قبل البدء بالخطوات التي تجعلك قادرًا على الوصول إلى الحرية المالية، عليك أن تعرف مجموعة من القواعد التي يجب تحقيقها قبل التخطيط لمستقبل مريح وتقاعد بلا هموم. هذه القواعد هي:
1. ديون معدومة
لا يمكن اعتبار أي فرد أنه حر ماليًا في حال وجود ديون غير مسددة عليه. على الرغم من أن بعض الناس يحاولون استثمار جزء من أموالهم قبل تسديد ديونهم، إلا أن هذا الأمر يعد خطيرًا للغاية. فبدلًا من الحصول على أرباح كافية لتغطية ديونك، يمكن أن تقع في خسارة تزيد الديون عليك. لذلك سدّد ديونك قبل البدء بأي خطّة لتحقيق استقلالك المالي.
2. وجود إدارة ماليّة ناجحة
إذا امتلك شخص مُسرِف وغير مُخطِط لمبلغٍ كبير من المال، فهو على الأغلب سيصرف المال في فترة قصيرة، دون تحقيق أي دخل إضافي. لكن ذات المبلغ يمكن أن يتضاعف إذا استُخدم بوجود إدارة ماليّة ناجحة. فالمال أداة قابلة للاستخدام بعدّة طرق، وعليك استثمار هذا المال بأفضل طريقة ممكنة.
3. مهارة يعتمد عليها
لا يمكن لأحد أن يصنع المال دون وجود عمل أو مهارة أو موهبة. في الوقت الحالي، يشتكي بعض الموظفين من عدم قدرتهم على الحصول على وظيفة جيّدة، ويعود هذا لنقص المهارات لديهم، فسوق العمل اليوم يحتاج إلى مهارات متنوعة. لذلك عليك تطوير مهارتك الحالية، أو أن تبدأ بالعمل على مهارة جديدة، أو أن تتابع دراستك في مجالك من أجل ضمان الحصول على عمل جيّد.
4. تغيير الأفكار ونمط الحياة
ابدأ بالتفكير كأصحاب الثروات، وتوقف عن التفكير بالمال من الناحية الماديّة فقط. حاول استخدام الأموال التي تملكها بشكل صحيح، وتوقف عن الإنفاق المفرط، أو الصرف غير المبرر وشراء الاحتياجات الكماليّة. في حال عدم وجود إدراك لقيمة المال، ستقف هذه الناحية عائقًا في طريقك من أجل تحقيق الحرية المالية.
5. تكوين رؤية واضحة
ما الذي تريد فعله في حال تحقيقك الحرية المالية؟ هل لديك خطط للسفر أو الاستقالة المبكّرة؟ أم أن كلّ محاولاتك لاستثمار المال لا تتعلق بناحية مستقبلية؟ في الواقع عدم وجود رؤية واضحة للمستقبل، سيعيقك عن تحقيق أهدافك الماليّة، لأنك لا تعلم ما هي حاجتك للمال في المستقبل، ولا تملك الدافع لتحقيق دخل إضافي. لذلك كوّن رؤية واضحة لما تريد عمله تحديدًا.
كيفية الوصول إلى الحرية المالية
أهم ناحية في التخطيط من أجل الوصول إلى الحرية المالية هي البداية المبكرة، فمهما بلغ نجاح الخطّة التي تتبعها، سيكون من الصعب عليك الوصول إلى المستوى الثالث أو الرابع من الحرية المالية في فترة قصيرة. من أجل الوصول إلى الحرية المالية، يمكنك اتّباع الخطوات التالية:
الخطوة الأولى: الاستثمار الجيد للمال
يمكن للمال أن يقلّ أو يزيد حسب طريقة إنفاقك، والاختلاف يكمن باستثمارك لهذا الإنفاق. على سبيل المثال، يمكن أن تستخدم المال لشراء سيارة جديدة، وهنا ستزيد مصاريفك في الواقع بسبب الدفعات اللازمة للسيارة، إضافة لمصاريف الوقود والصيانة وغيرها.
ويمكن أن تنفق نفس المبلغ لشراء سيارة أجرة جديدة لتشغيلها، وكسب المزيد من المال منها. لا يجب أن يكون استثمارك للمال عشوائيًا، بل يجب أن يكون محدودًا بمجموعة من القواعد وهي:
1. استثمر فيما تحب
في حال غياب معرفتك بالأمور المتعلقة بالأسهم والبورصات، فالاستثمار في هذا المجال لا يعدّ فكرة سديدة، لأنك لن تتمكن من فهم السوق وطبيعته، ما قد يؤدي إلى خسارة بعض الأموال. في حال نجاحك في هذا النوع، فلن تجد أي نوع من المتعة، لأن هذا الاستثمار لا يتعلق بأمر تحبّه فعلًا. لذلك حاول أن تستثمر أموالك في مشروعات تحبّها حقًا، ولا تبحث عن المجالات ذات هامش الربح المرتفع فقط.
2. لا تنفق كل ما تملك في مشروع واحد
مهما كنت واثقًا من إمكانيّة نجاحك في المشروع الذي تخطط له، لا تضع كلّ إمكاناتك الماديّة به. بل حاول أن تجد خطّة ناجحة لإدارة المدخرات التي تملكها، وحاول ترك قسم من المال المدّخر من أجل صندوق الطوارئ، أو حاول تنويع المجالات التي تستثمر فيها، من أجل ضمان عدم الخسارة.
3. فكّر بالمستقبل
تُرى ما هي نسبة ربحك في حال قرّرت الاستثمار اليوم في شركة تعمل بأنظمة قديمة تكاد تختفي؟ لا شكّ أنه استثمار خاسر، لأن الوقت الحالي هو عصر الحداثة والتغيرات السريعة. لذلك عند تفكيرك في أي استثمار جديد، حاول الإجابة على سؤال في البداية: هل يصلح هذا المجال للمستقبل؟
4. استثمر في المكان الصحيح
ربما تكون متحمسًا للبدء بالاستثمار، ولكن يجب عليك التفكير أولًا: ما هو المكان المناسب لذلك؟ وما هي العوامل التي يمكن أن تغيب عن تفكيرك عند وضع أموالك للاستثمار؟ لذلك عليك أن تدرس احتمالات الاستثمار الناجح، وأن تعرف تمامًا وجهتك ونوع العمل المستهدف، لتحديد أفضل مكان لتستثمر فيه أموالك.
الخطوة الثانية: إيجاد وسائل إضافيّة للدخل
مجرّد التفكير بإيجاد وظيفة أخرى هو أمر متعب بالتأكيد، فالعمل بدوامين أمر يمكن أن يستنزف طاقتك إلى أكثر حدّ ممكن، ولكن يمكن أن تجد وسائل دخل إضافيّة دون الاضطرار إلى العمل بدوام جزئي، إضافة للعمل الحالي. كما يمكن لأفراد الأسرة الواحدة المشاركة ببعض المشروعات التي تزيد من الدخل العام، التي بدورها تساهم في تحقيق الحرية المالية للأسرة. وأفضل طرق تحقيق الدخل الإضافي هي:
1. العمل الحرّ والخدمات المصغّرة
مع الاتجاه العالمي الكبير لإنجاز الأعمال عن طريق المستقلين، أصبح العمل الحر وبيع الخدمات المصغرة من الوسائل التي يمكن أن تحقق من خلالها دخلًا إضافيًا جيدًا، حتّى أن السوق العربية تزايد الطلب فيها مؤخرًا على هذا النوع من الأعمال.
بإمكانك البدء بتنفيذ بعض الأعمال عن بعد وبشكلٍ حر بدون التقيد بوقت محدد، عن طريق العمل الحر في منصة مستقل، أكبر منصة عربية للعمل الحر، أو بيع الخدمات المصغرة على موقع خمسات، أكبر سوق عربي للخدمات المصغرة.
2. المشروعات المنزليّة
يمكن اعتبار هذا النوع من الأعمال أحد أكثر أساليب زيادة الدخل متعة. لذلك يمكنك أن تشارك مع عائلتك لبدء مشروع منزلي، من خلال المهارات التي تمتلكونها مثل الحياكة أو صنع الطعام والحلويات وغيرها من المشروعات. يمكن من خلال هذا المشروع تأمين دخل إضافي يساهم في الوصول إلى الحرية المالية، وبنفس الوقت يمكن أن يكون هذا المشروع هو بداية لمشروعٍ كبير.
3. التجارة الإلكترونيّة
يمكن لك أن تنشئ متجرًا إلكترونيًا، إذ يعد هذا أحد أفكار المشروعات التي تؤمِّن لك دخلًا إضافيًا. الأمر الجيّد هو أنك لست بحاجة رأس مال ضخم لبدء هذا النوع من المشروعات، بل يعتمد على قدرتك على دراسة رغبات المستهلكين، واختيار المنتجات التي ستعمل بها لإنشاء المتجر.
4. الدخل السلبي
في حال عدم رغبتك ببدء مشروع كبير، وفي حال عدم توفر رأس مال جيّد لبدء مشروع ضخم، يمكنك الاتجاه إلى تحقيق الدخل السلبي. تتنوع مجالات الدخل السلبي مثل: التسويق بالعمولة أو مشاركة الخبرات في الدورات التعليمية. يمكن استغلال العديد من المهارات لصناعة طريقة جديدة للدخل، ولن يلزمك الأمر إلا بعض الجهد والوقت حتى تقدر على تأمين المصدر المناسب للدخل السلبي.
الخطوة الثالثة: الالتزام بالقاعدة الذهبيّة (أنفق أقل مما تجني)
تعد هذه القاعدة واحدة من أهم القواعد التي يتّبعها أثرياء العالم. على سبيل المثال، هناك العديد من رجال الأعمال والأثرياء حول العالم، لا يسكنون القصور الفاخرة ولا يشترون السيارات الفارهة، رغم إمكانيتهم لشراء أي شيء تقريبًا، ولكنهم يفضلون العيش بمستوى طبيعي دون إسراف.
لا تهدف هذه القاعدة إلى ضرورة العيش البسيط، ولكن أهمية الموازنة بين الدخل والمصروفات، وعدم محاولة زيادة مستوى المعيشة أكثر من القدرة على التحمل.
إذ مثلًا شراء أصول جديدة يمكن أن يترتب عليه زيادة في المصاريف، ولن تلاحظ هذا الأمر في البداية، وإنما ستجد نفسك غارق في المسؤوليات كلّما زاد مستوى رفاهيّة حياتك، ما يعني خسارة أكبر وإنفاق أكثر. بهذه الحالة لن تتمكن من الادخار مهما حاولت، ومسؤوليتك في هذه الحالة أن تحدد أولوياتك في الحياة، وأن تُبقي على مصروفك أقلّ مما تجني.
الخطوة الرابعة: الخروج من سجن الوظيفة
لا يقصد بذلك أن تترك عملك الأساسي فورًا، وأن تبدأ بمشروعٍ خاص، لأن نسبة المخاطرة في هذه الحالة كبيرة جدًا. كما أن إمكانيّة استرجاع وظيفتك السابقة بعد تركها، يمكن أن يكون صعبًا أو محرجًا بأفضل الأحوال، وهو أمر لا تريد حدوثه.
لذلك حاول أن تُبقي على وظيفتك الأساسيّة، ولكن في نفس الوقت ابدأ بزيادة دخلك عن طريق المشروعات الفرعية حتى تؤسس مشروعك الخاص. عند ضمان النجاح في المشروع، يمكنك ترك وظيفتك والتفرغ لعملك الخاص القابل للنمو أكثر من أي وظيفة ثابتة.
الخطوة الخامسة: وضع قائمة الأهداف
لا تحاول الوصول إلى الحرية المالية بخطوة واحدة، فلن ينجح الأمر بسهولة. حاول تقسيم أهدافك إلى شكل يشبه قائمة المهام، وأنجز الخطوات واحدة تلو الأخرى. تتمثل الخطوات التي يجب عليك قطعها في سبعة أمور أساسيّة:
- التخلص من الديون.
- دفع الأقساط (أقساط المنزل أو السيارة وغيرها).
- بدء مشروع لزيادة الدخل.
- تحقيق الاكتفاء المالي.
- تحقيق أمان مالي مؤقت (سنة على الأقل).
- شراء الأصول والبدء بالمشاريع.
- الوصول إلى مستويات الحرية المالية.