عند برمجة مواقع الويب؛ يتصف الموقع الاحترافي بسهولة الإطلاق، وتقديم تجربة مستخدم مميزة، وعدم وجود أخطاء في التصميم أو التفاعل، وسرعة التصفح.. وغيرها العديد من المواصفات. يمكن تحقيق جميع ذلك وأكثر من خلال الالتزام بمجموعة من الخطوات الدقيقة، والتي يجب تنفيذها باحترافية كبيرة. يمكنك خوض التجربة بنفسك، وإنشاء موقع ويب احترافي ومتكامل لنشاطك التجاري باتباع هذه الخطوات:
1. تجميع المعلومات الأولية
تُعدّ الخطوة الأولى في عملية برمجة مواقع الويب هي تجميع المعلومات الأولية عن الموقع المراد برمجته، إذ تُطرح فيها عدّة تساؤلات بغرض وضع تصوّر شامل عن متطلبات العمل، لضمان تحقيقها وفق الخطة الموضوعة، ومن أبرز هذه التساؤلات:
- ما الغرض من برمجة الموقع الإلكتروني؟
- ما الأهداف التي سيحققها؟
- ما الخدمات التي يسعى إلى تقديمها؟
- ماذا سيستفيد العملاء من استخدام هذا الموقع؟
- من هو الجمهور المستهدف؟ وما الفئة العمرية التي ينتمون إليها؟ وما اهتماماتهم؟
تؤثر إجابة كل سؤال من هذه الأسئلة على جميع مراحل العمل، وخصوصًا على مرحلة التصميم. إذ يختلف التصميم بشكلٍ كبير حسب مجال عمل الموقع، ويجب أن يراعي النُسق المفضل لدى الجمهور المستهدف؛ فمثلًا تصميم موقع ويب لجامعة يختلف اختلاف كلي عن تصميم موقع خاص ببيع منتجات احتياجات الأم والطفل، فالأول يجب أن يتسم بالجدية والوضوح والاختصار والألوان الهادئة، على عكس الثاني الذي يجب أن يتمتع بالمرح والحيوية.
إضافةً إلى ذلك، توجد العديد من الأسئلة الإضافية التي تخص صلب عملية برمجة مواقع الويب نفسها، مثل:
- ما هي لغات البرمجة وأطر العمل الخاصة بها التي سيتم استخدامها؟
- هل يحتاج الموقع لأنظمة إدارة المحتوى أم لا؟
- هل سيستخدم الموقع نظام دعم عملاء يعتمد على البريد الإلكتروني أم نظام محادثة مباشرة؟
- ما المدة الزمنية المتوقعة لإنهاء كل خطوة من خطوات برمجة الموقع؟
- هل يوجد بدائل عند عدم القدرة على تنفيذ مهمة معينة؟ وما هي البدائل المتاحة؟
يجب أن تكون جميع الإجابات واضحة في نهاية هذه المرحلة لضمان عدم العودة إليها، الأمر الذي سيؤخر من عملية البرمجة الكلية للموقع والذي قد يسبب فشله.
2. تصميم موقع الويب
لا شك أن تصميم موقع الويب من العوامل الرئيسية لنجاح الموقع أو فشله، فالتصميم هو أول ما يلاحظه المستخدم عند الدخول إلى الموقع وتصفحه. لذا يجب منح مرحلة التصميم الوقت والتركيز الكافي للخروج بتصميم متميز. تتضمن هذه المرحلة تصميم الواجهة المرئية التي سيراها المستخدم؛ بما تحتويه من عناصر مثل الأزرار والأيقونات والقوائم وغيرها، وتُحدد الألوان التي تناسب طبيعة مجال الموقع.
كما ينبغي أن تُدعم هذه المرحلة بدراسة مستخدمي الموقع النهائيين لفهم سلوكياتهم واحتياجاتهم، للاستفادة من هذه المعلومات في تصميم تجربة مستخدم مناسبة لها، ثم تُحوّل ملفات التصميم إلى نسخة حية يتفاعل معها المستخدم.
3. برمجة موقع الويب
يبدأ العمل الفعلي على برمجة مواقع الويب في هذه المرحلة، حيث تُكتب الشيفرات البرمجية الخاصة بالواجهات الخلفية، والتي تتطلب خبرة عالية لضمان استقرار الموقع وتقديمه أداءً فعّالًا. يختلف حجم العمل المطلوب في هذه المرحلة وفقًا لمتطلباتك واحتياجاتك الأساسية من الموقع الإلكتروني، فقد تحتاج إلى برمجة موقع إلكتروني بسيط لا يحتاج إلى قواعد بيانات، أو يتطلب لوحة تحكم أو حتى أنظمة لإدارة المحتوى.
وعلى النقيض، قد يكون الموقع معقدًا يتضمن الكثير من الطلبات التي تحتاج إلى سرعة الاتصال بقواعد البيانات، لاستخراج البيانات وتنظيمها وعرضها، أو يجرى من خلاله عمليات دفع، وبالتبعية يحتاج إلى تأمين قوي للموقع نفسه وبيانات العملاء، وغيرها. مرحلة برمجة الموقع هي الأهم على الإطلاق. لذا ننصحك بتوظيف مبرمج ويب محترف من منصة مستقل، أكبر منصة عربية للعمل الحر.
4. إنشاء محتوى الموقع
يمكن البدء بإعداد محتوى الموقع بالتوازي مع مرحلة البرمجة، ولكن يجب أن تكون بعد مرحلة التصميم حتمًا. الموقع في هذه المرحلة فارغ ويجب ملؤه بالمحتوى المناسب، تبدأ عملية إنشاء المحتوى بكتابة عناوين الصفحات والمعلومات العامة عن الموقع؛ مثل المقدمة التعريفية وسياسة الموقع ومعلومات التواصل، ثم كتابة محتوى صفحات الموقع، بما في ذلك المقالات أو الخدمات المقدمة أو وصف المنتجات في مواقع التجارة الإلكترونية.
تتعدد أنواع المحتوى، لذا تتطلب عملية كتابته خبرة كبيرة بهذه الأنواع، بالإضافة إلى ضرورة احتراف اللغة المكتوبة بها لتجنب وجود أخطاء لغوية، وبالتالي الحصول على تقييم سلبي من العملاء، كما يجب فهم أساسيات تحسين محركات البحث ومعايير السيو SEO لكتابة محتوى يتصدر في نتائج البحث.
5. اختبار الموقع
بعد الخطوات السابقة، وقبل إطلاق الموقع على الإنترنت، تأتي خطوة اختبار الموقع لضمان خلوّه من الأخطاء. يجري الاختبار على مرحلتين، اختبار شيفرات الواجهة الأمامية ثم الخلفية كُلًا على حِدة، للتأكد من صحة عملها وفق الأهداف المحددة، ثم يجري اختبارهما معًا للتأكد من قدرتهما على التكامل والتفاعل بسلاسة قدر الإمكان.
قد يظهر بعض القصور في الأداء أو بعض الأخطاء أثناء التنفيذ، يجب معالجتها جميعًا بدقة وبطريقة منهجية، حتى لا تؤثر على عمل الأجزاء الصحيحة. كما يُختبر أمان الموقع لضمان خلوّه من الثغرات الأمنية التي قد يستغلها المخترقون، ويتسببون بتخريب الموقع أو حتى إيقافه عن العمل.
6. إطلاق الموقع
إطلاق الموقع هي المرحلة الأخيرة وتعني نشر موقع الويب على شبكة الإنترنت، وتُنفَذّ بعد التأكد من استكمال جميع الخطوات السابقة بشكلٍ صحيح، وأن الموقع يحقق الأهداف المطلوبة منه. وتتضمن هذه المرحلة خطوتين أساسيتين هما: تحديد النطاق والاستضافة.
النطاق Domain
هو عبارة عن عنوان الموقع الإلكتروني والذي يُكتب في شريط محركات البحث للعثور على الموقع، ويتألف من قسمين: الاسم الرئيسي والامتداد، فمثلًا يُعدّ النطاق الخاص بموقع مستقل هو: mostaql.com حيث «mostaql» هو الاسم الرئيسي أما «com.» فهو الامتداد.
يفضل الحرص على اختيار اسم رئيسي سهل الحفظ والكتابة ويعبر عن النشاط التجاري بدقة؛ ليسهل تذكره من قِبل المستخدمين، ويجب أن يكون غير مستخدم مسبقًا، كما يفضّل اختيار الامتدادات الشهيرة مثل: «com.» و«net.».
الاستضافة Host
هي عملية نقل شيفرات صفحات الموقع، والمحتوى الذي تتضمنه هذه الصفحات إلى خوادم تعمل طوال الوقت، لتُتيح الموقع دائمًا للمستخدمين عند الطلب. تقدم أغلب شركات النطاقات خدمات استضافة الويب أيضًا، إذ تتعدد أنواع هذه الاستضافات وتختلف وفقًا لعوامل متعددة؛ بدايةً من مساحة التخزين التي توفرها ووقت التشغيل، حتى سرعة التحميل والحماية وتوفير الدعم الفني. لمعرفة المزيد، يمكنك قراءة مقالنا: ماذا تعرف عن استضافة الويب Web Hosting؟
7. صيانة الموقع
غالبًا ما يظن الجميع أن العمل انتهى بمجرد إطلاق موقع الويب، ولكنه مفهوم خاطئ إذ يوجد بعدها مرحلة صيانة الموقع، والتي تؤثر على نجاح الموقع بشكلٍ كبير وتوفر استدامته؛ لذا لا يجب إهمال هذه المرحلة أو تجاهلها.
يجرى في هذه المرحلة الصيانة الدورية التي تتضمن حفظ نسخة الأمان الاحتياطية لموقعك، وضمان مختلف أنواع التحديثات؛ بما في ذلك التحديث التقني الذي يضمن حصول لوحة التحكم الخاصة بموقعك على جميع التحديثات المستمرة والمتجددة. بالإضافة إلى تحديث المحتوى الذي يشمل إضافة أو تعديل أو حذف عناصر محتوى الموقع وفقًا للمتطلبات المتغيرة، أو الحالات الجديدة مثل تحديث المنتجات في موقع تجارة إلكترونية.