ما هي دراسة جدوى المشروع؟
يمكن تعريف دراسة جدوى مشروع ما على أنّها أسلوب علمي، يقوم على مجموعة من القواعد الأساسية لجمع البيانات والمعلومات، والوصول إلى قرار نهائي بما يتعلق بتأسيس المشروع أو العدول عن الفكرة، إذ يُعتمد على الدراسة لتحديد الإيجابيات والسلبيات الخاصة بالمشروع قبل الاستثمار الزمني أو المالي.
تكمن أهمية دراسة جدوى مشروع في تحديد الطرق الأمثل للاستثمار والتنفيذ، وإمكانية تحويل فكرة المشروع إلى مشروع قابل للتطبيق، ويتجلى ذلك بالنقاط الآتية:
- اتخاذ القرارات: تعد أبرز الوسائل التي تساعد أصحاب القرار في اتخاذ القرارات المناسبة بما يتعلق بتنفيذ المشروع، حيث تساهم دراسة الجدوى في تأطير البيانات بشكل متكامل، وتحليلها لاتخاذ الخطوات الصحيحة سواء من قبل المستثمر أو رائد الأعمال.
- التكاليف والإيرادات: إظهار إجمالي التكاليف التي يحتاجها المشروع، إضافة إلى الأرباح المستقبلية خلال فترة زمنية معينة، من خلال دراسة العوائد المالية المتوقعة بعد التنفيذ وتقديم الخدمات.
- إدارة الموارد: توفير دليل تخصيص وإدارة لجميع الموارد اللازمة لقيام أي مشروع، وكذلك المعلومات اللازمة لاتخاذ القرار في تغيير المشروع في حال عدم القدرة على تحصيل الفائدة المرجوة من تنفيذه، أو مقارنته بالمشاريع المنافسة من حيث المعدات والأدوات.
- المفاضلة بين المشاريع: تعد المعيار الأساسي للمفاضلة بين المشاريع التي تُقترح من المعنيين، حيث يُختار المشروع الذي يحقق أفضل النتائج، من خلال دراسة الجدوى المطروحة لكل مشروع، ومقارنة النتائج فيما بينها.
ما الفرق بين دراسة جدوى المشروع وخطة العمل؟
يعتمد كل من رواد الأعمال والمستثمرين على دراسة جدوى المشروع وخطة العمل، كأدوات تحليل وصنع قرار فيما يتعلق بالمشاريع. إلا أن دراسة جدوى مشروع معين تختلف عن خطة العمل بالمعلومات التي توفرها لأصحاب القرار. يبين الجدول التالي أهم الفروقات بين دراسة الجدوى وخطة العمل.
خطوات إعداد دراسة جدوى مشروع
للقيام بدراسة جدوى مشروع احترافية، لا بد من اتباع مجموعة من الخطوات، وذلك للحصول على المعلومات اللازمة لاتخاذ القرار النهائي. تتضمن خطوات إعداد دراسة جدوى مشروع الخطوات التالية:
أولًا: تحديد أهداف المشروع
يجب تحديد ما يرغب رائد الأعمال أو الممول بالوصول إليه من خلال هذا المشروع، وما هي المنتجات والخدمات التي يسعى لتقديمها، وما هي شرائح العملاء المستهدفين، إضافة إلى المناطق الجغرافية القادر على استهدافها.
ثانيًا: دراسة السوق
تساهم دراسة السوق في الحصول على إجمالي البيانات، وتحويلها إلى معلومات تخص السوق المستهدف بمنتجات المشروع أو خدماته، ودراسة أهمية فكرة مشروع رائد الأعمال أو الممول لهذا السوق.
تكمن أهمية دراسة السوق في معرفة المشاريع المنافسة الموجودة في السوق المستهدف، وتعيين نقاط القوة والضعف لكل منافس للاستفادة منها، إضافة إلى تحقيق انتشار أوسع بين العملاء المستهدفين بعد تحديد احتياجاتهم من السلع أو الخدمات التي يتم تقديمها كأحد خطوات تحديد الحصة السوقية.
ثالثًا: إعداد دراسة جدوى مبدئية
هي دراسة استكشافية سريعة بغرض الحصول على المعلومات الأساسية، لتحديد مدى إمكانية تحقيق المشروع للأهداف المطلوبة. فإذا كانت نتائج الدراسة الأولية هي عدم وجود عوائق رئيسية لتنفيذ المشروع، فتصمم دراسة جدوى تفصيلية لتنفيذ المشروع.
في حال أظهرت نتيجة الدراسة الأولية عدم إمكانية نجاح المشروع لأسباب لا يمكن تفاديها أو علاجها، يتم إيقاف الدراسة التفصيلية، ويمكن دراسة مشاريع مغايرة في حال الرغبة باستثمار مشروع آخر.
رابعًا: تصميم دراسة جدوى مفصلة
في حال كانت الدراسة الأولية جيدة، يجب القيام بدراسة جدوى مشروع مفصلة من عدة نواحي لتحديد التسهيلات والعقبات التي ستواجه المشروع، وتحديد قرار القيام به أو لا. تشكل دراسة الجدوى المفصلة دليلًا دقيقًا بدرجة كافية، لاتخاذ القرار النهائي ببدأ المشروع أو إيقافه.
خامسًا: كتابة ملخص لنتائج دراسة الجدوى
بعد الانتهاء من تحليل كافة النتائج، لا بد من إعداد ملف مختصر عن المعلومات التي استخلصتها من دراسة الجدوى، وإرفاقها في بداية ملف الدراسة. يجب الاهتمام بالملخص بشكل جيد، كونه العنصر الأساسي الذي سيؤثر على المستثمر بمتابعة قراءة الدراسة بشكل مفصل أو لا.
ما هي عناصر دراسة جدوى مشروع؟
تحتاج دراسة جدوى مشروع إلى مجموعة من العناصر المتكاملة التي تجمع كافة المعلومات المطلوبة لاتخاذ قرار تأسيس المشروع. تبدأ هذه العناصر من الدراسة التسويقية وتحليلها، تليها الدراسة الفنية التي تحدد مستلزمات تشغيل المشروع وإدارته وشكله القانوني، ثم تحليل الفرص والتهديدات SWOT، انتهاء بالدراسة المالية التي تحدد أرباح وتكاليف المشروع.
1. الدراسة التسويقية
لا بد من دراسة الأسواق الممكن تغطيتها لتحديد السوق المستهدف، ومعرفة احتياجات المستفيدين إضافة إلى المنتجات أو الخدمات التي ستُقدم، وتحديد شرائح العملاء المستهدفين، ورضاهم عن المنتجات أو الخدمات لدى المشاريع المنافسة.
تحديد السوق المستهدف
عن طريق المقابلات الشخصية، إضافة إلى مجموعات التركيز والاستبيانات لدراسة سلوك المستفيدين من المشروع، من خلال عينة إحصائية بمفردات كافية، لتعميم النتيجة على أغلب العملاء في الأسواق بنسبة خطأ مقبولة.
يمكن استخلاص المعلومات عن حجم السوق من خلال الدراسة التسويقية، وتحديد قوى العرض والطلب، إذ يمكن تحديد فجوة الطلب ضمن السوق المستهدف، وهي الفرق بين العدد الكلي للمستفيدين، وعدد المستفيدين الذين تُلبى احتياجاتهم من المنتجات والخدمات.
بناءً على فجوة الطلب يمكن للمستثمر أو رائد الأعمال تحديد الحصة السوقية التي يمكنه الحصول عليها، وهي نسبة من عدد المستفيدين الذين لم يتم تلبية احتياجاتهم بعد.
تحليل المنافسين
يشكل تحليل المنافسين ركن أساسي من أركان الدراسة التسويقية في دراسة جدوى مشروع، إذ يجب دراسة أبرز المنافسين، وما هي نقاط القوة والضعف لدى كل منافس، وما أثر هذه النقاط على سير المشروع، حيث يمكن الاستفادة من الأخطاء التي يمتلكها المنافسون، وتحويلها إلى فرص تخدم سير تأسيس المشروع وتشغيله.
الوصف والتسعير
تحدث في المرحلة الأخيرة من مراحل الدراسة التسويقية عملية وصف المنتجات أو الخدمات، وتسعيرها وفق الآلية الأمثل للانتشار بالسوق، أو تحقيق أكبر قدر من الأرباح الناتجة عن الاستثمار، وذلك استنادًا إلى حجم المبيعات المتوقع.
2. الدراسة الفنية
تهتم الدراسة الفنية في دراسة جدوى مشروع بالجوانب التشغيلية من ناحية طريقة الإنتاج، الشكل الإداري والقوانين اللازمة للتشغيل إضافة إلى الشكل القانوني للشركة أو المشروع.
الدراسة التشغيلية
تشير الدراسة التشغيلية إلى آلية الإنتاج أو تطوير الخدمة، إذ يحدث دراسة لأهم العمليات والأدوات والموارد اللازمة لتشغيل المشروع، وكيفية ارتباط العناصر مع بعضها البعض. بدءًا من المواد أو البيانات الأولية، وصولًا إلى الخدمة النهائية أو المنتج، وتوزيعه في الأسواق. عادةً ما ترفق مخططات التركيب والتنفيذ ضمن الدراسة التشغيلية لفهم سير عمل المشروع.
الشكل الإداري
تكمن أهمية الشكل الإداري للمشروع في تحديد مسؤوليات الموظفين في أثناء تنفيذ المشروع، إضافة إلى مرحلة التشغيل. يُوضع هيكل تنظيمي لتحديد تسلسل الوظائف، إضافة إلى المهام الإشرافية في مجال المشروع، وتخطيط الاتصالات الصاعدة والهابطة في العمل، وارتباط الوظائف فيما بينها.
للهياكل التنظيمية أشكالًا كثيرة تتبع لنوع نشاط الشركة، ونوع الإدارة فيها: هل هي مركزية أو موزعة؟ تعد الهياكل التنظيمية من أعلى إلى أدنى، والهياكل التنظيمية الهرمية أنواعًا من هذه الأشكال على سبيل المثال لا الحصر. ويمكن للمشروع اختيار الهيكل الأنسب لعملياته وما يحقق له أفضل النتائج.
القوانين النافذة
دراسة القوانين النافذة في البلد الذي تقطنه شرائح العملاء المستهدفين أمر ضروري للغاية، لمعرفة آلية التعامل مع مخرجات المشروع، وضوابط البيع والتسويق والاستثمار بحسب ما تفرضه القوانين. يمكن أن تختلف القوانين من بلد لآخر، حيث يمكن أن يُسمح لمشروع بالعمل ضمن بلد ما، ولا يمكن الاستثمار بنفس المشروع في بلد آخر حسب القوانين النافذة في كل بلد.
من أهم القوانين الواجب مراعاتها في السوق المستهدف عند دراسة جدوى مشروع هي: قوانين حماية المستهلك، قوانين الاستثمار، قوانين التجارة، قوانين تداول العملات وقوانين الضرائب، مع وجود قوانين أخرى حسب طبيعة كل مشروع.
الشكل القانوني للشركة أو المشروع
يتعين على رواد الأعمال والمستثمرين تحديد الشكل القانوني الذي ستؤسس الشركة أو المشروع على أساسه، خاصة في حال الشراكة مع الآخرين. ينظم الشكل القانوني آلية المساهمة في رأس المال وجني الأرباح بين الشركاء.
تتعدد الأشكال القانونية للشركات بحسب البلد الذي يقطنه العملاء المستهدفين، فيمكن أن تكون شركات أشخاص كشركات المحاصة والتضامن، أو شركات أموال كالشركات محدودة المسؤولية والشركات المساهمة على سبيل المثال، ويعتمد ذلك بشكل كبير على القوانين في بلد الاستثمار.
تحليل الفرص والتهديدات SWOT
لا بد من تحليل نقاط القوة والضعف SWOT في أثناء الدراسة التسويقية والفنية، لتعزيز نقاط القوة للمنافسة بشكل أفضل في السوق، ومعالجة نقاط الضعف لكي لا تؤثر سلبًا على المشروع. كما يجب تحديد الفرص للاستفادة منها في المشروع، والتهديدات في البيئة الخارجية لتحديد خطة إدارة المخاطر في حال التعرض لأي منها في أي مرحلة من المراحل.
3. الدراسة المالية
يمكن النظر إلى الدراسة المالية على أنّها المكون الأساسي من مكونات دراسة جدوى مشروع، إذ تمثّل الدراسة المالية قيمة النفقات والعائدات المالية، وتحديد مدى ربحية المشروع في حال القيام به. تشكل الدراسة المالية العامل الأهم في اتخاذ قرار تنفيذ المشروع أو الاستغناء عنه.
ترتكز دراسة جدوى مشروع محدد من الناحية المالية على توقع قيم مجموعة من العناصر الأساسية وفق قواعد ومعايير، هذه العناصر متسلسلة على الشكل الآتي:
التكاليف الاستثمارية
تحدد التكاليف الاستثمارية النفقات اللازمة لتأسيس المشروع قبل البدء بمرحلة التشغيل، إذ تنقسم التكاليف الاستثمارية إلى ثلاثة أقسام:
- نفقات التأسيس: وهي النفقات التي تُدفع لمرة واحدة، بغرض تأسيس المشروع، كتصميم الهوية البصرية واستصدار السجلات التجارية على سبيل المثال.
- الأصول الثابتة: وهي الأصول طويلة الأجل من ممتلكات أو معدات تُستخدم ضمن فترة زمنية محددة، تختلف من أصل لآخر لتحقيق الإيرادات، نذكر منها على سبيل المثال العقارات والآليات في حال اُشتريت دون استئجارها.
- رأس المال العامل: وهو رأس المال الذي يمكّن الشركة من تغطية نفقات المشروع على المدى قصير الأجل، من مواد أولية أو أجور عمال أو غيرها.
عادة ما يغطي رأس المال العامل النفقات لفترة من الوقت، كما يمكن إضافة نسبة تترواح ما بين 10% إلى 20% كمبلغ احتياطي محجوز، للقيام بالإجراءات الضرورية وفق خطة إدارة المخاطر في حال تعرض المشروع لأي منها.
تكاليف التشغيل
توضح تكاليف التشغيل النفقات الواجب أخذها بعين الاعتبار خلال فترة زمنية معينة من عمل المشروع، من جميع الجوانب مثل رواتب الموظفين والخدمات اللوجستية والإيجارات. تنقسم تكاليف التشغيل إلى:
- تكاليف ثابتة: وهي النفقات التي لا تتغير في حال تغير كمية الإنتاج أو الخدمات التي يقدمها المشروع مثل الإيجارات، رواتب الموظفين الإداريين، فواتير الكهرباء والاتصالات.
- تكاليف متغيرة: وهي النفقات التي تتغير في حال تغير كمية الإنتاج أو الخدمات التي يقدمها المشروع مثل العمولات، المواد الأولية ومواد الاستهلاك اليومي.
الإيرادات
تعبر الإيرادات عن إجمالي الدخل الوارد إلى المشروع نتيجة بيع المنتجات أو الخدمات، دون النظر إلى تكاليف الإنتاج. زيادة حجم الإيرادات لا يعني بالضرورة زيادة في الأرباح، وهو من الأخطاء الجسيمة التي يقع بها مجموعة من معدي هذا النوع من الدراسات، وخاصة الجدد.
الإيرادات = كمية المبيعات * سعر بيع المنتج أو الخدمة
مؤشرات الربحية غير المرتبطة بالزمن
هي المؤشرات النقدية في دراسة جدوى مشروع ما التي تعبر عن مدى نجاح المشروع، والتي لا يدخل فيها الزمن كعامل مؤثر في قيمتها، فقيمة النقود هي نفسها طوال مدة دوام المشروع. من أبرز القيم الساكنة للمشروع:
- الربح الإجمالي: تفسر هذه القيمة ما هو الدخل الوارد من المشروع، بعد خصم التكاليف التشغيلية باستثناء الضرائب والإهلاكات.
الربح الإجمالي= الإيرادات – تكاليف التشغيل بدون الضرائب والاهتلاكات
- هامش الربح الإجمالي: تصف هذه القيمة بشكل نسبة مئوية معدل إيرادات المشروع مقسومة على تكاليفه التشغيلية بدون الضرائب والاهتلاكات.
هامش الربح الإجمالي = الربح الإجمالي/ الإيرادات
تساعد هذه النسبة في تقييم إنتاج المشروع مع التقدم في الزمن، وتحديد ماهية الارتباط بين تكاليف الإنتاج والإيرادات. عند انخفاض قيمة هامش الربح الإجمالي، فهذا يدل على سرعة انخفاض الإيرادات، ويتوجب تخفيض التكاليف بالسرعة الممكنة.
- الربح الصافي: تشير هذه القيمة إلى صافي الدخل بعد خصم تكاليف التشغيل والضرائب وقيم الإهلاك.
الربح الصافي = الإيرادات – تكاليف التشغيل مع الضرائب والاهلاكات
- هامش الربح الصافي: تعبر بشكل مئوي عن صافي الدخل، بعد خصم تكاليف التشغيل متضمنة الضرائب والاهتلاكات.
هامش الربح الصافي = (الربح الصافي/الإيرادات) × 100%
- فترة الاسترداد: تشير هذه القيمة إلى الزمن اللازم لإعادة رأس المال المستثمر، بدءًا من انطلاق المشروع، وعلى هذا الأساس يحدد المستثمر القدرة على التمويل وفق الخطط الموضوعة لأعماله.
فترة الاسترداد = مجموع التكاليف الاستثمارية/صافي الربح
تعد فترة الاسترداد أحد المعايير الأكثر شيوعًا لسهولة حسابها، إلا أنها لا تعطي قيم دقيقة تعبر عن أداء المشروع في حال تنفيذه، كونها لا تراعي موضوع القيمة الزمنية للنقود. كلما انخفضت فترة استرداد رأس المال، كانت فرص نجاح الاستثمار في حال تنفيذه أكبر.
- العائد على الاستثمار: يوضح هذا المؤشر العلاقة بين التكاليف الاستثمارية والعوائد المتوقعة من تنفيذ المشروع، وهو أحد المعايير الأساسية في اتخاذ القرارات بالاستثمار.
العائد على الاستثمار = (صافي الربح / التكاليف الاستثمارية) × 100%
كلما ارتفعت قيمة هذا المؤشر، ازدادت احتمالية نجاح المشروع وجني الأرباح.
- نقطة التعادل: تحدد نقطة التعادل كمية البيع التي تتساوى عندها الإيرادات مع تكاليف التشغيل دون ربح أو خسارة.
نقطة التعادل = التكاليف الثابتة / (سعر بيع الوحدة – التكاليف المتغيرة للوحدة)
- سعر التعادل: هو السعر الذي يمكن عنده بيع الوحدة الواحدة دون تحقيق أي ربح أو خسارة.
سعر التعادل = [ التكاليف الثابتة / (الإيرادات – التكاليف المتغيرة) ] * سعر بيع الوحدة الأساسي
يفيد سعر التعادل في تحديد خطط البيع دون خسارة، وذلك عند تقديم الهدايا أو إجراء الخصومات.
مؤشرات الربحية المرتبطة بالزمن
تعد مؤشرات الربحية المرتبطة بالزمن معايير أكثر دقة، إذ تراعي القوة الشرائية للكتل النقدية مع مرور الزمن. فما يمكن استثماره في المستقبل، يمكن أن يحقق أرباح أكثر من استثماره في الوقت الحالي. لهذا ظهرت أهمية القيمة الزمنية للنقود.
تراعي مؤشرات الربحية المرتبطة بالزمن قيمة مالية تدعى معدل الخصم، وهي معدل الربحية السائد للاستثمار في السوق المستهدف، وعادة ما تساوي الفائدة التي تتقاضاها البنوك عند الإقراض، إلا في بعض الحالات التي تكون فيها ظروف استثنائية يكون فيها معدل الخصم مدروسًا من قبل المستثمرين ورواد الأعمال، وفق التجارب والخبرات، تبعًا للظروف الاستثنائية.
تعالج مؤشرات الربحية المرتبطة بالزمن التكاليف الاستثمارية كتدفقات خارجة، والإيرادات كتدفقات داخلة، ولا تهتم هذه المؤشرات بالتكاليف التشغيلية المصروفة. أهم مؤشرات الربحية المرتبطة بالزمن في دراسة جدوى مشروع هي:
صافي القيمة الحالية
وهي القيمة المكافئة في الوقت الحالي لتدفق نقدي داخل أو خارج في المستقبل، وفق معدل خصم معين.
صافي القيمة الحالية = Rt/(1+i)t
تعبر القيمة Rt عن التدفق النقدي في السنة t.
تعبر القيمة i عن معدل الخصم السائد في السوق.
على سبيل المثال: إن كانت القيمة المتوقعة للربح في السنة السادسة للمشروع هي 1,000,000=Rt، ومعدل الخصم المفترض i=10%، فتكون صافي القيمة الحالية للربح هي 564,473، وهذا يعني أن استثمارًا ربحه 1,000,000 بعد ست سنوات، يكافئ ربحًا مقداره 564,473 في الوقت الحالي. يمكن استخدام الدالة NPV في برنامج Excel للحصول على قيمة صافي القيمة الحالية.
معدل القيمة الحالية
يوضح مفهوم معدل القيمة الحالية نسبة صافي القيمة الحالية للتدفقات الداخلة، إلى صافي القيمة الحالية للتدفقات الخارجة كنسبة مئوية.
معدل القيمة الحالية = (صافي القيمة الحالية للتدفقات الداخلة / صافي القيمة الحالية للتدفقات الخارجة) × 100%
كلما كان المعدل مرتفعًا، زادت قيمة الربح وفق نظرية القيمة الزمنية للنقود. وهو ما يشجع بشكل أكبر على الاستثمار في المشروع.
معدل المردود الداخلي
يسمى أيضًا باسم معدل العائد الداخلي، ويعبر عن معدل الخصم الذي تتساوى عنده القيم الحالية للتدفقات الداخلة، مع القيم الحالية للتدفقات الخارجة، بمعنى آخر يجعل قيمة صافي القيمة الحالية مساوية للصفر.
يتم التعديل بمعامل الخصم على جداول القيمة الحالية للتدفقات الداخلة والخارجة، حتى يتساوى الطرفين أو يمكن استخدام دالة irr في Excel للمساعدة في تحديد القيمة.
يعبر معدل المردود الداخلي عن القيمة التي لا يقبل المستثمر البدء بالمشروع دونها، وهي القيمة الأساس في تحديد قيام المشروع من عدمه.
تحليل الحساسية
يستخدم تحليل الحساسية لفحص تأثير المتغيرات في ظل ظروف عدم التأكد، أي عند حدوث أمر غير متوقع في المشروع، وهو أحد الأساليب المتبعة في إدارة المخاطر. تعود ظروف عدم التأكد في دراسات الجدوى الاقتصادية إلى ارتفاع تكاليف الاستثمار، أو انخفاض الطلب على الوحدات المباعة، أو كليهما معًا.
يُنفذ تحليل الحساسية بعد تحديد جميع قيم مؤشرات الربحية، ويُحلل بإعادة احتساب القيم وفحص النتائج على مؤشرات الربحية وفق السيناريوهات الآتية: ارتفاع تكاليف الاستثمار بنسبة 10% أو 20%، انخفاض الطلب على الوحدات بنسبة 10% أو 20%، ارتفاع تكاليف الاستثمار وانخفاض الطلب على الوحدات بنسبة 10% أو 20%.
يُسلط تحليل الحساسية الضوء على مخاطر المشروع، فيمكن أن لا يسبب تراجع طلب الوحدات التي بيعت على الربح من المشروع، ولكن ارتفاع تكاليف الاستثمار قد تؤدي إلى تراجع قيم مؤشرات الربحية بشكل ملحوظ، والعكس صحيح. يجدر الإشارة إلى أن جميع دراسات الجدوى الدقيقة يجب أن تكون متشابهة وذات قيم متقاربة جدًا، فدراسة السوق الصحيحة تحتم الوصول إلى نتائج متقاربة من بعضها البعض.
تختلف رؤى المستثمرين ورواد الأعمال كل بحسب مجاله وخبرته بالنظر إلى دراسات الجدوى، فيمكن أن يعتبرها أحدهم غير مجدية على عكس آخر، كل حسب نشاطاته واستثماراته. إذا لم يكن لديك الخبرة الكافية في إعداد دراسة جدوى مشروع، فيمكنك توظيف مستقل خبير بدراسات الجدوى عبر موقع مستقل، أكبر منصة عمل حر عربية، لمساعدتك في إعداد دراسة الجدوى بالطريقة الصحيحة لمشروعك.