رحلة النجاح في ريادة الأعمال ليست سهلة أبدًا، وتحتاج إلى الكثير من المجهود والخطوات حتى تتحول إلى أرض الواقع. لذا، توجد نصائح لرواد الأعمال لمساعدتهم على فهم عالم ريادة الأعمال والنجاح به حقًا. من أهم هذه النصائح:
1. الاستثمار في ذاتك دائمًا
يعتمد النجاح في ريادة الأعمال على شخصك في المقام الأول، فأنت كرائد أعمال العنصر الأهم في المشروع. إذا سألت المستثمرين سيخبرونك أنّهم يستثمرون في الأفكار وفقًا لطبيعة الأشخاص المسئولين عن تنفيذها، لا فقط لجودة الفكرة.
لا سيّما مع كون الأفكار في عالم ريادة الأعمال تتكرر باستمرار، والفارق الأساسي هو في طبيعة الأشخاص المسئولين عن الفكرة. لذا، أنت بحاجة إلى التركيز على الاستثمار في ذاتك دائمًا، وإدراك أنّ مجال ريادة الأعمال هو مجال يتطور باستمرار، بالتالي أنت بحاجة إلى البقاء على اطلاع بما يحدث طوال الوقت. يمكنك الاستثمار في ذاتك بالطرق التالية:
المحتوى المكتوب
يعد المحتوى المكتوب من أكثر أنواع المحتوى انتشارًا التي ستساعدك على التعلم في ريادة الأعمال. قسّم هذا المحتوى إلى نوعين: النوع الأول هو المحتوى التأسيسي للمجال الذي يساعدك على اكتساب المعلومات المطلوبة، وهذا يمكن تحقيقه من خلال قراءة كتب ريادة الأعمال المختلفة، التي تمكّنك من فهم المجال جيدًا.
النوع الثاني هو المحتوى الذي ينشر دوريًا، ليساعدك على معرفة أحدث التوجهات في ريادة الأعمال، سواءً مقالات عن ريادة الأعمال بصفة عامة كالتي نقدمها في مدونات مستقل وخمسات، أو حتى الأخبار والتحليلات الدورية عن عالم الشركات والاستثمار وغيره، التي تنشر في كبرى المواقع العالمية يوميًا.
المحتوى المرئي والمسموع
توجد العديد من مصادر المحتوى المرئي، مثل الدورات التعليمية في المجال، إلى جانب مشاهدة الأفلام التي تحكي قصص نجاح رجال أعمال ورواد أعمال، أو حتى مشاهدة فيديوهات من على منصة TED. يساعد المحتوى المرئي على التأثير في عقليتك، لاكتساب عقلية ريادة الأعمال، والاستفادة من طريقة تفكير مختلف رواد الأعمال حول العالم.
النوع الأخير من المحتوى الذي يساعدك على الاستثمار في ذاتك، هو المحتوى المسموع من خلال البودكاست. يمكّنك هذا النوع من الاستفادة بالوقت الذي تقضيه في المواصلات في أثناء الذهاب لعملك، وبالتالي لن يأخذ من وقت العمل، وفي الوقت ذاته ستحصل على فائدة كبيرة من خلاله.
2. امتلاك الدافع الصحيح للبدء في ريادة الأعمال
تعد ريادة الأعمال هي المجال الأكثر شهرة في الوقت الحالي، وكثيرًا ما تُردد أفكار مثل ضرورة تحول الجميع ليكونوا رواد أعمال، ومن غير ذلك سيعيشون لتحقيق أحلام الآخرين. في الواقع هذا لا يجب أن يكون أبدًا هو الدافع الصحيح للبدء في ريادة الأعمال، وليس ضروريًا وجود الرغبة لدى الجميع ليكونوا رواد أعمال.
في النهاية العمل في ريادة الأعمال هو نمط وأسلوب للحياة، يحتوي على العديد من التحديات، وقد تكون لا تفضل بذل هذا المجهود، وبدلًا من ذلك ترغب في العمل كموظف أو كعامل حر، إذ ترى هذا النمط الأفضل لحياتك. بالتالي، لا توجد إشكالية إذا لم ترغب في الدخول إلى عالم ريادة الأعمال، أو حتى إذا رغبت في إنشاء مشروع تقليدي لا مبتكر، إذ تراه سيكون الأفضل بالنسبة لك.
أنت بحاجة إلى أخذ القرار الصحيح لحياتك. لذا، عندما تقرر البدء في ريادة الأعمال، فلا بد من وجود دافع صحيح من داخلك لفعل ذلك، مثل قناعتك بوجود فكرة متميزة لديك، تستحق المخاطرة والبدء في تنفيذها الآن، ومن ثم تبدأ أخذ خطوات فعلية نحو تنفيذها. غير ذلك، فلا تحاول إجبار نفسك على فعل شيء، قد لا يكون هو الأفضل لحياتك، ودع عنك كل ما يُقال عن ريادة الأعمال.
3. التأكد من معرفتك الصحيحة لعالم ريادة الأعمال
إذا رأيت أنّ عالم ريادة الأعمال هو الأنسب لك، فمن الجيد قبل الدخول إلى هذا العالم، أن تتأكد من امتلاكك للمعرفة الصحيحة بشأن ريادة الأعمال. لا تندفع بما تراه عن حياة رواد الأعمال من الحديث عن النجاحات، إذ في الجهة الأخرى هناك العديد من التحديات والصعوبات التي تواجههم، فهو نمط حياة ليس سهلًا على الإطلاق، ويحتاج إلى الكثير من المجهود.
من الأشياء التي تحتاج إلى معرفتها هو أنّك لا تحتاج إلى فكرة جديدة كليًا للبدء في ريادة الأعمال، فهذا الأمر صعبًا ولا يجب أن يكون هدفًا في ذاته. لكن الأصل هو التفكير في امتلاك فكرة لها قيمة مقترحة، تؤمن بأنّها ستحقق لك العائد الكبير عندما تبدأ بها، والحرص على التأكد من وجود احتياج حقيقي لها، من خلال تطبيق خطوات إنشاء مشروع ريادي المذكورة سابقًا.
كذلك من المهم معرفة أي نوع من رواد الأعمال تحب أن تكون، مع الإدراك أنّه حتى إذا كنت تفضل العمل بمفردك، فهذا لا يجب أن يكون خيارك الأول، بل يعتمد ذلك على طبيعة الفكرة التي تنفذها، وإذا كان بإمكانك القيام بجميع المجهودات وحدك، أو ستحتاج إلى البحث عن شركاء وفريق للعمل.
من الجيد الحرص على امتلاك صفات لأكثر من نوع من رواد الأعمال، إذ سيؤثر ذلك على شخصيتك، وستقدر على توظيف الصفات الحسنة لكل نوع وفقًا للموقف الذي تمر به الشركة. على الرغم من طبيعة المجهود في ذلك، لكنّه سيسهل عليك امتلاك عقلية ريادة الأعمال التي يمكنك استخدامها في المواقف المختلفة.
4. اكتساب بعض الخبرة أولًا
تلعب الخبرة دورًا كبيرًا في إمكانية النجاح في ريادة الأعمال. فإذا قررت البدء في مشروعك، دون وجود خبرات سابقة، سيؤثر عليك ذلك سلبًا من ناحية قدرتك على التعامل مع بعض التحديات التي ستمر بها، وقد تخسر في سبيل ذلك الكثير من المال والمجهود والوقت. لذا، من الجيد التفكير في العمل كموظف أولًا، والتدرج في السلم الوظيفي، حتى تمتلك مقدار من الخبرة تستثمره في تنفيذ مشروعك.
إذا كنت ترى أنّه لا يمكنك الانتظار على الفكرة، يمكنك البدء بها مع شركائك، دون مغادرة وظيفتك الحالية. سيضيف عليك هذا أعباءً كثيرة من ناحية المجهود، لكن سيساعدك على ضمان امتلاك البدائل في حالة خسارة المشروع. عندما يصل المشروع إلى مرحلة جيدة، وتشعر بأنّ وجودك الدائم أصبح مطلب أساسي، يمكنك ترك وظيفتك والتركيز على المشروع تمامًا.
سيسهل عليك العمل في الوظيفة امتلاك قدر من الخبرات، حتى إذا حدث أي فشل في المشروع، أو قررت التوقف لأي سبب عن تنفيذه، ستمتلك المهارات اللازمة للحصول على وظيفة مرة أخرى. بالتالي تمثل هذه الخبرات عامل أمان بالنسبة لك، يمكن الاعتماد عليه في أوقات الخطر.
5. البحث عن نصائح الخبراء في ريادة الأعمال
عندما تبدأ العمل في ريادة الأعمال، ستواجه العديد من التحديات بالتأكيد. من الجيد في الكثير من الأحيان البدء في البحث عن مساعدة ونصائح من الخبراء، حتى إذا كنت ستدفع بعض الأموال في سبيل فعل ذلك، طالما ستحصل على الفائدة الحقيقية من وراء ذلك.
إذ الاستعانة بنصائح الخبراء ستمكنك من توفير الوقت والمجهود، بدلًا من الاستمرار في تنفيذ شيء بطريقة خاطئة، أو فعل شيء سيصل بك إلى نتيجة غير مفيدة، وكان بالإمكان تجاوز ذلك من خلال السؤال. ستتمكن أيضًا من توفير المال، بدلًا من الإنفاق على الشيء الخاطئ، ومن ثم ستقدر على التركيز على الأشياء الصحيحة فقط.
لذا، عندما تواجه تحدي معين في عملك، تجد نفسك غير قادرٍ على التعامل معه بالكفاءة اللازمة، أو تشعر باحتمالية للخسارة بسببه، وقتها اسعَ للحصول على استشارات من الخبراء. يمكنك الاعتماد على خبرات المستقلين في الاستشارات من على موقع مستقل، لتصل للنتائج المناسبة لمشروعك.