الأولوية في المشاريع هي للنجاح، فأغلب المشاريع الناشئة تبدأ من الصفر وتتّجه نحو التوسع شيئًا فشيئًا. لذلك، يجب على أي رائد مشاريع امتلاك مجموعة من المهارات ليتمكن من النهوض بأعماله مثل المهارات الإداريّة والتخطيطية. وبالتأكيد التمكّن من التفكير الاستراتيجي، واستخدامه في سبيل إنجاح أعماله، وتبرز أهميته في مجموعة من النقاط وهي:
أولًا: الإدارة المثلى للموارد
لا يقدّم لك الـ Strategic thinking فائدة مباشرة عن طريق توفير الأموال، وإنما يجعلك أكثر قدرة على إدارة الميزانية الموضوعة لأعمالك. بعبارةٍ أخرى، ستتمكن من إدارة مصاريفك، وتجنب المشاريع والصفقات الخاسرة عن طريق التفكير بنتائج كلّ خطوة تتخذها. كما يساعدك في التركيز على الأهداف الأكثر قابلية لتحقيق الربح، واستخدام الموارد المتاحة بالشكل الأمثل.
ثانيًا: سرعة الاستجابة
يتميّز عالم الأعمال اليوم بالتغيرات المستمرة، فلا يمكن أن يبقى أي أمر ثابتًا لمدة طويلة، وهنا تكمن أهميته بأنه أداة فعّالة لتسريع القدرة على اتخاذ القرار، والاستعداد للتغييرات المفاجئة والتجهيز لها قبل حدوثها. فكما يمكن لتغيير بيئة الأعمال أن يضرّ بمصلحة الشركات والمشاريع، يمكن أن ترفع من قيمة أعمالك في وقتٍ قياسي، وهو الهدف الأول لروّاد الأعمال.
ثالثًا: معرفة نقاط القوّة والضعف
لكلّ مؤسسة مجموعة من النقاط التي تمثل العوامل الضعيفة فيها، أو العوامل القوية التي تساهم في نجاح المؤسسة، ويساعد التفكير الاستراتيجي على معرفة هذه النقاط بشكل صحيح تمامًا. وليس هذا فقط، بل أنه يساعد على تحسين نقاط القوة واستثمارها بشكلٍ صحيح لتحقيق أهداف المؤسسة أو المشروع.
رابعًا: النمو
يمكننا استرجاع العديد من قصص الشركات الرائدة قديمًا، وبسبب الخشية من التغيير، انهارت هذه الشركات وفقدت جزءًا كبيرًا من قيمة أسهمها وحصّتها السوقيّة. لذلك تبرز أهمية الـ Strategic thinking، بفهم كيفيّة تحرّك السوق، والمقدرة على اتّخاذ قرارات كبيرة يمكنها تغيير مسار الشركة نحو الأفضل، فالهدف الأساسي للتفكير الاستراتيجي، هو النمو والتوسع بالأعمال.
خامسًا: تحسين القرارات
مع الممارسة الطويلة للتفكير الاستراتيجي، ستمتلك مهارات كبيرة في صناعة القرار الصحيح والتنبؤ بالمشكلات المتوقعة وطرق حلّها. فمهارة الـ Strategic thinking هي العنصر الأول الذي يجب امتلاكه في عالم ريادة الأعمال المتغير باستمرار من أجل القدرة على النجاة بين آلاف المشاريع الناشئة.
نشأة التفكير الاستراتيجي
ما هو السبب الذي أدى إلى ظهور التفكير الاستراتيجي؟ في الواقع الـ Strategic thinking لا يمكن حسبانه علم يمكن تطبيقه بخطوات ثابتة، بل هو رد فعل للأحداث. ولذلك هناك مجموعة من الفرضيات التي تشرح نماذج التفكير الاستراتيجي وطريقة ظهوره وهي:
1. التفكير الاستراتيجي يصنع
مفاد هذه الفكرة هي أن التفكير الاستراتيجي يحدث نتيجة لفهم فكرة أن عالم الأعمال يسير ويتطور بشكلٍ مستمر، ويمكن فهم هذا التطور وتحليله. وبهذه النظرية، فجوهر الـ Strategic thinking يتمحور حول التنبؤ بالمشكلات المستقبلية وخطّ سير عالم الأعمال والتفكير بالأهداف الممكنة القابلة للتحقيق.
2. التفكير الاستراتيجي هو رؤية
تتمحور هذه الفرضية حول أن البدء بالمشروع هو بداية التفكير الاستراتيجي الذي يعبّر عن الاستجابة للتغير. ويمكن من خلال هذه الفرضية استنتاج خصائص التفكير الاستراتيجي، مثل المخاطرة والإبداع لتشكيل المنظمة، أي أن نجاح المنظمة هو هدف هذا التفكير الاستراتيجي.
3. التفكير الاستراتيجي هو رد فعل
على عكس الفرضيات السابقة، فهذه الفرضية تشير إلى أن المشاريع والأعمال لا يمكن التنبؤ بنتائجها. لذلك يكون هو رد فعل على التغيرات العشوائيّة. ويمكن الاعتماد على هذه الفرضية لتبرير نشوء التفكير الاستراتيجي، لأن هذا التفكير غالبًا ما يهتم بحسبان الأمور غير المتوقعة.
4. التفكير الاستراتيجي هو قوّة
هذه الفرضية تشير إلى أن نشأة التفكير الاستراتيجي بعيدة كلّ البعد عن السببية أو ردّة الفعل، بل الـ Strategic thinking هو قوّة محلّلة، وهي التي تساهم في نجاح الأعمال. كما يعد التفكير الاستراتيجي معني بمعالجة كلّ الخطط الممكنة من أجل الوصول إلى الهدف، ولكن هذه الفرضيّة لا توضح تمامًا سبب نشأة التفكير الابداعي أو الحاجة اليه، وإنما تصفه.