أدركت الشركات أهمية إدارة التسويق، ووجدت أنها لن تستمر من دون ممارسات الأنشطة التسويقية. لذلك وضعت إدارة التسويق في مستوى تنظيمي بجانب الإدارات المهمة الأخرى من إدارة الموارد البشرية، المالية والإنتاج:

 

علاقة إدارة التسويق بالإدارات الأخرى

يعتمد نجاح كل شركة على إدارة التسويق. لذا، ليس من المستغرب فيه أن نجد هناك علاقات بين إدارة التسويق والإدارات الأخرى، المتمثلة في  الإدارة العليا، إدارة الموارد البشرية، المالية وإدارة الإنتاج. فلابد من تفعيل التعاون المشترك بين هذه الإدارات لتحقيق أهداف المؤسسة، سواء الأهداف التسويقية أو غير التسويقية.

أولًا: علاقة إدارة التسويق بالإدارة العليا

تزود إدارة التسويق الإدارة العليا بالمعلومات المهمة حول المستهلكين، المنافسين وتوقعات الحصة السوقية لتتخذ القرارات وتبني استراتيجية استنادًا على رؤية ومعلومات واضحة. كذلك تزود الإدارة العليا إدارة التسويق بالأهداف الاستراتيجية لتحقيقها من خلال المهام الموكلة إليها.

ثانيًا: علاقة إدارة الموارد البشرية مع إدارة التسويق

بصفتك مدير للتسويق، ستحتاج موظفين للقيام بالمهام التسويقية، من مندوبي التسويق، والمصممين وكاتبي المحتوى، والباحثين وغيرهم، وهؤلاء الموظفين يحتاجون للتدريب وأيضًا لتحفيزهم معنويًا وماديًا وإدارة شئونهم وذلك لن يتحقق إلا من خلال إدارة الموارد البشرية. أيضًا تعمل إدارة التسويق على توفير احتياجات الموظفين الداخلين وتلبية رغباتهم بما يسمى بالتسويق الداخلي.

ثالثًا: علاقة إدارة التسويق بالإدارة المالية

الإدارة المالية ملتزمة بتوفير الميزانيات للخطط والجهود التسويقية، وأيضًا منح الرواتب للعاملين في إدارة التسويق وتزويد المسوقين بالمعلومات حول وضع الشركة المالي وأسعار المنتجات المتوقعة من قبل المستهلكين. كذلك إدارة التسويق تُعنى بالجهود الترويجية وزيادة حصة الشركة السوقية لزيادة المبيعات، بما يؤدي إلى تحسين وضع الشركة المالي، وما سبق يتضح لنا أن هناك علاقة تبادلية بين إدارة التسويق والمالية.

رابعًا: علاقة إدارة التسويق بإدارة الإنتاج

ذكرنا سابقًا أن تخطيط المنتجات من مهام إدارة التسويق، ويتم ذلك من خلال التعاون بين إدارة التسويق وإدارة الإنتاج. حيث تقدم إدارة التسويق معلومات حول احتياجات العملاء ورغباتهم، ومنتجات المنافسين. وإنشاء الاستطلاعات للتعرف على جودة المنتج ومدى تقبل المستهلكين للمنتج، ومن ثم إرسال هذه المعلومات إلى قسم الإنتاج ليحسّن من المنتج. كذلك تقرر إدارة التسويق متى يبدأ إنتاج المنتج، والزمن المناسب لإطلاقه.

الفرق بين التسويق والمبيعات

التسويق والمبيعات مصطلحان مختلفان تمامًا، بالرغم من أن كليهما يعتمدان على بعض في تحقيق أهدافهما، وببساطة الفرق بينها يكمن في أن التسويق يهدف إلى جذب العملاء والمحافظة عليهم، أما المبيعات تتضمن إتمام عملية البيع وإغلاق الصفقات. على الرغم من أنه من الصعب التفريق بينهما في الشركات الصغيرة، إلا أنه في الشركات الكبيرة يكون الفرق واضحًا، سواء في الأدوات، المهام والأهداف، وإليك أوجه الاختلاف بالتفصيل:

1. المهام

تختلف المهام بين كونك مدير تسويق ومدير مبيعات، المسوق أو مدير التسويق عليه أن يقدم المنتجات والخدمات إضافة للعلامة التجارية إلى الأشخاص المهتمين بذلك، وعندما يقوم هؤلاء الأشخاص بالاتصال بالشركة فمن هنا تبدأ مهام رجل البيع الذي سيركز على مميزات المنتج ويشرع في الإجابة عن أسئلة المستهلكين، ومحاولة إقناع الزبون بشراء المنتج أو الخدمة.

على سبيل المثال، إذا كنت مسوقًا لمحل تجاري لبيع الملابس، فأنت ستمارس المهام التسويقية، والتي تتمثل في الترويج، التسعير، التوزيع والمكان، فتبدأ في إطلاق الحملات الترويجية على منصات التواصل الاجتماعي، أو من خلال المؤثرين أو محركات البحث. ليصل الإعلان إلى المستهلك الصحيح، وعندما يدرك المستهلك ذلك ويأتي إلى المحل التجاري أو يزور الموقع الإلكتروني للمحل، سيتولى الأمر رجل البيع ويُظهر ميزات المنتج لإقناع العميل.

2. الأهداف

كذلك يختلف التسويق والمبيعات من حيث الأهداف، فالتسويق يهدف إلى التعريف بمنتجات الشركة، والعلامة التجارية الخاصة بها، وتلبية احتياجات المستهلكين، أما رجل البيع ينصّب كامل تركيزه على إقناع الزبون وبيع المنتج أو الخدمة. وفي السياق نفسه، تعد الأهداف التسويقية طويلة الأجل؛ لأن الخطط التسويقية يمكن أن تُوضع لسنة كاملة، أما الأهداف البيعية فهي قصيرة الأجل فتُقاس شهريًا أو بشكل ربع سنوي.

3. الاستراتيجيات

الاستراتيجيات المتبعة من الطرفين أيضًا مختلفة، استراتيجيات المبيعات تركز على الاتصال المباشر والتواصل مع العملاء لإقناعهم بشراء المنتج، متمثلة في استراتيجية الحلول، البيع الداخلي واستراتيجيات التخويف. أما بالنسبة لاستراتيجيات التسويق فهي تشمل الإعلانات المدفوعة، وسائل التواصل الاجتماعي، والإعلانات التلفزيونية، والتسويق عبر المؤثرين، هادفة إلى تعريف المستهلكين بالمنتجات والخدمات بعيدًا عن إقناعهم بالشراء.

اترك تعليقاً