مجالات العمل الحر
لا يستغني إنسانٌ سويٌّ في تفكيره عن العمل، فهو قوام الحياة، وعصب وجودها، ومفصلٌ من مفاصلها الأساسيّة، بل هو الماء الذي يغذّي شجرتها بالحياة، وتتنوّع أقسامه، بين عملٍ حرٍ، وآخر رسميّ ٍ، أو حكوميٍ، وكلا الصنفين لهما أثرٌ عظيمٌ، في خدمة الفرد، والمجتمع على حدٍ سواءٍ، وتختلف مواقف النّاس بين رغبتهم بالعمل الحر، أو الرسمي، الحكومي، وهذه قضيّةٌ شخصيّةٌ، تهم صاحبها بالدرجة الأولى، مع كون مجال الإبداع والتفرّغ في العمل الحرّ أكثر، وهي مسألةٌ تختلف بين شخصٍ وآخرٍ، فهناك إنسانٌ يبدع في العمل الحر، وتتجلى فيه مواهبه، ويرفع به دخله، ويجد فيه كفايته، ونجد آخراً بخلاف ذلك تماماً، يبدع في العمل الحكومي، ويجد فيه كفايته، وتختلف هذه النسبة من دولةٍ لأخرى، فما هي مجالات العمل الحر، وما هي إيجابياته.[١]
مجالات العمل الحر
تتعدد مجالات العمل الحرّ، لتغطّي معظم مفاصل الحياة، ومنها:[٢]
- البناء، وقطاعاته المختلفة، كالإرشاد الزراعي، والإنتاج الزراعي، والتشتيل، والإعلام الزراعي.
- الزراعة، ومجالاتها المتعدّدة.
- التجارة، وأنواعها ، وأصنافها.
- الصناعة، وأشكالها.
- الإعلام ومجالاته.
- التعليم، في بعض جوانبه، وهي ما تتعلّق بالتعليم الخاصّ منه.
- الصحة، كالعيادات الخاصة، والصيدلة، وغير ذلك.
- الإبداع الفكري، كالكتابة، والتأليف في فنون الأدب المتعددة، والعلوم المختلفة.
- اللياقة البدنية وأشكالها وأنواعها، كالفنون القتالية، وألعاب الكرة بأصنافها المتعددة، وألعاب القوى، وغير ذلك.
- الدراما والتمثيل، بأشكالها المتنوّعة.
إيجابيات العمل الحر
للعمل الحرّ إيجابيات، تعود على الفرد والمجتمع على حدٍ سواءٍ، منها:[٣]
- تلبية وتغطية حاجات المجتمع، فالعمل الحكومي لا يغطي كل هذه الجوانب، فالمجتمع بحاجة على سبيل المثال، إلى العمران، والبناء، والبنى التحتيّة الأزمة، كالكهرباء، وشبكات المياه، وتعبيد الطرق، وغير ذلك.
- استيعاب كادرٍ عماليٍّ أكثر، فالقطاع الحكومي، لا يتسع لكلّ أفراد المجتمع وظيفياً.
- أكثر متسعاً، وإبداعاً، لتنمية رأس المال، وإدارته.
- صاحبه أكثر قدرةً على مواجهة نوائب الحياة، وتقلباتها.
- يتمتع صاحبه بقدرٍ أكثر من الحرية في التحكم بوقته.
كلّ إنسانٍ، ومهما كانت رتبته، لا يمكن له أن يستغني عن العمل الحر، وكلّما تنوّعت أشكاله، وتعددت أصنافه، كان صاحبه، أكثر تأقلماً وسيطرةً على تقلبات الحياة، وانعطافات الدهر، فإتقان أكثر من صنعةٍ مثلاً، والإبداع في أكثر من جانبٍ من جوانب الحياة، يعتبر من صفات الناجحين في الحياة، المقارعين لأهوالها المختلفة، ومن قيدوا أنفسهم بعملٍ محددٍ، أو راتبٍ شهريٍ محددٍ، ووقفوا عند هذا الحد، ربما لا يقوون على الوقوف، بهدوءٍ، وطمأنينةٍ، أمام الدهر ونوائبه، فلا بدّ من أعمالٍ إضافيّةٍ أخرى.[٣]