وفقًا للمنظمة العالمية للملكية الفكرية Wipo؛ فإن حقوق الملكية الفكرية تعني حقوق ملكية المبدعين لإنتاجهم العقلي سواء كان اختراعًا ماديًا أو عملًا أدبيًا أو فنيًا أو تقنيًا، بما يسمح لهؤلاء المبدعين بالاستفادة من أعمالهم واستثمارها، وحمايتها من استغلال الآخرين دون موافقة منهم.
تشمل الأعمال الأدبية كافة أنواع المحتوى المكتوب من مقالات وكتب وأبحاث ومؤلفات أدبية كالروايات وغيرها. وتشمل الأعمال الفنية كل أشكال الإبداع الفني من صور وإعلانات وفيديوهات وتصاميم جرافيك ومواد صوتية، وتشمل الأعمال التقنية برامج الحاسوب وأنظمة التشغيل وتطبيقات الهاتف على سبيل المثال.
ما أهمية الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية؟
الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية يمثل نوعًا من المكافأة التي يقدمها المجتمع إلى المبدع في مقابل جهده المبذول، بما يمكنه من تحقيق استفادة مناسبة من عمله الإبداعي، تساعده على الاستمرار في إنتاجه وتطوير إبداعه. وعلى النقيض، فإن المبدع سينخفض لديه الحافز على الإبداع والابتكار إذا ما تم هضم حقوقه الفكرية وانتهاكها دون رادع.
وبحسب Wipo إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة، فإن حماية حقوق الملكية الفكرية لا تشكل أهمية للمبدعين فحسب، بل أهميتها تمتد لتشمل جميع أفراد المجتمع. وذلك لأن حماية حقوق الملكية الفكرية تساعد في توفير أفضل الظروف البيئية الممكنة التي يزدهر فيها الإبداع والابتكار بما يعود بالنفع على المجتمع بأسره، ويساهم في الارتقاء بجودة الحياة وتحسين المعيشة.
قد يُهمك أيضًا: نصائح لحماية حسابك على مستقل
ماهي المواد التي لها حقوق ملكية فكرية؟
يستخدم المستقلون في أعمالهم العديد من المواد التي ينبغي عليهم الحذر عند التعامل معها، على سبيل المثال المقالات والكتب والصور والمواد الصوتية والفيديوهات والبرمجيات.
وعلى خلاف ما يتصوره البعض من أن حماية عمل ما بحقوق ملكية فكرية يتطلب التسجيل المدفوع في هيئة رسمية مختصة، وبالتالي إذا لم يتم القيام بهذا الإجراء فإن العمل ليس له حقوق ملكية فكرية، على سبيل المثال عبارة “العلامة التجارية مسجلة” إذا لم تكن موجودة فهذا يعنى عدم وجود حقوق ملكية. هذا التصور خاطيء، فأي عمل تنشأ له حقوق ملكية فكرية تلقائيًا بمجرد صدوره، ولا يشترط أي إجراءات قانونية معينة. الأمر بديهي بمجرد تنفيذك لعمل ما أصبحتَ بالتبعية تملك جميع حقوق الملكية الفكرية له، ولك بعدها أن تتنازل عن بعض منها أو تحتفظ بها جميعًا.
لذا بشكل تلقائي عليك كمستقل التعامل مع أي مادة على الإنترنت على أن لها حقوق ملكية فكرية.
أنواع رخص استخدام المواد التي لها حقوق ملكية فكرية
قبل الحديث عن أنواع رخص استخدام المواد التي لها حقوق ملكية فكرية، ينبغي الإشارة إلى أن العرف السائد بين المواقع الإلكترونية بشأن مكان علامة حقوق الملكية الفكرية هو وضعها في أسفل صفحة الويب (الفوتر).
على سبيل المثال الموسوعة الحرة ويكيبيديا، تجد في أسفل كل صفحة عبارة “النصوص منشورة برخصة المشاع الإبداعي”، وغالبية المواقع الأخرى تجد العلامة المعروفة © أو كلمة (copyrights).
والآن نفصل الحديث عن أنواع الرخص. تنقسم الرخص إلى ثلاث أنواع هي:
- “جميع الحقوق محفوظة (©)”: أو (All Right Reserved) أو (copyrights) هذه العبارة الشائعة التي نصادفها في غالبية المواقع، تعني أن جميع المواد الموجودة على الموقع غير مسموح باستخدامها على أي وجه إلا بإذن مالكيها.
- ملكية عامة (CC0 Public Domain): على النقيض من النوع الأول ، تتيح الملكية العامة الحرية الكاملة في استخدام المادة دون ذكر المصدر. بعض الأعمال القديمة التي مضى عليها عشرات السنين تندرج تحت هذا النوع من الرخصة.
- مشاع إبداعي (بعض الحقوق محفوظة CC) : وهي الرخصة التي طورتها مؤسسة المشاع الإبداعي Creative Commons في عام 2002 من أجل تسهيل استخدام بعض المواد على الإنترنت والتي يقبل أصحابها بإعادة استخدامها، وتتميز هذه الرخصة بأنها تُسهل إعادة استخدام المواد دون اشتراط استئذان المالكين، ومن ناحية ثانية فهي تمنح مالكي المواد الحق في تحديد شروط إعادة الاستخدام.
حيث توجد 4 أنواع لهذه الرخصة وهي:
- النسبة (CC BY): والتي تسمح بإعادة الاستخدام بحرية مع الإشارة إلى المصدر الأصلي (صاحب العمل).
- غير التجاري (CC NC): والتي تسمح بإعادة الاستخدام بشرط عدم الاستخدام لأغراض تجارية، بمعنى لا يترتب عليه تحقيق أي ربح.
- منع الاشتقاق (CC ND): والتي تسمح بإعادة استخدام المادة دون التعديل عليها أو تطويرها أو الاشتقاق منها (بما في ذلك الترجمة).
- الترخيص بالمثل (CC SA): والتي تسمح بإعادة استخدام المادة بشرط ترخيص المادة الجديدة الناتجة بنفس شروط ترخيص المادة الأصلية.
ماذا يعني مبدأ الاستخدام العادل Fair Use ؟
يعني مبدأ الاستخدام العادل حق استخدام المواد محفوظة الحقوق بشكل محدود دون اشتراط إذن صاحب المادة، على سبيل المثال: استخدامها بهدف تعليمي، اقتباس جزء صغير من مقالة أو كتاب، استخدام مقطع من فيلم للتعليق عليه.