يقول جون كوينسي آدامز: “إذا كانت أفعالك تُلهم الآخرين ليحلموا أكثر ويتعلموا أكثر وينجزوا أكثر، فأنت قائد”. إن التأثير على فريق العمل يحدد كونك قائد ناجح أو سيئ، وذلك لأنك تقود فريقك نحو إنجاز المطلوب عبر إلهامهم وليس عبر كونك مثالًا سيئًا للقيادة. ولأن للقادة تأثير في حياتنا فعّال وقوي، فهذه بعض صفات القائد السيئ التي يجب عليك تجنبها كرائد أعمال وقائد ملهم:
1. تستخدم منصبك لفرض القرارات التنفيذية
لا يجب أن يكون المسمى الوظيفي لمنصبك هو العصاة السحرية لتنفيذ المهام عندما يعترض أحد أفراد الفريق على إحدى القرارات. يكون لسان حال القائد السيئ: “قم بهذا لأنني المدير التنفيذي”، وعادة ما يعد هذا تنمر ولكنه من النوع الذي قد يتقبله أعضاء الفريق فقط لأنهم يريدون “تأدية وظيفتهم”.
ويظن العديد من القادة أنهم بإجبار الفريق على العمل تحت سلطة المنصب سيربحون المعركة. قد يكون هذا صحيحًا، ولكنك بالتأكيد خسرت الحرب وفقدت صورتك كقائد يجب أن يلهم الآخرين بالمثال الواقعي. فأنت نقطة بأعلى الهرم إذا فعلت ذلك فستجد كل المديرين تحتك يقومون بهذا التصرف تلقائيًا. الأفضل دائمًا أن تناقش أعضاء الفريق بشأن أي قرار لإقناعهم وجهة نظرك والسماع منهم.
2. تنكر أنك كنت جزء بمعادلة تسببت بخطأ ما
التملص من الخطأ إحدى صفات القائد السيئ الذي ما يلبث أن يرى أداء بعض الشهور والنتائج إلا ويرفع أصابع السبابة على باقي أعضاء الفريق، متناسيًا أنه هو جزء من المعادلة والقرارت التي تمت قد كانت بعلمك.
من طبيعي أن تحدث أخطاء في العمل واختلاف في الأداء بين الشهور، لكن إذا كنت ستعاقب أو تثيب أحد منهم فيجب أن تكتشف دورك فيما حدث لأنك كقائد يجب أن تكون عادلًا وتعطي كل أعضاء الفريق ونفسك حقوقهم.
3. تعاقب دائمًا ولا تشجع
من صفات القائد السيئ المنتشرة كثيرًا، فعندما يؤدي الموظف أو عضو الفريق مهامه على أكمل وجه والحصول على نتائج أفضل من المتوقعة لا أحد ينتبه، لكن الكل فقط ينتبه إذا أخطأ ولو خطئًا بسيطًا. وأول من ينتبه هو أنت كمدير أو صاحب منصب إداري.
فإذا كنت ستعاقب فيجب أن تُثيب، كفة واحدة يعني ميزان مختل وقريبًا ستكون القائد السلبي الذي يكرهه الجميع. القائد الجيد هو من ينتبه لجهود موظفيه ومن هم مسؤولون أمامه، ويشجعهم على الدوام ويشعرهم أن ما يؤدون ذا قيمة وتأثير حقيقي بالشركة.
4. تتجنب مواجهة الصراعات
تظهر صفة من صفات القائد السيئ عند التعامل مع الخلافات التي تنشأ بين أعضاء الفريق، فالقائد السيئ يمر على هذه الخلافات سريعًا دون البحث عن حل لهذه النزاعات الصغيرة بين الأطراف ومحاولة تهدئة الأمور.
إن كنت تدع الخلافات تتفاقم بين أفراد الفريق دون تدخل فإن الأمر قد يتفاقم بشكل لا تدركه ليكون النزاع الصغير هذا مشكلة كبيرة ستؤدي إلى فشل الفريق. القائد الجيد يعلم أنه لا يجب عليه إسعاد وإرضاء جميع أعضاء الفريق، لهذا يعلم بالضبط متى يبدأ في التدخل بين الخلافات، واتخاذ قرارات هامة وصعبة من أجل حل النزاع.
5. تؤثر مزاجيتك على العمل
أسوأ تجارب أعضاء الفريق عندما لا يعلمون ماهية الجو العام اليوم بالشركة، هل هو يوم سيئ أم يوم جيد؟ وأكثر ما يحدد طبيعة الجو هذه هو تفاعلك وردود أفعالك كقائد مع الفريق. فقد تأتيك مكالمة من مستثمر فتطير من الفرح وتحتفل مع الفريق، ثم تكتشف أن المطور لم يصلح الثغرة الأمنية بعد فيتحول لونك في لحظات إلى اللون أخضر “هولك”.
رويدًا، هذه المزاجية إحدى صفات القائد السيئ وكونك في منصب إداري فهذا يعني أنك نقطة التقاء كثير من المواقف والعلاقات، إذا لم تستطع إدارة ذلك بالحكمة بدلًا من المشاعر الهوجاء، فسيؤثر ذلك على أصغر موظف لديك. فالقائد الجيد المحنك يتعامل بالمنطق والمشاعر المتزنة.
6. غير مرن في التعامل
“لاحظ أن الشجرة الأصلب تنكسر بسهولة، بينما ينجو الصفصاف بمرونته وانحناءه مع الريح” – بروسلي
التسلط في القيادة من صفات القائد السيئ التي ما تلبث إلا أن تنفر منك أعضاء الفريق. فالقائد غير المرن الذي يعمل بعقلية واحدة صلبة، لا يتكيف ولا يراعي أفراد الفريق سيؤدي بفريقه وشركته إلى الفشل. القائد الجيد يدرك أن عليه تحفيز فريقه عن طريق خلق مساحة آمنة لهم وحرية في التعبير والمساهمة في المهام المتنوعة لتحقيق أهداف الشركة بفعالية.
7. لا تنفذ ما تقول
أكثر شيء يحطم علاقة التبعية والإلهام لدى القائد هو أن يقول شيئًا ولا يفعله، فكلماتك كقائد يجب أن تكون أمينة ومحسوبة وإلا سيشكك أعضاء الفريق في مصداقيتك وجدارتك بالمنصب الذي تملكه. لهذا كن صريحًا، إذا ساءت الأمور ولم تستطع توفير الراتب هذا الشهر أخبرهم بذلك، ولكن لا تماطل وتخبرهم أنهم سيتقاضون الضعف الشهر القادم في حين أنك غارق في الديون.
كقائد للسفينة ملم بجميع نواحي الأمور والحقائق كلها لديك، لا تخبر الفريق بشيء ولا تفعله، فعاجلًا أم آجلًا سيدرك الأمر، كما أنك تعرض السفينة للخطر وخسران أهم العاملين بها.
8. مهارات تواصل ضعيفة
يحتاج القائد الجيد إلى مهارات تواصل عالية حتى يتمكن من التواصل مع الفريق بفعالية وبمختلف طرق التواصل. القائد السلبي هو ما ينقصه الكثير من مهارات التواصل، فلا يصل للفريق فكرة واضحة من قائدهم عن أهداف الشركة ورؤيتها، وقد لا يفهمون ما الذي يريده قائدهم عند تنفيذ مهمة ما، فلا يستطيعون التواصل بكفاءة مع القائد ولا الخروج بمحادثات عميقة.