ما هي الحرية المالية؟
يعرّف مفهوم الحرية المالية أو الاستقلال المادي على أنه التخطيط المالي للمستقبل، للحصول على مستوى حياة جيّد دون الحاجة لوجود وظيفة، أو العمل دون وجود أعباء المصاريف أو الدفعات الطارئة أو تسديد الديون. وتعرف الحرية المالية أيضًا على أنها إمكانية اختيار العمل المناسب دون القلق بشأن مردوده، لوجود عباءة مالية كافية لسد الاحتياجات والمصاريف.
مستويات الحرية المالية
يعد الوصول إلى الحرية المالية أمر مختلف بين شريحة وأخرى، ولا يمكن الاتفاق على مستوى واحد من الاستقلال المالي. لذلك يمكن تقسيم مستويات الحرية المالية إلى أربع مستويات أساسية وهي:
أولًا: عدم الاعتماد على الراتب الشهري
يعيش جزء كبير من الناس على مبدأ تقنين الراتب على مدار الشهر، وصرفه لتلبية الاحتياجات الأساسية للمنزل والرفاهية والمصاريف الضرورية. تتمثل أولى مراحل الاستقلال المالي بإمكانية توفير الدفعات الطارئة دون الاعتماد على الراتب الشهري. وتعد هذه المرحلة ضرورة لكلّ شخص، فهي ليست ناحية كمالية وإنما ضرورة.
ثانيًا: الحياة الكريمة والقدرة على الادخار
يعد هذا المستوى هو الطريقة التي يفكّر فيها معظم العاملين بأجور شهريّة. ويشير هذا المستوى إلى إمكانية صرف الاحتياجات الأساسية للفرد أو المنزل، إضافةً لأمور الرفاهية والقدرة على ادّخار بعض المال دون التقصير في الواجبات المالية. يفترض عند هذا المستوى الصرف وفق الاحتياجات الأساسية، دون الإفراط في الإنفاق.
ثالثًا: التقاعد بأريحية
المستوى الثالث من تحقيق الحرية المالية، هو إمكانية التقاعد أو الاستقالية من العمل، مع وجود أصول وموارد دخل سلبية كافية، لتأمين الاحتياجات الأساسية والترفيهية لبقيّة حياتك، دون الحاجة للاقتراض أو الوقوع في حاجة المزيد من المال. على أي شخص أن يسعى للوصول إلى هذا المستوى لتحقيق الأمان المالي الحقيقي.
رابعًا: وجود مال أكثر من الحاجة
هذه الدرجة لا تتحقق بوجود مال يكفي لشهر أو اثنين، بل يُعرف هذا المستوى على أنه تأمين أصول وموارد مالية دون الحاجة للعمل لبقيّة حياتك، وأن تمتلك رصيدًا من المال يزيد عن احتياجاتك المالية. تكمن أهمية هذا المستوى في تأمين المستقبل المناسب للأبناء وأفراد الأسرة، كما أن تحقيق هذا المستوى من الحرية المالية، سيجنّبك أي تفكير بخصوص الأعباء في المستقبل.