تجذب اهتمام مسؤول التوظيف، ولا داعي لها أثناء كتابة سيرة ذاتية خاصة بك، فالصواب هو كتابة اهتمامات لها علاقة مباشرة بالوظيفة التي تقدّم عليها. فإذا كنت تقدّم على وظيفة لها علاقة بالبيئة، فاذكر أنك مهتم بقضايا المناخ. وإذا كنت تريد أن تصبح صحفيًا، فاذكر أنك مهتم بمدونتك الخاصة والنشرات الإخبارية وهكذا.

فالغرض من قسم الاهتمامات في سيرتك الذاتية هي أن تجعلك مميّزًا، إذ توفّر لمسؤول التوظيف صورة أكثر تكاملًا وتميّزًا عن هويتك.

سابعًا: الأقسام الإضافية

هناك بعض الأقسام الإضافية التي يمكن إضافتها عند كتابة سيرة ذاتية، وذلك حسب تفضيلاتك الشخصية أو حسب أهميتها للوظيفة ذاتها، مثل:

1. الجوائز والتكريمات

إذا كنت حاصلًا على جائزة قيّمة، يمكنك إنشاء قائمة خاصة بالجوائز والتكريمات، وإضافة اسم الجائزة وترتيبك وتاريخ الحصول عليها.

2. الدورات التدريبية

إنها أحد الطرق لتحسين مهاراتك وخبراتك العملية بشكلٍ منهجي، لذا إذا التحقت بأحد الدورات التدريبية التابعة لجهات موثوقة، فيمكنك كتابة اسم الدورة التي حصلت عليها وتاريخها.

3. الأنشطة

على عكس الدورات التدريبية، فإن الأنشطة تساعد على تحسين المهارات والخبرات، ولكن بشكل عفوي غير منهجي، مثل الأنشطة الطلابية في الجامعة أو الجمعيات المجتمعية، فإذا التحقت بأحد الأنشطة يمكنك إدراجها.

4. المُراجعين

وهم أشخاص قد عملتَ معهم من قبل، ولديهم انطباع إيجابي عنك. لذا قد تقدّم معلومات الاتصال الخاصة بهم إلى مسؤول التوظيف، ليتمكّن من التواصل معهم ويتعرّف من خلالهم على سلوكك في العمل وكفاءتك. وإذا لم ترغب في ذكر أسمائهم أثناء كتابة سيرة ذاتية خاصة بك، يمكنك إزالة العنصر كله أو كتابة عبارة “المراجعين متاحين عند الطلب”، وتعني أنك تطلب من مسؤول التوظيف أن يتواصل معك، إذا أراد معرفة بعض المراجعين لك.

ثامنًا: راجع سيرتك الذاتية

بعدما تنتهي من كتابة سيرة ذاتية احترافية خاصة بك، تأكد من مراجعتها أكثر من مرة وبدقة شديدة بحثًا عن الأخطاء اللغوية، ثم اطلب من زميل لك يعمل في المجال ذاته أو مُراجع سيَر ذاتية محترف أن يراجع سيرتك الذاتية، للتأكد من أنها تضم جميع العناصر المطلوبة، ولتنبيهك إذا كنت في حاجة إلى إضافة عنصر آخر أوحذف عنصر موجود.

تستهلك تلك الخطوات وقتًا كبيرًا، بالإضافة إلى صعوبة تصميم هوية بصرية لملف سيرتك الذاتية بنفسك. يمكنك توفير كثير من الوقت والجهد المستغرق في كتابة سيرتك الذاتية، وتوظيف كاتب سيرة ذاتية محترف عبر منصة مستقل أكبر منصة عربية للعمل الحر، ليتولى مهمة بكتابة وتصميم السيرة الذاتية الخاصة بك بترتيبها وتنسيقها الصحيح وشكلها الاحترافي، حتى تكون سيرة ذاتية مثالية تحقق المُراد منها بنجاح.

اترك تعليقاً