يقسّم البعض المحتوى إلى نوعين: محتوى حصري لا يوجد به أي نسبة نسخ، بل يعتمد على قراءات الكاتب وإعادة الصياغة من المواضيع التي قرأها في بعض الأحيان. ومحتوى غير حصري وهو المحتوى المنسوخ من نصوص أخرى، سواءً أكان عبارات أو جمل أو فقرات كاملة.
هذا التقسيم صحيح في نصفه الأول فقط. أما ما يُسمى بالمحتوى غير الحصري فهو ليس جيدًا على الإطلاق. بل يدخل تحت دائرة السرقة الأدبية وانتهاك حقوق الملكية الفكرية، حتى لو كان ذلك في فقرة واحدة فقط. وإلى جانب السمعة السيئة التي تكتسبها في حالة السرقة، فهناك العديد من الأضرار التي تصيبك عند استخدام محتوى غير حصري، من بينها:
1. تراجع ترتيب موقعك في محركات البحث
في الوقت الحالي أصبح اكتشاف أي محتوى منسوخ سهلًا لأي شخص، إذ توجد العديد من الأدوات التي تستخدم لتنفيذ هذه المهمة. بمجرد نسخ المحتوى وإضافته على هذه الأدوات، يمكن تحديد المحتوى المنسوخ في النص، وتقديم بلاغ من أجل حذف المحتوى من صفحات الإنترنت.
على سبيل المثال، فيما يتعلق بجوجل كأشهر محرك بحث، يقترب عدد بلاغات الحذف التي تلقاها الموقع حتى الآن قرابة 5 مليار بلاغ، وذلك بسبب انتهاك حقوق الملكية الفكرية. وغالبًا ما يستجيب الموقع لهذه البلاغات بالحذف. يؤدي تكرار البلاغات إلى تراجع موقعك في ترتيب نتائج محركات البحث، ما يفقده إمكانية الوصول إليه بسهولة عبر محركات البحث.
2. عدد أقل من الزيارات
حتى مع عدم وجود بلاغات لحذف المحتوى واستمرار ظهوره بمحركات البحث، ومع حرصك على بذل مجهودات تسويقية كبيرة لتسهيل وصوله إلى الجمهور، فلن يحصل على عدد كبير من الزيارات. لأنّ جمهورك ببساطة يبحث عن محتوى حصري غير مكرر لقراءته.
لذا، بمجرد رؤية الجمهور المستهدف أن محتواك يتشابه مع محتوى قديم سبق لهم التعرّض له دون أي اختلاف، فلن يدخلوا إلى الموقع مرة أخرى من الأساس. ومع تكرار الأمر سيكوّن الجمهور وجهة نظره عن محتواك كونه دائمًا محتوى غير حصري ومنقول من الآخرين. وستبدأ الزيارات في النقصان تدريجيًا، وقد تنعدم تمامًا بعد فترة من الوقت.
لماذا تحتاج إلى كتابة محتوى حصري لمشروعك؟
تتمثل أهمية المحتوى الحصري في كونه موردًا قويًا يملكه مشروعك، يؤدي إلى تحقيق العديد من الأهداف التسويقية. إذ يعتمد المسوّقون على كتابة محتوى حصري على مختلف المنصات، سواءً المدونة أو مواقع التواصل الاجتماعي أو غيرها من المنصات التسويقية، لجذب العملاء للتفاعل معك واتّخاذ الإجراء المطلوب. في الجزء التالي سنتناول الفوائد الأخرى لكتابة محتوى حصري لمشروعك
الوصول إلى جمهورك المناسب
عندما تقرر كتابة محتوى حصري خاص بمشروعك، ستفكّر جيدًا بكيفية إخراجه بما يتوافق مع جمهورك المستهدف، وكذلك اختيار الكلمات المفتاحية التي تهمهم. حتى مع إعادة صياغة المحتوى من مصادر أخرى، ستقدمه بأسلوب يجذب المستخدمين عند قراءته.
سيظل هذا المحتوى متاح دائمًا على المنصات المختلفة. ومع كونه كُتب بما يتناسب مع محركات البحث، ويستهدف الكلمات المفتاحية التي يستخدمها جمهورك، سيساعدك مع الوقت في الوصول إلى جمهورك المناسب، الذي سيجد ما تقدمه مفيدًا وسيحرص على متابعتك.
المحتوى الحصري يعزّز من قيمة علامتك التجارية
في عالم الإنترنت اليوم، يمكن للمستخدمين الوصول إلى مصادر كثيرة لمتابعة جميع أنواع المحتوى. هذا يجعلك بحاجة مستمرة إلى تقديم محتوى مختلف يميّزك عن البقية. يمكنك فعل هذا بتقديم محتوى حصري يساهم في تمييز علامتك التجارية، ويخلق جمهورًا يهتم بمتابعة ما تقدمه، وهو ما يعزّز من قيمة علامتك التجارية في السوق.
ومن أهمية المحتوى الحصري الجيد أنّه مع الوقت قد يصبح من المميزات التنافسية التي يملكها مشروعك، كما يمنحك أفضلية على غيرك من المنافسين. مثلًا عندما تحتل المركز الأول في ترتيب محركات البحث، فالمستخدم قد يختارك أنت دون الحاجة إلى رؤية أي محتوى آخر ضمن المراكز التالية.
الحصول على روابط خلفية في المواقع الأخرى
تؤدي كتابة محتوى حصري بجودة عالية، إلى تمييز محتواك عن بقية أنواع المحتوى الموجودة على الإنترنت. يساعد هذا في كسب روابط خلفية من مواقع أخرى، إذ يرى أصحاب هذه المواقع أنّ محتواك متميز ومختلف ويحتوي على فائدة للجمهور، وبالتالي يمكن تضمينه ضمن المصادر المحتملة في موضوعاتهم.
يمنحك هذا سمعة جيدة لدى محركات البحث مثل جوجل، ويساهم في تحسين ترتيب موقعك وظهوره ضمن الصفحة الأولى من نتائج البحث. قد تحتاج هذه العملية إلى بعض الوقت، لذا يتطلب الأمر إنتاج محتوى حصري باستمرار.