تحتاج كتابة المقالات إلى مجموعة من المهارات الخاصة التي تتضافر معًا لدعم جودة المحتوى، بحيث ينجح في تحقيق الأهداف التي لأجلها كُتب:
1. الموهبة والإتقان
تعني الموهبة أن الكاتب موهوب في التعبير عن أفكاره بالحروف والكلمات، تمثل الكتابة بالنسبة له ممارسة تلقائية لا تحتاج إلى عناء يُذكر، إذ من السهل أن تنساب الجمل والعبارات عند أطراف أصابعه بمجرد أن تحل الفكرة في رأسه. أساس موهبة الكتابة هي القراءة المستمرة، إذ لا يوجد كاتب حاذق بدون سجل حافل من القراءات التي تَشبّع بها وأثرت حصيلته اللغوية.
أما الإتقان فيُقصد به إجادة الكتابة حول مجال ما، مثل الكتابة عن الطب، السفر، الإدارة، الرياضة …إلخ من المجالات المتخصصة. يكتسب الكاتب الإتقان إما بدراسة المجال أو بامتلاكه ثقافة قوية حوله بالقراءة المتعمقة لفترة طويلة. يجعل إتقان الكتابة في مجال من السهل على الكاتب استخدام المصطلحات المناسبة وفرز المعلومات الجيدة عن الأخرى الركيكة أو المغلوطة.
2. التدقيق اللغوي والتحرير
المقال هو قطعة محتوى سريعة الإنتاج لا تمر بطبقات مراجعة عميقة كالتي تمر بها الكتب والروايات مثلًا، لذلك من المهم أن يكون كاتب المقال ملمًا بأساسيات النحو والإملاء واستخدامات علامات الترقيم والطرق السليمة للجمع والتثنية، بالإضافة إلى أسس وضع الهمزات وقواعد الإعراب.
أضف إلى ما سبق امتلاكه مهارة التحرير التي يحتاجها في الكتابة ولو بقدرٍ يسير، مثل الالتزام بالصياغة السليمة للعبارات وأساليب الكتابة الصحيحة والتعبير بأكثر الألفاظ دقة وبلاغة، وضمان تناسق الجمل وتدفق الأفكار بسلاسة. الهدف من امتلاك مهاراتي التدقيق اللغوي والتحرير هو كتابة المقال بأقل قدرٍ ممكن من الأخطاء، بحيث يكون لائقًا للنشر مباشرةً.
3. فهم الجمهور والعلامة التجارية
المقال بالنسبة للأنشطة التجارية هو أداة للتواصل مع الجمهور وإقناعه، ولكي ينجح الكاتب في ذلك يجب أن يفهم الجمهور الذي يخاطبه في المقال، ما عمره، ونوعه، وبلده، وأسلوب حياته، ومشاكله؟ تؤثر كل هذه السمات في الطريقة التي سيناقش بها الكاتب فكرته، فحديثه إلى المستثمرين سيختلف عن الحديث إلى المراهقين مثلًا.
يحتاج الكاتب أيضًا إلى فهم العلامة التجارية التي يسوق لها، ما هي شخصيتها وأسلوبها المفضل في الحديث إلى العملاء (الجدية أم المرح مثلًا؟ هل تفضل القصص أم المحتوى النمطي؟ هل تحبذ الإجابة عن الأسئلة أم طرح الأفكار الجديدة والجريئة؟)، عندما يتماهى أسلوب المقال مع صوت الشركة ستصبح شخصية العلامة التجارية أكثر تماسكًا واتساقًا، وتتعزز صورتها في أذهان الجمهور.
4. تحسين محركات البحث
أصبح تحسين محركات البحث شرطًا أساسيًا في كاتب المقال، لأن المقال في الأساس مخصص لكي يكون طريقة للظهور في نتائج محرك بحث جوجل. تعني الكتابة وفقًا لتحسين محركات البحث الالتزام باستخدام الكلمة المفتاحية الرئيسية في النص بكثافة مناسبة، مع تضمينها في أماكن مهمة مثل: العنوان والفقرتين الأولى والأخيرة وأحد العناوين الفرعية والوصف ورابط عنوان الويب.
إضافةً إلى ما سبق، يحتاج الكاتب إلى استخدام الكلمات المفتاحية الفرعية بكثافة أقل والاعتماد على الفقرات القصيرة، والإجابة على الأسئلة الشائعة (مثل ماهو …، كيف …)، والتنظيم الجيد والتدرج في تنسيق العناوين H1 وH2 وH3، بالإضافة إلى استخدام التعداد النقطي والرقمي المدمج في محرر النصوص.
5. الأصالة
القدرة على كتابة مقال ذي محتوى أصيل بالكامل أصبحت مهارة لا تُقدر بثمن يحتاج إليها كل كاتب يهتم بالجودة. المحتوى الأصيل الحصري بالكامل هو الحصان الرابح في سباق العديد من المقالات التي تدور حول الموضوع نفسه، إذ يميز القارئ بسهولة أكثر المقالات إفادةً وتميزًا ويضع المدونة في قائمة المدونات المفضلة لديه. من ناحية أخرى، تُعاقب جوجل المحتوى المنسوخ بالإقصاء الفوري من نتائج البحث وخفض تصنيف الموقع كليًا.
يحتاج المحتوى الأصيل إلى جهد أكبر من المعتاد في البحث عن المعلومات والمصادر قبل بدء الكتابة، وبخاصةٍ إذا كان الكاتب يمر بتجاربه الأولى في الكتابة حول هذا الموضوع، إلا أنه مع استمرارية الكتابة حول الموضوع نفسه يصبح أكثر تمرسًا.