ذكرنا سابقًا أن التسويق الفيروسي يعتمد في جزء كبير منه على الحظ، ولكن ذلك لا يمنع محاولة إنشاء حملات مخططة ملائمة لجمهورك المستهدف، واختيار التوقيت الملائم والقنوات التسويقيّة المناسبة، فكلها من عوامل نجاح هذه الحملات. وبشكل أساسي، يمر تصميم حملات التسويق الفيروسي بالخطوات التالية:
أولًا: ادرس الجمهور المستهدف
لجمهورك احتياجات واهتمامات خاصّة يجب عليك اكتشافها وصناعة محتوى يثيرها أو يلبيها، حتى تضمن انخراطه في حملتك التسويقية، لا بدّ أيضًا أن جمهورك يتواجد في منصات تسويقية محددة أكثر من غيرها، وهو ما يوجب عليك استهدافهم في هذه المنصات. على سبيل المثال، إذا كان جمهورك يستخدم منصة اليوتيوب بكثافة، فربما يجدر بك التفكير مليًا في كيفية إنشاء فيديو فيروسي على موقع اليوتيوب.
إذا كنت تدير شركة جديدة، فيمكنك إنشاء حملات تسويقيّة مصغرة واختبارات ثنائيّة A/B Testing لاستكشاف اهتمامات جمهورك والمنصات التي يفضلها. أمّا إذا كنت تدير شركة ذات خبرات سابقة، فيمكنك الرجوع إلى تجاربك السابقة مع العملاء، وتحليلها والاستفادة منها.
ثانيًا: حلل المنافسين
قد يكون إنشاء حملة فيروسيّة بدون الاطلاع على التجارب السابقة أو الاستلهام من تجارب الآخرين أمرًا صعبًا للغاية، يمكنك في هذا الصدد الاطلاع على الحملات التسويقية التي نفذها المنافسون في ذات المجال لاكتشاف اهتمامات الجمهور في مجال عملك، وأسباب تفاعلهم معها، ومحاولة محاكاتها.
من بديهي القول أن استلهام تجارب الآخرين يختلف عن تقليدها أو إنتاج حملات تسويقيّة مماثلة، علمًا أن هذا النوع من السلوك قد يؤدي إلى حملة فيروسيّة فاشلة، فالحملات الفيروسيّة لا تتكرر مرتين، كما أنه قد يتسبب بردود فعل سلبيّة من العملاء والمستهلكين.
ثالثًا: حدد هدفك
تتنوع أهداف الحملات الفيروسيّة، فمنها ما يهدف إلى تحسين الوعي بالعلامة التجارية، ومنها ما يسعى إلى استقطاب عملاء جدد، ومنها ما يكون بغرض الترويج لمنتجات أو خدمات معيّنة قبل طرحها أو تدشينها. ولكن بأي حال، يُعد تحديد الهدف من أي حملة فيروسيّة ضروريًا لنجاحها، وصياغتها على نحوٍ ملائم للجمهور المستهدف، ناهيك عن تحديد المعايير المستخدمة في قياس مدى نجاحها.
رابعًا: أنشئ المحتوى الفيروسي
المحتوى الفيروسي هو محتوىً مميّز قادر على جذب انتباه الجمهور، ويدفعهم إلى مشاركته مع الأقارب والأصدقاء. مع ذلك، قد يأخذ هذا المحتوى أشكالًا متعددة بحسب طبيعة جمهورك المستهدف والقناة التسويقيّة المستخدمة. لإنشاء محتوى فيروسي يساعدك على تحقيق أهدافك التسويق، ربما يجدر بك اتباع الخطوات التالية:
- تعرف على جمهورك
تمثل الإجابة على هذا السؤال مفتاح صناعة محتوى فيروسي ناجح. اعرف طبيعة المحتوى الذي يفضله جمهورك والمنصات التي يستخدمونها. هل يفضلون القراءة أم مشاهدة الفيديوهات؟ هل يستخدمون فيسبوك أم تيك توك؟ ما هي الموضوعات التي تثير اهتمامهم؟ الطبخ أم الموضة أم الترفيه. جميع هذه الأسئلة تساعدك على اكتشاف جمهورك على نحو أفضل وتمكّنك من صناعة محتوى ملائم لهم.
- حدد ماذا تريد
هل تسعى لتعزيز وعي الجمهور بعلامتك التجارية؟ استقطاب المزيد من الزوار إلى موقعك الإلكتروني؟ تحقيق المزيد من المبيعات؟ أيًا كان الهدف الذي تسعى إليه، فيجب أن يكون واضحًا لديك منذ اللحظة الأولى، لأن شكل المحتوى وطبيعته سوف يختلفان باختلاف الهدف.
- العب على وتر المشاعر
ما هي المشاعر التي سوف تعمل على استغلالها؟ مشاعر الفرح أو الضحك، أم الحزن. تعتمد إجابة هذا السؤال على طبيعة جمهورك وكذلك على طبيعة الموضوع الذي يناقشه المحتوى، ولكن بأي حال، يجب أن يكون المحتوى قادرًا على لفت انتباه الجمهور منذ اللحظة الأولى، إمّا باستخدام عناوين جذابة، أو عناصر بصريّة مبهرة، أو غير ذلك من أساليب الترويج.
- تحين الفرصة
إذا كنت تريد أن تضمن نجاح حملتك التسويقية، فيجب أن تتحيّن الوقت الملائم لنشر المحتوى والذي يتواجد جمهورك خلاله في المنصات المستهدفة، كذلك يجب أن يتزامن المحتوى الفيروسي مع الأحداث التي يناقشها ويتطرق إليها. على سبيل المثال، إذا صنعت محتوًى فيروسيًا تطلب فيه من الجمهور توقع نتائج مباراة كرة قدم للفوز بجائزة معيّنة، فلن يكون مجديًا نشر هذا المحتوى بعد انتهاء المباراة.
لإنشاء المحتوى الفيروسي، يمكنك اللجوء إلى فريق التسويق لديك، أو توظيف مسوق محترف من خلال موقع مستقل، أكبر منصة عربية للعمل الحر، لتصميم حملات تسويق فيروسيّة تراعي مواردك المالية وتلائم جمهورك المستهدف.
ما هي استراتيجيات التسويق الفيروسي؟
تتنوع استراتيجيات التسويق الفيروسي وتكثر أساليبه، فباب الإبداع فيه مفتوح على مصراعيه، وخصوصًا في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي يتيح في كل يوم قنوات وأساليب تسويقيّة جديدة. وفيما يلي بعض الاستراتيجيات التسويقيّة التي يمكنك الاستفادة منها من أجل إنشاء حملة فيروسيّة ناجحة وفعالة:
1. مواكبة التطور التقني
تُعد مواكبة التطور التقني أمرًا ضروريًا للغاية لنجاح أي حملة تسويق فيروسي، ويزداد هذا الأمر إلحاحًا عندما تسعى لاستهداف فئة الشباب. على سبيل المثال، يوجد مؤخرًا إقبال متزايد من مستخدمي الإنترنت على منصة تيك توك، وهو ما يحتم عليك كمسوقًا الاستفادة من هذه المنصة وما تتيحه من فرص تسويقية جديدة.
2. ركوب التريند
يكثر استخدام مصطلح “ركوب التريند” في عالم التواصل الاجتماعي، ويُقصد به متابعة الأحداث والاتجاهات الرائجة، ومحاولة إنتاج محتوى يثريها أو يحاكي مضمونها، وذلك بغرض الاستفادة من حجم التفاعل الكبير الذي يتخلل هذه الاتجاهات بالعادة. تُعد هذه الاستراتيجية فعالة بشكل خاص في الوصول إلى شرائح جديدة من الجمهور، وتوسيع قاعدة العملاء المحتملين.
3. اختيار التوقيت الملائم
يلعب التوقيت عاملًا حاسمًا في نجاح حملات التسويق الفيروسي، وربما يحدد نجاحها من عدمه. بطبيعة الحال، يكثر تواجد جمهورك المستهدف في شبكة الإنترنت خلال أوقات محددة من اليوم، وهم أكثر عرضة للتفاعل مع هذا المحتوى خلال هذه الأوقات.
يمكنك اكتشاف هذه الأوقات من خلال دراسة تفاعل العملاء مع حملاتك ومنشوراتك التسويقيّة السابقة، وكذلك من خلال دراسة السمات الديموغرافية والجغرافية لجمهورك المستهدف. على سبيل المثال، إذا كان جمهورك المستهدف من فئة الموظفين فذلك يعني أنه يُفضل استهدافهم في ساعات المساء بعد انصرافهم من الدوام.
4. لفت الانتباه على الفور
يتعرض مستخدمو الإنترنت للمحتوى التسويقي بصفة مستمرة حتى وصلوا إلى حد التشبع، وهو الحد الذي يبرمج فيه المستخدمون أنفسهم على تجاهل كل أشكال المحتوى التسويقي بصورة تلقائيّة، ولقد بات سلوك مستخدمي الإنترنت يتسم بسرعة التصفح، والتنقل من صفحة إلى أخرى، ومن منشور إلى آخر دون تركيز.
ونتيجة لهذه العوامل، يجب أن يكون المحتوى الفيروسي ملفتًا للانتباه منذ النظرة الأولى، إمّا من خلال استخدام عناوين جذابة، أو عناصر مرئيّة مبهرة، المهم أن تلفت انتباه المستخدم، فنجاحك في ذلك يعني أنك قطعت نصف الطريق بالفعل نحو نجاح حملتك الفيروسيّة.
5. البساطة
يجب أن يكون محتوى حملة التسويق الفيروسي بسيطًا ولا يتطلب جهدًا كبيرًا لفهمه أو تحليله. لا شك أن جمهورك يتمتع بالتأكيد بالذكاء الكافي، ولكن مستخدمي الإنترنت يتصفحون الإنترنت عادةً للاسترخاء وقضاء الوقت وليسوا على استعداد للتفاعل مع محتوى معقّد أو غير مباشر.
وإذا كانت حملتك تقوم على تفاعل المستخدمين، مثل الاشتراك في المسابقات على مواقع التواصل الاجتماعي، فاجعل متطلبات المشاركة محدودة قدر الإمكان، ولا تطلب الكثير من المعلومات الشخصيّة، فكثرة المتطلبات قد تحول دون مشاركة العملاء في الحملة، كما أن الإفراط في طلب المعلومات الشخصيّة قد يشعرهم بانتهاك الخصوصيّة.