تعد شركتا جوجل وفيسبوك من عمالقة شركات التكنولوجيا في العالم، وتصل أرباح جوجل وأرباح فيسبوك ارقام كبيرة تفوق ميزانية كثير من الدول، فجوجل تملك محرك البحث الشهير الذي يحمل اسمها (Google Search Engine)، وحزم تطبيقات وخدمات كثيرة مثل خدمة الخرائط (Google Maps)، وموقع رفع التسجيلات المرئية YouTube إذ تشكل نسبة مستخدمي خدمة YouTube29.5% من إجمالي سكان العالم، وتحتوي على حوالي أكثر من 2.3 مليار مستخدم نشط تم تسجيله في بداية العام 2021.
الفيسبوك هي الأخرى تملك موقع التواصل الاجتماعي الشهير فيسبوك؛ حيث يبلغ عدد المستخدمين النشطين في بداية عام 2021 على موقعها 2.8 مليار مستخدم نشط حول العالم، إي إن حوالي 36% من سكان العالم يستخدمون تطبيبق الفيس بوك! ناهيك عن امتلاك الأخيرة تطبيق المراسلة الشهير واتساب (WhatsApp) وقد حقق واتساب أكثر من 5 مليارات عملية تنزيل وأكثر من 133 مليون مراجعة منذ صدوره وحتى تاريخ كتابة هذا المقال.
هنالك الكثير من الخدمات الأخرى التي تقدمها الشركتين. لكن على أي حال، يتبادر إلى ذهن الشخص سؤال مهم بعد قراءته لكل هذه الأرقام الكبيرة من المستخدمين، من أين تأتي جوجل وفيسبوك بكل هذه الأموال؟ فكما يعلم الجميع لا يعمل الموقع من تلقاء نفسه فهناك أيادي عاملة وأجهزة ومعدات كثيرة أخرى تحتاجها مواقع بهذا الحجم للعمل بالكفاءة التي نراها. إذاً ما هو السر؟ والجواب البسيط والمختصر هو الإعلانات!
أرباح جوجل وأرباح فيسبوك
إعلانات جوجل
Google ليست اكبر شركة خدمات تقنية في العالم فحسب بل هي من اكبر المعلنين كذلك، وتعتمد الشركة الأمريكية في جني الأرباح غالبا على الإعلانات (إعلانات جوجل)، وقد بلغت أرباح جوجل في عام 2019 (162) مليار دولار معظمها كما ذكر سابقا من الإعلانات.
وتحديدا عن طريق خدمتي جوجل ادسنس “Google AdSense” وخدمة Google Ads سابقا”Google Adwords”.
ما هي خدمة Google AdSense وكيف تعمل؟
جوجل ادسنس عبارة عن خدمة تقدمها جوجل لأصحاب المواقع الإلكترونية؛ حيث تقوم إدارة الموقع بعرض جزء من حائطها كمساحة إعلانية، ويتم مشاركة أو احتساب الأرباح لإدارة الموقع إما باحتساب عدد الضغطات التي يقوم بها الزوار على الإعلان، أو على حسب المرات التي يظهر بها إعلانات جوجل على الموقع، وتظهر إعلانات جوجل ادسنس للزوار بعدة إشكال سواء كنص مكتوب (Text Advertisements) أو عبارة عن صور (Image Advertisements) أو إعلانات مرئية على شكل فيديوهات (Video Advertisements).
ما هي خدمة Google Ads آو Google AdWords وكيف تعمل؟
تعتبر Google Adwords خدمة الإعلانات الرئيسية لشركة Google ومصدرها الأهم للدخل والربح. تحتوي خدمة إعلانات جوجل أدووردز على العديد من المميزات، فهناك ميزة استهداف الجمهور حسب الموقع الجغرافي واللغة، وهناك القدرة أيضا على عمل فلتره واستبعاد لبعض العناوين التي لا يريد المعلنين استهدافها، والميزة الأشهر بالتأكيد الاستهداف على أساس الكلمات، وتمكن هذه الميزة المعلنين من إدخال الكلمات الأكثر استخداما من قبل الجمهور المستهدف للبحث من الخدمة التي يريدون الإعلان عنها.
كمثال على ذلك إن كتب أحدهم ألان في محرك البحث “Hotel in Washington”، سيظهر جوجل للباحث مباشرة نتائج بحث من داخل قاعدة بيانات مواقع حجز غرف فندقي قامت بالدفع لجوجل مقابل إن يقترحها لهذه الفئة المستهدفة التي تبحث عن “Hotel in Washington” بالذات!
إعلانات فيسبوك
الفيسبوك كأرباح جوجل حيث تشكل أرباح فيسبوك من الإعلانات النسبة الأكبر من دخلها، ولكنها تتبع طرق مختلفة فكل موقع لديه أسلوب خاص في جمع المعلومات وطريقة استهداف الجمهور. عمل محرك البحث يختلف عن عمل موقع مخصص للتواصل “الاجتماعي”، وتستخدم الفيس بوك خدمة Audience Network من اجل تمكين المعلنين من استهداف الجمهور المناسب، لإرضاء المعلنين وزيادة الإعلانات وبالتالي زيادة أرباح فيسبوك؛ حيث تقوم الفيس بوك بمراقبة سلوك المستخدمين أشياء مثل المنشورات التي يعجبون بها المواضيع التي يبحثون عنها داخل التطبيق وحتى خارجة “سنتحدث عن هذا في مقال أخر”.
بعد جمع هذه البيانات تقوم الفيس بوك ببيعها إلى المعلنين وهذه قد تكون أهم الطرق لأرباح فيسبوك، فأحمد الذي أعجب بصورة حذاء رياضي سيجد بعد قليل اقتراحات شراء من متاجر معينه قامت بالدفع إلى Facebook من اجل إن تقترح الأخيرة منتجاتها آو المنتجات التي تعرضها!
يتميز أسلوب عرض الإعلانات في الفيس بوك بالاعتماد على الإعلان الصوري المرئي سواء عن طريق صور أو فيديوهات أكثر من الاعتماد على الإعلان النصي.
مصادر الدخل الأخرى لجوجل وفيسبوك
رغم اعتماد أرباح جوجل وأرباح فيسبوك بشكل شبه كامل على الإعلانات في تحقيق الربح والنمو غير إن الشركتين تمارسان أنشطة تجارية مختلفة أيضا لزيادة الربح وكسب المال، فجوجل مثلا تملك سوق التطبيقات الشهير Google Play، وتملك نظام التشغيل الشهير Android، ومنصة Firebase لتطوير التطبيقات، ولديها نسبة في سوق الهواتف النقالة عن طريق هواتف Google، والعديد من الأنشطة التجارية التي تزيد من أرباح جوجل.
كذلك، شركة الفيس بوك أيضا ففي عام 2014 قامت الفيس بوك بالاستحواذ على شركة تسمى Oculus مقابل 2.3 مليار دولار، وهي شركة معروفة في صناعة وتطوير تكنولوجيا الواقع الافتراضي، وهناك مصادر دخل أخرى في تحقيق الربح مثل العملة الرقمية ليبرا (Libra)، وخدمه مراسلة الإعمال على واتساب وماسنجر والعديد غيرها من الخدمات التي تزيد أرباح فيسبوك.