تتمثّل عمليات الاستثمار التي تقوم بها الدول في الاستعانة بمصادر تمويل داخلية تُعرف بالاستثمار المحلي، وهناك مصادر تمويل خارجية وتعرف بالاستثمار الخارجي، وفي هذا المقال تفاصيل أكثر حول الاستثمار الخارجي.
تعريف الاستثمار الخارجي
هو إنشاء المشاريع الاستثمارية وتنفيذها من خلال استخدام رأس المال المملوك من قِبل غير المقيمين في الدولة؛ أيّ ليسوا من سكّانها،[١] ويُطلق عليه الاستثمار الأجنبي ومعناه؛ وجود تدفّقات ماليّة لاستثمار معيّن من دولة لأخرى، وبالتالي يمتلك المستثمرون الخارجيون حصص ملكيّة كبيرة في الشركات والأصول المحليّة.[٢]
يُشير الاستثمار الخارجي إلى وجود دور مهم ونشيط للأفراد الذين يقطنون خارج الدولة، وذلك في استخدام رؤوس أموالهم في تحريك عجلة الاستثمار، ومن ثمّ تطوير الاقتصاد المحليّ ككل، كما وينتشر الاستثمار الخارجي في كثير من الدول، حيث يتم الاستعانة بشركات متعددة الجنسيات لعمل استثمارات متنوّعة في دول مختلفة.[٢]
إيجابيات الاستثمار الخارجي
تتمثّل إيجابيات الاستثمار الخارجي في الأمور الآتية:
تحقيق النمو الاقتصادي
يعد أهم أسباب اللجوء للاستثمار الخارجي هو تحقيق النمو الاقتصادي للدولة، بحيث إن لم تستطع الشركات المحلية تمويل مشروعات معيّنة، فيعمل الاستثمار الخارجي على دعم تلك المشروعات المختلفة، ممّا يؤدي إلى زيادة الانتاجيّة في الدولة والتي ستعود بفوائد كبيرة على النواحي الاقتصاديّة كافّة.[٣]
الحفاظ على الموارد الداخلية
يسمح الاستثمار الخارجي باستخدام الموارد الماليّة الداخليّة في أغراض أخرى ترى الدولة ضرورة استخدامها فيها، ممّا يُساعد الدول على اتخاذ قرارات مناسبة في توجيه الأموال الداخليّة بحسب الاستثمار الخارجي الذي ستحصل عليه.[٣]
الحصول على الخبرات الخارجية
يغلب على استعانة الدول بالاستثمار الخارجي الرغبة في الحصول على خبرات خارجية إضافيّة تُسهم في إعطاء أفكار جديدة استثمارية مختلفة، وبالتالي لا يقتصر دور الاستثمار الخارجي على التمويل المالي فحسب، وبالإضافة إلى ذلك يساعد الاستثمار الخارجي على تقليل العثرات والسلبيات التي تكتنف الاستثمار من خلال تجارب الدول الأخرى.[٣]
سلبيات الاستثمار الخارجي
إلى جانب الإيجابيات التي يتمتع بها الاستثمار الخارجي، إلّا أنّه يمتلك عدداً من السلبيات، وهي متمثّلة في الآتي:
مخاطر التغيرات السياسية
تؤثّر الأخبار السياسية وعلاقات الدول ببعضها على قرارات الاستثمار الخارجي، وذلك لأنّ الأمور السياسية تتغيّر بين الحين والآخر، وهذا يعني أنّ الاستثمار الخارجي قد يكون محفوفاً بالمخاطر التي ستكون تكلفتها باهظة الثمن في حال وقوع خلافات سياسيّة بين الدول التي تنشأ بينها علاقات استثماريّة واقتصاديّة.
تعطيل الاستثمار المحلي
يعمل الاستثمار الخارجي على إعاقة الاستثمار المحلي في بعض الأحيان، ممّا يؤدي إلى لجوء المستثمر إلى البحث عن أماكن خارج دولته يُمكن أن يستثمر فيها، لذا لا بُدّ من دراسة الأموال المحليّة، ومعرفة كبار المستثمرين المحلييّن، والاطلاع على خططهم الاستثمارية قبل اللجوء إلى الاستثمار الخارجي.
التكلفة المرتفعة للاستثمار
غالباً ما تكون تكلفة الاستثمارات الخارجيّة أعلى بكثير من الاستثمارات المحليّة؛ وذلك لارتفاع تكلفة المواد والمعدّات المستوردة خاصّة إذا كانت هذه الآلآت من النوع الثقيل المتعلّقة بالاستثمارات في مشاريع البنى التحتية.
المشاركة في ملكية المشاريع المحليّة
من سلبيات الاستثمار الخارجي الأساسية هي مشاركة أصحاب الاستثمار الخارجي في ملكيّة المشروعات التي ستُقام في الدولة، ويعني هذا مشاركتهم كذلك في القرارات المهمّة المتعلّقة بهذه الاستثمارات، ممّا يؤدي في نهاية المطاف إلى هيمنة أصحاب هذه المشاريع في الدولة.[٣]