شهدت السنوات الماضية ظهور العديد من طرق التسويق الجديدة التي تترك المسوّق الإلكتروني حائرًا في اختيار المزيج المثالي من الاستراتيجيات التسويقية التي تحقق الفائدة والعائد الأكبر من أجل علامته التجارية؟ لكن حتى مع ظهور كل تلك القنوات التسويقية، لا يزال التسويق عبر البريد الإلكتروني يحتل مكانة متميزة بين أفضل تلك القنوات التسويقية.
إذ يحقق التسويق عبر البريد الإلكتروني أفضل عائد من الاستثمار على مدى 10 سنواتٍ متتالية، وتقول الإحصاءات أن كل دولار تصرفه على حملات التسويق عبر البريد الإلكتروني تجني من ورائه 38 دولار أمريكي. ورغم الانتشار الضخم لشبكات التواصل الاجتماعي في السنوات الماضية، إلا إن التسويق عبر البريد الإلكتروني يجلب زوّار وعملاء جدد أفضل 40 مرة من شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر.
كيف تبدأ حملات التسويق عبر البريد الإلكتروني؟
لتبدأ في تنفيذ استراتيجيات التسويق عبر البريد الإلكتروني يجب عليك أولًا اختيار مزوّد خدمة البريد الإلكتروني، ووضع خطة للحصول على عملاء جدد، ومن ثم فهم كيفية إرسال رسائل البريد الإلكتروني بالشكل الأمثل.
1. اختيار أفضل مزوّد خدمة البريد الإلكتروني
مزوّد خدمة البريد الإلكتروني هو المكان الذي يحتوي على صندوق الرسائل الواردة، وصندوق الرسائل المُرسلة، والرسائل غير المرغوب فيها، وإذا كنت ترغب في بداية حملات التسويق عبر البريد الإلكتروني فإن اختيارك لأفضل وأنسب مزوّد خدمة يسهّل عليك الخطوات التالية.
عند بداية البريد الإلكتروني في شهر أكتوبر لعام 1969، كان البريد الإلكتروني يتيح خيارين فقط: تفقّد صندوق الرسائل الواردة وإرسال الرسائل، أما الآن فهناك ملايين الخيارات المتاح لك الاختيار من بينها، وهذه قائمة لأفضل مزوّدي خدمة البريد الإلكتروني في الوقت الحالي:
جوجل Google
زوهو ميل Zoho Mail
بروتون ميل Proton Mail
ميل تشيمب MailChimp
هب سبوت HubSpot
ياهوو Yahoo
مايكروسوفت آوتلوك Outlook
آي كلاود iCloud Mail
تأكّد من توفير مزوّد الخدمة للأمان
يهتم الناس كثيرًا لأمر الأمن المعلوماتي هذه الأيام، وبالطبع يبحث كل شخص عن الخدمات الأكثر أمانًا وخصوصية للحفاظ على بياناته من السرقة أو الاستخدام السيئ. وطبقًا لما ذكرته شركة Hotspot فإن أكثر من 150 مليار رسالة بريد إلكتروني يتم إرسالهم يوميًا، وكل من هذه الرسائل تحتوي على معدّل 15 ملف مُرفق يوميًا، ويقول 53% من المستخدمين أنهم يفقدون ملفات بها معلومات حساسة أثناء عملية إرسال رسائل البريد الإلكتروني.
هذا يعني أن معلوماتك الحساسة تلك قد تُتاح في يد أي شخص، لذلك يجب عليك وضع الأمان ضمن معايير اختيارك لأفضل مزوّد خدمة بريد إلكتروني.
2. بناء القائمة البريدية
إذا سألت مؤسس أو مدير متجر إلكتروني عن نصيحة فعّالة من الناحية التسويقية فسوف يخبرك معظمهم بالبدء في بناء قائمة بريدية منذ اليوم الأول لمتجرك، وتتعلّم من هذه النصيحة أن تبدأ في تجميع مشتركي الرسائل البريدية في متجرك في أقرب وقت.
تنشئ القوائم البريدية عن طريق تجميع عناوين البريد الإلكتروني لزوّارك، وتخزن تلك القوائم البريدية بشكل عام في مزوّد خدمة البريد الإلكتروني الخاص بك، ومن الأمور الأساسية التي يجب أن تعلمها قبل تجميع قائمتك البريدية أنك تحتاج الإذن القانوني لإرسال رسائلك البريدية وحملاتك الترويجية لعملائك المحتملين، حتى لا تقع في أخطاء التسويق عبر البريد.
لتحصل على ذلك الإذن ينبغي أن يقوم زوّارك بـ “الاشتراك” فى خدمة النشرة البريدية لديك بمحض إرادتهم، وهناك العديد من الطرق لتشجيعهم على القيام بذلك. يختار الزوّار الاشتراك في خدمات النشرات البريدية لعدة أسباب، مثل الآتي:
التعرّف بشكل أكبر على متجرك وما يقدمه من منتجات وخدمات.
الحصول على أفضل العروض بشكل دوري.
إخبارهم بأحدث المنتجات التي تعرضها في متجرك باستمرار.
الحصول على أكواد الخصومات والعروض الخاصّة.
3. لا تخالف القوانين في أثناء حملاتك التسويقية
التسويق عبر البريد الإلكتروني هو مثال لما يُطلق عليه التسويق بالإذن، وهو مصطلح صاغه المسوّق والمؤلف الأمريكي سيث جودين. ويعني أن الزوّار يجب أن يختاروا الاشتراك في قائمتك البريدية بإرادتهم الشخصية، والعلاقة المبنية بين علامتك التجارية وبين العملاء يجب أن تُبنى على هذا الإذن.
هذا لا يستند فقط على الناحية التسويقية والصورة التي يعكسها عن علامتك التجارية، ولكن يستند أيضًا -وهذه هي النقطة الأهم- على الناحية القانونية. وضعت العديد من البلدان قوانين وقواعد لتتحكّم في عملية التسويق عبر لبريد الإلكتروني، وإذا خالفت تلك القوانين فقد تتعرض للمسائلة القانونية وتُطالب بالتعويضات الضخمة وأحيانًا يصل الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك، ومثال على تلك القوانين:
قانون CAN-SPAM: يعد هذا اختصارًا لـ Controlling the Assault of Non-Solicited Pornography And Marketing Act of 2003. يعطي هذا القانون الحق للمتضررين من الرسائل الإلكترونية غير المرغوب فيها -أو السبام- برفع دعوى قضائية ضد الحقوق التي توضحها القانون، كما يسمح للحكومة الفيدرالية باتخاذ إجراءات ضده، وقد تصل الغرامات إلى 250 دولار للرسالة الإلكترونية الواحدة.
قانون GDPR: يُعرف بـ “اللائحة العامّة لحماية البيانات”، وتهتم هذه اللائحة بحماية بيانات الأشخاص داخل دول الاتحاد الأوروبي، وينص كذلك على تجريم إرسال رسائل البريد الإلكتروني الترويجية من دون إذن.
قانون CASL: اختصارًا لـ Canadian Anti-Spam Legislation، ويساعد هذا القانون في حماية بيانات المواطنين الكنديين بينما يؤكد على الحفاظ على التنافسية بين الشركات والأعمال.